كيف شكل يأجوج ومأجوج

كيف شكل يأجوج ومأجوج 1

يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج هما قبيلتان من القبائل التي كانت تعيش في الشرق، وهما اسمان أعجميان، وقد قيل بأنّهما اسمان مشتقان، واختلف العلماء في اشتقاقهما، فقيل أنّهما من أجَجَ النار أي التهابها، وقيل أنّه من الأجَة بتشديد الجيم وهي الاختلاط أو شدة الحر، وقيل أيضاً أنّه من الأُج وهو السرعة في العدو، وقيل أنهما من الأجاجة وهي الماء شديد الملوحة، وذكرت قصة قوم يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل.

يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم

 ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم بأنّهم كانوا قوماً مفسدين، فقد قال تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف: 94]، فقد كانوا لا يمنعهم شيء عن ظلم الناس من حولهم، وذلك لقوتهم وجبروتهم، وعددهم الكبير، وذلك حتى جاء إلى المنطقة الملك ذي القرنين، والذي قد مكن الله تعالى له في الأرض، فاشتكى له أهل المنطقة من القبائل الأخرى ظلم يأجوج ومأجوج لهم، وطلبوا منه بناء سد بينهم يفصلهم عنهم، فوافق ذو القرنين وبنى لهم سداً عظيماً من الحديد وأذاب عليه النحاس لتمكينه وتقويته.

وقد جاء في القرآن الكريم عددٌ من الآيات التي تتحدث عنهم وكيف أنّهم محبوسون خلف السد لوقت معلوم وقد أخبر الله تعالى بأنّهم سيخرجون في آخر الزمان، وهم يحاولون اختراق السد وحفره للخروج منه منذ ذلك الوقت، ولكنهم لن يستطيعوا حتى يأذن الله بذلك، فقد قال تعالى في ذلك: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97]. وهذه واحدة من علامات الساعة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنّ السد الذي لم يكونوا يستطيعون اختراقه سيجعله الله تعالى سهل الاختراق، حيث قال في ذلك: {...فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ…} [الكهف: 98].

إعلان السوق المفتوح
اقرأ أيضاً:  سورة الشمس وسبب نزولها وتفسيرها

شكل يأجوج ومأجوج

ورد في الأحاديث النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاف قوم يأجوج ومأجوج ، منها ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف كأن وجوههم المجان المطرقة” [المحدث: البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهذا يعني أنهم قوم غير متحضرين إذ يصنعون نعالهم من شعر الحيوانات، وقيل بأنه دليل على طول شعورهم حتى تصل إلى أسفل أقدامهم، ويعني بالمجان المطرقة أي بأنها تشبه التروس المكسوة بالجلد، وذلك دليل على شكل وجوههم الدائرية المكسوة باللحم، وبأن عيونهم صغيرة وأنوفهم قصيرة وغليظة مع استواء الأرنبة، ووقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْمًا وُجُوهُهُمْ كالْمَجانِّ المُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ، ويَمْشُونَ في الشَّعَرِ” [المحدث: مسلم خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن سعيد الخدري انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا صغارَ الأعينِ، عِراضَ الوجوهِ، كأنَّ أعينَهم حَدَقُ الجرادِ، كأنَّ وجوهُهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ، ينتعلونَ الشَّعرَ، و يتخذونَ الدَّرَقَ، حتى يربطوا خيولَهم بالنَّخلِ” [لمحدث: الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

خروج يأجوج ومأجوج آخر الزمان

وردت عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن يأجوج ومأجوج أحدها يتحدث عن خروجهم، وما سيفعلون في الأرض وكيف سيفسدون فيها، ونهايتهم آخر الزمان، وقد قال في ذلك: “…وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ، فيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى الأرْضِ، فلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى اللهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ…” [المحدث: مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي الحديث وضح النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يأتون من كل مكان وبأعداد كبيرة فيشربون الماء من بحرية طبريا، فيدعو نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه الله تعالى ليرفع عنهم بلاءهم، فيرسل الله عليهم النغف وهو نوع من أنواع الدود فيأتيهم برقابهم بصرعهم مرةً واحدة، فيرسل الله تعلى نوعاً من الطيور فتأخذهم إلى حيث يشاء الله تعالى. 

اقرأ أيضاً:  سورة التغابن وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

مقالات مشابهة

سورة الملك وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الملك وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

حكم أخذ القرض الربوي للحاجة الماسة

حكم أخذ القرض الربوي للحاجة الماسة

صفات المنافقين الكاملة

صفات المنافقين الكاملة

سورة الحاقة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الحاقة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

دعاء سيدنا موسى عليه السلام

دعاء سيدنا موسى عليه السلام

كيفية صلاة سنة الفجر بشكل مفصل

كيفية صلاة سنة الفجر بشكل مفصل

معنى اسم الله الجبار

معنى اسم الله الجبار