كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

كيف خلق الله تعالى حواء

حواء Eve، هي أم البشر، وزوجة النبي آدم عليه السلام الذي يمثل أول بشري خلقه الله سبحانه وتعالى، حيث خلق الله عز وجل حواء من أجل أن تؤنسه في وحدته، وتكون له خير معينٍ بعد الله سبحانه وتعالى عند حاجته، واسكنهما الله الجنة حتى أراد أن يسكنوا الأرض ويعمروها، إلا أن كيفية خلق آدم وحواء فهي من الغيبيات التي لا يعلم بها إلا الله سبحانه، ولكنه ذكر في كتابه الكريم الذي أنزله على الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام طريقة خلقهما، إذ خلق سيدنا آدم من تراب، ولكنه لم يكن كباقي البشر، فهو أساس البشرية وأصلها، أما عن خلق حواء؛ فيوجد الكثير من الأقاويل واختلفت الروايات. 

روايات المفسرين في خلق حواء

تعددت التفاسير حول كيف خلقت حواء وفقاً للطريقة التي فسر بها أهل العلم الآيات القرآنية التي تتناول هذا الأمر؛ حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:189]، وعلى ذلك جاءت التفاسير التالية:

حواء خلقت من ضلع أدم 

فسر البعض من أهل العلم من حواء خلقت من ضلع استناداً على قوله تعالى: {مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، حيث إن النفس الواحدة التي تدل عليها الآية هي أدم، والتفسير أنه خلق من هذه النفس زوجها؛ أي خرجت من جسمه، ويقال أيضاً أنها خرجت من ضلعه، وذلك حسب كلمة {مِنْهَا} في الآية الكريمة، وذهب مع التفسير الكثيرين، ومنهم: الطبري، وابن كثير، وقتادة، والبيضاوي، والرازي، وابن عاشور، والشوكاني، وابن عباس، والضَّحاك، وابن الجوزي، والنسفي، ومجاهد، فمن أقوال ابن عباس (خلق الله حوّاء من ضلعٍ من أضلاع آدم القصرى). 

إعلان السوق المفتوح

خلقت حواء من نفس أخرى من جنس آدم وليس من ضلعه

ذكر الكثيرين من أهل التفسير أن حواء خلقت من نفس أخرى من جنس أدم، ولكن ليس من ضلعه، إذ يستندون في ذلك إلى الآية الكريمة بقوله تعالى: {مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، وتفسيرهم لذلك أن الله عز وجل خلق آدم، ثم خلق حواء من جنسه لتكون زوجاً له، أي من نفس مستقلة عن خلق آدم، وتتسم بالصفات الخلقية نفسها كونهما من نفس الجنس، وذهب مع التفسير كل من أبو مسلم الأصفهاني، وابن بحر، ويرى البعض أن حواء أصلها هو حور العين؛ أي من أهل الجنة، وخلقت مما خلقت منه الحور العين.

اقرأ أيضاً:  أيهما أفضل صدقة المال أم الطعام

تسمية حواء 

تعددت الأقوال والتفاسير حول كيفية خلق حواء، كما أشار البعض إلى أن سبب تسميتها بحواء له دلالة واضحة على طريقة خلقها، ونشير فيما يلي إلى عدة روايات حول التسمية: 

  • يقال أن حواء خلقت من حيّ؛ لذا سميت بهذا الاسم، وعلى ذلك أيضاً تم تسميتها مرأة؛ إذ أنها خلقت من المرء، في حين يقول البعض أنها سميت بذلك كونها أم لكل حي. 
  • يقال أنه سميت بذلك بسبب وجود سُمرة أو حوة في شفتيها، كما يقال أن السبب وجود لون يميل إلى السواد في ذقنها، وهو ما يطلق عليه الحوة. 
  • قيل أن المرأة تتحمل الرجل ويطلب نصحها في بعض الأحيان، ونظراً إلى أنها تحتويه سميت بحواء. 

كيف خلق الله تعالى الإبل

الإبل 

مما لا شك فيه أن الله عز وجل صاحب العلم والقدرة اللا محدودين هو الذي خلق كافة الكائنات، ولا يمكن وصف إبداع الخالق فيما خلق، ولو تأمل البشر روعة خلق الكون للحظة واحدة وجماله لدمعت أعينهم وخشعت قلوبهم، ومن هذه المخلوقات الإبل الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ*وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ*وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية:17]، إذ جاءت الآية الكريمة لتبين كيفية خلق الإبل، وحث الإنسان على التأمل في صفاته المذهلة. 

