جدول المحتويات
من هو فرعون
فرعون هو اسم كان يطلق على قدماء ملوك مصر، أما فرعون موسى فهو رمسيس الثاني الذي ذكرت قصته بالقرآن الكريم ثالث فراعنة مصر للأسرة التاسعة عشر، وأمه الملكة حبت، وأبوه الملك سيتي الأول، واشتهر بأنه أكبر طاغية وظالم في عهده؛ لأنه تسبب بظلم وقتل الكثير من الكبار والأطفال بغير حق من بني إسرائيل، وفرعون موسى هو أول من ادّعى الألوهية وصنع له تمثالًا يعبد، وعاش مايقارب 90 سنة، فقد ولد عام 1303 قبل الميلاد، ومات عام 1213ق.م، وحكم مصر مدة 67 سنة.
فرعون قصته متلازمة مع قصة النبي موسى عليه الصلاة والسلام الذي يعتبر من أعظم أنبياء الله ونبي اليهود؛ فجاء بكتاب التوراة الذي يحتوي على تعاليم الحكمة والموعظة الحسنة، فأصبح موسى يمثل منهج الحق والعدل والخير، وفرعون يمثل الشر والطغيان والظلم، كما أن قصتهما باتت معروفة لجميع الديانات ومتفق على الأحداث الرئيسية لهذه القصة بالرغم من وجود الاختلاف في بعض التفاصيل بين الروايات.
قصة سيدنا موسى مع فرعون
ذكرت قصة فرعون مع سيدنا موسى في عدة مواضع من القرآن الكريم، فقد كانت دعوته له في غاية الأهمية؛ فهي دعوة لأكبر ظالم ومتجبر ومدّعي للأولوهيّة في ذلك الزمان وهو فرعون الأكبر الذي لم يأت مثله، فكان فرعون من قبيلة حاكمة ومتسلطة، والنبي موسى عليه السلام من قبيلة بني إسرائيل التي كانت تعيش الظلم والعبودية في مصر من قبل فرعون وأتباعه، وفي يوم من الأيام رأى فرعون حلمًا سبب له الخوف والذعر على نفسه وسلطانه، فسأل سحرة مصر وكهنتهم عن تفسير حلمه، فكان تفسيرهم بأن هناك ولدًا من قبيلة بني إسرائل سيولد ويكون له شأن كبير في مصر وحكمها وسببًا في ضياع السلطة من فرعون، فبناءًا على ذلك أمر فرعون بقتل كل مولود جديد ذكر يولد لبني إسرائيل.
بعد معرفة والدة موسى إمرأة عمران بقرار فرعون خشيت على ابنها وأخفت أمر حملها عن الجميع، وعندما أنجبت موسى عليه السلام ألهمها الله تعالى بأن تضعه في تابوت وتلقي به في اليم، ففعلت ذلك وشاء القدر أن يصل التابوت لإيدي جنود فرعون الذين أخذوه مباشرة لملكهم الظالم الذي أراد قتله، ولكن آسيا زوجة فرعون طلبت منه أن يبقى في قصرهم؛ لأن حبه دخل قلبها عندما رأته، فوافق فرعون ونشأ النبي موسى في قصرهم، وكبر وأصبح شابًا قويًّا وعادلًا لا يحب الظلم وبعد ما حصل معه العديد من الأحداث التي دفعته للهروب من مصر للوصول بمدينة مدين في فلسطين أوحى الله له الرسالة إلى فرعون وأهله ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإخبارهم بأنه هو نبي الله، ثم أيده الله بالعديد من المعجزات التي تساعده على إثبات صدق نبوته مثل العصا، ويده، والدم وغيرها الكثير والتي بالرغم منها أنكر فرعون هذا الدعوة وأبى واستكبر ونادى بقومه بأنه هو ربهم من دون الله.
موت وهلاك فرعون
تم إجراء العديد من الأبحاث الفرنسية على جثة فرعون قبل عشرات السنين التي أظهرت نتائجها أنه مات غرقًا، وقد ذكر القرآن الكريم ذلك قبل ما يزيد عن ألف سنة، فقد أنكر فرعون وكذب رسالة موسى عليه السلام وأمر بهلاكه ومن يتبعه من القوم، وبعدها قرر سيدنا موسى الهرب مع قومه، فأمر فرعون جنوده باتباعه للحاق بهم والقضاء عليهم، وأثناء هروب موسى ومن معه وصلو لطريق مسدود بالمياه العميقة، فخاف موسى ومن معه أن يهلكوا على يد فرعون وجنوده القادمين خلفهم، وكانت هنا معجزة سيدنا موسى أن ضرب بعصاه على الماء لينشق الماء ويصبح طريقًا سار عليه موسى ومن معه حتى وصلو للجهة الأخرى، وعندما وصل فرعون وأتباعه المياه حاولوا السير على نفس الطريق، إلا أن الله أعاد البحر لوضعه الطبيعي، وغرق فرعون والبعض من جنوده بالمياه، من ثم أمر الله تعالى المياه أن تلقي جثة فرعون إلى اليابسة ليحملها جنوده المتبقين وينقلونها لأهله الذين قاموا بتحنيطه.