اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

يتعرض الكثير من الأشخاص من وقت إلى آخر لمشكلات تتعلق بالصحة العقلية أو ما يسمى بالأمراض النفسية، ما يؤثر على مزاجهم وتفكيرهم وسلوكهم وحتى علاقتهم مع من حولهم، ويؤدي في حال إهماله وعدم الحصول على الرعاية الطبية اللازمة إلى الإجهاد المتكرر، وفقدان القدرة على العمل وممارسة الحياة الطبيعية كما في السابق، ولعل من أشهر هذه الأمراض اضطراب ثنائي القطب الذي يؤدي لتقلبات مفرطة في المزاج ومشاكل صحية كثيرة.

مرض ثنائي القطب 

مرض ثنائي القطب 

يعرف اضطراب ثنائي القطب – أو الاكتئاب الهوسي كما كان يعرف سابقاً – بأنه حالة صحية عقلية تؤدي إلى اختبار المريض لتقلبات مفرطة في المزاج تتضمن الارتفاعات العاطفية مثل: الهوس أو الهوس الخفيف، والانخفاضات العاطفية مثل الاكتئاب، ما ينتج عنه شعور بالحزن واليأس وفقدان الإهتمام بأداء معظم الأنشطة، أو الشعور بالابتهاج والامتلاء بالطاقة أو الغضب بسرعة على نحو غير طبيعي، وهذا بدوره يؤثر على الطاقة، والنشاط، والنوم، والسلوك، والقدرة على التفكير واتخاذ القرارات المختلفة.

تاريخ مرض ثنائي القطب

تعود أسس ومبادئ وصف الاضطراب ثنائي القطب إلى منتصف القرن التاسع عشر وتحديداً عام 1850؛ وذلك حين قدم جان بيير فارليه وصفاً إلى أكاديمية جمعية الطب النفسي في باريس ورد فيه تعبير “الجنون الدوار”، وعقب ذلك بثلاثة سنوات قدم جول بيارجيه وصفاً إلى الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، ووضح فيه أعراض اضطراب عقلي ثنائي الطور يؤدي إلى تأرجحات متقلبة في المزاج ما بين الهوس والملانخوليا، وأطلق عليه اسم “الجنون مزدوج الشكل”، ونشره بعد ذلك في دورية علمية طبية متخصصة بالطب النفسي عام 1854، وعقب ذلك اعتمد الطبيب النفسي الألماني إميل كريبيلن على هذه المبادئ؛ حيث استخدم مبدأ كارل لودفيج كالباوم من أجل تشخيص اضطراب المزاج الدوري، وصنف أسباب الحالات بشكل منهجي لدى المصابين بهذا الاضطراب، ومن ثم ابتكر مصطلح “الذهان الهوسي الاكتئابي” لوصف هذه الحالات. 

إعلان السوق المفتوح

ظهر مصطلح “رد الفعل الهوسي الاكتئابي” عام 1952 وذلك بفضل جهود أدولف ماير؛ حيث ذكر في النسخة الأولى من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ومن ثم استخدمت مبادئ كارل كلايست التي وضعت عام 1911 لوضع التصنيف الفرعي للاضطرابات إلى: اضطرابات اكتئابية أحادية القطب، واضطرابات ثنائية القطب، عقب ذلك وفي عام 1957 استخدم كارل ليونهارد المبادئ ذاتها للتفريق ما بين الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب، ونتيجة لتقدم الوسائل والأبحاث في الطب النفسي تمت مراجعة وتنقيح وصف الأعراض في الطبعات اللاحقة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وذلك على يد مجموعة من الأطباء النفسيين المختصين.

انتشار مرض ثنائي القطب 

يصيب هذا الاضطراب حوالي 1% من السكان حول العالم؛ حيث يعد سن الخامسة والعشرين هو السن الأكثر شيوعاً لبدء ظهور الأعراض وبشكل متقارب بين الجنسين في مختلف الشعوب والثقافات والمجموعات العرقية، وذلك مع أخذ الإحصائيات المحلية في عين الاعتبار؛ فعلى سبيل المثال وجدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن معدل الإصابة بهذا الاضطراب للأمريكيين من أصل آسيوي أقل بكثير مقارنة بأقرانهم من أصول أوروبي أو افريقي، كما وجدت دراسة أخرى أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2000 أن انتشار هذا المرض متساو على مستوى العالم، وأن الإحصائيات متقاربة لكلا الجنسين، ولكن معدلات الإصابة به أعلى في البلدان النامية وذلك نتيجة لضعف الرعاية الصحية المقدمة، وصعوبة الحصول على الأدوية المناسبة للعلاج. 

