جدول المحتويات
تُعتبر اللغة العربية من أهم اللغات الموجودة حول العالم؛ فهي لغة القرآن الكريم، وعن طريقها يؤدي المسلمون عباداتهم المختلفة، وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم باللغة العربية لما تتميز به من فصاحة وبلاغة، فكانت حجة ودليل على إعجاز القرآن، وتجمع اللغة العربية العديد من القواعد النحوية التي من شأنها أن تضبط الجمل والكلمات المختلفة، ومن أهم هذه القواعد قاعدة الممنوع من الصرف التي تختص بالأسماء دون الأفعال، وتضبط حركة هذه الأسماء لتجعلها ممنوعة من التنوين في آخرها بسبب وجود علة منعت من ذلك.
يتحدث هذا المقال عن الممنوع من الصرف في اللغة العربية، ويشمل النقاط التالية:
- المقصود بالممنوع من الصرف في اللغة العربية.
- التعرف على الأسماء الممنوعة من الصرف مثل: الأعلام، والأسماء المؤنثة، الصيغ، وصيغة منتهى الجموع الممنوعة من الصرف.
- أنواع الممنوع من الصرف والتي تقسم إلى : ممنوع من الصرف لعلة واحدة، وممنوع من الصرف لعلتين.
- تعريف المنصرف والتطرق إلى اسمه، وفعله، ومصدره.
- إعراب الممنوع من الصرف في حالة الجر، وفي حالة اسم العلم.
- أمثلة على الممنوع من الصرف.
- شرح حالة كلمة آخر وهل هي ممنوع من الصرف أم لا.
- ملخص عن الممنوع من الصرف.
تعريف الممنوع من الصرف
يُعرف الممنوع من الصرف بأنه مجموعة الأسماء التي لا تقبل علامة التنوين على آخرها في حالات الأعراب جميعها سواء أكان فتح أو جر أو ضم، والأصل في الأسماء أن تقبل التنوين، ويطلق على هذه الأسماء اسم الأسماء المُصرفة، وتظهر على الأسماء المُصرفة في حال الرفع ضمتان مثل اسم (نورٌ)، وفي حالة الفتح يظهر على آخر الاسم علامة تنوين الفتح مثل (نوراً)، أما في حالة الجر فيظهر تنوين الكسر على آخر الاسم المُصرف مثل (نورٍ)، ولا ينطبق ما سبق ذكره على الأسماء في بعض الحالات، مما يجعلها ممنوعة من الصرف أي ممنوعة من التنوين في حالاته الثلاث، والجدير بالذكر بأن قاعدة الممنوع من الصرف معنية فقط بالأسماء ولا تخص الأفعال.
الأسماء الممنوعة من الصرف
هناك مجموعة من الأسماء في اللغة العربية التي مُنعت من الصرف والتي لها حالات خاصة سنذكر كل حالة منها مع بعض الأمثلة فيما يلي:
العَلّم الممنوع من الصرف
يطلق على الاسم الذي يدل على مسمى بذاته ودون قرينة خارجة عن لفظه في اللغة العربية مصطلح العَلّم، وهناك بعض الأعلام في اللغة العربية مُنعت من الصرف في عدة مواضع تم تحديدها فيما يلي:
- الأسماء التي تنتهي بنون وألف زائدتان مثل الأسماء التالية: سلمان، لقمان، حمدان، عمران.
- الاسم الأعجمي؛ وهو الاسم الذي دخل إلى اللغة العربية من لغات أُخرى مثل: اسماعيل، اسحق، كسرى، يعقوب.
- الأسماء التي جاءت على وزن بعض الأفعال مثل اسم أحمد جاء على وزن الفعل أكرم، واسم يزيد جاء على وزن الفعل يُريد.
- الأسماء التي جاءت على وزن فُعَل مثل: عُمر، زُحَل، جُحَا.
- الأسماء التي تم تركيبها من مقطعين مدمجين وهو ما يُعرف في اللغة العربية بالتركيب المزاجي مثل: حضرموت، بورسعيد.
