تعريف علم النفس البيئي

تعريف علم النفس البيئي

نشأة علم النفس البيئي

يعتبر علم النفس البيئي من العلوم الحديثة التي ظهرت عام 1970، لكن أدى إلى ظهوره بشكل فعلي بعض المقدمات مثل كتاب علم النفس السيكولوجي في عام 1968، كما أنشأ روجر باركر وهربرت رايت أول مشروع يهدف إلى دراسة كيفية تأثير بيئات العالم على السلوك الإنساني في عام 1945، بالإضافة إلى بعض المشكلات التي أدت إلى ظهور هذا العلم مثل؛ زيادة المشكلات البيئية في العالم النامي، وتفاقم الجدل فيما يتعلق بدور كل من الوراثة والبيئة في صناعة السلوك الإنساني، بالإضافة إلى ظهور بعض الدراسات التي تربط بين البيئة المادية (الفيزيقية) وبعض التغيرات النفسية في منتصف الخمسينات، لكن لم يتم اتقانها حتى السبعينات، كما أن الفشل في الرؤى الأحادية في معالجة مشكلات البيئة والسلوك، مما جعل العلماء يتجهون إلى الأخذ بالرؤية المنظومية؛ أي تداخل التخصصات المختلفة فيما بينها.

تعريف علم النفس البيئي

يدرس علم النفس البيئي العلاقة بين الإنسان وعالم الطبيعة من خلال المبادئ البيئية والنفسية، حيث يسعى هذا العلم إلى تطوير وتوسيع الاتصال العاطفي بين الأفراد والطبيعة، كما أن علم النفس البيئي هو عبارة عن مجموعة من الفلسفات التي تُدرس بهدف تحقيق الراحة النفسية وتحسين البيئة، أما بالنسبة للفرضية الأساسية لعلم النفس البيئي؛ فهي تنص على أن العقل البشري يتأثر ويتشكل عن طريق العالم الاجتماعي الحديث، لكن بنيتها العميقة تتكيف بشكل حتمي مع البيئة الطبيعية؛ حيث إن هنالك فرضية لعالم الأحياء إيدوارد أوسبورن ويلسون تقول بأن للبشر غريزة فطرية للتواصل عاطفياً مع الطبيعة، كما يمتد هذا العلم لما هو أبعد من المدى التقليدي لعلم النفس؛ حيث يدرس علم النفس البيئي سبب استمرار الإنسان في السلوك التدميري للبيئة، ويطور أساليب تحفيز التنمية المستدامة للحفاظ عليها، ويطلق على علم النفس البيئي العديد من المسميات الأخرى، ومنها؛ علم البيئة العميق، وعلم البيئة النفسي، والعلاج البيئي، والعلاج الأخضر.

اقرأ أيضاً:  كيفية كتابة رسالة عمل رسمية

خصائص علم النفس البيئي

حدّد علماء علم النفس البيئي مجموعة من الخصائص التي تُميّز هذا الفرع من علم النفس عن غيره من الفروع، وتتمثل خصائص علم النفس البيئي في النقاط الآتية:

إعلان السوق المفتوح
  • يتسم علم النفس البيئي بأنه ذو منظور كلي؛ حيث يجب على الباحث أن يبحث السلوكيات في سياقه، كما يدرس جميع العمليات النفسية مهما بلغ تعقيدها وفقًا للعوامل البيئة المختلفة.
  • يتصف علم النفس البيئي بأنه ذو منظور تطبيقي لمعالجة المشكلات؛ حيث يهدف هذا الفرع من علم النفس إلى اكتشاف كافة المبادئ الأساسية للسلوك مع تقديم مساهمة فعالة في معالجة المشكلات الاجتماعية التي توجد في البيئة المادية.
  • يمتلك علم النفس البيئي منهجية انتقائية واسعة النطاق؛ حيث يقبل استخدام جميع أنواع التجارب المعملية والميدانية فضلًا عن الدراسات الاستقصائية والملاحظات الطبيعية؛ وذلك لأن المشكلات البيئة على درجة كبيرة من التنوع ولا يُتاح دراستها اعتمادًا على نوع من التجارب أو الدراسات.
  • يشتمل علم النفس البيئي على سلسلة كبيرة من مستويات التحليل مثل مستويات ميكرون الأولى؛ كدراسة تأثير الأصوات المزعجة على أداء المهام، كما يتضمن نطاقات واسعة لتحليل التصميم والاستخدام المنزلي.
  • يحتوي علم النفس البيئي على مجموعة متنوعة من المناهج النظرية؛ حيث اعتمد هذا الفرع على الأفكار النظرية؛ سواء الموجودة في علم النفس أو غيره من العلوم الاجتماعية، ويُستثنى من ذلك علم النفس لدى باركر.

تجدر الإشارة إلى أن علم النفس البيئي قد نشأ من الحقائق والنظريات التي انحدرت من الكثير من العلوم والفروع الأخرى مثل علم النفس الاجتماعي وعلم الأخلاق وعلم الإنسان والعمارة، ويتعامل هذا الفرع مع البيئة باعتبارها جميع مكونات الوسط الذي يعيش فيه الإنسان ويتفاعل معه سواء كان مؤثرًا فيه أو متأثرًا به، ويُساعد علم النفس البيئي على جعل العيش في هذا الوسط مُريحًا من الناحية النفسية والفسيولوجية، ويتمثل تعامله مع البيئة في ثلاثة مستويات:

