جدول المحتويات
السعودية
احتفظت شبه الجزيرة العربية -ومن ضمنها المملكة العربية السعودية- بكثير من أسماء مناطقها ورقاعها على مرّ التاريخ، ربّما يعود ذلك إلى أنّها احتضنت رسالة الإسلام منذ نشأتها، فوثّقت أسماء مناطق السعودية في المصادر التاريخيّة والدينيّة. يقوم التقسيم الإداري للمملكة العربية السعودية على نظام المناطق الإدارية، كأساس للتوزيع الجغرافي، وتتقسم المنطقة الإدارية إلى عدد من المحافظات. فكلمة “منطقة” جزء من التسمية حسب التقسيم الإداري، وفي هذا المقال سنذكر أشهر المناطق في المملكة العربيّة السعوديّة مرتبة حسب موقعها الجغرافي في السعودية ابتداءً من شمالها، مروراً بوسطها، وحتّى جنوبها، مع توضيح لأسمائها وتغيّرها –إن تغيرت– عبر التاريخ وسنذكر المصادر التي وردت فيها.
التقسيم الاداري للمملكة
تُقسّم المملكة العربيّة السعودية إداريًّا إلى 13 منطقة إداريّة، وتُقسم كل منطقة إداريّة إلى عدد من المحافظات يختلف عددها من محافظة إلى أخرى، ليبلغ عددها الإجمالي 134 محافظة سعوديّة دون مراكز إمارات المناطق، أمّا المحافظة فتُقسّم إلى تقسيم إداري أصغر يُعرف باسم “مركز”؛ بحيث يرتبط إداريًّا بالمحافظة ذاتها أو الإمارة، ومثال على ذلك منطقة الرياض وعاصمتها أو مركز إمارتها الرياض أيضًا، ويُشار إلى أنّه تُوجد العديد من المسميات السكانية التي يمكن أن تطلق على المحافظة أو الإمارة أو المركز، ومنها: مدينة، أو قرية، أو مزرعة، أو موارد مياه، أو تجمع بادية، وغيرها، ويبلغ عدد مدن المملكة السعوديّة 46 مدينة، من بينها 20 مدينة سعوديّة رئيسيّة.
تحتل منطقة الرياض الترتيب الأول من حيث أكثر مناطق التقسيم الاداري للمملكة تقسيمًا؛ إذ يبلغ عدد محافظاتها 21 محافظة، في حين تحتل كلًّا من منطقة الحدود الشماليّة ومنطقة الجوف الترتيب الأخير من حيث عدد محافظاتها، لتبلغ 3 محافظات فقط لكل منطقة، وأمّا بالنسبة لترتيب المناطق اعتمادًا على مساحتها، فتحتل المنطقة الشرقيّة الترتيب الأول كأكبر مساحة منطقة سعودية؛ إذ تبلغ مساحتها ما يُقارب 540,000كم²، لتُشكّل ما نسبته 27.6% من مساحة السعوديّة الإجماليّة، في حين تحتل منطقة الباحة الترتيب الأخير كأصغر منطقة سعودية من حيث المساحة، لتبلغ مساحتها ما يُقارب 12,000كم²، وتشكّل ما نسبته 0.6% فقط من المساحة الإجماليّة للمملكة. تحتل محافظة الأحساء ضمن المنطقة الشرقية الترتيب الأول من حيث أكبر محافظات المملكة مساحة؛ إذ تبلغ مساحة أراضيها ما يُقارب 375,000كم²، وتُشكّل ما نسبته 69% من مساحة المنطقة الشرقية الإجمالية، في حين تُصنّف محافظة الحرث ضمن منطقة جازان كأصغر محافظة في المملكة؛ إذ تبلغ مساحتها ما يُقارب 100كم².
تقسيم وأسماء مناطق السعودية
مناطق السعودية الشمالية
تبوك
من أشهر مدن شمال المملكة السعوديّة مدينة تبوك، إذ لها أهمية كبرى في كونها البوابة الشمالية للمملكة، والطريق الحيوي الذي يمرُّ عبره الحجّاجُ والمعتمرون والتجار القادمون من الدول الواقعة في الشمال، وتشير الآثار في مدينة تبوك إلى أنّ تاريخها يعود إلى 500 سنة قبل الميلاد، وقديماً أقامت فيها العرب البائدة وقبيلة جُذام، ويُروى أنّ اسمها كان “تابو” أو “تابوا”، أمّا في التاريخ الإسلامي فلا ننسى غزوة تبوك التي سُمّيت باسمها.
الجوف
من المناطق الشمالية الغربيّة، وتُعدّ من أخصب مناطق المملكة بسبب موقعها الجغرافيّ، ومناخها المعتدل، وخصوبة تربتها، لذا فهي بمثابة سلة الغذاء للمملكة، وتاريخيًّا تُعدُّ الجوف من أقدم المناطق في المملكة، إذ وُجدت فيها آثار تدلَّ على أنّها استُوطنت منذ العصر الحجري القديم. سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى تضاريسها الواسعة المنبسطة وهو معنى كلمة ” الجَوف”، وقد عُرِفت فيما سبق بـ “جوف آل عمرو ” نسبة إلى قوم سكنوها قديماً.
المناطق الوسطى
مكة المكرمة
تُعدّ مكة المكرمة قِبلة المسلمين، والمركز الروحي لهم، ولا تكاد تُذكر مكة حتى تُذكر كعبتها الشريفة، ومسجدها الحرام، وترتبط زيارتها عند المسلمين بأداء مناسك الحج والعمرة، حيث يزورها سنوياً أكثر من 20 مليون زائر، وهي أيضاً أكثر مناطق المملكة كثافة سكانية، ومن أشهر محافظاتها محافظة جدة ورابغ والطائف.
المدينة المنورة
ترتبط المدينة عند المسلمين بهجرة النبي عليه السلام إليها، وبدء التأريخ الإسلامي بهذه الهجرة، لذلك فإنّ للمدينة ومعالمها مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين، وكانت تُسمّى “يثرب” نسبة إلى يثرب بن قاينة، حتى هاجر إليها النبيّ عليه السلام، وسمّاها المدينة المنوّرة، وذُكرت في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). [سورة المنافقون، آية 8].
منطقة الرياض
عاصمة المملكة، وإحدى مناطق وسطها، وثاني أكبر مناطقها من حيث عدد السكان بعد مكة المكرمة ومن حيث المساحة بعد المنطقة الشرقية، وكانت الرياض فيما مضى تُدعى “رياض العارض” نسبة إلى جبال العارض التي تقع شمالها وشرقها، حتى سمّاها الأمير دهام الشعلان باسمها “الرياض”، ومن الناحية الجغرافية جزء من منطقة “نجد” التي عرفها الجغرافيون المسلمون، وكانت بها مملكة كِندة، وبنو تميم وغيرهم.
المناطق الجنوبية
المنطقة الشرقية
على الرغم من تسميتها، إلّا أنها تقع في الجنوب الشرقي للمملكة، متاخمة للحدود العُمانية والإماراتية والقطرية والكويتية، أو ما يُعرف بالخليج العربي، وتتميز المنطقة الشرقية بأنها المنطقة الأكبر مساحة في المملكة، والمنطقة الأغنى بالنفط عالمياً.
منطقة نجران
تقع في أقصى جنوب المملكة، متاخمة للحدود اليمنية، تشتهر بسدّ وادي نجران الذي يُعد أكبر سدّ في المملكة، وورد ذكرها في النصوص التاريخية باسم “نجرن” المأخوذة من “نجر” وهي تعني الحار جداً. وأقدم ذِكْر لها يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
