جدول المحتويات
تعريف صلاة قيام الليل
قيام الليل من أهم صلوات النوافل بعد الصلوات المفروضة، وهي من العبادات ذات الأجر الكبير والأثر الطيب في الحياتين الدنيا والآخرة، وأفضل وقت لها في الثلث الأخير؛ لأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، كما جاء في الحديث الشريف: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له” [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والمعنى الذي اتفق عليه العلماء أن قيام الليل هو قضاء الليل أو أي وقت منه بالصلاة أو غيرها، وقيل أيضًا أنه الاشتغال بالطاعة معظم الليل، مثل: قراءة القرآن، أو سماع الحديث، أو التسبيح والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم.
كيفية أداء صلاة قيام الليل
لا يوجد عدد محدد لركعات الصلاة في الليل، وتصلى مثل الصلوات العادية، لكن اختلافها في عدد الركعات؛ إلا أن الثابت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر، والدليل قول عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، واختلف الفقهاء في أكثر عدد للركعات؛ إذ قالت الحنفية والشافعية أن عدد الركعات لا حصر له، أما المالكية فعندهم أكثر عدد للركعات هو اثنتيّ عشرة ركعة.
يمكن أن تكون كل صلاة من قيام الليل ركعتين منفصلتين؛ أي أن ركعتين بتشهد وسلام، والدليل ما جاء في حديث ابن عمر: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: “ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ، قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى” [البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
الحكمة من قيام الليل
صلاة الليل دليل صدق العبد ومحبته لربه، وفيها يتذوق حلاوة الإيمان؛ لأنه يعظم ربه ويحمده ويسأله ويستغفره، وكلما زاد إيمان العبد زادت رغبته في مناجاة ربه، والوقوف بين يديه، ولهذا شرعت صلاة قيام الليل بالإضافة إلى الصلوات الخمس؛ لتكون من الشعائر والأفعال التي يختص الله بها من يشاء من عباده، لمن يصلح أن يناجيه، وتجعل صلاة قيام الليل العبد نشيطًا، وذهنه صافيًا، وإخلاصه تامًا، وبركته أكبر، وهي أكبر ثوابًا من نوافل النهار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6].
حكم صلاة قيام الليل
حكم صلاة قيام الليل مختلف عليها بين الفقهاء، فمنهم من يرى أنها مستحبة، وهو قول المالكية، وهو المشهور بين الفقهاء، ومنهم من فسر قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79] أنه دلالة صريحة على عدم وجوب قيام الليل، وقال مجاهد أن قيام الليل نافلة للنبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ أي أنه نافلة للزيادة في ثوابه ولباقي المسلمين تكفير من الذنوب، وبرغم اختلاف حكم قيام الليل للرسول عليه الصلاة والسلام بين الفقهاء، إلا أنهم متفقون على أنه سنة مؤكدة على المسلمين.
كيفية تحفيز النفس لقيام الليل
- استشعار أن الله ورسوله دعيا المسلم لقيام الليل.
- معرفة مكانة قيام الليل عند السلف الصالح.
- إدراك أن صلاة قيام الليل سبب لطرد الغفلة من القلب.
- معرفة مدى اجتهاد الرسول صلّى الله عليه وسلّم في أداء قيام الليل.
- التأمل في الخيرات التي وعد بها المتهجدون في الليل.
- معرفة أن الله يباهي بقائم الليل أمام الملائكة.
- معرفة أن قلة قليلة تقوم الليل فقط، ومن الجيد تحفيز النفس لتكون واحدة منهم.
- إدراك مكانة قيام الليل في إسعاد القلب وشرح الصدر.
- استشعار أن الشيطان يحاول منع المسلم من قيام الليل.
- إدراك أن صلاة قيام الليل سبب للنجاة من عذاب جهنم.