جدول المحتويات
تعرف مدينة شيكاغو بأنها مدينة كبيرة تقع في الطرف الشمالي الغربي من ولاية إلينوي الأمريكية على ضفاف بحيرة ميشيغان، وتتصل بنهر المسيسيبي من خلال الأقنية والممرات المائية، وتمتد على سهل منبسط يبلغ ارتفاعه 180 متر فوق مستوى سطح البحر، وتغطي مساحة كبيرة تعادل قرابة 600 كيلومتر مربع، وتعد ثالث أكبر مدينة من ناحية التعداد السكاني في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس، كما تعد اليوم مركزاً عالمياً مهماً من الناحية الاقتصادية، والتجارية، والصناعية، والعلمية، وتمتاز بالتنوع الكبير في نشاطاتها في مختلف المجالات الثقافية والفنية، وبكونها واحدة من أكثر المدن احتضاناً لجميع جنسيات العالم.
يتحدث هذا المقال عن مدينة شيكاغو، ويتضمن:
- تاريخ شيكاغو.
- السكان في شيكاغو، ودياناتهم.
- العرب في شيكاغو.
- الاقتصاد في شيكاغو.
- الحضارة، والسياحة، والفنون في شيكاغو.
- الحدائق في شيكاغو.
- التعليم في شيكاغو.
- الأحياء في شيكاغو.
تاريخ شيكاغو
يعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى العام 1837، وقد اشتق اسمها من كلمة “شيكاوكا” وتعني “الكراث البري” بلغة الألنجوكي، وهي إحدى اللغات التي كان يتحدث بها سكانها الأصليون وهم الهنود الحمر؛ حيث كان هذا الاسم ينطبق في بادئ الأمر على النهر، ثم أطلق على ما هو موقع المدينة في الوقت الحالي، وفي الوقت ذاته تشير روايات أخرى إلى أن معنى كلمة شيكاغو في هذه اللغة هو “الرائحة القوية”، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أن موقع المدينة الحالي قد كان في ما مضى حقولاً شاسعة خصصها الهنود الحمر لزراعة البصل ذو الرائحة النفاذة.
اندلع في المدينة عام 1871 حريق هائل عرف باسم “حريق شيكاغو الكبير”، وقد نتج عنه تدمير أجزاء كبيرة من المباني الموجودة فيها، ولكنه في الوقت ذاته كان دافعاً لبدء عمليات إعادة بناء ضخمة استخدمت فيها الإطارات الفولاذية وألواح الزجاج، وتوجت بإكمال بناء أول ناطحة سحاب في العالم عام 1884.
السكان في شيكاغو
صنفت مدينة شيكاغو كواحدة من أسرع المدن نمواً في العالم خلال المئوية الأولى لتأسيسها؛ إذ لم يتجاوز عدد سكانها 200 شخص إبان تأسيسها عام 1837 وكانت حينها تمثل الحدود الأمريكية الشمالية، وبعد مرور 7 سنوات بلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة، وخلال 40 سنة استمر عدد السكان في التزايد حتى قفز من 30 ألف نسمة عام 1850 إلى حوالي مليون نسمة بحلول العام 1890، وبذلك أصبحت شيكاغو في نهاية القرن التاسع عشر المدينة الخامسة في العالم من ناحية عدد السكان في ذلك الحين.
وصلت المدينة ذروة تمددها السكاني عام 1950؛ حيث كان يقطنها ما يقارب 3.6 مليون نسمة، وخلال آخر عقدين من القرن التاسع عشر كانت شيكاغو وجهة لأعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من ايرلندا، وايطاليا، وبولندا، وتشيكيا وغيرها، وذلك بفضل الأسس الصناعية الموجودة فيها والتي كانت عنصر جذب كبير للطبقة العاملة.
أما في الوقت الحالي فيبلغ عدد سكان مدينة شيكاغو وضواحيها قرابة 8 ملايين نسمة، وهم ينحدرون من أصول متنوعة فمنهم 45% من البيض، و 32.9% من الأمريكيين الأفارقة، و 28.9% من أصول أمريكية لاتينية، بالإضافة إلى جاليات كبيرة من جنوب آسيا، وبولندا، وإيرلندا.
الديانة
يعتنق معظم سكان هذه المدينة الديانة المسيحية، بالإضافة إلى عدد من الديانات الأخرى التي يتبعها بعض سكان منطقة شيكاغو الكبرى ومنها: الإسلام، والهندوسية، واليهودية، والبوذية، والسيخية، والبهائية وغيرها، وقد كان لهذا التنوع أثر كبير ظهر جلياً في العديد من الأنماط المعمارية والأبنية والمؤسسات في المدينة.
إضافة لما سبق، تضم المدينة عدداً من المؤسسات اللاهوتية كقاعات المؤتمرات والجامعات ومنها: معهد اللاهوت اللوثري، ومدرسة اللومبارد اللاهوتية، ومؤتمر شيكاغو اللاهوتي، كما تعد بمثابة المركز الرئيسي للعديد من الفرق الدينية ومنها: كنيسة أميركا اللوزرية الإنجيلية، والكنيسة الآشورية في الشرق، وكنيسة الميثاق الإنجيلية.