هل مرض ثنائي القطب وراثي؟

نعم يمكن القول بأن مرض ثنائي القطب وراثي؛ حيث يعتقد بأن العوامل الوراثية هي السبب الرئيسي وراء 60-80% من مدى خطورة تطور الأعراض، كما قدرت القابلية الكلية لانتقال هذا المرض بالوراثة بمعدل 0.71، وعلى ذلك فإن خطورة الإصابة بهذا الاضطراب لدى أقارب المصابين به من الدرجة الأولى هي أكبر بعشر مرات مقارنة بالعينة الإحصائية العامة. 

تسمية مرض ثنائي القطب 

يعود سبب تسمية هذا المرض باسم ثنائي القطب إلى كونه منطوياً على النقيضين أو القطبين من اضطرابات المزاج وهما: الاكتئاب، والهوس، وله أيضاً بعض الأسماء الأخرى وهي: الاضطراب ذو القطبين، والاضطراب ثنائي الاستقطاب، والاضطراب ذو الاتجاهين، والهوس الاكتئابي، والذهان الهوسي الاكتئابي. 

أنواع اضطراب ثنائي القطب 

أنواع اضطراب ثنائي القطب 
  • الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: قد يظهر على المصاب بهذا النوع نوبات هوس تستمر لمدة 7 أيام على الأقل، أو أعراض هوس شديدة تتطلب الحصول على رعاية طبية فورية في المستشفى، كما قد يصاب بنوبات مختلطة أو نوبات اكتئاب تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. 
  • الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتضمن هذا النوع نوبات اكتئابية، ومما يميزه أن الشخص يصاب بنوبات من الهوس الخفيف بدلاً من نوبات الهوس الكاملة، وهو أقل حدة من الهوس. 
  • اضطراب المزاج الدوري، أو دوروية المزاج: يجمع هذا النوع ما بين أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب، والتي تمتاز بأنها أقل حدة من نوبات الهوس الخفيف أو الاكتئاب، ويستمر أعراضه لمدة تصل إلى عامين عند البالغين، وعام واحد عند الأطفال والمراهقين. 
  • أنواع أخرى: تشمل هذه الأنواع الاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات ناتجة عن تناول الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو الإصابة بحالة طبية مثل: السكتة الدماغية، أو التصلب المتعدد، أو مرض كوشينج. 

أسباب اضطراب ثنائي القطب 

أسباب اضطراب ثنائي القطب 

لا يوجد سبب واضح للإصابة باضطراب ثنائي القطب، حيث يرى الأطباء النفسيين أن الوراثة تلعب دوراً أساسياً في حدوثه إلى جانب بعض الأسباب المحتملة الأخرى مثل: وجود بعض المواد التي ينتجها الجسم ومنها النواقل العصبية سيراتونين ونورإيبينفرين، والتي لا يجري تنظيمها بشكل طبيعي، والتعرض للصدمات والأحداث الحياتية المجهدة. 

أعراض اضطراب ثنائي القطب 

أعراض اضطراب ثنائي القطب 

 يمر المصاب باضطراب ثنائي القطب بفترات يتخللها نوبات من الأعراض، ويتلوها فترات من الهدأة بدون أعراض نهائياً؛ حيث تستمر النوبات في حال ظهورها لفترة تتراوح ما بين بضعة أسابيع إلى 3 أو 6 أشهر كحد أقصى، وتكون غير منتظمة عند بعض المرضى حيث تختلف الفترة الزمنية التي تفصل ما بين النوبة والأخرى، وفي الوقت ذاته قد يكون عدد هذه النوبات قليلاً خلال العام، أو قد يكون 4 نوبات أو أكثر كل عام وهذا ما يطلق عليه اسم “دورة النوبات السريعة”، لكن وعلى الرغم من ذلك يبقى زمن الدورة لكل مريض ثابتاً بشكل نسبي، أما عن هذه النوبات فهي قد تكون نوبات اكتئاب، أو هوس، أو هوس خفيف، أو نوبات مختلطة، وسنتناول كلاً منها بالتفصيل تباعاً على النحو التالي: 

