جدول المحتويات
على الرغم من وجود الكثير من الحشرات في هذا العالم، إلا أن أياً منها لم يقدم خدمات مفيدة للبشرية مثل نحل العسل لعدة قرون، فقام مزارعو النحل بتربية هذه الحشرات من أجل العسل، واعتمدوا على نشاطهم ورحلاتهم المتكررة إلى الحقول لتلقيح المحاصيل، وتشير التقديرات إلى أن ثلث المحاصيل الزراعية التي نستهلكها يتم تلقيحها بواسطة النحل.
النحل
يُصنف النحل وفقًا لـ 20000 نوع مختلف من الحشرات، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها وفقًا لاختلاف أشكالها وألوانها وأحجامها، ويبلغ طولها حوالي 4سم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدبور، حيث يُلاحظ اختلافًا في أنماط الحياة لكل نوع، والأماكن التي يقيمون فيها، بالإضافة إلى مواسم نشاطهم، ونوع الزهور التي يزورونها، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح على مدار اليوم، وأنواع أخرى عند الفجر، ونوع ثالثً من النحل يعمل في الليل تحت ضوء القمر، وعلى الرغم من تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطها، إلا أنها توفر للعالم خدمة بيئية لا تقدر بثمن، والتي تكمن في كونها مسؤولة عن تلقيح 80٪ من النباتات المزهرة، بالإضافة إلى تلقيح 75٪ من أشجار الفاكهة والخضروات والجوز.
عدد عيون النحل
يتكون جسم النحلة من حلقات تلتحم مع بعضها البعض لتشكل ثلاثة أجزاء، الرأس والصدر والبطن، وتقع المناطق الحسية والفم في الرأس؛ وهو عبارة عن صندوق صلب يسمى كبسولة، وفي الأعلى يوجد فم النحلة دون أجزاء من النحلة جيرانيوم، وداخل الرأس توجد أعضاء خارجية، وهي العيون والقرون وأجزاء الفم والأعضاء الداخلية، وهي الدماغ والعقد العصبية الفرعية والغدد الفكية والغدد الصماء وغدد الإفرازات الداخلية، وهناك فرق في تكوين اللعاب، والدماغ والغدد المختلفة إجمالاً، لكل نحلة خمس عيون على أجزاء مختلفة من رأسها، ومنها العيون المركبة والعيون البسيطة، ولكل من هذين النوعين وظائف واستخدامات خاصة مختلفة عن الأخرى.
أنواع عيون النحل
العيون المركبة
يمتلك النحل عينان مركبتان تقعان على جانبيّ رأس النحلة، وتحتوي كل عين على 6900 عدسة بصرية صغيرة، وتتكون كل عدسة من عدد كبير من الخلايا الحساسة للضوء، ويتم تجميع هذه العدسات الصغيرة في مجموعات 150 منها متصلة بالعصب، ترتبط جميع الأوماتيديا ارتباطًا مباشرًا بالعصب البصري، ولكل مجموعة وظيفة خاصة، مثل تمييز الألوان، أو التقاط الضوء القطبي، أو التقاط الحركات أمامه إذا كانت الحركة تأخذ جزءًا من 300 جزء من الثانية، فيمكن للنحلة أن ترى بدايتها ونهايتها، وهذه القدرة تفوق قدرة العين البشرية، والتي يمكن أن تميز الحركات التي يفصلها أقل من جزء من 50 جزءًا من الثانية، ويمتلك النحل القدرة على التمييز بين الموجات قصيرة المدى مثل اللون البنفسجي والأزرق والأصفر، لذا فإن معظم الأزهار التي تجذب النحل ملونة باللون الأزرق أو الأرجواني أو الأصفر، ولا تملك عيون النحلة القدرة على تمييز اللون الأحمر، وهناك شعيرات دقيقة في العين مرتبطة بها تساعد في تحديد اتجاه الريح، حتى تبقى النحلة على مسارها الصحيح في الظروف الجوية العاصفة، وفي تجربة أجريت عام 1965 عندما أزيلت هذه الشعيرات، لم تستطع النحلة تحديد مسارها أو تتبع اتجاه طعامها
عيون النحل البسيطة
عبارة عن ثلاث عيون بسيطة تقع في المنتصف من أعلى الرأس، ويحتاج الإنسان إلى النظر إليها من مسافة قريبة جدًا لتمييزها، وتتكوّن كل عين من عدسة واحدة فقط، ووظيفتها هي تمكين النحلة من تحديد موقع الشمس لمعرفة اتجاهها الدقيق، تكون عين النحلة حساسة للضوء لدرجة أنها قادرة على اختراق سحابة كثيفة لتحديد موقع الشمس في الظروف الجوية السيئة، والجدير بالذكر أن النحلة لا تنام بل تظل هادئة طوال الليل لتحافظ على طاقتها لليوم التالي.