العرب في شيكاغو
يوجد في شيكاغو وخاصة في منطقة كدزي وكمبل شمال المدينة وفي ضاحية بردج فيو نسبة كبيرة من العرب، حيث يشكلون قرابة 7.2% من سكان الضاحية، وقد تملك بعضهم المنازل والمطاعم واتخذوا من هذه المدينة موطناً لهم وذلك لراحة سكنهم ومعيشتهم.
الاقتصاد في شيكاغو
تحتل مدينة شيكاغو وضواحيها المركز الثالث من ناحية أكبر ناتج اقتصادي مالي بين التجمعات السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغ هذا الناتج ما يقارب 532 مليار دولار في العام 2010، ونظراً للتنوع الكبير في النشاطات الاقتصادية الموجودة فيها فقد حصلت هذه المدينة على المركز الأول من حيث التوازن الاقتصادي، وحصلت على لقب مركز الأعمال الرابع من حيث الأهمية في العالم وذلك من قبل مركز ماستر كارد العالمي للتجارة، وليس هذا فحسب؛ حيث تمتلك مدينة شيكاغو ثالث أكبر يد عاملة في مجالي الهندسة والعلوم، وقد سجلت في العام 2014 أكبر عدد من الشركات الجديدة المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعد هذه المدينة واحدة من المراكز الاقتصادية الأساسية في العالم، ومكاناً يجتمع فيه عدد كبير من مراكز البورصات كبورصة شيكاغو، والمراكز الاقتصادية، وفيها الشيكاغو لوب الذي يعد ثاني أكبر حي تجاري في الولايات المتحدة، وفيها 12 من أكبر 500 شركة في العالم، و 17 من أكبر 500 مركز اقتصادي في العالم.
إضافة لما سبق، تعد الصناعة والطباعة والنشر والتصنيع الغذائي أكثر أنواع الأنشطة الاقتصادية المؤثرة في اقتصاد المدينة؛ حيث توجد مجموعة من شركات الخدمات وشركات التصنيع الطبي في منطقة شيكاغو مثل: قسم الخدمات الصحية في شركة جنرال اليكتريك، ومختبرات أبوت، وشركة أشر دانييل ميدلاند للزراعة العملاقة، وبحلول العام 1840 أصبحت شيكاغو مرفئاً أساسياً لنقل الحبوب، ثم ما لبثت أن ازدهرت وتوسعت في تجارة لحوم الخنازير والأبقار وذلك في الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر، ومنذ نهاية القرن العشرين وحتى يومنا هذا تعد المدينة مركزاً لاستقطاب مشاريع الخدمات الإلكترونية على شبكة الإنترنت؛ وذلك لكونها مركزاً لتوزيع البضائع، وكثافتها السكانية ووجود اليد العاملة والخبرات العالية فيها.
الحضارة في شيكاغو
تمكنت هذه المدينة من استقطاب عدد كبير من السياح والمقيمين وذلك نظراً لموقعها المواجه للبحيرات؛ حيث يتركز ما يقارب ثلث عدد السكان في الأحياء المقابلة للبحيرات مثل: الساوث شور في الجنوب، والروجر بارك في الشمال، وتوجد فيها مجموعة من المطاعم ومدارس الطهي المتنوعة نتيجة لتنوع الأحياء المتواجدة فيها، أما عن وسط المدينة فهو المركز الثقافي والاقتصادي والتجاري لها، وفيه العديد من أبنية المؤسسات التجارية الكبيرة وناطحات السحاب، إضافة إلى ذلك تضم هذه المدينة مركز حديقة حيوانات لينكولن الذي يقع في متنزه لينكولن، وفيها ثاني أكبر مجموعة للمعارض واللوحات الفنية في الولايات المتحدة.
السياحة
يشكل قطاع السياحة جزءاً مهماً من اقتصاد المدينة؛ ففي العام 2012 على سبيل المثال تمكنت شيكاغو من استقطاب 34 مليون سائح داخلي، و1.4 مليون سائح من خارج البلاد، و11 مليون مسافر لأسباب تتعلق بالعمل، الأمر الذي أدى إلى رفد الاقتصاد بما يقارب 12 مليار دولار، إضافة إلى ذلك تعتبر مدينة شيكاغو ثالث أكبر وجهة للمؤتمرات في الولايات المتحدة، وتمكنت في العام 2011 من الحصول على المركز الرابع في قائمة أكثر المدن التي يمكن التجول فيها سيراً على الأقدام.
الفنون
تقام في المدينة مجموعة من العروض الموسيقية الكلاسيكية ومن أبرزها الشيكاغو سيمفوني أوركسترا، والتي تعد واحدة من أهم الأوركسترات في العالم، كما تقام أيضاً مجموعة من الأعمال الموسيقية الأخرى والمتنوعة ثقافياً، وفيها العديد من شركات المسارح المعاصرة مثل: الفيكتوري غاردن، والجودمان، ومسرح شكسبير، ومسارح برودواي التي تقدم العروض المختلفة بطريقة برودواي، إضافة إلى ذلك تحتوي المدينة على العديد من فرق الرقص المعاصرة مثل: الدانس كراشرز، والهيوبارد ستريت دانس.