اقرأ أيضاً:  هل مرض الصفراء خطير للكبار؟

الاكتئاب 

يسبب الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب شعور المريض بالحزن الشديد، واليأس، وانعدام القيمة، والانعزال عن الآخرين، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية المعتادة، وعدم القدرة على القيام بالمهام البسيطة، ناهيك عن البطء في الحركة والتحدث والتفكير وازدياد عدد ساعات النوم، ويترافق ذلك مع ازدياد أو انعدام الشهية وبالتالي زيادة أو نقصان الوزن، بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات، والتفكير بالموت أو الانتحار. 

الهوس 

تختلف نوبات الهوس عن نوبات الاكتئاب بكونها أقصر وتستمر لمدة أسبوع أو أكثر ثم تنتهي بشكل مفاجئ، ويشعر المريض خلالها بالثقة الزائدة وقد يبالغ في تصرفاته أو طريقة ارتدائه للملابس، كما تتسارع الأفكار لديه ويشعر بطاقة فائضة ونشاط وابتهاج غير مألوف، ما ينتج عنه انخفاض في عدد ساعات النوم، كما يصبح أيضاً مشتت الذهن وينتقل من موضوع إلى آخر وبشكل مستمر خلال الحديث، ويعتقد بأنه في أفضل حالاته النفسية. 

من ناحية أخرى، يعاني بعض المرضى من الذهان الهوسي؛ وهو شكل من أشكال الهوس الشديد الذي ينتج عنه ظهور أعراض نفسية تشبه الفصام، حيث يمكن أن يكون لدى المريض توهمات مبالغ فيها كأن يعتقد نفسه نبياً، كما يمكن أن يشعر بالاضطهاد مثل أن يكون ملاحقاً من قبل الشرطة، ويرافق ذلك نشاط واضح يصبح بسببه المريض مندفعاً وذو نشاط بدني وذهني عالي لدرجة تؤدي إلى فقدان القدرة على الربط ما بين التفكير والسلوك، وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى العلاج الفوري نتيجة للتعب الشديد الذي يصيبه. 

الهوس الخفيف 

في هذه الحالة يشعر المريض بالبهجة بشكل عام ويظهر نشاطاً واضحاً من الناحية الذهنية والبدنية، وقد تكون نوبات الهوس الخفيف بالنسبة لبعض المرضى فترة يشعرون فيها بالثقة والنشاط والقدرة على الإبداع والتعامل مع مختلف المواقف الاجتماعية بسهولة، ولكن في الوقت ذاته قد تكون هذه النوبات بالنسبة لمرضى آخرين فترة يشعرون فيها بتشتت الذهن والهيجان والغضب الشديد، وتغير المزاج بشكل سريع ومزعج. 

النوبات المختلطة 

هي النوبات التي تجمع ما بين الاكتئاب والهوس أو الهوس الخفيف في وقت واحد، حيث يشعر المريض خلالها بالرغبة بالبكاء والبهجة في الوقت ذاته، أو يزداد مستوى الإبداع لديه خلال فترات يشعر فيها بالاكتئاب، وقد يخلد إلى النوم مكتئباً ويستيقظ مبتهجاً ومندفعاً، ونتيجة لهذه التغيرات المزاجية المتسارعة يزداد خطر الانتحار خلال النوبات المختلطة بشكل كبير.

شخصية ثنائي القطب 

قد يصعب على الكثيرين فهم شخصية ثنائي القطب؛ حيث يتأرجح مزاجه بشكل متكرر من المزاح والفرح إلى الحزن والاكتئاب، ومن الضحك والطاقة العالية إلى البكاء وانخفاض الإنتاجية والعزلة عن الآخرين دون وجود أسباب واضحة تستدعي ذلك. 

كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب؟ 

يتساءل الكثير من الأشخاص عن الكيفية التي يمكنهم من خلالها معرفة إن كانوا مصابين باضطراب ثنائي القطب أم لا، وعلى ذلك نشير فيما يأتي إلى الأعراض التي تظهر عادة على المصاب بكل نوع من أنواع الاضطراب ثنائي القطب على النحو التالي: 

كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول؟  

يمتاز هذا النوع باستمرار نوبة الهوس لمدة 7 أيام على الأقل، وذلك بالتزامن مع حدوث أعراض هوسية شديدة تستدعي دخول المريض للمستشفى، ومن أبرز أعراضه ما يأتي: 

  • أعراض نوبة الهوس: النشوة أو سرعة الانفعال والهيجان، وكثرة واستمرارية الكلام بصوت عالي، وتسارع الأفكار، وتضخم تقدير الذات، والشعور بمستويات عالية من الطاقة وانخفاض الرغبة في النوم، وزيادة الرغبة الجنسية، والتبذير في الإنفاق، بالإضافة لتعاطي المخدرات. 
  • أعراض نوبة الاكتئاب: فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية المعتادة، والشعور بالذنب وانعدام قيمة الذات، والمزاج الكئيب، وانخفاض النشاط، والرغبة في الانتحار.

كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني؟ 

تتقلب أعراض هذا النوع ما بين الهوس الخفيف والاكتئاب، ولا تحدث خلاله نوبات هوس كاملة كما في النوع الأول؛ حيث تستمر نوبة الهوس الخفيف لعدة أيام وتظهر خلالها أعراض تختلف في شدتها من شخص إلى آخر، وعلى ذلك فإن من أبرز أعراض نوبة الهوس الخفيف ما يأتي: 

  • زيادة العلاقات الاجتماعية، وارتفاع مستويات الطاقة والنشاط.
  • الشعور بالإبداع وازدياد الثقة بالنفس. 
  • سرعة الانفعال، وسهولة التشتت وفقدان التركيز. 
  • ازدياد الرغبة الجنسية. 
  • تسارع في الأفكار وردود الأفعال. 
  • ازدياد شرب القهوة والتدخين، وممارسة السلوكيات الخطرة مثل الشجار مع الآخرين. 

كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب نوع دوروية المزاج؟ 

يسبب هذا النوع نوبات من الاكتئاب والهوس الخفيف، ولكنها لا تحقق الشروط التشخيصية اللازمة، وعلى ذلك نشير فيما يأتي إلى أبرز أعراض هذا النوع: 

  • أعراض نوبة الهوس الخفيف: تضخم النظرة لقيمة الذات، والتفاؤل الشديد، والشعور بالنشوة والسعادة المفرطة، والإفراط في الحركة والتكلم، والتشتت وتسارع الأفكار وفقدان القدرة على التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل صحيح، بالإضافة إلى انخفاض الحاجة إلى النوم وممارسة السلوكيات العدوانية. 
  • أعراض نوبة الاكتئاب: فقدان الرغبة في القيام بالمهام المفضلة، والشعور بالحزن والرغبة في البكاء، والشعور بالإرهاق والذنب وانخفاض قيمة الذات، وصعوبة التركيز والانفعال بسرعة وخاصة لدى الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى حدوث تغيرات ملحوظة في الوزن، والتفكير المستمر في الموت أو الانتحار. 

تشخيص اضطراب ثنائي القطب 

تشخيص اضطراب ثنائي القطب 
  • الفحص البدني: يهدف هذا الفحص إلى الكشف عن أي مشكلات طبية قد تكون السبب في ظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب. 
  • التقييم النفسي: في هذا الفحص يعرض الشخص  على طبيب نفسي مختص يتحدث معه عن مشاعره، وأفكاره، وأنماط سلوكه، كما يطلب منه تقييم نفسه عن طريق ملء استبيان أو تقييم ذاتي نفسي، كما قد يطلب منه الإذن للحصول على معلومات إضافية متعلقة بالأعراض التي يعاني منها من الأهل والأقارب والأصدقاء. 
  • مخطط المزاج: هنا يطلب من الشخص تسجيل أنماط نومه، أو حالاته المزاجية، أو غيرها من العوامل التي تساعد في التشخيص الصحيح وإيجاد العلاج المناسب. 
  • معايير الاضطراب ثنائي القطب: هنا يجري الطبيب مقارنة ما بين الأعراض التي تظهر على الشخص ومعايير الاضطراب ثنائي القطب، والاضطرابات النفسية الأخرى ذات الصلة والتي ذكرت في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، والذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي. 
اقرأ أيضاً:  أسرع علاج للكحه الناشفة

كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب 

كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب 

لا بد من اتباع مجموعة من النصائح التي تسهل التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وتخفف من الأعراض التي قد تظهر في النوبات الشديدة مثل: نوبات الجنون، ونوبات الاكتئاب، والنوبات المختلطة، ومن هذه النصائح ما يأتي:

  • الرجوع إلى الكتب والمراجع الطبية المتخصصة والقراءة عن المرض بشكل مفصل، وذلك لتفهم حالة المريض ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معه وخاصة عند مروره بأحد النوبات السابق ذكرها. 
  • الاستماع والإنصات إلى مشاعر المريض، وتجنب افتراض أن كل تقلب في المزاج قد يكون أحد أعراض بداية النوبة؛ حيث تختلف الحالات من مريض إلى آخر. 
  • مراقبة المريض وملاحظة بدء ظهور الأعراض عليه، ومن ثم تقديم المساعدة اللازمة سواء كانت عن طريق أخذ الأدوية في مواعيدها، أو الرجوع إلى الطبيب النفسي المختص عند الحاجة. 
  • مرافقة المريض في مواعيده عند الطبيب النفسي، وذلك من أجل تخفيف أعراض القلق والتوتر التي قد تظهر عليه. 
  • طلب الإذن من المريض وتخطيط ما يجب القيام به أثناء ظهور النوبات، فعلى سبيل المثال يمكن القيام بما يأتي: تبني روتين يومي يتضمن تنظيم أوقات الطعام ومواعيد النوم، وإدارة صرف الأموال خلال النوبات، والقيام ببعض الأعمال المشتركة مثل تناول الوجبات في الخارج. 
  • التعبير عن صعوبة التعامل مع المريض، والتعبير عن المشاعر التي يشعر بها كل من الأهل والأصدقاء وذلك خارج أوقات النوبات، وبكل هدوء ودون إصدار أي أحكام أو اتهامات؛ حيث يقوم مريض ثنائي القطب غالباً ببعض التصرفات المحرجة أو المزعجة لكل من الأهل والأصدقاء. 
  • إقناع المريض بضرورة زيارة الطبيب النفسي للحصول على العلاج اللازم، وتوضيح كيفية تطور المرض وازدياد الأعراض سوءاً في حال عدم تلقي العلاج. 

علاج اضطراب ثنائي القطب 

علاج اضطراب ثنائي القطب 

أشار العديد من الخبراء إلى إمكانية علاج اضطراب ثنائي القطب بفعالية وذلك عن طريق دمج كل من العلاج الدوائي والعلاج النفسي، والاستمرار في الخطة العلاجية حتى بعد أن يشعر المريض بالتحسن؛ حيث يهدف العلاج بشكل أساسي إلى تقليل حدة النوبات وعددها ليتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي. 

مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب 

في بداية الأمر لا بد من معرفة أن هذا الاضطراب غير قابل للشفاء، ولكن عند حصول المريض على العلاج الفعال يمكن ملاحظة تحسن النوبات في غضون 3 أشهر تقريباً، والسيطرة على الحالة المزاجية، ولكن هذه المدة ليست ثابتة حيث تختلف من مريض إلى آخر تبعاً لاختلاف الأعراض التي تظهر عليه. 