خلق الإبل 

حث الله سبحانه وتعالى الإنسان على التأمل في إبداع خلق الإبل لما يتسم به من خصائص تذهل العقل، حيث يمكن استخدامه من قبل البشر في الحِل والترحال، وحمل المتاع على ظهورها لنقلها من مكان لأخر، بالإضافة إلى أن الله عز وجل أباح أكل لحومها، والاستفادة من ألبانها بالشرب، والانتفاع من جلودها، كما جعل من بعرها منفعة لهم؛ حيث يقودون بها، كما نضيف إلى أن من أهم مظاهر الإعجاز في خلق الإبل أن ذات حجم يتناسب مع رمال الصحراء؛ فإنها في حال كانت ذات حجم أصغر لما كنت ستكون ملائمة مع الكثبان الرملية في الصحراء، ولن تكون قادرة على قطع المسافات الكبيرة، ناهيك عن أنها تحمل صفات تجعلها قادرة على تحمل العطش كونها تعيش في بيئة قاحلة لا يوجد بها ماء أو نبات، حيث إنها تشرب كل 4 أيام مرة واحدة، ويمكن أن تتحمل العطش لـ 10 أيام، ويعود ذلك إلى أن الله سبحانه خلق بها مستودعات مائية، مع العلم أن سبحانه حث الإنسان إلى التأمل بكيفية خلق الإبل لأن كتابه الكريم موجه لمخاطبة العرب، والذين كانوا يسكنون الصحراء، وكان الإبل من أهم الحيوانات التي تعيش بها، مما جعلهم يعيشون معها ويعتنون بها. 

اقرأ أيضاً:  سورة التكوير وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

الإعجاز العلمي في خلق الإبل

أول ما يلفت الانتباه في الإبل هو مظهره الخارجي الذي يخلو من الآيات التي تأخذ بالألباب، ونذكر فيما يلي بعضٍ منها على النحو التالي: 

  • عيون الإبل: تتميز عيونه بأنها تتكون من طبقتين مثل الفخ؛ إذ تدخل كل عين بالأخرى، مما يجعلها قادرة على حمايتهم من دخول التراب والرمال بهم نظراً للبيئة التي تعيش بها. 
  • أذنا الإبل: تتميزان بصغر حجمها وقلة حدة بروزهما، ويغطي كل منها شعر يحميها من الرمال التي تهب مع الرياح، بالإضافة إلى أنها الإبل قادرة على ثنيّ أذنيها ولصقها برأسها عند هبوب العواصف الرملية. 
  • منخاريّ الإبل: يتخذ منخارا الإبل شكل شقين ذو حجم ضيق يحيط بهما شعر، ويوجد لحمية على حافة كل منها، الأمر الذي يمكنه من غلقهما عند هبوب الرياح لوقاية الرئتين من حبيبات الرمال. 
  • ذيل الإبل: تغطى جوانب الذيل بالشعر لحماية أجزاءه الخلفية من دقائق الرمال عند هبوب الرياح. 
  • عنق الإبل: يتميز الإبل بعنق مرتفع يساعده على الوصول إلى الطعام من نبات الأرض، بالإضافة إلى أنها قادرة على قضم أوراق الشجر العالي، كما يساعده ذلك بالنهوض عند حمله المتاع الثقيلة. 
  • قوائم الإبل: تتميز قوائمه بأنها طويلة تساعده على رفع جسمه عن الغبار، الأمر الذي يجعله قادراً على الحركة بخفة، كما أن أقدامه مغلفة بجلد قوي يحتوي على وسادة لينة وعريضة. 
  • معدة الإبل: تتكون معدته من 4 أوجه، كما أن الجهاز الهضمي في جسم الإبل قوي يمكنه من هضم أي شيء، مثل: المطاط، بالإضافة إلى أن هذا الحيوان لا يلهث مهما كان الحر شديداً. 

كيف خلق الله الإنسان

خلق الله سبحانه وتعالى الكون بما فيه، وخلق السماوات والأرض، وكل ما عليهم، وأوجد كل شيء من العدم، وكان ذلك بكلمة واحدة منه سبحانه وتعالى، وهي كن، أما عن خلق الإنسان فكان من الصلصال والطين، وأعطاه العقل الذي ميزه فيه عن غيره من المخلوقات، والكائنات الحية الأخرى، وحتى الجن، وأعطاه خلافة الأرض، وعمارتها، والعيش فيها لحين يوم الحساب. 