الحدائق في شيكاغو
تضم هذه المدينة حوالي 8800 فدان من المساحات الخضراء التي توجد فيها المحميات الطبيعية، والحدائق وغيرها، وعلى ذلك نشير في ما يأتي إلى بعض من أفضل الحدائق الموجودة فيها:
- حديقة Garden of the Phoenix: هي حديقة تراثية تمثل العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان، وتعرف باسم الحديقة اليابانية أو حديقة اوساكا، وأبرز ما يميزها أنها تضم جناحاً قديماً أهدته الحكومة اليابانية إلى المدينة عام 1893، وينصح بزيارتها خلال فصل الربيع حيث تزداد جمالاً مع تفتح أشجار الكرز ويصبح لونها مائلاً للأحمر الخفيف.
- حديقة Laurie: تقع هذه الحديقة في النهاية الجنوبية من متنزه ميلينيوم، وأبرز ما يميزها تصميمها الرائع الذي يعكس الجمال الحقيقي للفصول الأربعة؛ حيث يمكن الحصول على مجموعة من شقائق النعمان وأزهار التوليب الرائعة في فصل الربيع، كما يمكن رؤية الفراشات وهي تتنقل بين الأزهار في فصلي الصيف والخريف، أما في فصل الشتاء فيمكن ملاحظة تأثير الثلج والجليد ومراقبة النباتات وهي في طور السبات.
- حديقة Alfred Caldwell Lily Pool: تحمل هذه الحديقة اسم المهندس المعماري الذي صممها باستخدام الأحجار الكلسية في ثلاثينيات القرن الماضي، وأبرز ما يميزها المروج الخضراء الواسعة التي تملؤها الأعشاب والنباتات البرية، ولذلك فهي تعد واحدة من الوجهات المفضلة لمحبي الطيور ومحبي الطبيعة بشكل عام.
- حديقة South Shore Cultural Center: تمتد هذه الحديقة على مساحة 65 فداناً وهي تابعة لمركز “South Shore” الثقافي، وتعد بمثابة محمية طبيعية تضم في ثناياها مختلف أنواع النباتات، وموطناً للفراشات والكثير من النباتات الخضراء.
التعليم في شيكاغو
تعد مدينة شيكاغو مركزاً تعليمياً مهماً على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع، وفيها عدد كبير من الجامعات والكليات ومن أبرزها: جامعة شيكاغو، وجامعة إلينوي في شيكاغو، وجامعة نورث وسترن، وجامعة ليولا بشيكاغو، وجامعة ديبول، ومعهد إلينوي التقني.
الاحياء في شيكاغو
وسط شيكاغو
يسكن في هذه المنطقة نحو 32.000 نسمة يعيش بعضهم في عمارات ضخمة ذات شقق حديثة، بينما يعيش البعض الآخر في مكاتب قديمة أعيد ترميمها وتجديدها لتصبح شققاً سكنية، ويقصدها حوالي 575.000 عامل وموظف يومياً، ولعل أبرز ما يميزها هو كثرة المحلات التجارية الفخمة، والأسواق التجارية الضخمة، وناطحات السحاب، أضف إلى ذلك أنها تضم الشبكة الرئيسية للقطارات التي تنطلق في مواعيد محددة إلى الضواحي في أطراف المدينة.
الجانب الشمالي
يمتد هذا الجانب من وسط المدينة حتى مسافة 15 كيلومتراً باتجاه الشمال، و 20 كيلومتراً نحو الشمال الغربي، وهو عبارة عن منطقة سكنية يعيش فيها قرابة مليون نسمة، وتمر من خلاله طريق جون كيندي السريعة لتصل ما بين مطار أوهير والجزء الشمالي الغربي.
الجانب الجنوبي
هو الجزء الأكبر من ناحية المساحة والأكثر اكتظاظاً بالسكان؛ حيث يمتد لمسافة 25 كيلومتراً جنوب مركز المدينة ويقطنه حوالي 1.400.000 نسمة، ويمثل السود حوالي 60% منهم.
الجانب الغربي
يقع في هذا الجزء أكبر المراكز الصناعية في المدينة وخاصة حول القناة البحرية التي تشكل الحد الجنوبي، ويعيش فيه حوالي 600.000 نسمة منهم 7% من البيض المنحدرين من أصول أسبانية، و39% من السود، وفيه بعض الأحياء السكنية القديمة التي يقطنها المهاجرون من دول أوروبا الشرقية، والأمريكيون ذوو الأصول المكسيكية، إضافة إلى ذلك توجد في هذا الجزء أكبر مكاتب البريد في العالم؛ حيث تتعامل مع حوالي 4 بلايين رسالة وطرد بريدي بشكل يومي، ويعمل فيها حوالي 14.700 موظف.