أدوية علاج ثنائي القطب 

الأدوية المثبتة للمزاج 

تستخدم هذه الأدوية بشكل أساسي للتحكم بنوبات الهوس الخفيف أو الهوس الحاد التي تصيب المريض، ومنها ما يأتي: 

  • الفالبروات (Valproate): هو مثبت للمزاج على المدى الطويل، ومضاد للتشنج ذو فعالية عالية، وهنا يجب التنويه أنه يمنع استخدامه من قبل النساء اللواتي يخططن للحمل وذلك لكونه يسبب تشوهات خلقية للجنين. 
  • كاربامازيبين (Carbamazepine) ولاموتريجين (Lamotrigine): توصف هذه العلاجات بشكل تدريجي مع مراقبة حالة المريض باستمرار، ويحتاج دواء كاربامازيبين لإجراء فحوصات دورية للدم والكلى.
  • الليثيوم (Lithium): هو أحد أكثر الأدوية شيوعاً في علاج ثنائي القطب، ويستخدم للتحكم بنوبات الهوس على فترات طويلة تصل إلى 6 أشهر يحتاج المريض خلالها لإجراء فحوصات دم دورية؛ وذلك للتأكد من مستوياته في الدم، كما يحتاج أيضاً لإجراء فحوصات للكلى والغدة الدرقية، والجدير بالذكر هنا أنه لا بد من الالتزام بالجرعة التي يحددها الطبيب وذلك لتجنب حالات الإقياء والإسهال التي تنتج عن الجرعات الزائدة، كما يجب في الوقت ذاته تجنب أدوية مضادات الالتهابات غير الستيرويدية ومنها الإيبوبروفين. 

الأدوية المضادة للذهان 

تساعد هذه الأدوية المريض على التحكم في نوبات الهوس، ويصرفها الطبيب عادة في حال عدم نجاح ألوية المثبتة للمزاج، أو ليتم استخدام كليهما في الوقت ذاته، ومن هذه الأدوية ما يأتي: 

  • كيتيابين (Quetiapine).
  • أولانزابين (Olanzapine).
  • أريبرازول (Aripiprazole).
  • ريسبيريدون (Risperidone).
  • كلوزابين (Clozapine).
  • زيبراسيدون (Ziprasidone). 

الأدوية المضادة للاكتئاب 

يضيف الطبيب هذه الأدوية في العادة وذلك بهدف التحكم بأعراض الاكتئاب إن ظهرت على المريض مع الأدوية المضادة للذهان، أو الأدوية المثبتة للمزاج؛ وذلك لكونها قد تسبب أحد نوبات الهوس الحاد للمريض. 

هل يشفى مريض ثنائي القطب؟ 

لم يجد الخبراء والباحثون حتى الآن علاجاً شافياً لاضطراب ثنائي القطب، ولكنهم في الوقت ذاته نجحوا في الوصول إلى مجموعة من الأساليب العلاجية طويلة الأمد التي تساعد المريض على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، وتبقي مزاجه مستقراً لفترة طويلة، وتقلل من ظهور الأعراض لديه بشكل كبير وذلك شرط الالتزام بها، ولكن في الوقت ذاته قد تستمر الأعراض عند بعض المرضى على الرغم من تلقيهم العلاج المناسب وذلك لاختلاف الحالات من شخص إلى آخر، وهنا لا بد من البحث عن الأسلوب العلاجي المناسب لحالة المريض دون إلقاء اللوم عليه. 

نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب 

وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الشفاء من هذا المرض لا تتعدى 20%، ولكن في الوقت ذاته فإن 80% من الأشخاص المصابين قادرون على التعايش مع الأعراض المرافقة لهذا المرض بشكل طبيعي. 

علامات الشفاء من ثنائي القطب 

قد يستغرق الأمر شهوراً أو سنوات طويلة حتى تصبح الأعراض غير ظاهرة على الشخص المصاب، وعليه فإن من أبرز علامات الشفاء من هذا المرض ما يأتي: 

  • ممارسة الحياة والأنشطة اليومية بشكل طبيعي. 
  • القدرة على النوم بشكل طبيعي. 
  • استقرار الحالة المزاجية.
  • الطموح والإقبال على تحقيق الأهداف. 
  • اختفاء أعراض نوبات الهوس والاكتئاب.
اقرأ أيضاً:  هل مرض الغرغرينا معدي

اضطراب ثنائي القطب والزواج 

بينت مجموعة من الدراسات أن زواج الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب قد يفاقم المرض النفسي وانتكاسه؛ ففي الوقت الذي تعتبر فيه التقلبات المزاجية في الزواج أمراً طبيعياً يختلف الأمر في حالة ثنائي القطب، حيث يصعب توقع تصرفاته وردود أفعاله تجاه المواقف المختلفة، وهنا تبرز أهمية فهم تصرفات الشريك وتقديم الدعم اللازم له وذلك للحصول على زواج صحي وناجح، الأمر الذي يؤدي إلى تحسن شامل في جميع نواحي الحياة وتعايش أفضل مع المرض. 