الأسماء المؤنثة
الأسماء التي تدل على أعلام مؤنثة جميعها في اللغة العربية جاءت ممنوعة من الصرف ولها ثلاث حالات وهي:
- الاسم المؤنث في اللفظ والمُذكر في المعنى، فهناك مجموعة كبيرة من الأسماء المُذكرة التي تُكتب بصيغة مؤنثة وهي تدل على مذكر مثل: أسامة، عبادة، عنترة، معاوية، طلحة.
- أسماء أعلام مؤنثة تدل في معناها على علم مؤنث ولا يلد لفظها على مؤنث فهي لا تنتهي بتاء التأنيث مثل: سحر، قمر، أمل، دعاء.
- الأسماء المؤنثة التي يدل لفظها ومعناها على علم مؤنث أي تُشير على مؤنث وتنتهي بتاء التأنيث مثل: مروة، سارة، فاطمة، حليمة، أميرة.
الصفة الممنوعة من الصرف
يمكن تعريف الصفة في اللغة العربية على أنها الاسم الذي يُفيد وصف الاسم الذي يتبعه، وتُعرف أيضاً بالنعت، وهناك بعض الصفات في اللغة العربية التي مُنعت من الصرف في أربع مواضع مختلفة وهي:
- الصفات التي جاءت على وزن فعلان، أي التي تنتهي بألف ونون زائدة، بشرط أن لا يكون المؤنث من هذه الصفات مختوم بتاء التأنيث مثل: عطشان، غضبان.
- الصفة التي جاءت في حالتها الأصلية على وزن أفْعل على أن لا يكون المؤنث منها ينتهي بتاء التأنيث مثل: أسود، أخضر، أحمر، مؤنث جميع هذه الصفات هو سوداء، حمراء، خضراء.
- الصفات التي تنتهي بألف التأنيث الممدودة مثل أذكياء، أوفياء.
- بعض الصفات التي حددها النحويون مثل صفة أُخر ومفردها أُخرى، والكلمات التي تدل على الأعداد مثل: مثنى، رُباع، تُساع، عُشار، موحد، مثْلث، مسْدس.
صيغ منتهى الجموع الممنوع من الصرف
يُمكن تعريف صيغة منتهى الجموع في اللغة العربية على أنها جموع تكسير تدل على الكثرة وتبدأ بحرفين يليهما ألف، بعدها حرفان، أو تنتهي بثلاث أحرف أوسطها ساكنة، وهذه الجموع في اللغة العربية ممنوعة من الصرف في بعض الحالات وهي:
- صيغة منتهى الجموع على وزن أفاعل مثل: أكابر، أعاظم، أفاضل.
- صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعيل مثل: مصابيح، مفاتيح، مراجيح.
- صيغة منتهى الجموع على وزن فعائل مثل: حدائق، صحائف، عجائب.
- صيغة منتهى الجموع على وزن فعاليل مثل: مزامير، عصافير، قوارير.
- صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعل مثل: مقابر، مساجد، ملاعب، مسارح، مدارس.
- صيغة منتهى الجموع على وزن أفاعيل مثل: أساطير، زغاريد.
أنواع الممنوع من الصرف
هناك نوعان من الممنوع من الصرف النوع الأول يأتي في اللغة العربية ممنوع من الصرف لسبب واحد أو علة واحدة، وهناك ممنوع من الصرف لسببين أو علتين، وفيما يلي شرح مُفصل لذلك:
الممنوع من الصرف لسببين
يُقسم الممنوع من الصرف لسببين لنوعين رئيسيين وهما:
الممنوع من الصرف لعلة واحدة
ينقسم الممنوع من الصرف لعلة واحدة إلى نوعين وهما:
- الأسماء التي جاءت مختومة بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة مثل الأسماء التالية: هدى، رؤى، أشياء، أسماء.
- صيغ منتهى الجموع التي تأتي على وزن مفاعل، مفاعيل، أو فواعل فواعيل مثل: صوامع، مساجد.
الممنوع من الصرف لعلتين
تُمنع الأسماء من الصرف لعلتين إذا كانت أعلام، أو صفات، والأعلام تشمل جميع الأسماء المؤنثة باللفظ والمعنى، والأسماء المُركبة، الأسماء المختومة بألف ونون، والأسماء الأعجمية، والأسماء المعدولة. وجميع الصفات التي جاء على وزن فعلان، وأفعل، وعلى وزن الأعداد، والصفات المعدولة.
