جدول المحتويات
الفلسفة
الفلسفة هي عبارة عن نشاط إنساني قائم على الافتراضات والنظريات، وهي علم دقيق مرتبط بجميع أنواع العلوم الحياتية والإنسانية؛ حيث تعتمد في أسلوبها على التحليل والتأمل في الظواهر والمشكلات، كما تعتبر من أبرز العلوم الإنسانية العريقة التي ظهرت في العصر اليوناني القديم، إذ تم اشتقاق كلمة الفلسفة من مفردة في اللغة اليونانية القديمة تعني حب الحكمة، وتضم الفلسفة مجموعة من الأعمال العقلية والأفكار المنطقية ووجهات النظر المرتبطة بمجريات الحياة اليومية للناس، فكان الفلاسفة قديمًا يشكلون مرجعيات بارزة بالنسبة للناس؛ بسبب ما يحملونه من أفكار ومقترحات فلسفية قادرة على وضع صيغة عامة لمجريات الحياة.
الفلسفة علم إنساني شهد كثير من التطورات منذ الظهور الأول له وحتى الحياة المعاصرة؛ من خلال مجموعة من الأفكار القديمة والحديثة التي تبناها الفلاسفة تبعًا لنظرتهم الفلسفية والظواهر الطبيعية أو بعض المواقف التي تحصل مع الناس، ومن أشهر الفلاسفة المؤثرين في هذا العلم؛ الفيلسوف أفلاطون وتلميذه أرسطو، وعالم الرياضيات الذي أطلق على نفسه لقب الفيلسوف فيثاغورس.
مجالات الفلسفة
- ما وراء الطبيعة: وطلق عليها أحيانًا الميتافيزيقيا؛ وهي عبارة عن دراسة الطبيعة الواقعية وكل ما هو موجود في هذا العالم؛ كطبيعة الخلق والخالق، والحقيقة الكامنة خلف الأشياء، ومكونات المادة، والرابط بين العقل والجسم.
- المعرفة: يهتم علم الفلسفة بماهيّة المعرفة الإنسانيّة من حيث ماذا يمكن أن يعرف الإنسان، وكيف ممكن أن يعرف.
- الأخلاق: تهتم الفلسفة بتوضيح ما هو صواب وما هو خطأ من الأخلاق، وما أفضل تصرف يمكن القيام به تجاه المواقف والأحداث التي يمر الإنسان بها خلال حياته، وما هو الأسلوب المتبع في التعامل مع الآخرين.
- المنطق: يعتبر علم الفلسفة أن المنطق من أهم موضوعاته؛ فيقوم المنطق على استخدام الحجج والبراهين لإثبات صحة بعض الإجابات حول موضوعات محددة.
علم النفس
يعرف علم النفس بأنه مجموعة من الدراسات العلمية التي تهتم بدراسة سلوك الفرد وشخصيته؛ للوصول إلى دوافع السلوك وتفسيرها، والتنبؤ والتحكم فيها، ولعلم النفس عدة مجلات أو ميادين نذكر منها:
- علم النفس التربوي: يختص باالتحصيل الأكاديمي للأفراد.
- علم النف الاجتماعي: يُعنى بدراسة التأثيرات المتبادلة بين الفرد والجماعة.
- علم النفس التجيريبي: يُعنى بالعمليات الحركية والإدراكية للأفراد؛ كعمليات الإدراك البصري.
- علم النفس الفسيولوجي: يهتم بدراسة العلاقة بين سلوك الأفراد والعمليات الفسيولوجية.
- علم نفس النمو: يُعنى بدراسة مراحل نمو الفرد منذ كان جنينًا في رحم والدته.
- علم النفس الصناعي: يركز هذا المجال على إدخال علم النفس في علاج المشكلات المتعلقة بمجال عمل الأفراد؛ وذلك بهدف زيادة ورفع إنتاجيتهم.
فلاسفة علم النفس
درس الكثير من الأشخاص على مر العصور علم النفس والفلسفة وعرفوا باسم الفلاسفة أو علماء علم النفس، وعلى ذلك نشير إلى أشهر فلاسفة علم النفس على النحو التالي:
غوردون ألبورت
ولد هذا العالم سنة 1897، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، ثم استكمل دراسته في برلين وهامبورغ قبل أن يعود مرة أخرى في عام 1924 إلى الولايات المتحدة، وذلك من أجل التدريس في جامعة هارفارد، وقد كان واحداً من أبرز دعاة نظام الشخصية، واستخدم في الوقت ذاته طريقة السمة؛ وذلك من أجل تكوين علم كمي يساعد في قياس الشخصية، وله العديد من المؤلفات من بينها الشخصية ودراسات أخرى للتفاعل والقيم.
ألفريد بينيه
ولد هذا العالم سنة 1857، وكان مهتماً بالحقوق والبيولوجيا ودرسهم في جامعة باريس، إلى جانب علم النفس الذي أحبه بعد تعيينه مديراً لمختبر علم النفس في الجامعة ذاتها، وقد عمل على تطوير أول اختبار خاص لقياس نسبة الذكاء، كما قام عام 1866 بنشر أول بحث له؛ وهو علم النفس الإدراكي، وأتبعه فيما بعد بعدد من الدراسات التي تناولت مواضيع مختلفة مثل: التغيرات المرضية في الشخصية، والإيحائية، والتنويم المغناطيسي، وبحلول عام 1900 بدأ أبحاثه المتعلقة بالاختلافات الفردية والتي تمحورت حول تطوير مقياس الذكاء الشهير الخاص به.
