دليلك الشامل عن حادثة الافك

دليلك الشامل عن حادثة الافك

أذاع عبد الله بن أبي سلول بين الناس حادثة الإفك إثمًا وبهتانًا عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- بعدما خرجت في غزوة غزاها الرسول، وتأخرت عن الجيش لتبحث عن عقدها، وأثناء ذلك سار الناس بهودجها؛ ظانّين أنها بداخله؛ لخفة وزنها، ثم انتظرتهم في مكانها حتى غفت، وسار صفوان بن المعطل فوجدها، فأناخ راحلته وأوصلها للجيش دون أن ينبس ببنت شفة، فانتشر الخبر بين الناس كالنار في الهشيم، ولكن برأها الله -عز وجل- من فوق سبع سماوات، وأنزل في شأنها وحي يُتلى.

يتحدث هذا المقال عن حادثة الإفك، ويشمل:

  • قصة حادثة الإفك، ووقت وقوعها. 
  • نبذة عن السيدة عائشة رضي الله عنها. 
  • سبب تأخر السيدة عائشة عن الجيش. 
  • مساعدة صفوان بن المعطل للسيدة عائشة. 
  • موقف الرسول -عليه السلام- من حادثة الإفك. 
  • براءة أمنا عائشة من حادثة الإفك. 
  • آيات براءة السيدة عائشة في القرآن الكريم. 
  • الدروس المستفادة من حادثة الإفك. 

ما هي حادثة الافك ؟

هي حادثة الافك افتعلها المنافقون، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي سلول، حيث افترى على السيدة عائشة إثمًا وبهتانًا حينما رجعت متأخرة من الغزوة وهي تركب خيل صفوان بن المعطل؛ ولذلك سُمّيت بحادثة الإفك، وكان عبد الله بن أبي سلول يبحث دائمًا عن ثغرة يدخل بها للمسلمين، فوجد التكلم عن أمنا عائشة -رضي الله عنه- أفضل حل؛ لأنه بذلك سيضعف بيت النبوة، ولكن حدث ما لم يكن في حسبانه، فلقد برأها الله -عز وجل- من فوق سبع سماوات.

متى وقعت حادثة الإفك ؟ 

وقعت حادثة الإفك بعد غزوة المريسيع سنة خمس أو ست للهجرة، وكانت عائشة حينئذ لم تبلغ من العمر إلا خمسة عشر عامًا، وظلت هذه الحادثة قرابة شهر حتى جاء أمر تبرئتها من الله -عز وجل- كما جاء في السورة النور.

إعلان السوق المفتوح

نبذة عن السيدة عائشة رضي الله عنها 

عائشة بنت الصديق تزوجت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة السبع سنوات، ولم يبنى بها إلا وهي ابنة التسع سنوات، اتُهمت بحادثة الإفك في غزوة غزاها الرسول، ولكن برأها الله -عز وجل- من فوق سبع سموات؛ وكيف لا؟ وهي الصوامة، القوامة، زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة،  وكان لها شأن عظيم في العلم، وقيل أنها كانت أفقه شخص في زمانهم، فلقد كانت تعلم بالطب، وعلم المواريث… إلخ، وكان من أكابر القوم من يجيء إليها ليسألها في أمر ما فكانت تجيبه دائمًا، كما أنها روت مئات الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

اقرأ أيضاً:  سورة المرسلات وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

قصة حادثة الافك 

خرجت عائشة -رضي الله عنها- مع الرسول في غزوة يغزوها بعدما خرج سهمها خلال القرعة بين زوجات الرسول فيمن يخرج معه، ونزلت من هودجها عندما وصلت، وابتعدت عن جيش المسلمين لتقضي حاجتها، فلما رجعت لم تجد العقد في صدرها، فرجعت مرة أخرى تبحث عنه، وفي تلك اللحظة خرج الجيش ليعود من الغزوة، وحملوا هودج أمنا عائشة، واعتقدوا أنها بداخله؛ لخفة وزنها، وما إن عادت من البحث حتى لم تجد أحدًا فالجميع قد رحل عنها، فظلت تنتظرهم حتى غلبها النعاس فنامت، وجاء صفوان بن المعطل ورأى سواد إنسان نائم، فاستيقظت من النوم، وأناخ لها راحلته لتركب عليه دون أن ينبس ببنت شفة حتى أتيا الجيش.