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والجنس 

يختبر الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب زيادة في الحاجة إلى الإشباع الجنسي خلال نوبة الهوس، وعندما يزيد هذا الأمر عن الحد الطبيعي فهو يسمى الإفراط الجنسي أو إدمان الجنس، ومن أبرز خصائصه: الاستمناء القهري، وممارسة الجنس مع شركاء متعددين مجهولين، وممارسة الجنس القسري، والعديد من العلاقات الجنسية خارج إطار العلاقة الملزمة، وهذه السلوكيات جميعها لا تلحق الضرر بالعلاقات المستقرة فحسب؛ وإنما تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة المنقولة جنسياً، ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري استشارة الطبيب النفسي المختص والحصول على الأدوية التي تساعد في السيطرة على الهوس، وبالتالي منع فرط النشاط الجنسي من أن يصبح مدمراً. 

من ناحية أخرى، يتسبب الاكتئاب الذي يختبره الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب في قتل الدافع الجنسي؛ وذلك بسبب التأثير السلبي للأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب على الرغبة والقدرة الجنسية، حيث يشعر الشخص المصاب بالضعف والنقص وعدم الاستحقاق، كما يشعر بأنه غير جذاب وغير مرغوب فيه، وهذا ينعكس بشكل سلبي على مدى اهتمامه بنظافته الشخصية؛ الأمر الذي يؤثر على حميمية العلاقة بشكل سلبي.

اضطراب ثنائي القطب عند الاطفال 

يمكن أن يظهر هذا الاضطراب عند الأطفال في أي عمر، وله مجموعة من العلامات والأعراض التي نذكرها منها ما يأتي: 

  • التقلبات المزاجية الحادة والمختلفة عن التقلبات المزاجية التي يمر بها معظم الأطفال. 
  • الإهمال والتصرف باندفاع غريب عن شخصية الطفل الاعتيادية.
  • فرط النشاط، والعدوانية، والاندفاع، وتبني سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً. 
  • انخفاض الرغبة في النوم بشكل ملحوظ. 
  • الرؤية المسطحة أو المتضخمة للقدرات الشخصية. 
  • الاكتئاب أو الهيجان غالبية اليوم. 
  • ظهور أفكار أو سلوكيات انتحارية وخاصة لدى الأطفال الكبار أو المراهقين. 

من ناحية أخرى، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن الأطفال يمكن أن يصابوا بعدد من الاضطرابات الأخرى التي لها أعراض مشابهة لثنائي القطب ومنها: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاضطراب السلوكي، واضطراب العصيان التقابلي، واضطراب التوتر، والاكتئاب الحاد، ما يجعل التشخيص أمراً أكثر صعوبة ويتطلب استشارة مقدم الخدمة الصحية العقلية المتخصص في التعامل مع الأطفال والمراهقين. 

اختبار ثنائي القطب 

يستخدم الطبيب النفسي المختص اختبار ثنائي القطب وذلك لمساعدته في التشخيص الدقيق والعلاج، وهو عبارة عن اختبار يساعد في فحص الأعراض وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بالمشاعر، والتجارب التي يمكن أن يمر بها الشخص المصاب بهذا الاضطراب، حيث يتم الإجابة عنها من خلال ذكر مقدار تكرار الأعراض عند الشخص المصاب، ومن ثم مقارنتها مع مجموعة من المعايير الخاصة للوصول إلى التشخيص المناسب، وعلى ذلك فإن من أبرز أسئلة اختبار ثنائي القطب ما يأتي: 

