جدول المحتويات
جبل نيبو
يعرف جبل نيبو بأنه أحد الجبال التاريخية الهامة التي تقع ضمن مدينة مادبا بالمملكة الأردنية الهاشمية، على مسافة تبعد 41كم من العاصمة الأردنية عمان، ويمتاز الجبل بارتفاعه عن سطح الأرض ما يقارب 680م، مما وفر له إطلالةً مميزةً على البحر الميت من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يمكن لأي شخص يصعد الجبل أن يشاهد أراضي فلسطين وتحديداً قبة الصخرة الواقعة داخل المسجد الأقصى في مدينة القدس؛ وبذلك يعد منطقةً مناسبةً للمراقبة.
يعود سبب تسمية جبل نيبو بهذا الاسم إلى إله التجارة لدى البابليين؛ حيث تذكر الروايات أن القوافل التجارية المتجهة إلى فلسطين كانت تمر من خلال جبل نيبو، وهو يعد أحد المناطق المقدسة لدى أتباع الديانات السماوية، سواءً المسلمين، أو المسيحيين أو اليهود، وذلك لارتباطه بالنبي موسى عليه السلام، ولذلك فإنه يضم مجمع من الكنائس، وعدد من القبور واللوحات الفسيفسائية، بالإضافة إلى معبد.
قرية نيبو
تعرف هذه القرية أيضاً باسم بلدة المخيط، أما اسم نيبو فهو الاسم القديم لها، والذي اكتسبته نتجة موقعها من الجبل؛ حيث إنها تقع على السفح الجنوبي للجبل، والذي يرتفع عن سطح البحر مسافة 790م، ونظراً لموقعها المميز فإن القرية لها أهمية دينية وتاريخية؛ إذ إنها تحتوي على ثلاث كنائس أثرية، وهي: كنيسة القديس جورج والتي بنيت عام 536 م، وكل من كنيسة لوط وكنيسة اموص وكاسيسو واللتان تقعان وسط المنازل القديمة في القرية، والتي يعود تاريخ بنائها إلى العهد البيزنطي.
الأهمية التاريخية لـ جبل نيبو
أكدت كل الآثار والروايات التاريخية قدم جبل نيبو؛ إذ تم ذكره في نقوش ميشع ملك مؤاب مع الحروب التي دارت عليها، في الفترة الزمنية ما بين القرن الرابع وحتى القرن السادس الميلادي، وتذكر الروايات أن الجبل تم هجره من السكان لسنوات طويلة ضمن هذه الفترة، إلى حين أن أقامت فيه قبيلة مسيحية من قبائل البدو، عملت على بناء الكنيسة، وإعادة إعمار المنطقة.
ذكرت الروايات التاريخية أيضاً أن هذا الجبل قد ورد ذكره في العهد القديم للنصارى، وذلك في العبارة ” اصعد إلى جبل عباريم، هذا جبل نبو الذي في أرض موآب الذي قباله أريحا”، كما أثبتت الدراسات التاريخية أيضاً إلى أن الجبل يعد من المناطق المأهولة بالسكان منذ أقدم العصور التاريخية، وذلك بسبب وجود العديد من علامات التي تدل على ذلك، ومنها: الأحجار الدائرية الضخمة، والدلمن، والعديد من قطع الصوان المصنوعة، بالإضافة إلى ذلك فقد أقيم فيها قديماً كنيسة باسم النبي موسى، وهي لا تزال قائمةً حتى الآن، ويتم إقامة الشعائر الدينية فيها.
أهمية جبل نيبو عند المسيحيين
تعود أهمية جبل نيبو لدى المسيحيين بسبب اعتقادهم بأن نبي الله موسى عليه السلام توفي ودفن فيه، وأنه خلال حياته قد وقف عليه مع قومه، ومن خلاله رأى الأرض الموعودة والتي يتمكن من الوصول إليها، بالإضافة إلى ذلك فقد اكتسب هذا الجبل أيضاً أهميةً بالغة بسبب وجود الكنيسة الإيوانية على قمته، والتي بناها رهبان الفرنسيسكان في الفترة ما بين القرن الرابع والسادس بعد الميلاد، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد ما بين المسيحيين بوجود قبر موسى عليه السلام، إلا أن علماء الأرض والآثار لم يتوصلوا إلى أي دليل أو علامة تدل أو تنفي ذلك حتى اليوم.
متحف جبل نيبو
يضم جبل نيبو متحفاً تم إنشاؤه ليقوم بعرض مجموعة من أهم آثار هذا الموقع، سواءً كانت الدينية أو الأثرية، وهو مجهز لاستقبال الزوار؛ حيث يوجد فيه مرافق عامة، ومواقف خاصة للحافلات التي تقوم بنقل الزوار، ومهبط طائرات، وعلى جانبي الطريق الذي يصل ما بين كل من مدينة مادبا إلى المتحف فإنه يوجد الأسواق الشعبية التي تقوم ببيع الحرف اليدوية، والتي تعد من المنتجات التي يهتم السياح بشرائها كهدايا أو قطع تذكارية.
