قضاء المجر في محافظة ميسان

قضاء المجر

يعد قضاء المجر في محافظة ميسان أكبر أقضيتها من حيث المساحة وعدد السكان، حيث يبلغ عدد السكان فيها 110 آلاف نسمةٍ، وتبعد عن مركز المحافظة 30 كلم، وتقع على ضفاف نهر المجر الذي سميت نسبةً لاسمه وهو أحد فروع نهر دجلة، يعرف القضاء باسم المجر الكبير لتمييزه عن القرية التي تسمى المجر الصغير.

تحده من جهة الجنوب ناحية العدل وناحية الخير، ومن الشمال مركز المحافظة، ومن الشرق قضاء قلعة صالح، ومن الغرب قضاء الميمونة وناحية السلام.

أصل تسمية قضاء المجر

تعددت الآراء في أصل تسمية القضاء بهذا الاسم، الرأي الأول “المِجَر” بكسر الميم وفتح الجيم، وهو اسم الآلة من الفعل جِر، وهي عبارة عن أداةٍ تشبه الحبل في وظيفتها وتشبهه بالشكل أيضاً، تستخدم لجرّ الدابة أو العربة. وأما الرأي الثاني “المَجْر” بفتح الميم وتسكين الجيم وضم الراء، وهو بحسب ماذُكِر في المعجم الوسيط أنه الكثير من كل شيء، أو الجيش العظيم المجتمع.

تأسيس قضاء المجر

يعود تاريخ تأسيس المجر إلى العهد العثماني عام 1876م، حيث بناها الشيخ “فرحان باشا الشيخ صفوك” أحد مشايخ قبيلة شمّر عام 1970م، وأطلق عليها اسم “سوق وادي”، ثم تغيّر إلى المجر الكبير نسبةً إلى نهر المجرى الكبير، وكانت منطقة المجر الكبير من بداية تأسيسها معروفةً بطابعها العشائريّ، كما هاجر إليها عددٌ كبيرٌ من الناس من مختلف مناطق ومدن العراق لحاجتهم إلى الخدمات المختلفة.

كان قضاء المجر الكبير تابعاً لقضاء قلعة صالح، ثم انفصلت عنه في عام 1970م، وتحولت إدارياً إلى قضاءٍ، وهي أول مدينةٍ بعد العمارة من حيث النقوش والعمران والمستوى الثقافي، ويتميّز أهلها بالوعي الثقافيّ والسياسيّ.

يعتبر التاجر “نجم البدراوي” أحد مؤسسي قضاء المجر، وقد بنى فيها سوقاً تجاريّاً كبيراً يزدحم بالمحلات والفلاحين وسكان الريف، كانت تُباع فيه المحاصيل الزراعية إضافةً إلى الدجاج والطيور المنوعة. ويضمُّ قضاء المجر أيضاً خمس عشرة قريةً تقريبأً، اشتهرت بزراعة الشلب والحنطة والشعير.

الأحياء السكنية في المجر

يقسم نهر المجر القضاء إلى قسمين؛ قسمٌ يضم الأحياء القديمة والتي منها “السراي والبدراوي وحي الحسين وحي قصب السكر الغربي والشرقي”، تتقارب هذه الأحياء من بعضها مكانياً إلا أنها تختلف في الطباع، فعلى سبيل المثال يهيّمن على حي السراي الطابع المدني أما حي البدراوي فيهيمن عليه الطابع العشائري.  أما القسم الآخر فهو يحتضن الأحياء الجديدة ومنها “حي المعلمين، والزهراء، و14رمضان، وحي الحسن العسكري، وحي الشرطة، وحي الجمعيات”.

طبيعة أهل قضاء المجر

يتوحّد أبناء القضاء ورغم كل الخلافات العشائرية والحضارية التي تفرقهم عن بعضهم بصفاتٍ رجوليةٍ شهمةٍ، وعاداتٍ عربيةٍ أصيلةٍ، حافظ عليها أهل القضاء بعدما ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. وإن أغلبية سكان قضاء المجر في محافظة ميسان من العرب المسلمين، وبعض الديانات الأخرى كالصابئة.

النشاط الصناعي في القضاء

يحتوي قضاء المجر على ثلاثة مصانع مهمةٍ، وهي مصنع قصب السكر، ومصنع الورق، ومصنع المشروبات الغازيّة. و يشتهر  بالإضافة لمصانعه الثلاثة بخياطة العباءات الرجاليّة، حيث يعتبر القضاء المصدر الرئيسي لهذه المهمة، كما يمتاز محترفيها بالمهارة والفن والدقة، ومن المهن القديمة والتي مازال أهل المجر يحافظون عليها هي “العطارة وطب الأعشاب”، حيث مازال هناك عائلاتٌ تتوارث هذه المهنة من أجدادهم وآباءهم.