جدول المحتويات
العمرة
تعتبر العمرة واحدة من العبادات التي يقوم بها المسلم، تقرباً لله تعالى، وذلك من خلال زيارة بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة؛ بغرض أداء مناسكها بحسب الشروط والأحكام الخاصة المتمثلة بالطواف بالبيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة؛ وفقاً لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ} [البقرة: 134]؛ طمعاً بكرم الله بغفران الذنوب والحصول على جزيل الثواب، ويمكن تأديتها نيابة عن النفس أو الأباء والأمهات، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً؛ باختلاف النية والتلبية.
حكم أداء العمر عن الميت
يجوز لأي مسلم القيام بأداء مناسك العمرة نيابة عن شخص متوفي؛ من خلال عقد نية العمرة سراً أو علانية عن المعتمر عنه، وبدء المناسك بالتلبية باسمه بقوله: (لبيك اللهم عمرة عن فلان)، ومن ثم يشرع بأداء ما تبقّى من مناسك وفقاً للأحكام والشروط والأركان الخاصة بهذه العبادة، بشكل طبيعي لا يختلف عن أيّ من خطوات القيام بها نيابة عن النفس، عدا عن ذلك فإن الله يعلم ما في النوايا وغايات الشخص، ويذهب ثواب هذه العمرة للشخص المتوفى؛ أما فيما يتعلق بقبولها من عدمه، فهو أمر خالص إلى الله عزّ وجل، ولا يعمله أحد غيره.
كيفية أداء العمرة عن المتوفى
يمكن للمسلم أداء مناسك العمرة عن أي شخص، قريباً كان أم غريباً، وفقاً للخطوات التالية:
- يجب أن يكون المعتمر عن الميت، قد سبق له القيام بأداء العمرة عن نفسه.
- يُستحب عن وصول المعتمر إلى الميقات أن يغتسل وينظّف نفسه.
- يقوم الرجل بارتداء إزاراً أو رداءً غير يخلو من الخيوط.
- ينوي المعتمر دخول المناسك بقلبه، ويجوز التلفظ بها؛ وإذا محرما وخاف من ألا يتمكّن من ذلك، يجوز له الاشتراط عند إحرامه؛ فيقول: (فإن حبسني حابس فمحلّي بحيث حبستني)، ثم يبدأ بالتلبية ويستمر حتى يبدأ الطواف.
- يقصد المعتمر الحجر الأسود ويقوم باستقباله، ثم استلامه بيده اليمنى، ويقبله أن كان ذلك مُيسراً، ويردد: (الله أكبر).
- يطوف المعتمر حول الكعبة المشرفة مقدار سبعة أشواط، وإن تيسّر له محاذاة الركن اليماني عليه إن يستلمه دون تقبيله.
- يستحب أن يسعر المعتمر في المشي مع تقارب خطاه في الأشواط الثلاث الأولى، ويستحب للمعتمر الرجل أو يضع وسط ردائه تحت الإبط الأيمي، وطرفيه على كتفه الأيسر، ويردد في كل شوط: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
- يقوم المعتمر بالتوجّه إلى مقام سيدنا إبراهيم، عليه السلام، ويصلي ركعتين خلف، وهذا من السنة، وإذا كان المكان مزدحما لا حرج أن يصليهما في أي مكان في الحرم.
- يتجه المعتمر إلى الصفا؛ وهو يردد قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158]، ثم يرقى عليه ويستقبل القبلة ويرفع يديه داعياً الله عز وجل.
- يتجه المعتمر بعد ذلك إلى المروة، ويسرع من مشيه بعد وصوله إلى العلم الأخضر، ثم يعود للمشي بعد تجاوزه، حتى يُنهي سبعة أشواط بين الصفا والمروة.
- يفك المعتمر إحرامه بعد الانتهاء من السعي، ويقوم الرجل بحلق شعر رأسه أو تقصير، وتقص المرأة أطراف شعرها.
ما هي أركان العمرة
حتى تصح العمرة ويكسب المعتمر والمعتمر عنه أجرها، لا بد من أداء أركانها، التي تختلف باختلاف المذاهب الفقهية، وهي:
- ركن الطواف: وهو الركن المُتفق عليه بين جميع أئمة المذاهب الأربعة.
- ركن الإحرام: وهو يعد ركناً عن كلّ من الشافعية والحنابلة والمالكية، لكنه يعتبر شرطاً في مذهب أبي حنيفة.
- أركان العمرة على المذهب الشافعي: تشمل كلاً من؛ الإحرام، والطواف بالبيت الحرام، والسعي بن الصفا والمروة سبعاً، وحلق أو تقصير شعر الرأس، ووجوب اتباع هذه الأركان بالترتيب.
- أركان العمرة على مذهب المالكية والحنابلة: وهي ثلاث أركان تضم تباعاً؛ الإحرام، الطواف ببيت الله الحرام، والسعي بين الصفا والمروة سبعاً.