جدول المحتويات
جرش
تقع محافظة جرش Jerash في الجهة الشمالية من المملكة الأردنية الهاشمية، على بعد ما يقارب 48كم باتجاه الجزء الشمالي من العاصمة عمان، وعلى ارتفاع حوالي 600م، وهي تصنف من أكبر المدن الأردنية؛ حيث يسكن بها حوالي 50.745 نسمة وفقاً لإحصائيات عام 2015، وتتميز بسهولة الوصول إليها عن طريق العاصمة من خلال المدخل الشرقي أو الجنوبي، ومن الجزء الشمالي من مدينة إربد، والغربي من عجلون، ناهيك عن موقعها المميز ضمن واد أخضر تجري عبره المياه، والجدير بالذكر أن جرش مر عليها الكثير من العصور منذ العصر اليوناني، ثم الروماني، ولغاية عصر الفتوحات الإسلامية، وتم اكتشافها عام 1806، فيما بقيت لغاية اليوم محطة للزائرين والسياح والطلبة والعلماء من شتى بقاع العالم.
ازدهار مدينة جرش
اشتهرت مدينة جرش منذ سنة 63 ما قبل الميلاد؛ إذ تمكنت آنذاك من نيل تطور وازدهار كبير، وتحديداً خلال حكم الجنرال الروماني؛ حيث كانت تمثل معبر رئيسي للتجارة في البضائع عن طريق ساحل بحر مدينة العقبة، وتشمل اليوم على الكثير من المعالم الأثرية التي خلفتها ورائها العصور التي مرت عليها، وما تزال لوقتنا هذا تشكل موقعاً جغرافياً في الأردن يتوافد على زيارته الطلاب بهدف البحث ودراسة وتحليل ما تضم من آثار يرجع تاريخها إلى القرن الرابع ما قبل الميلاد، علماً أنه تم تأسيس مدينة جراسا خلال عهد الإسكندر الأكبر، وجاءت التسمية من أصل جرشو التي تعني المكان ذو الأشجار الكثيفة، في حين شهدت جرش عصراً ذهبياً خلال فترة الحكم الروماني.
هندسة العمارة العريقة في جرش
تتسم مدينة جرش بطابع مميز يمزج ما بين الشرقي والغربي؛ إذ يظهر من خلالها الثقافات المتعددة التي تكون ما بين اليونانية والرومانية ضمن حدود منطقة الحوض المتوسط، وما يتمتع به الشرق العربي من تقاليد، كما يمكن ملاحظة مدى التطور المعماري للرومان في شوارع جرش، والتي تتكون من معابد مرتفعة ترتكز على قمم التلال، إلى جانب الأعمدة، والقصور، والمسارح، والأسوار العالية التي تمتد إلى بوابات وأبراج، ونذكر من أهمها قوس النصر الذي تم إقامته عام 129، ويمثل بوابة شرف من أجل دخول مدينة جرش، فيما نجد في الجزء الجنوبي البوابة الجنوبية التي تتكوّن من ثلاثة أقواس.
أبرز المعالم الأثرية في جرش
تم تصنيف مدينة جرش في المركز الثاني ضمن قائمة أبرز المناطق السياحية في المملكة، حيث تضم الكثير من المعالم التي تستحق الزيارة، ونذكر فيما يلي عدد منها على النحو التالي:
- مضمار الخيل الهيبودورم: يطلق عليه أيضاً اسم السيرك، ويتميز هذا المكان بأنه يتمتع بمظهر مشابه لحدوة الفرس، إذ كان يتم عقد سباقات خيل فيه، وهي من العادات التي تم اتخاذها من اليونانيين.
- سبيل الحوريات: يمثل بناء تم العمل على تشييده خلال فترة القرن الثاني للميلاد، ويحتوي على الكثير من النوافير المخصصة للحوريات، ومن أهمها نذكر سبيل نمفيوم الذي تم العمل على بنائه عام 191، والذي يتألف من طابقين من الأحواض الرخامية، بالإضافة إلى احتواءه على نوافير ذات مياه خلابة تلفت انتباه الزوار والسياح.
- شارع الأعمدة: يمثل الشارع الرئيسي في جرش، ويمتد طوله إلى ما يقارب واحد كيلومتر، وهو عبارة عن شارع تم تبليطه من الجانبين، ويحيط به 71 عمود رخامي من أصل 520 عموداً كانوا متواجدين فيما مضى.
- المسجد الحميدي: تم العمل على تشييده خلال نهاية القرن التاسع، ويمثل واحد من أكثر المساجد شهرةً في مدينة جرش، وتم تسميته بهذا الإسم نسبةً إلى السلطان عبد الحميد.
- برك جرش: تعد هذه البرك من أهم المصادر المائية في جرش، ويطلق عليها في الوقت الحالي اسم عين القيروان، ويذكر أن الرومان كانوا يقيمون الاحتفالات من أجل استقبال فصل الربيع عندها.