جدول المحتويات
محافظة بني عمرو
تعد من المحافظات التابعة ل مدينة النماص وهي محافظة سعودية تقع في منطقة عسير على سلسلة جبال السروات، والتي يحكمها قبيلتين؛ قبيلة شهر وقبيلة بني عمرو، وتعرف محافظة بني عمرو بذلك الاسم نسبة إلى “عمرو بن ربيعة بن الحجر بن الهنوء بن الأزد”، وعلى الرغم من أن محافظة بني عمرو معروفة بغطائها النباتي الواسع إلا أنها ينتشر بها الضباب على مدار فصول السنة، سواء بشكل كلي أو جزئي، وفي الصيف تصل درجة الحرارة إلى 28 درجة مئوية ولا تتخطاها وذلك لارتفاعها عن مستوى سطح البحر بـ 2500 متر، وفي الشتاء تنخفض درجة الحرارة إلى الصفر مئوية.
تاريخ استيطان محافظة بني عمرو
اتخذت قبائل بني عمرو من موقعهم الحالي موطن لهم، حينما انتقلوا من اليمن مع اخوانهم النازحين من بني شهر و باللسمر و باللحمر منذ ما يقرب من ألفي سنة وألف وخمسمائة سنة قبل الهجرة، وكانت قبيلة بني عمرو من أولى القبائل المشاركة في الفتوحات الإسلامية التي انضمت إلى جيوش المسلمين، كما شهدت فتح مصر حيث كانوا من ضمن القبائل التي وكل لها عمرو بن العاص التمركز في الجيزة ليتصدى معسكرهم لأي عدوان قد يغشاهم من هذا الاتجاه، وروي عن الترمذي أن النبي قال فيهم: “الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد”، ومدحهم علي بن أبي طالب قائلًا:
الأزد سيفي على الأعداء كلهم
وسيف أحمد من دانت له العرب
قوم إذا فاجأوا أبلوا وإن غُلِبوا
لا يحجمون ولا يدرون ما الهرب
آثار بني عمرو
تحوي بادية بني عمرو آثارًا ونقوشًا تعود إلى ما قبل العصر الإسلامي، لتنقل لنا شكل الحياة في ذلك الوقت، حيث تنوعت تلك الآثار بين تسجيل المعارك، ونقوش أخرى تصور الحيوانات والإنسان، بالإضافة لبعض النقوش التي عاصرت الإسلام وهي الخط الكوفي المبكر، كما عثر على مجموعة من النقوش لثلاث فترات تاريخية 125-127-155 هـ ، نقش عليها آيات من القرآن، وعلى الرغم من أهمية تلك النقوش والرسوم إلّا أنه من المزمع تمهيد طريق في هذه المنطقة، والذي سيؤدي إلى تدمير معظم الآثار الموجودة ، وتقدم سكان بني عمرو بالعديد من الشكاوى لوقف عملية التدمير تلك، والمحافظة على النقوش والرسومات، التي يقوم السكان حاليًا بنقلها يدويًا رغم صعوبة الأمر مما أدى لفساد عدد من النقوش، بسبب قلة خبرة الأهالي بكيفية التعامل ونقل الآثار.
أما عن أشهر معالم بني عمرو على الإطلاق الجبل البركاني جبل حرفة -بفتح الحاء- والذي يبلغ إرتفاعه 2491 مترًا ويقع بجانبه جبل صغير يسمى الثدي وأطلق عليه ذلك لانه تشكل يشبه ثدي الانثى، ويأخذ الجبل شهرته وخرافاته بسبب غموضه وارتفاعه الشاهق عن بقية جبال المنطقة، وتوارث الناس أساطير الجبل جيل بعد جيل، وبحسب الاسطورة إما أن يصيبك الجبل بالجنون التام وذهاب العقل أو الفحولة الشعرية، والتي تعد من أهم الصفات التي تباهى بها العرب قديمًا.
أكد سكان المنطقة أنه عندما يخيم الليل ويرمي بظلامه على أطرافها، يُسمع قرع طبول ممزوج بهمهمات وضحكات متتالية، وبتتبع الصوت يضطروا إلى اقتحام جبل حرفة نفسه، وهنا يحدث المتوقع، وبحسب رواية أحد الشهود والتي تبدأ خلال جلسة مجموعة من الأصدقاء تنافس واحد منهم على الصعود إلى جبل حرفة في المساء ليقبل التحدي ويوافقه أحد الحاضرين، وبالفعل في اليوم التالي لصعودهم، وجد أحدهما صريعًا على أحد جانبي الجبل، والآخر شُهد وهو يطلب المساعدة من أحد مراكز الشرطة، وبسبب محاولة أحد ضباط الشرطة مساعدته، احترق منزله بالكامل! وعلى الرغم من أن العديد من سكان المنطقة اجزموا أنهم صعدوا الجبل أكثر من مرة دون أن يتعرضوا لسوء، إلا أن الروايات جميعها تشاركت في أن وقت الصعود كان بالنهار.
في النهاية لا نقدر على تصديق أو تكذيب تلك الروايات، لكن من المؤكد أن النظرة الأولى للجبل لن تشعرك بالارتياح لذا اتبع حدسك، وحاول السيطرة على فضولك.