جدول المحتويات
من المتعارف عليه أن المسلمين يقومون ليالي رمضان كلها، والتي منها ليلة القدر، على أن تكون صلاة التراويح 11 ركعة بالشفع والوتر، ومن الجائز أن يُقام الليل بـ13 ركعة، على أن يكون التسليم مرتين في كل أربعة ركعات، والاستراحة بينهم، كما أنه من الجائز أيضًا أن تُصلى الركعات الأربعة بسلامٍ واحد، وأجابت السيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها على للسائلين عن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: “ما كانَ رسولُ اللَّهِ يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِهِ على إحدى عشرةَ رَكعةً يصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ ثمَّ يصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ ثمَّ يصلِّي ثلاثًا قالت عائشةُ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ أتنامُ قبلَ أن توترَ قالَ يا عائشةُ إنَّ عيني تنامُ ولا ينامُ قلبي”(صحيح النسائي).
أهمية العشر الأواخر في رمضان
الواقع أنه يحبذ أن نخص الليالي العشر الأخيرة من رمضان بصلاة تراويح أطول من الأيام العادية، فهذا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يُستحسن فيها أن يصلي الناس صلاة تهجد طويلة قبل السحور.
كيفية صلاة التراويح
يذهب أصحاب الحنفية إلى أن عدد ركعات صلاة التراويح هي 20 ركعة، يتم فيها التسليم عشر مرات، ومن المكروه أن يتم وصل الركعات ببعضها لأنها صلاة “التراويح” ما يعني الاستراحة واستئناف الصلاة، ويجلس الحنفيون بين كل ركعتين للاستراحة، ومن المستحب أن يتم الجلوس بين كل أربعة ركعات من أجل التسبح وأخذ قسط من الراحة.
أما المالكية فيرون أن صلاة التراويح عدد ركعاتها 36، ثم يصلون الشفع والوتر بثلاثة ركعات، على أن يكون التسليم بعد كل ركعتين، ومن المكروه أن لا يسلم الناس بعد كل ركعتين وأن يأخذوا الصلاة جملة واحدة.
يرى الشافعية بأن صلاة التراويح عدد ركعاتها 20، ويكون ذلك في كل ليلة من رمضان، على يسلم الناس مرتين بعد كل ركعتين، وأن الصلاة بأربعة ركعات دون تسليم لا تصح، ويمكن أن يصلي الناس التراويح تبعًا للمالكية في أي وقت بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، لكن يجب أن يتم أداؤها قبل الوتر، كما يجب أن ينوي المصلي أنه سيؤديها كصلاة تراويح، إذ لا تؤخذ كصلاة تراويح إذا نواها المصلي نافلة مطلقة.
يرى الحنابلة أنها 20 ركعة، وأنه ما من مشكلة إذا زاد الناس عليها، وهي عندهم من السنن المؤكدة، وتكون صلاة الوتر بعدها وتصلى في جماعة، حيث تكون الصلاة جهرية بالقرآن، ويكون التسليم فيها بعد كل ركعتين.
توقع ليلة القدر
لا تخرج ليلة القدر عن الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل، إذ لم تُنسخ أو تُرفع، على أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حدد موعدًا بعينه لليلة، ولم يكن في الأحاديث التي تحددها إلا أن الرسول أشار إليها في سنة وقوعها فقط، أي أن هذا التاريخ لا يثبت على كل السنين، ولقد نصح الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يقومونها بذاتها، وأخبر عن فضلها العظيم الذي جاء في صحيح البخاري حين قال “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
فضل ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر هي أهم ليلة في العام لدى المسلمين، إذ أنها اكتسبت قدسيتها الخاصة وروحها وفضلها وثوابها من تنزيل القرآن فيها على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، ويتمكن الناس من التعرف عليها من خلال صفاء المشاعر وهدوء الصدر وانشراحه، إضافةً إلى هدوء الرياح وصفاء السماء، وعلى الرغم من كون المتعارف عليه هي أنها تكون في يوم الـ27 من شهر رمضان، إلا أن الليلة ليست محددة سوى بكونها أحد الليالي العشر الأخيرة من الشهر الكريم، وأنها قد تكون أي ليلة منهم، وأخذت هذه التسمية لما تحمله من شأن شائن وقدر مُعظم، ومن أجل اغتنام فضائلها على المسلم أن يؤديها عابدًا مسبحًا مصليًا وقارئًا لكتاب الله.
لقد حدث إجماع من الفقهاء بأن ليلة القدر إحياؤها مندوب، واستدلوا على هذا بما جاء عن السيدة عائشة رضوان الله عليها من حديث أخرجه البخاري، فلقد قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ.”(صحيح مسلم).
