جدول المحتويات
سيدنا زكريا عليه السلام
سيدنا زكريا عليه السلام هو زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، ويمر نسبه عليه السلام من سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وذلك وصولاً إلى يهوذا ابن سيدنا يعقوب عليه السلام، وكان يعمل سيدنا زكريا في النجارة، وتم ذكره في القرآن الكريم ثمان مرات، وتم تفصيل القصة في سورة مريم، وسورة آل عمران، وبُعث سيدنا زكريا عليه السلام إلى بني إسرائيل، برسالة الإيمان بالله تعالى وحده، وعدم الإشراك به، وشهد سيدنا زكريا كافة أنواع الكفر، والقتل والظلم الذي تفشى بين بني إسرائيل، ولم يكن لسيدنا زكريا ولد، فلما أحس بالكبر، وأنه لا يوجد من يخلفه في الدين، دعا الله تعالى قائلاً: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم:5-6]، فأوحى الله تعالى له بأن يكفل مريم عليها السلام، وبعدها بشره بأن امرأته حامل.
قصة سيدنا زكريا عليه السلام
كان سيدنا زكريا عليه السلام يعمل في النجارة، وعندما تقدم في العمر، وغطى الشيب رأسه هو وزوجته، ولم يكن هناك العديد من الموحدين في قوم بني إسرائيل، بدأ يفكر في الولد؛ وذلك ليكن خلفاً له، ويتحمل رسالة الدعوة إلى الله تعالى من بعده، ويكون من أنبياء الله الصالحين، فدعا الله عز وجل وبقي يفكر في الأمر، إلى أن قرر الذهاب إلى مكان ليتعبد فيه، فرأس مريم عليها السلام وعندها فاكهة الصيف في فصل الشتاء، وآثار حال مريم عليها السلام الحنية بشكل أكبر عند سيدنا زكريا للولد، فتوجه إلى الله تعالى ودعاه قائلاً: {ربِّ هَب لي من لدُنكَ ذريَّةً طيِّبةً إنَّكَ سميعُ الدعاء} [مريم:13]، فاستجاب الله تعالى له {يا زكريَّا إنَّا نُبشِّرُك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعلْ لهُ من قبلُ سميًّا} [مريم: 15]، وبذلك أعطى الله تعالى لسيدنا زكريا ولد سماه يحيى.
وفاة سيدنا زكريا عليه السلام
مات سيدنا زكريا عليه السلام قتلاً، حيث إنه قتل على يد أحد اليهود، وكان السبب في قتله أنه عندما شاع خبر حمل مريم عليها السلام في قوم بني إسرائيل اتهمها العديد من الناس في القوم بأنها من الزنادقة مع يوسف النجار الذي كان يتعبد معها في المحراب، والبعض الآخر اتهمها بسيدنا زكريا عليه السلام، وعندها اجتمع عليه القوم وأرادوا قتله، فأمسك به مجموعة من قوم بني إسرائيل ونشروه في المنشار، وقال البعض الآخر أن السبب في قتله كان أنه وبعد قتل ابنه يحيى عليه السلام على يد الملك الظالم هيردوس، والذي كان حاكم فلسطين، أرسل يطلب سيدنا زكريا عليه السلام لقتله، عندها اختبأ سيدنا زكريا في بستان مر بشجرة قريبة من البيت المقدس ونادته قائلة: “هلم إلي يا نبي الله”، فلما أتاها زكريا عليه السلام، انشقت الشجرة من الوسط بقدرة الله عز وجل، ودخلها عليه السلام، وانطبقت عليه، وبقي في وسطها، إلى أن أتى إبليس، وأخذ من رداء سيدنا زكريا عليه السلام، وأخرجه من الشجرة، ولقي القوم الذين خرجوا للبحث عن سيدنا زكريا عليه السلام، فقال لهم ماذا تريدون، قالوا نلتمس زكريا، فأجابهم: “إنه سحَر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها”، وقالوا له: لا نصدقك!، فقال لهم: “فإنّ لي علامة تصدقونني بها”، وقام بإخراج ثوبه ليروا بعينهم، فصدقوه واتجهوا نحو الشجرة، وشقوها من النص، وأخرجوا سيدنا زكريا عليه السلام وشقوه بالمنشار، ومات شهيداً عليه السلام.