جدول المحتويات
يعرف النمص لغةً بأنه نتف شعر الحواجب من جذوره، أو التخلص منه عن طريق حلاقته، وقيل: هو الأخذ من شعر الوجه، وقيل: إن ذلك مختص بالحاجبين، ويكون ذلك لترتيب شكله، أو تحسينه، أو رسمه بمظهر وشكل جديد، والنمص محرم على الرجل والنساء؛ لوجود العلة، وهي: تغيير خلق الله ابتغاء للحسن، تَحرُمُ إزالةُ شَعرِ الحواجِبِ للمرأة كما الرجل، وهذا ما نَصَّ عليه الحنابلة، الشَّافعيَّة، وهو قولُ ابنِ حزمٍ، واختاره ابنُ عُثيمين، ابن باز، وبه أفتت اللَّجنةُ الدَّائِمةُ، ولكن بعض جمهور العلماء أجازوا النمص المتزوجة فقط إذا طلب منها زوجها ذلك، أو إذا احتاجته المرأة كعلاج، كما جاء ذلك في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ التَّنَمُّصُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ، وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ فِعْل ذَلِكَ إِذَا اُحْتِيجَ إِلَيْهِ لِعِلاَجٍ، أَوْ عَيْبٍ، بِشَرْطِ أَنْ لاَ يَكُونَ فِيهِ تَدْلِيسٌ عَلَى الآْخَرِينَ.
تعريف النمص
يعرف النمص لغةً بأنه نتف شعر الحواجب من جذوره، أو التخلص منه عن طريق حلاقته، وقيل: هو الأخذ من شعر الوجه، وقيل: إن ذلك مختص بالحاجبين، ويكون ذلك لترتيب شكله، أو تحسينه، أو رسمه بمظهر وشكل جديد، والنامصة هي تلك التي تنتف شعر الحواجب أو تحلقها، أما المنتمصة فهي تلك التي تأمر بإزالة شعر حواجبها، إشارة إلى حديث “لعن الله النامصة والمتنمصة”، والمنماص هو الأداة أو الملقط الذي يستخدم في القيام بذلك، والجدير بالذكر أن فعل النمص لا يقتصر على المرأة فقط، حيث أصبح بعض من الرجال يفعلون ذلك في عصرنا الحالي، وهو منهي عنه.
معنى كلمة نمص في اللغة العربية
إن معنى كلمة نمص في اللغة العربية هو قِصَرُ الرِّيشِ، أو نَتْفُ الشَّعَرِ، والنَّمَص: رقَّة الشعر ودِقَّتُه حتى تراه كالزَّغَبِ، وقيل تَنَمَّصت المرأَة، أي: أَخذت شعر جَبِينِها بخيط؛ لتنتفه.
حكم النمص
حكم النمص للرجال
النمص محرم على الرجل؛ لوجود العلة، وهي: تغيير خلق الله ابتغاء للحسن، وصرح بعض الفقهاء، مثل: الحنابلة أنه لا بأس أن يأخذ الرجل من حاجبيه إذا طالا بالمقراض، ولكن الأولى ترك ذلك؛ لأن من أهل العلم من يجعل النمص شاملاً للقص، والنتف، والحلق، بينما إزالة شعر الحاجب بالكلية فلا ريب في تحريمها، وعلى من تساهل في ذلك أن يقلع عن هذا الذنب، ويتوب، ويبعد عن موجبات الطرد، واللعن من رحمة الله.
حكم النمص للنساء
تَحرُمُ إزالةُ شَعرِ الحواجِبِ للمرأة كما الرجل، وهذا ما نَصَّ عليه الحنابلة، الشَّافعيَّة، وهو قولُ ابنِ حزمٍ ، واختاره ابنُ عُثيمين، ابن باز، وبه أفتت اللَّجنةُ الدَّائِمةُ، والدليل على ذلك: قَولُه تعالى، حكايةً عن إبليسَ لعنَه اللهُ: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، وهذا يتناوَلُ تغييرَ الخِلقةِ الظَّاهرةِ بالنَّمصِ، ونحوِ ذلك ممَّا أغواهم به الشَّيطانُ؛ فالنتيجة كانت أنهم غَيَّروا خِلقةَ الرَّحمنِ.
حكم النمص للزوج
جاء مذهب جمهور الفقهاء في جواز النمص إنما هو مقيد بالمتزوجة فقط إذا طلب منها زوجها ذلك، ومذهبهم في غير المتزوجة عدم الجواز، وذلك كما جاء ذلك في الموسوعة الفقهية: “ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ التَّنَمُّصُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ، وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ فِعْل ذَلِكَ إِذَا اُحْتِيجَ إِلَيْهِ لِعِلاَجٍ أَوْ عَيْبٍ، بِشَرْطِ أَنْ لاَ يَكُونَ فِيهِ تَدْلِيسٌ عَلَى الآْخَرِينَ” قَال الْعَدَوِيُّ: وَالنَّهْيُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمَنْهِيَّةِ عَنِ اسْتِعْمَال مَا هُوَ زِينَةٌ لَهَا، كَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا، وَالْمَفْقُودِ زَوْجُهَا، أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ فَيَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا التَّنَمُّصُ، إِذَا كَانَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ، أَوْ دَلَّتْ قَرِينَةٌ عَلَى ذَلِكَ؛ لأِنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالزِّينَةُ مَطْلُوبَةٌ لِلتَّحْصِينِ، وَالْمَرْأَةُ مَأْمُورَةٌ بِهَا شَرْعًا لِزَوْجِهَا”.