لكن المنافق عبد الله بن أبي سلول لم يترك الأمر وأذاع حادثة الإفك في المدينة، وكانت السيدة عائشة حينئذ مريضة ولم تعلم ما يُقال عنها من إثم وبهتان، وبعد أن شُفيت انطلقت مع أم مسطح، ولكن عثرت أم مسطح في مرطها، فقالت “تعس مسطح”، ولكن السيدة عائشة نهرتها، وقالت لها: “بئس ما قلتِ، تسبين رجلًا قد شهد بدرًا؟” فقالت لها أم مسطح ألم تعي ما يُقال عنكِ؟ وأخبرتها، فازدادت عائشة مرضًا على مرضها، وبعد أن عادت استأذنت من الرسول أن تذهب إلى أبويها فأذن لها، وذهبت لتتحسس من صحة الخبر، فأخبرتها أمها أنه صحيح، فظلت تبكي وتبكي إلى أن يشاء الله.

سبب تأخر السيدة عائشة عن الجيش

كانت تقضي حاجتها، ولما عادت لم تجد عقدها الذي هو من جذع ظفار؛ لأنه انقطع، فظلت تبحث عنه حتى رحل عنها القوم، وحملوا هودجها وهم يظنون أنها بداخله، وبعد أن رجعت إلى مكانها لم تجد أحدًا فكل من حولها رحلوا بعيدًا.

اقرأ أيضاً:  صفة صلاة الوتر ووقتها

مساعدة صفوان بن المعطل للسيدة عائشة 

بعد أن رجعت السيدة عائشة -رضي الله عنها- وجدت أن الجميع قد ذهبوا، فانتظرتهم وهي تعلم أنهم سيعودون لها، ولكن غلبها النعاس، وحينما يسير صفوان بن المعطل رأى سواد أحد ما، وبعد أن تيقن أن هناك أحد أناخ راحلته؛ لتركب عليه دون أن يتحدث لها ولو كلمة واحدة.

موقف الرسول عليه السلام من حادثة الإفك

لم يتحدث عن الحادثة أمام السيدة عائشة، ودعا أسامة بن زيد وعليّ بن أبي طالب؛ لكي يستشيرهما في فراق أهله، فكان رد أسامة بن زيد أنه لم يعلم من أهله إلا خيرًا، أما عليّ فقد قال أن النساء سواها كثير، وليسأل الجارية تصدقه القول، فنادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بُريرة ليسألها عن عائشة، فقالت: “والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرًا قط أغمصه عليها، أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله” فقام واستعذر من أبي سلول.

ذهب الرسول إلى أمنا عائشة وقال لها أنها إذا كانت بريئة فسيبرئها الله، بينما إذا أذنبت فلتتب ليتوب الله عليها، وبعد أن برأها الله -عز وجل- أول شيء قاله لها هو: “أبشري يا عائشة”.

براءة السيدة عائشة من حادثة الإفك 

جاء لها الرسول وأخبرها إذا كانت بريئة فلا تقلق فسيبرئها الله، ولكن إذا لم تكن فلتتب، فنظرت إلى أبيها ليجيب عنها رسول الله، ولكن أبو بكر قال لها أنه لا يدري ما يقول للرسول، وكذلك فعلت مع أمها وقالت مثل ما قاله زوجها، فقالت عائشة: “إني والله لقد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة -والله يعلم إني بريئة- لا تصدقون بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله -عز وجل- يعلم أني بريئة تصدقوني، وإني والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا كما قال أبو يوسف {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18].

اقرأ أيضاً:  شرح مناسك الحج للأطفال

ثم ذهبت واضطجعت على فراشها، وهي تقول أن الله سيبرئها، ولكن لم تعتقد أبدًا أن الله سينزل في شأنها وحي يُتلى، وكانت تعتقد أن الرسول سيرى رؤيا في منامه أو قبيل ذلك، فقال الرسول “أبشري يا عائشة، فلقد برأكِ الله”.

آيات براءة السيدة عائشة في القرآن الكريم

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (20)} [النور: 10: 20].

الدروس المستفادة من حادثة الإفك 

  • التحذير من تصديق وانتشار الإشاعات بين الناس.
  • عدم تتبع عورة الناس، فمن تتبع عورة أخيه؛ تتبع الله عورته.
  • الصبر والاحتساب عند نزول البلاء.
  • ابتعاد النفس عن مواضع الشبهات، وتجنب وضع الإنسان فيها إلا للضرورة القصوى.
  • عدم نسيان سابق معروف الناس وجميلهم.
  • التعامل بروية وعدم التسرع في المواقف الصعبة.
  • عدم تصديق كل ما يُقال.
  • المحنة تبين الصديق من العدو.

مقالات مشابهة

استعلام عن مستحقات الزكاة والدخل

استعلام عن مستحقات الزكاة والدخل

في أي سورة ذكر شهر رمضان؟

في أي سورة ذكر شهر رمضان؟

سورة الماعون وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الماعون وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الإسراء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الإسراء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

كيف مات يزيد بن معاوية

كيف مات يزيد بن معاوية

فضل الحج وأهميته

فضل الحج وأهميته

سورة العلق وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة العلق وسبب نزولها وفضلها مع التفسير