قرون الاستشعار عند النحلة
كل قرن استشعار يتكون من 12 عقلة، والقرن يحمل مستقبلات للمنبهات الكيميائية، ووظيفته مشابهة لوظيفة أنف الإنسان، حيث من خلالها يكون النحل قادراً على تمييز الروائح، وتستخدم الفيرومونات من أجل التعرف على أفراد الخلية وتمييزها، بالإضافة إلى أنها تستخدمها في التعرف على الخطر عن بعد، ويحمل القرن أيضاً مستقبلات التأثيرات الميكانيكية؛ وهي المسؤولة عن حاسة السمع لدى النحل، حيث تقوم بمهمة الأذن عند الإنسان، وتستقبل الاهتزازات والترددات الصوتية، وترسلها إلى الدماغ لترجمتها وسماع الأصوات، ومن خلالها يميز الذكور الملكة بسماع اهتزاز واحد فقط من ذبذباتها.
الجدير بالذكر كذلك أن فم النحلة يتكون من فكين علوي وسفلي وشفة علوية وشفة سفلية، والشفة السفلية تشمل على ملمسين شفويين ولسان وشفة، مما يساعد النحل على التغذي على الرحيق الموجود في الأزهار، بحيث ينتقل الرحيق إلى الفم لدى النحل عن طريق اللسان بمساعدة أجزاء من الفك والشفة السفلية، ومن خلال خرطوم الشفط.
فوائد عيون النحل
للعيون فوائد عديدة لجميع المخلوقات، لأنهم يستطيعون بواسطتها تحديد الاتجاه الذي يمشون، أو يطيرون من خلاله، والتعرف بها على القريب والغريب، سواء كان عدوًا أو صديق، ومن خلال الرؤية بأعيننا، يمكننا تحديد كل شيء من حولنا بطرق مختلفة.
- إن النحل بحاجة لعيون تساعده على تحديد هدفه من الورود والأزهار التي يأخذ منها رحيقها، وبالتالي إنتاج العسل
- تتعرف من خلال عينيها على أعدائها الذين يقاتلون معها باستمرار حتى يتم حفظ المملكة والعسل في الخلايا.
الفرق بين عيون النحل الذكر والأنثى
بالرغم من وجود اختلافات كبيرة بين الإناث والذكور، وحسب تركيبة الدماغ والغدد واختلاف بعض المهام والوظائف، إلا أنه لا يوجد فرق كبير من حيث هيكل العينين، وقد يكون عين الذكور أكبر قليلاً حتى تتمكن تمييز الملكة في موسم التزاوج.
أنواع النحل
- النحل الطنان: يتميز النحل الطنان بحجمه الكبير نسبيًا، وغطائه الفروي مقارنةً بأنواع النحل الأخرى، ويشتهر غالبًا بألوانه الأسود والأصفر، وقد يكون لبعضهم لونين إضافيين، الأبيض والبرتقالي، والجدير بالذكر أن هناك ما يقارب 25 نوعًا منها في شرق الولايات المتحدة.
- النحل النجار: يصنع النحل النجار منزلًا من الخشب، ويشبه النحل الطنان، لكنه نحل منعزل، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن تمييزه بحجمه الكبير وبريق بطنه الأسود، ينتشر هذا النوع من النحل في جميع أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يُذكر أنه يدخل فترة سبات طوال فصل الشتاء، يليها موسم تزاوج في الربيع.
- النحل العرق: يُطلق على نحل العرق هذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه للأملاح المتواجدة في جسم للجنس البشري، وعادة ما يأخذون أعشاشاً لهم على الأرض، ولكن قد يعيش بعضهم في الخشب، وبعض أنواع هذا النحل ذات طبيعة اجتماعية، ولكن يتولون شؤون مملكتهم إلى ملكة واحدة، في حين أن البعض منهم انفرادي ويعيشون خارج مستعمرة النحل، ويشار إلى أن هناك أنواعًا طفيلية منهم تعتمد في مواردها على أنواع أخرى من النحل، ونحل العرق هو تتميز بلونها الغامق، أو الأخضر تمامًا، أو بجزء أخضر فقط.