  • إذا كانت مشاعر الشخص ومزاجه تؤثر على إنتاجه النوعي والكمي. 
  • إذا كان الشخص يختبر شعور الفرح والاكتئاب في الوقت ذاته.
  • إذا كان الشخص يمر بفترات يشعر خلالها بالنشاط المفرط، والذي قد يؤدي إلى دخوله في مشاكل مع من حوله. 
  • إذا كان الشخص يمر بفترات يشعر فيها بالسعادة المفرطة، وفترات أخرى يتخللها حزن وبكاء شديدين. 
  • إذا كان الشخص يشعر بثقة بالنفس بطريقة مبالغ فيها. 
  • إذا كان الشخص يمر بفترات يشعر فيها بالغضب والعدوانية، ما يؤدي إلى دخوله في مشاكل مع من حوله.
  • إذا كان الشخص لا يشعر بالرغبة في النوم على الرغم من عدم نومه لساعات كافية. 
  • إذا كان الشخص يشعر في بعض الأحيان بالتفاؤل، ويشعر بانعدام الأمل في أحيان أخرى. 
  • إذا كان الشخص يشعر بتسارع الأفكار في رأسه في كثير من الأحيان. 

الفرق بين الفصام وثنائي القطب 

يخطئ الكثير من الأشخاص في التمييز ما بين الفصام وثنائي القطب وذلك لوجود العديد من أوجه التشابه بينهما، لكن في الوقت ذاته توجد مجموعة من الفروقات التي يمكن الاعتماد عليها لتمييز أحدهما عن الآخر، ومن أبرز هذه الفروقات ما يأتي:

  • مدى التأثير على الشخص المصاب: يسبب الاضطراب ثنائي القطب تأرجح مستويات الطاقة والنشاط والمزاج لدى الشخص المصاب بشكل كبير؛ حيث ينتقل ما بين الإثارة الشديدة أو الهوس والاكتئاب بشكل متسارع، الأمر الذي يؤثر على قدرته على أداء الأنشطة اليومية، أما الفصام فيسبب أعراضاُ أكثر حدة؛ حيث يعاني المصاب بالفصام من الهلوسة والأوهام ويرى ويسمع أشياءً غير موجودة، كما قد يعاني أيضاً من التفكير غير المنظم الذي يمنعه من رعاية نفسه لوحده. 
  • الانتشار والفئات العمرية المعرضة للإصابة: يؤثر الاضطراب ثنائي القطب على قرابة 2.2% من سكان الولايات المتحدة، ويظهر عادة ما بين أواخر سن المراهقة وسن البلوغ المبكر، كما يمكن أن يظهر لدى الأطفال، أما الفصام فيؤثر على قرابة 1.1% من سكان الولايات المتحدة، ويصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16-30 عاماً، ولا يظهر على الأطفال. 
  • الأدوية المستخدمة في العلاج: يصف الطبيب النفسي المختص عدداً من الأدوية لمريض ثنائي القطب وذلك للتحكم في تقلب المزاج والأعراض الأخرى ذات الصلة، ومن هذه الأدوية: مضادات الذهان، ومضادات الاكتئاب، ومثبتات المزاج مثل الليثيوم، والدواء المنوم في حال كان المريض يعاني من صعوبة في النوم، أما مريض الفصام فيستخدم عادة الأدوية المضادة للذهان وهي الأكثر شيوعاً؛ حيث تتحكم في الأعراض من خلال التأثير على ناقل الدوبامين العصبي في المخ، إلى جانب بعض الخيارات العلاجية الأخرى مثل: العلاج في المستشفيات، والعلاج بالصدمة الكهربائية.

فيديو عن اضطراب ثنائي القطب

مقالات مشابهة

أسباب ضيق التنفس أثناء النوم

أسباب ضيق التنفس أثناء النوم

هل مرض كرون خطير

هل مرض كرون خطير

سبب النوم الكثير للطفل الرضيع

سبب النوم الكثير للطفل الرضيع

occult blood in stool ما هو تحليل

occult blood in stool ما هو تحليل

علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال بسبب الأسنان

علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال بسبب الأسنان

علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم

علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم

فيتامين برايورين دليلك الشامل

فيتامين برايورين دليلك الشامل