كان بينيه واحداً من العلماء والمنتجين؛ حيث عمل على إنشاء أول مجلة فرنسية مختصة بعلم النفس، وفي عام 1908 توصل لمنهج مناسب يمكن الاعتماد عليه بدلاً من قياس الاستجابات بشكل مفرد، وحدد تكرار حدوث كل صنف منها في كل خطوات المنبه، كما نشر أكثر من 33 مقالة كتبها بمفرده، بالإضافة إلى 21 مقالة اشترك في كتابتها مع غيره من العلماء.
بيار جانيه
عاش هذا العالم الاكلينكي في الفترة ما بين 1859-1947، وأخذ دروسه في باريس، ثم درس مع شاركو حتى تخصص في الاعتلال العقلي والعصبي، كما درس علم النفس في العديد من جامعات فرنسا، وعُين مديراً لمختبر علم النفس في سالبتيار، كما عين عام 1898 كمحاضر في علم النفس في جامعة السريون، وفي عام 1900 عين أستاذاً لعلم النفس في جامعة فرنسا وعرف بأعماله التي اختصت بالهستيريا والشخصية المتعددة؛ حيث قام بتفسيرهما حسب نظرية المشاركة، وأكد أن الشخص الهستيري يفتقد غالباً للقوة المتماسكة، ما ينتج عنه انقسام شخصيته إلى مجموعة أجزاء منها واعية ومنها غير واعية، ومن أهم مؤلفاته: الحلة العقلية للهستيريين، والعصاب والأفكار الثابتة والأعراض الرئيسية للهستيريا.
سيجموند فرويد
عاش هذا العالم في الفترة ما بين 1856-1939، وحصل على شهادته الجامعية عام 1881 كطبيب نفسي، وبعد عمله كطبيب عمل في حقل علم النفس وزاد اهتمامه بالتحليل النفسي عندما تعاون عام 1884 مع جوزيف بروبر، وذلك خلال تأليف كتابه دراسات في الهستيريا وتفسير الأحلام، ومع مرور الزمن أصدر عدة مؤلفات منها: مستقبل الوهم، وما بعد مبدأ اللذة، والحضارة وأسباب عدم رضاها، وبحلول عام 1906 أبدى فرويد اهتمامه في تأسيس تنظيم يهدف إلى تشجيع نشر معارف التحليل النفسي، ومن أهم مؤلفاته: الأنا والهو، وسيكولوجية الأحلام للمبتدئين، ونظرية اللبييدو، وفن التحليل النفسي وما وراء علم النفس وغيرها، وقد جمعت كتاباته في عشرة مجلدات كبيرة نشرت تحت اسم “كتابات سيجموند فرويد”.
ألفريد إدلر
أسس هذا العالم النفسي أمريكي الجنسية مدرسة علم النفس الفردي، وركز على النظريات المناقصة مع بعضها البعض والتي قدمها فرويد، وقد أسس مع مجموعة من أتباعه نظاماً نظرياً جديداً عرف بعلم النفس الفردي، وحرص على أن يتوجه في كتبه ومحاضراته للأشخاص الأذكياء، وللمدرسين والمعلمين المهتمين في مجتمعه.
العلاقة والاختلاف بين الفلسفة وعلم النفس
يمكن القول بأن علم النفس هو علم مشتق من الفلسفة، حتى أن الفلاسفة الذين نادو بأن يصبح علم النفس علمًا قائمًا بذاته هم فلاسفة في الأصل، وتكمن العلاقة بينهما بأن كلاهما علمان مشتركان بمحاولة الغوص في أعماق الإنسان وأسراره، إذ يظهر ذلك من خلال محاولتهما الإجابة عن تساؤل من أنا؟ وعدم فصل الإنسان عن بيئته المحيطة، بل وربط سلوكه وتصرفاته بصورة كبيرة بالبيئة التي تحيط به، وفهم أو تفسير أفكاره وسلوكه ضمن الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، بالإضافة إلى أن ذلك لا يعني تشابه الفلسفة وعلم النفس بكل شئ فهناك جوانب اختلاف، وهي:
- طرق الإجابة عن الأسئلة: يعتبر هذا الجانب علمي؛ حيث إن الفلسفة وعلم النفس تختلفان من ناحية الإجابة عن الأسئلة، فتنظر الفلسفة إلى مجالات من خلال الأسئلة دون الوصول إلى نتيجة مثل مجال الحياة بعد الموت، بينما علم النفس يعتمد على الأسلوب العلمي لفهم سلوك الأفراد من خلال استخدامه لفرضيات تقضي إلى نتائج منطقية وتدعمها الملاحظات المادية.
- فرص العمل: يعتبر جانب وظيفي، فمن درس الفلسفة تكون مجالات عمله محصورة بأن يصبح معلم، أو باحث، أو متحدث أكاديمي، أما من درس علم النفس فله فرص أوسع مثل أن يصبح أخصائي نفسي سريري، أو مستشار نفسي، أو متحدث أكاديمي، أو باحث.