- النحل الحفار: يعيش نحل الحفار في الأرض، حيث يحفرون أنفاقًا تتفرع إلى غرف مستقلة، وتحتوي كل حجرة على خليط من حبوب اللقاح والرحيق المُعدة لمساعدة البيض على التطور إلى يرقات استعدادًا لإطلاقها في الربيع أو الصيف.
- النحل البناء: هو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في أماكن بها تجاويف، ويستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحل باللون الأخضر الزاهي والأزرق، أو اللون الأسود، وكذلك تُعرف إناثها بالانفرادية، وتعيش منفصلة عن المستعمرة.
- النحل القارض: يُطلق على النحل هذا الاسم لأنه يقطع دوائر من الأوراق، ثم يستخدمها في منازلهم، والتي غالبًا ما تضعها في الخشب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي صدع مثل الشقوق في الخرسانة، على سبيل المثال، ويتميز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح في الجزء السفلي من بطنه، على عكس معظم أنواع النحل الأخرى التي تحمله على أرجلها، وتصنف معظم أنواعها على أنها انفرادية.
- نحل العسل الأوروبي: هذا النوع الذهبي أو الأصفر المائل الى البني، الذي يبلغ حجمه حوالي 1.25سم، لم يكن معروفًا في أمريكا حتى جلبه المستعمرون الأوروبيون في القرن السادس عشر، ويعتبر النحل من الأنواع الاجتماعية التي تعيش بشكل متكامل داخل المستعمرة، وتجدر الإشارة إلى أن معظم النحل انفرادي، باستثناء نحل العسل وبعض الأنواع الأخرى التي تعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يكون هذا النوع من النحل معرض للخطر تظهر عدوانها للدفاع عن نفسها من خلال إبرة شائكة تخرج من بطنه، وتغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه والأعضاء الداخلية، ويموت بعد بضع دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة، مما يساعدها على اللسع أكثر من مرة.
أنواع النحل في المملكة
يعيش نحل العسل داخل ممالك كبيرة، حيث تحتوي خلية واحدة في المملكة على ما يقرب من 60 ألف نحلة، تؤدي كل منها وظيفة محددة، وتتكون مملكة نحل العسل من ثلاثة أنواع من النحل البالغ، العاملات، والذكور، والملكة.
العاملات
العاملات هم أصغر أعضاء مستعمرة النحل وأكثرهم عددًا، هم إناث غير قادرات على التزاوج والتكاثر في الظروف الطبيعية، ولكن في الحالات التي تكون فيها الملكة غير موجودة فقد تضع بيضًا غير مخصب ينتج الذكور فقط، ويبلغ متوسط عمر العاملات خلال الصيف حوالي ستة أسابيع، وتعيش العاملات التي تظهر في الخريف لفترة أطول تصل إلى ستة أشهر، حيث يساهمون في الحفاظ على الخلية خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى تربية الجيل الجديد خلال الربيع قبل وفاتهم، وفيما يلي بعض أهم المهام التي يؤديها العاملون:
- إفراز الشمع المستخدم في الخلية وتكوينه لبناء أمشاط الشمع، وإحضار وجمع الرحيق وحبوب اللقاح من الأزهار إلى الخلية، وتحويل الرحيق إلى عسل.
- توفير احتياجات الملكة واليرقات وإفراز الطعام الملكي لإطعام الملكة واليرقات الصغيرة.
- تنظيف خلية النحل الميت.
- الدفاع عن الخلية وحمايتها من المتسللين.
- الحفاظ على الظروف المثلى للخلية من خلال تهويتها أو تبريدها أو تسخينها.
الملكة
تحتوي مملكة النحل على ملكة واحدة؛ وهي أنثى نتجت من بيضة مخصبة، مثل العاملة، إلا أن الاختلاف بينهما يكمن في نوع الطعام الذي يحصل عليه كل منهما في مرحلة اليرقة، حيث إن اليرقات التي ستتطور إلى عاملة تتلقى القليل من غذاء ملكات النحل، وتتغذى بشكل أساسي على خليط من العسل وحبوب اللقاح، بينما تتغذى اليرقات التي ستتطور إلى ملكة على كمية كبيرة من غذاء ملكات النحل، ومن الجدير بالذكر أن تكون الملكة ناضجة جنسياً، وتتمكن من التزاوج، ووضع بيض مخصب وأخرى غير مخصبة، وعدد البويضات التي تنتجها الملكة خلال حياتها، والتي قد تصل إلى خمس سنوات إلى أكثر من مليون بيضة، وتتميز الملكة عن العاملات والذكور، بكونها أطول وكذلك بجناحيها اللذين يصلان إلى ثلثي البطن، على عكس أجنحة باقي أعضاء الخلية التي تصل إلى طرف البطن، يكون سلال لجمع حبوب اللقاح، ولا يمكنها إنتاج الشمع، وتقوم الملكة إضافةً إلى وضع البيض بمهمة أخرى؛ وهي إفراز الفيرومونات، التي تساهم في تحديد هوية المملكة، ومنع العاملات من تربية المزيد من الملكات.