  • البيئة الطبيعية: تُعرّف هذه البيئة بأنها تأثير النظام البيئي على سلوكيات الأفراد والنمط الذي ينتهجونه في نمط حياتهم، فضلًا عن تأثيرهم على مدى جودة البيئة.
  • البيئة المبنية: تتنوع هذه البيئة إلى عدة مستويات مثل البيئات ذات الخصائص الثابتة مثل المباني، كما توجد بيئات ذات خصائص شبه ثابتة مثل الديكورات وقطع الأثاث، وتوجد عدة وسائل لتغيير الخصائص مثل درجة اللمعان واللون، ودرجة الحرارة.
  • البيئة الاجتماعية والسلوكية: تحتوي هذه البيئة على خمس مجالات: الفضاء الشخصي، والبيئة الإقليمية، ،والبيئة الخاصة بالجماعة الصغيرة، والخصوصية، والاكتظاظ.
اقرأ أيضاً:  الفلسفة وعلم النفس

توجد عدة نظريات ومداخل استُخدمت في تحديد العلاقات بين الكائنات الحية والبيئة، ومن هذه النظريات: نظرية الاستثارة أو الإثارة، وتُعرف بأنها زيادة في الاستجابات الذاتية ونشاط الدماغ، وتحدث بسبب المثيرات الإيجابية أو السلبية، وقد ظهرت هذه النظرية في علم النفس البيئي كاستجابة فسيولوجية للتحفيز البيئي، حيث إن حدوث بعض التغيرات في نبضات القلب أو معدل التنفس يحدث مع التقلبات البيئة كتغير درجة الحرارة.

يشتمل علم النفس البيئي على نظرية أخرى وهي نظرية الحمل التحفيزي؛ حيث تُعبّر هذه النظرية عن امتلاك الإنسان لقدرة محددة لمعالجة المعلومات، وحينما تتعدى المدخلات تلك القدرة، فإن الإنسان يميل إلى تجاهل بعض المدخلات وتسليط الضوء على أكثر المدخلات أهمية، بينما تُعرف نظرية القيد السلوكي بأنها الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان السيطرة على بيئته؛ مما ينعكس ذلك عليه سلبًا مثل حركة المرور في ساعات الذروة التي تتسبب في منع التنقل السريع، أما نظرية مستوى التكيف، فيُقصد بها تغيير الإنسان لبعض طباعه لكي يستجيب لمتغيرات البيئة التي يعيش فيها، بخلاف النهج البيئي، حيث تُصمّم بعض البيئات لاستيعاب سلوكيات معينة.

مجالات علم النفس البيئي

مجالات ذات طابع تنموي

يهدف هذا المجال إلى تصميم بيئة ذات خصائص نفسية جيدة للإنسان، مثل؛ تصميم غرف المستشفيات بشكل جيد، والغرف الصفية بشكل يناسب الطلاب، ويتم الأخذ في الاعتبار الأسس النفسية للتصميم، حيث يتم الانتباه للاعتبارات العامة، مثل: الخصوصية، والمساحة الشخصية المناسبة، والإضاءة، والألوان، وأشكال وأحجام النوافذ،  كما يجب الانتباه للاعتبارات الخاصة مثل اختلاف البيئات؛ حيث يتم تصميم غرف المستشفيات بشكل مختلف عن الغرف المدرسية مثلاً.

مجالات متعلقة بدراسة وتشخيص المشاكل البيئية

يوضح هذا المجال التأثير النفسي لكل ملوث بيئي، كما يؤكد على أن نسبة التركيز هي أمر جوهري وحساس في تأثير الملوثات على التغيرات النفسية للأشخاص، بالإضافة إلى مدة التعرض وأهميتها في تشخيص المشكلة، كما أن الخصائص الاجتماعية للشخص هي من أهم العوامل لتحديد مدى التأثر في التلوث؛ فعلى سبيل المثال؛ تأثر المرضى في التلوث أكبر من الأصحاء، كما يتعلق هذا المجال في الضوضاء وعلاقتها في السلوك البشري؛ حيث إن الضوضاء هي مجموعة من الأصوات العشوائية المستمرة وغير المرغوب فيها، بالإضافة إلى تأثير الكثافة السكانية في تفسير سلوك الإنسان، والكوارث الطبيعية وتأثيرها على الأفراد الناجين.

اقرأ أيضاً:  ترتيب المركبات العضوية حسب درجة الغليان

مجالات تعديل السلوك من أجل البيئة

تأخذ الدراسات في هذا المجال فترات طويلة؛ لذلك نلاحظ أنها قليلة للغاية، ويشمل هذا المجال المحددات الأساسية لسلوك الإنسان، حيث إن التربية البيئية هي الأساس في تعديل السلوك الإنساني، كما يتم توجيه رسائل من خلال الإعلانات المختلفة لمواجهة المشاكل البيئية، بالإضافة إلى التدعيم الإيجابي والسلبي؛ أي الإثابة والعقاب، حيث في حال وجود الاستجابة الإيجابية لدرجة معينة من الإنسان، يتم تقديم حوافز له.

مقالات مشابهة

دليل شامل عن الفرق بين الدخان والأرجيلة

دليل شامل عن الفرق بين الدخان والأرجيلة

العمل عبر الإنترنت من المنزل

العمل عبر الإنترنت من المنزل

ما هي السيرة الذاتية؟

ما هي السيرة الذاتية؟

تعرف على استخدامات وأنواع القلم الميكانيكي

تعرف على استخدامات وأنواع القلم الميكانيكي

قصة حرف الكاف للأطفال لتعلم أسرع

قصة حرف الكاف للأطفال لتعلم أسرع

خصائص المستحدثات التكنولوجية ومميزاتها

خصائص المستحدثات التكنولوجية ومميزاتها

إستراتيجية التعلم باللعب للصف الأول الابتدائي

إستراتيجية التعلم باللعب للصف الأول الابتدائي