جدول المحتويات
قال جمهور العلماء أنه لا يبطل الصيام، حتى لو أنزل، فعن أبي هُريرةَ -رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “إنَّ اللهَ تجاوَزَ لأمَّتي عما وَسْوَسَتْ، أو حَدَّثَت به أنفُسَها، ما لم تَعمَلْ به، أو تَكَلَّمْ”(رواه البخاري ومسلم)، ولكن ينبغي على كل ومسلمة أن يبتعدوا عن مثل تلك الأمور، فلقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21].
هل مجرد التفكير في الجنس يبطل الصيام؟
إن مجرد التفكير في الجنس (الجماع) لا يبطل الصيام عند أكثر أهل العلم، بل لو أنزل المني بسبب التفكير دون تدخل منه، ودون قصد لم يبطل الصيام في قول جمهور أهل العلم، قال ابن هبيرة في كتابه اختلاف الأئمة العلماء: “وَأَجْمعُوا على أَن من فكر فَأنْزل أَن صَوْمه صَحِيح، إِلَّا مَالِكًا فَإِنَّهُ قَالَ: يفْطر، وَيجب عَلَيْهِ الْقَضَاء” ونوصي الشباب والبنات بتقوى الله -عز وجل- والحذر، والابتعاد عن خطوات الشيطان؛ فإن التفكير في مثل تلك الأمور وإن كان لا يؤاخذ به العبد إلا أنه قد يكون خطوة كبيرة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد إلى ما وراءها من الخطر؛ ليوقعه في المحرمات، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21].
هل التفكير بالجنس مع عدم إنزال المني يبطل الصيام؟
التفكير بالجنس لا يبطل الصيام عند أكثر أهل العلم حتى وإن أنزل المني؛ وبالتالي يُفهم أن التفكير بالجنس مع عدم إنزال المني لا يبطل الصوم.
هل التفكير بالجنس مع إنزال المني يبطل الصيام؟
مَن أنزَلَ بتفكيرٍ مجرَّدٍ عن العملِ، والقصد، ودون تدخل منه بيد أو غيرها؛ فلا يبطل صيامه، سواءٌ كان تفكيرًا مُستدامًا، أو غيرَ مُستدامٍ، وهو مذهَبُ الجُمهورِ من: الحَنَفيَّة، والشَّافِعيَّة، والحَنابِلة، وحُكي الإجماعُ على عدمِ فَسادِ صَومِ مَن فكَّرَ فأنزَلَ المني، وما يدل على ذلك:
السُّنَّةِ النبوية
عن أبي هُريرةَ -رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “إنَّ اللهَ تجاوَزَ لأمَّتي عما وَسْوَسَتْ، أو حَدَّثَت به أنفُسَها، ما لم تَعمَلْ به، أو تَكَلَّمْ”(رواه البخاري ومسلم).
وجه الدلالة
أن الفكر من حديث النفس، فيكون من المعفو عنه والحمد لله، ولأنه لا يوجد نص في الفطرِ به، ولا إجماع على ذلك، ولا يمكن قياسه على المباشرة أو الجماع، ولا تكرار النظر؛ لأنه دونهما في استدعاء الشهوة، وإفضائه إلى الإنزال، ولأنه إنزال من غير مباشرة، فهو أشبه بالاحتلام.