مراحل خلق الإنسان 

مرحلة الطين 

تعتبر المرحلة الأولى لخلق الإنسان، وهي التي يتم فيها مزج التراب والماء معاً، حيث إن الله سبحانه وتعالى قال: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: 7]، ويتميز الطين الذي خلق الله تعالى الإنسان منه بأنه طيب لازب، والاختلاف الموجود بين الناس يرجع السبب فيه لكون الله تعالى خلق آدم من طين من كافة بقاع الأرض. 

مرحلة الحمأ المسنون 

تعتبر ثاني مرحلة من مراحل خلق الإنسان، وهي التي تم فيها تحول الطين اللازب إلى حمأ مسنون، حيث قال سبحانه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون} [الحجر: 26]، وقال بعض المفسرين أن الحمأ المسنون هو الطين المتغير إلى اللون الأسود، والمصور على هيئة معينة، بينما قال البعض الآخر أنه الطين المجوف. 

اقرأ أيضاً:  شروط الأضحية عند المالكية

مرحلة الصلصال 

تعتبر مرحلة الصلصال هي المرحلة الثالثة من خلق الإنسان، والتي يتم فيها تحول الحمأ المسنون إلى صلصال الشبيه في الفخار، والصلصال في الأساس هو عبارة عن الطين الذي تم طبخه، حيث قال تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار} [الرحمن: 14]

مرحلة نفخ الروح 

بعد تقويم الصورة النهائية للإنسان وتصوير الله تعالى له في أحسن صورة، نفخ الله فيه من روحه، وبالتالي أصبح به حياة، قال سبحانه عز وجل: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 72]، والجدير بالذكر أن الله تعالى لم يذكر أو يحدد الفترة الزمنية التي تمر بين مراحل الخلق. 

الغاية من خلق الإنسان 

  • إن الهدف من خلق الإنسان له غاية عظيمة تتلخص في معرفة الإنسان لله تعالى وعبادته سبحانه، وذلك عن طريق معرفة الله من خلال التفكر في الكون واكتشاف أسراره، وإبداعات الخالق في كافة جوانبه، والتعرف على العديد من المجرات والنجوم، والتي تعتبر من القدرات التي تفوق الإنسان، واستشعار أن سعادة الإنسان مرتبطة بشكل كبير في معرفة الخالق حق المعرفة، وبينهما علاقة طردية، حيث إنه كلما زادت معرفة الإنسان لله زادت الراحة والطمأنينة في حياته، واستقبل الحياة بروح التفاؤل والإيجابية. 
  • رفع الله تعالى منزلة الإنسان، وأعطاه مرتبة أعلى من البهائم والأنعام، وفضله عنهم بأنه أعلاه عن حدود الشرب والأكل، وإشباع الحاجات الغريزية فقط، وفضله عنهم تفضيلا، وذكر القرآن الكريم أولئك الذين شبهوا أنفسهم في البهائم بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: 12]، والعديد من علماء الدين قالوا مع فارق ما يتم تشبيه أن صانع الشيء هو الأدرى بكافة تفاصيله وخفاياه، وبالتالي فإن الله تعالى أعلم بالبشر والحكمة من خلقهم. 
  • من أهم الأمور والأسباب التي خلق الله تعالى الأرض والحياة لأجلها أنه سبحانه جعلها مكاناً للابتلاءات والامتحانات، ومكاناً للعمل الذي سيترتب عليه حساب كل إنسان على أفعاله يوم القيامة، حيث قال سبحانه وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2]، ومن خلال تلك الاختبارات تظهر الدرجة التي يعرف الإنسان فيها ربه، ويتم تحديد درجة الإيمان لديه بالله تعالى والصفات العلى، والتي من أهمها أن الله غني عن العباد، ولا يحتاجهم، وأهم اختبار للإنسان في الحياة الدنيا هو التوحيد بالله، وطاعة أوامره، حيث إن سبحانه قال في كتابه العزيز: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. 

مقالات مشابهة

قصة سيدنا موسى عليه السلام

قصة سيدنا موسى عليه السلام

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقداً؟

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقداً؟

ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد رمضان؟

قصة سيدنا يوسف

قصة سيدنا يوسف

طريقة الوضوء الصحيحة وأهم الأسئلة المتداولة

طريقة الوضوء الصحيحة وأهم الأسئلة المتداولة

اللهم أنبته نباتاً حسناً واجعله قرة عين لوالديه واحفظه

اللهم أنبته نباتاً حسناً واجعله قرة عين لوالديه واحفظه

تحيات الصلاة كاملة ومفصلة

تحيات الصلاة كاملة ومفصلة