الذكور
يتم إنتاج ذكر النحل من بيض غير مخصب، وتتمثل وظيفته الرئيسية في تخصيب الملكة العذراء، ويتميز الذكر برأسه الكبير مقارنة بالعاملة والملكة، وعيناه المركبتان الكبيرتان اللتان تحيط بهما تقريباً رأس كامل، حتى يتمكن من مراقبة الملكة أثناء الطيران، وليس لدى ذكور النحل إبر لاذعة، ولا سلال لجمع حبوب اللقاح، ولا توجد غدد لإنتاج الشمع، لأنها تعتمد في غذائها على العاملات، ولأنهن يأكلن ثلاثة أضعاف ما تأكله العاملة، ويتم طرد الذكور من الزنزانة مع قدوم الطقس البارد في الخريف، بالإضافة إلى قلة الموارد الغذائية من الرحيق وحبوب اللقاح، ومع ذلك قد يُسمح لهم بالبقاء في الزنزانة إذا لم يكن بها ملكة، وتجدر الإشارة إلى أن الذكر الذي يتزاوج مع الملكة يموت فور قيامه بمهمته.
معلومات عن النحل
تعتبر النحلة من أشهر الحشرات الطائرة على سطح الأرض، وهي من الحشرات النافعة التي لها فوائد عديدة.
- يشتهر النحل بالعمل حتى الموت، حيث يقضي النحل العامل ثلاثة أرباع حياته في العمل ويموت معظم النحل أثناء العمل.
- الدراسات أثبتت أن عدد الذكور الناتج عن زواج النحل يمثل على الأكثر 15٪ من جميع الأعداد الناتجة عن الزواج، ومن المعروف أيضًا أن عمر ذكر النحل أقل من عمر إناث النحل، وعادة ما يكون متوسط عمرها هو موسم عمل واحد.
- يعمل النحل عن طريق نقل حبوب التلقيح من زهرة إلى أخرى، وهذا ما يسمى بالتزاوج في النباتات، ويمكن النحل أن يقوم بتلقيح 2000 زهرة في اليوم.
- يمتص النحل رحيق الأزهار ثم ينتج العسل الطبيعي منه.
- يمكن أن يستمر عمل النحل من 6 إلى 9 أشهر دون توقف.
- النحل عالم أنثوي فيه إناث أكثر من الذكور.
- الدراسات أثبتت أن عدد الذكور الناتج عن زواج النحل يمثل على الأكثر 15٪ من جميع الأعداد الناتجة عن الزواج.
- من المعروف أن عمر ذكر النحل أقل من عمر إناث النحل، وعادةً ما يكون متوسط عمرها هو موسم عمل واحد.
- تتميز ملكة النحل عن باقي إناث الخلية في شكلها كونها أكبر حجماً، وذات بطن طويل.
- تشرف ملكة النحل على الإناث الأخريات في الخلية، ويطلق عليهن العاملات.
- تضع ملكة النحل ما يقرب من 2000 بيضة بيضاء، لكنها تفتقر إلى الأمومة، العاملين هم الذين يعتنون ببيض ملكة النحل وصغارها.
- تعيش ملكة النحل لفترة أطول من الإناث الأخرى، ويبلغ متوسط عمر ملكات النحل من 4 إلى 5 سنوات.
- لا توجد درجة حرارة ثابتة للجسم للنحل، حيث أنه من بين الكائنات الحية التي تتغير درجة حرارتها، حسب الغلاف الجوي الخارجي.
- في الشتاء، يعمل النحل طوال الوقت ويتحرك كثيرًا، مما يؤدي إلى شعورهم بالدفء، فضلاً عن ارتفاع درجة حرارة الخلية التي يعيشون فيها.
- في الصيف، يبتعد النحل قدر الإمكان عن أماكن أشعة الشمس الحادة.
- يقوم النحل العامل بتهوية الخلية بأجنحتها للمملكة، مما يبرد الطقس من حولهم.
