حي الفضل في بغداد

حي الفضل في بغداد

تاريخ حي الفضل في بغداد

يعتبر تاريخ حي الفضل جزء أصيل من تاريخ القسم الشرقي لمدينة بغداد المسمى بالرصافة، حيث تواجدت منطقة الفضل واشتهرت كواحدة من أهم وأبرز أحياء الرصافة، وتاريخ الرصافة يبدأ بعد سنوات من إنشاء بغداد التي كان على الجانب الغربي ويطلق عليها الكرخ أو بغداد المدورة، فقد أراد الخليفة أبو جعفر المنصور بعد أن استقر في قصر خلافته في الكرخ وأمن بغداد كعاصمة لخلافته أن يبعد ولي العهد وجيشه الذي كان أغلبه جنود وقاده من خرسان عن قصر الخلافة، فقرر بناء قسم أخر من بغداد على الجهة الشرقية لنهر دجلة، وبالفعل تم مباشرة العمل في بناء الرصافة عام 157 هجريًا وتم إنشائها عام 159 هجريًا، وكانت منطقة الفضل من أول ما عُمر بالبناء في الرصافة حيث بُني فيها جامع الرصافة أول ما شيد في القسم الشرقي من بغداد إلى جانب قصر الخليفة المهدي ولي العهد حينها، ومنذ ذلك الحين وحي الفضل منارة علمية وتجارية لبغداد، اشتهرت بتنوع المذاهب الدينية فيها وضمها لكبار المشايخ؛ كالشيخ محمد سعيد النقشبندي أحد أبرز مشايخ الطريقة النقشبندية والمتوفى عام 1830 ميلاديًا، كما أخرج لنا حي الفضل مجموعة مميزة من الكتاب وعالمي الفقه العلامة عبد الوهاب النائب الذي كان كاتبًا وفقيهًا ومن أبرز الشخصيات الدينية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بالإضافة إلى أبناء حي الفضل من السياسيين والعسكريين البارزين على مر العصور كالأخوين طه وياسين الهاشمي الذين كانوا من مؤسسي الجيش العراقي.

سبب تسمية حي الفضل في بغداد

ينسب حي الفضل إلى جامع الفضل الذي شيد فيه ولكن أي فضل يقصد فهناك قولين متقاربين في الصحة؛ الأول أن الجامع والحي تم تسميتهم على اسم الواعظ البغدادي الشهير الإمام الفضل ابن سهل بن بشر الشافعي الذي توفى عام 548 هجريًا والذي يوجد قبره بالقرب من الجامع، أما القول الثاني عن تسمية حي الفضل والجامع أنها جاءت نسبة إلى الأمير الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي أحد أكابر أعيان بني عباس وكان يشغل منصب أمير الحج في موسم الحج المتوفى عام 307 هجريًا، وله ضريح بالحي، وهنا أيضًا قول أخر حول تسمية حي الفضل وجامعه ولكنه ضعيف؛ وهو أن التسمية نسبة إلى الفضل بن الربيع حاجب الخليفة هارون الرشيد.

اقرأ أيضاً:  الولايات الشمالية في السودان

شكل مجتمع حي الفضل في بغداد

لطالما كان حي الفضل على مر العصور ملجئ لكل من دب أرضه أو ولد ونشأ فيه بغض النظر عن عرقه أو دينه أو توجه في الحياة ومدى ثقافته، لذا نجد المجتمع الذي تشكل في حي الفضل منذ تأسيسه مزيج بين كل ما هو مختلف ولكن بشكل متناغم رغم هذا الاختلاف، فكثرة الأسواق بحي الفضل وحركة التجارة النشطة فيه لم تجعل منه حي تجاري بالكامل، ففيه نجد جامع الفضل الذي قام على أنقاض جامع الرصافة وكان منارة دينية هامة لسنوات طوال في بغداد، ونجد تكية آل الشيخ قمر التي كانت ملجأ الفقراء والغرباء للمبيت وتناول الطعام والتي أيضًا تعكس لنا تواجد المنهج الصوفي الذي كان من أكثر الاتجاهات الدينية انتشارًا بين سكان حي الفضل البغدادي.

إعلان السوق المفتوح

التعليم في حي الفضيل

حي الفضل من أكثر مناطق بغداد والعراق كله اهتمامًا بالعمل وإخراجًا للعلماء والمثقفين فقد شهد حي الفضل تشيد أول مدرسة ابتدائية في عهد الدولة العثمانية حملت اسم الحي ولا تزال قائمة حتى الآن، وبالإضافة للتجارة والدين والعلوم برز حي الفضل أيضًا في الرياضة فقد أخرج العديد من الرياضيين الكبار في ألعاب القوة فقد احتوى على الزورخانة وهي عبارة عن نادي رياضي تقليدي لألعاب القوى تخرج منه مجموعة مميزة من المصارعين العراقيين من أشهرهم المصارع عباس الديك الذي تغلب على أقوى مصارع في العالم الألماني الهر كريمر في ثلاثينيات القرن الماضي.

مقالات مشابهة

أفضل مكاتب سياحة وسفر في الأردن

أفضل مكاتب سياحة وسفر في الأردن

منطقة المقابلين في محافظة عمان

منطقة المقابلين في محافظة عمان

موقع جوس

موقع جوس

محافظة جلاجل في السعودية

محافظة جلاجل في السعودية

مدينة عكاشات في محافظة الأنبار

مدينة عكاشات في محافظة الأنبار

محافظة دوزجي في تركيا

محافظة دوزجي في تركيا

برج خليفة في دبي

برج خليفة في دبي