جدول المحتويات
آدم عليه السلام
عُرف سيدنا آدم -عليه السلام- على أنه أبو البشر، وأول المخلوقات الإنسانية على وجه الكرة الأرضية، التي خلقها الله تعالى ونفخ فيها من ورحه، بل وسجدت له الملائكة، وجعل الله عز وجل خليفته في الأرض، وكرمه ومن بعض ذريته، بتسخير كل ما في الأرض لهم، عن عملية خلقه، وبحسب ما ذكر في المصحف الشريف وما ورد عن الرسول محمد -صلّ الله عليه وسلم- من أحاديث نبوية صحيحة؛ فإن خلقه بدء من تراب، ثم تم تصييره إلى طين، ثم صوّر الله تعالى كل ذلك بيده ونفخ في جسه من روحه كما جاء في الآية الكريمة التالية: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر:29].، ومن بعد أن خلق الله عز وجل آدم خلق منه حواء.
كيف خلق آدم عليه السلام
ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَقَ آدَمَ مِن قَبضةٍ قَبَضَها مِن جَميعِ الأرضِ، فجاء بَنو آدَمَ على قَدْرِ الأرضِ، جاء منهم الأبيَضُ والأحمرُ والأسوَدُ، وبيْنَ ذلك، والخَبيثُ والطَّيِّبُ، والسَّهلُ والحَزْنُ، وبيْنَ ذلك” [رواره أبو موسى الأشعري l إسناد صحيح]، ووفقاً لما ورد في الصحيحين؛ فإن الله تعالى صوّر آدم عليه السلام في الجنة، وترك له ما شاء سبحانه، ونهاه على أكل ثمار شجرة معينة؛ إلا أن أبليس أغواه حتى أكل منها هو وزوجه، سيدتنا حواء، التي خلقها الله عز وجل منه، لما جاء دليلاً عن ذلك في محكم كتابه العزيز في الآية التالية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء:1]
جاء في الحديث النبوي التالي، بياناً لوقت خلص سيدنا آدم – عليه السلام-: “…خَلَقَ آدَمَ ــ عَلَيْهِ السَّلَامُ ــ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ” [رواه أبو هريرة l صحيح مسلم]، أما مراحل الخلق فقد كانت على النحو التالي:
- مرحلة الطين: وتحديداً الطين اللازب، الناتج عن مزج التراب بالماء؛ بحيث كان الطين لزجاً وأجزاؤه متماسكة ببعضها البعض.
- مرحلة الحمأ المسنون: وهو الطين الأسود الذي تم تشكيله وتصويره على نحو معين، حتى صار على هيئة إنسان بقدرته عز وجل.
- مرحلة الصلصال: وهو الطين اليابس، الذين يصدر له صوتاً بسبب شدة يباسه، ولم يجعل الله تعالى النار تمسسه أبداً.
- مرحلة نفخ الروح: حيث نفخ الله تعالى الروح في آدم من روحه، وبات مخلوقاً بشرياً يتنفس ويتحرك بأمر من الخالق عز وجل.
عمر آدم عليه السلام
استدل العلماء على عمر سيدنا آدم -عليه السلام-، الذي يزيد عن ألف عام، مما ورد عن محمد -صلّ الله عليه وسلم- في الحديث الشريف التالي: “إنَّ أول من جحدَ آدمُ عليهِ السلامُ أو أولُ من جحد آدم إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَمَّا خلقَ آدم مسح ظهرَه فأخرج منه ما هو من ذُراريّ إلى يومِ القيامة فجعل يَعرض ذريَّتَهُ عليه فرأى فيهم رجلًا يُزهرُ فقال : أَيْ ربّ مَن هذا قال : هذا ابنُك داودُ قال : أَيْ ربِّ كم عمرُه قال : ستونَ عامًا قال : ربِّ زِدْ في عمره قال : لا إلا أن أزيدَه من عمرِكَ وكان عُمْرُ آدم ألفَ عامٍ فزادهُ أربعين عامًا فكتبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليه بذلك كتابًا وأشهدَ عليه الملائكة فلمَّا احتضرَ آدمُ وأتته الملائكة لتقبضه قال : إنه قد بَقِيَ من عُمُري أربعونَ عامًا فقيل : إنك قد وَهَبتَها لابنِك داودَ قال : ما فعلت وأبرزَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة” [روا ابن عباس l إسناد صحيح]
ما هي مواصفات آدم عليه السلام
وفقاً لعدد من الروايات، وما ورد عن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، فإن مواصفات سيدنا آدم كانت كالآتي:
- طوله ستون ذراعاً.
- مخلوق من أديم الأرض.
- مخلوق في أحسن تقويم، أي أحسن صورة.
- مخلوق من قبضة قبضها الله عزل وجل من جميع الأرض، لذلك تنوع بنو آدم من حيث لون البشرة؛ الأبيض والأحمر والأسود، ومن حيث الخبيث والطيب، وأيضاً من بحيث السهل والحَزْن.