هناك جمهور من العلماء منعوا ذلك مطلقاً، سواء أذن الزوج أو لم يأذن، حتى وإن كان ذلك بنية التزين للزوج، إلا أن تكون كثافة الحاجب قد بلغت حدًا مشوهًا للخلقة، وخرجت عن المعتاد؛ فلا حرج في ذلك الوقت في تخفيف الشعر بالقدر الذي يزول به هذا التشوه، ولكن لا يتعداه.
حديث النمص
عَنْ عبدِ اللَّهِ قال: {لعن اللهُ الواشِماتِ والمُوتَشِماتِ، والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ المغَيِّراتِ خَلْقَ اللهِ، فبلغ ذلك امرأةً مِن بني أسَدٍ يُقالُ لها أمُّ يعقوبَ، فجاءت فقالت: إنَّه بلغني عنك أنَّك لعَنْتَ كيتَ وكيتَ، فقال: وما لي لا ألعَنُ مَن لعنَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كتابِ اللهِ، فقالت: لقَد قرأتُ ما بين اللَّوحَينِ، فما وجَدْتُ فيه ما تقولُ، قال: لئِنْ كُنتِ قرأتِيه لقد وجَدْتِيه، أمَا قرأتِ: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا؟ قالت: بلى، قال: فإنَّه قد نهى عنه، قالت: فإنِّي أرى أهلَك يَفعَلونَه، قال: فاذهَبي فانظُري، فذهَبَت فنَظَرت، فلم تَرَ مِن حاجَتِها شيئًا، فقال: لو كانت كذلكِ ما جامَعْتُها} [البخاري| خلاصة حكم المحدث صحيح].
نمص وفروقاته
الفرق بين النمص والتنظيف
النمص هو نتفهما، أي: استئصالهما، وهو محرم شرعًا، والدليل على ذلك حديث “لعن الله النامصة والمتنمصة” وأما التنظيف فيعني: تهذيبهما، والراجح في ذلك حكم الأخذ من شعر الحاجب وتنظيفه، وهو رأي الحنابلة القاضي بحُرمة الأخذ منها، فهو الأظهر والأحوط، إلّا أنّه يستثنى من ذلك ما كان له سببٌ مشروعٌ للإزالة، كأن يكون حاجب المرأة ثخيناً شبيهاً بحاجب الرجل، فلها أن تزيل منه بقدر ما يرفع عنها ذلك الشبه بالرجال، أو أن يكون حاجباها متصلان، فلها أن تزيل ذلك الوصل، وهكذا فإنّ للمرأة أن تأخذ من حاجبها ما كان شيّناً، أو مُحرجاً ولافتاً للنظر، ويشمل ذلك كلّ ما كان زائداً عن حاجبها من فوقه، أو من تحته، أو ما كان واصلاً بين حاجبيها، خاصةً إذا كان ذلك الفعل بأمر الزوج وطلبه.
الفرق بين النمص والقص
النمص هو النتف، والقص قص إما أن يكون قص، أو حلق، أو نمص وهو النتف؛ لأن النمص من المنماص الذي يُنتف به، وذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أن المحرم النمص، فالفرق بينهما أن النمص هو قلعها ونتفها، والقص ليس كذلك كما تقدم، بينما مسألة الإثم، فالنمص فهو متفق عليه، حيث إنه محرم شرعًا، ذهب الجمهور والمذهب وكثير من أهل العلم أنه إذا لم يكن نمصاً جاز الحف أو الحلق، ومن أهل العلم من منع لأنه في معنى النمص، ولم يذكر الحلق -عليه الصلاة والسلام- لأن الحلق يشير المكان، وينبت ويطلع بسرعة؛ فلهذا قد لا يعمد إليه؛ لأنه قد لا يحصل المقصود، قد يكون خروجه بعد ذلك مباشرة، لكن يحصل لمن يحلق المعنى الحاصل بالنمص.
سبب تحريم النمص
إن سبب تحريم النمص قَوله تعالى، حكايةً عن إبليسَ لعنَه اللهُ: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، إنَّ هذا يتناوَلُ تغييرَ الخِلقةِ الظَّاهرةِ بالنَّمصِ، ونحوِ ذلك؛ ممَّا أغواهم به الشَّيطانُ، فغَيَّروا خِلقةَ الرَّحمنِ، بالإضافة إلى أنه قال: {لعن اللهُ المتنَمِّصاتِ} ودَلالةُ اللَّعنِ على التَّحريمِ، وذلك مِن أقوى الدَّلالاتِ.