الترجمة
تعتبر الترجمة علماً قديماً ومستقلاً بحد ذاته، وتعرف بأنها تلك العملية التي يتم فيها تحويل نص مكتوب من لغته الأصلية إلى لغة أخرى وذلك بهدف إتاحته لأكبر عدد ممكن من الناس، وبذلك فهي أسلوب لنقل الثقافة والفكر والحضارة بين الشعوب، وهي مهمة صعبة تتطلب امتلاك المترجم مجموعة من المهارات؛ كمعرفة معاني الكلمات والمصطلحات، وتعلم قواعد كلا اللغتين الأصلية والمنقول إليها، وتعلم الصّور الفنية والتشبيهات البلاغية، ومعرفة ثقافة وحضارة كلا اللغتين وغيرها من المهارات، ويمكن تقسيمها إلى نوعين أساسيين، هما: الترجمة المباشرة، والترجمة غير المباشرة.
الترجمة غير المباشرة
قد يظن البعض بأن الترجمة هي عملية سهلة تتطلب نقل كل كلمة إلى ما يقابلها في اللغة المرادفة؛ بما يسمى بالترجمة المباشرة، ولكن هذا ليس صحيحاً البتة؛ حيث يلاحظ المترجم في كثير من الأحيان وجود فوارق عديدة، سواء على المستوى الثقافي أو الجمالي أو حتى فروق في التركيب ما بين اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها، مما يضطره للجوء إلى ما يسمى بالترجمة غير المباشرة؛ وهي نوع من الترجمة يستخدم مجموعة من الطرق الخاصة لنقل النصوص من لغة إلى أخرى دون المساس بالمعنى الأصلي.
أبرز طرق الترجمة غير المباشرة
تتضمن الترجمة غير المباشرة أربعة طرق رئيسية ومختلفة عن بعضها البعض، حيث يمكن للمترجم المحترف اختيار الطريقة الأنسب من بينها، وذلك بناءً على طبيعة النص المراد ترجمته، وهي كما يأتي:
إقرأ أيضا:مصرف الرافدين في العراق- الإبدال أو التعويض: هو الاستعاضة عن جزء من النص المكتوب أو الخطاب بنص آخر مع الحفاظ على المعنى الأصلي؛ فعلى سبيل المثال يستبدل المترجم الصفة بالفعل أو الفعل بالمصدر والعكس صحيح، أو يستبدل فئة نحوية بفئة أخرى وهكذا.
- التحويل: هي عملية تغيير أجزاء من النص المراد ترجمته، وذلك عن طريق النقل من فئة نحوية إلى أخرى مع الحفاظ على معنى الكلام؛ مما ينتج عنه تغيير في الهيكلة النحوية للنص ما بين اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها، وهنا لا بد للمترجم من معرفة أنه بالإمكان استبدال فئة كلمة في اللغة المنقول إليها دون حدوث أي تغيير على المعنى المراد في المصدر الأصلي.
- التعديل: هي طريقة ترتكز على تغيير شكل النص، وذلك من خلال تغيير المنظور أو إجراء بعض التغييرات اللفظية؛ حيث تشتمل على استخدام فقرة تختلف عن اللغة الأصلية واللغة المستهدفة، وذلك لإيصال الفكرة ذاتها، وفيها يتم تغيير بعض الدلالات اللفظية ونقل وجهة النظر للرسالة المراد إيصالها دون حدوث أي تغيير على المعنى الأصلي.
- التكييف: تستخدم هذه الطريقة بشكل أساسي عندما يكون الظرف الموصوف في اللغة الأصلية غريباً عن اللغة المنقول إليها، وذلك تبعاً لاختلاف الثقافة بين اللغتين؛ حيث يتم استبدال الواقع الثقافي والاجتماعي في النص الأصلي بما يقابله في ثقافة اللغة المنقول إليها عوضاً عن المعنى، وهذا يشمل تغيير المرجع الثقافي حينما يصبح الوضع في ثقافة اللغة الأصلية غير موجود في ثقافة اللغة المستهدفة، وبذلك فإن هذه الطريقة تعتبر نقلة في البيئة الثقافية ما بين اللغتين.
- إعادة الصياغة أو التكافؤ: هو التعبير عن الرسالة ذاتها، وذلك من خلال عبارة جديدة ومختلفة كليّاً من حيث الأسلوب والتركيب، وهي طريقة صعبة وتتطلب الكثير من الإبداع والخبرة، وتستخدم في ترجمة أنواع عديدة من النصوص بما يشمل: الأقوال المأثورة، والأمثال، والعبارات الاصطلاحية، والشعارات الدعائية، وأسماء المعاهد وغيرها.
مشاكل الترجمة
على الرّغم من تعدد الطرق والأساليب المتبعة في الترجمة؛ يجمع المترجمون كافة على أن المشكلة تكمن في عجزهم عن إيصال المعنى الدقيق لأي مصطلح يراد ترجمته، حيث يعود السبب في ذلك لعوامل عدّة، منها: اختلاف المرادفات من لغة إلى أخرى، واختلاف الثقافات الذي يصعب ترجمته عند نقل المصطلحات من لغة إلى أخرى، وامتلاك كل لغة لطابعها الخاص الذي تنفرد به عن اللغات الأخرى، وغيرها من العوامل.
إقرأ أيضا:بنك الدوحة