المُنصرف
الاسم المُنصرف في اللغة العربية هو الأسم الذي تظهر على آخره جميع حركات الإعراب والتنوين، ويأتي الاسم المُنصرف في اللغة العربية في ثلاث حالات سنذكرها بشكل مفصل فيما يلي:
فعل المنصرف
يُعرف باسم الفعل المتصرف وهو الفعل الذي لا يأتي في اللغة العربية على شكل حالة واحدة، فإما أن يكون تام التصرف أو ناقص التصرف والأفعال تامة التصرف هي التي تأتي على شكل حالات الفعل الثلاثة الماضية، والمضارعة، والأمر مثل الفعل طَلب، وفي الحالة الماضية يكون طَلب، وفي المضارع يصبح يطلب، وفي حالة الأمر يُصبح اطْلُب، أما الأفعال الناقصة التصرف هي التي تأتي في الحالة الماضية والمضارعة فقط مثل الفعل زالَ في الحالة الماضية الذي يُصبح يزول في الحالة المضارعة.
اسم المنصرف
هو الاسم الذي يقبل بدخول التنوين بأنواعه الثلاثة عليه مثل:
- أصبح أحمدٌ محبوباً.
- إن أحمداً طالب متميز.
- سلمت على أحمدٍ.
مصدر المنصرف
هو المصدر الذي لا يلزم النصب على المفعولية المطلقة مثل القعود، والقيام مثل: اُحتُفِلَ احتفالٌ كبيرٌ.
إعراب الممنوع من الصرف
لا يقبل الاسم الممنوع من الصرف علامة الكسر عند إعرابه، كما أنه لا يلحق التنوين، وفيما يلي بعض حالات إعرابه:
إعراب الممنوع من الصرف في حالة الجر
تكون حركة إعراب الاسم الممنوع من الصرف في حالة الجر الفتحة عوضاً عن الكسرة، وفيما يلي بعض الأمثلة للتوضيح:
- سلمتُ على سارة. إعراب سارة: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
- سافرت أمي إلى مكة. مكة: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
إعراب اسم العلم الممنوع من الصرف
يُعرب اسم العلم الممنوع من الصرف في حالة الرفع بالضمة الظاهرة على آخره مثل: جاء أحمدُ، وفي حال جاء الاسم منصوب تكون علامة نصبه الفتحة ولكن بدون دخول تنوين عليه مثل: رأيت سارةَ.
أمثلة على الممنوع من الصرف
- قوله تعالى: {ولهم فيها منافعُ ومشاربُ أفلا يشكرون}(يس: 73). جاءت كلمة مشارب ممنوعة من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع.
- افتخرتُ بمحمدَ. محمد هنا اسم ممنوع من الصرف وجاءت حركة الفتحة بديلة عن الكسرة لأنه مجرور بحرف الباء.
- قوله تعالى: {ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مُبين}(يس: 60). اسم آدم في الآية الكريمة ممنوع من الصرف لأنه اسم عجمي.
هل كلمة آخر ممنوعة من الصرف؟
تُعتبر كلمة آخر من الكلمات الممنوعة من الصرف، والسبب أنها جاءت اسم تفضيل على وزن أفعل وهي من الحالات التي لا يجوز إضافة التنوين لها.
ملخص الممنوع من الصرف
يمكن تلخيص قاعدة الممنوع من الصرف بأن اللغة العربية تحتوي على مجموعة كبيرة من الأسماء التي لا يدخل التنوين لها، وتُعرب هذه الأسماء في حالة الجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، وفي حال جاءت مُضافة فإنها تُجر بالكسرة، ويندرج تحت الأسماء الممنوعة من الصرف جميع الأسماء التالية:
- الأسماء التي تحتوي ألف التأنيث، العلم المركب جُزئياً، العلم المزيد بألف ونون، العلم المختوم بتاء التأنيث، العلم المؤنث الغير مختوم بتاء التأنيث، العلم الأعجمي، والعلم المعدول .
- تمنع جميع الصفات من الصرف إذا جاءت مختومة بألف ونون زائدتين، وإذا جاءت الصفة معدولة من وزن إلى آخر، وإذا جاءت الصفة على وزن أفعل، أو فعلان.