قيام وسقوط عدد من الدول الإسلامية القديمة

قيام وسقوط عدد من الدول الإسلامية القديمة

الدولة العباسية 

تأسست الدولة العباسية عام 750م بعد انتهاء فترة حكم الدولة الأموية، على يد العباس بن عبد المطلب؛ وهو عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسميت باسم الدولة العباسية نسبةً إليه، وهي ثالث خلافة إسلامية على مر التاريخ بعد الخلافة الراشدية والأموية، فيما بلغ التعداد السكاني فيها 50.000.000 نسمة؛ حيث امتدت أراضيها على مساحة تبلغ 10.000.000كم²، وكانت العملة الرسمية فيها آنذاك هي الدينار العباسي. 

شهد قيام الدولة العباسية الكثير من المراحل المختلفة، والتي ابتدأت مع بداية الدعوة إليها، مروراً بكتمان أمرها والجهر فيه، وانتهاءً عند مبايعة أبي العباس ليكون خليفة للمؤمنين، كما شهدت الدولة مبايعة العديد الخلفاء عليها، وكان أبو العباس السفاح من أولهم. 

أهم أسباب قيام الدولة العباسية 

  • تدني مستوى قوة الدولة الأموية بعد وفاة الخليفة هشام بن عبدالملك. 
  • ظهور العديد من الفتن والثورات التي أرهقت الأمويين، ونشوب الانقسامات الداخلية التي أدت إلى حروب داخلية. 
  • بروز الكثير من الحركات السياسية والأحزاب والجماعات الدينية التي كانت ضد الحكم الأموي. 
  • تدني الميزانية المالية للدولة الأموية، وتراجع الوضع الأقتصادي بشكل كبير. 
  • وفاة محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، وولده إبراهيم الذي تم سجنه في حران من قبل الأموي مروان بن محمد. 

قيام الدولة العباسية 

كانت الخلافة عام 718م في يد الدولة الأموية قبل قيام الدولة العباسية، وفي عهد الخليفة سليمان بن عبدالملك، وخلال هذه الفترة تراجعت قوة الدولة الأموية وساد بها البطش والظلم، الأمر الذي دفع المسلمين إلى المطالبة بوجود من يحكم بالعدل بينهم ويرفع الظلم، لذا قام بعض الأشخاص بالكتابة إلى رجل قدير من بني هاشم يعد من العلماء الثقات، وهو أبا هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، وما كان منه عند تلقي الرسالة إلا أن قلق من شدة بطش سليمان بن عبدالملك؛ فتوجه إلى محمد بن علي بن عبدالله بن عباس لإخباره بمطالب الناس ورغبتهم، وعلى ذلك بدأ العباسيون بتكوين الدولة العباسية بشكل سري؛ حيث كانوا يعملون على إرسال دعاة إلى مختلف أنحاء الدولة الإسلامية بهدف التشهير بالدولة الأموية، ونشر ما يجري بها من ظلم وإبراز عيوبها، ودعوة الناس إلى حاجتهم بتغيير الخلافة إلى آل البيت الكرام، ونذكر من أبرز هؤلاء الدعاة الذين كان لهم دوراً هاماً في قيام الدولة العباسية كل من: قحطبة بن شبيب، وأبو مسلم الخرساني، وخلال آخر عهد من الخلفاء الأمويين؛ بدأ العباسيون العمل علناً على تولي خلافة المسلمين؛ حيث بدأوا بفتح الطبسين، وبلخ، وسمرقند، والكثير من البلاد الإسلامية الأخرى. 

إعلان السوق المفتوح

مبايعة أبي العباس 

تمت مبايعة أبي العباس في الكوفة في الموافق 12/ربيع الأول/132هـ -750م؛ ليكون خليفة للمسلمين، وبعد إتمام المبايعة قامت معركة بين العباسيين والأمويين حاسمة، بحيث انتهت بانتصار العباسيين وهزيمة الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد، والذي ما كان منه إلا الفرار بعد ذلك إلى دمشق ثم مصر، لغاية أن تم القبض عليه وقتله، وبعد سقوط دمشق تم الإعلان عن سقوط الخلافة الأموية، وبدء عهد جديد. 

أسباب سقوط الدولة العباسية

مرت الدولة العباسية بالكثير من المراحل إلى أن قامت، حيث بدأت بإحدى مدن بلاد الشام بقيادة أبو العباس السفاح، إلا أن حكمه لم يدوم لفترة طويلة؛ حيث توفى، وحينها تولى الحكم أبي جعفر المنصور الذي كانت فترة حكمه خالية من أي نزاعات أو ثورات، أو نشوب الفتن، وتميزت بالتطور والازدهار الاقتصادي، كما تميزت الدولة العباسية بالنهضة العلمية الكبيرة نتيجة اتساع الفتوحات الإسلامية آنذاك، إلا أن الدولة بدأت بالانهيار نتيجة هجوم المغول على أطرافها مستغلاً تعدد الأمصار وإقامة دويلات مستقلة، وبعد انتهاء حكم العباسيين بدأت الخلافة العثمانية، ونشير فيما يلي إلى أهم أسباب  سقوط الدولة العباسية على النحو التالي: 

  • هجوم التتار المغول. 
  • تأسيس ممالك ودويلات مستقلة. 
  • تعدد الديانات والمذاهب في الدولة العباسية. 
  • تولي قادة غير عرب الحكم، ونقمة القادة الفرس. 
  • تراجع الوضع الاقتصادي نظراً لانتشار الفساد ولهو الخلفاء.

دولة المماليك

تأسست دولة المماليك عام 1250 بعد نهاية الدولة الأيوبية، على يد القائد عز الدين أيبك الذي كان أميراً للأسطول البحري الذي شارك في حروب الصليبيين، وأصبح قائد المماليك بعد زواجه من شجرة الدر التي تنازلت عن الحكم له، وقامت هذه الدولة في مصر في نهاية العصر العباسي الثالث، وتمتد حدودها من مصر وبلاد الشام والحجاز؛ كما قام المؤرخين بتقسيم دولة المماليك إلى قسمين، هما: دولة المماليك البحريَّة التي تتكون من الأتراك والمغول، والتي بدأ حكمها منذ عام 1250 حتى 1382، ودولة المماليك البُرجيَّة التي تتكون من الشركس بدأ حكمها في عام 1517؛ كما كان أول ظهور للمماليك بعد سقوط مدينة بغداد تحت يد هولاكو قائد المغول، حيث قامت معركة عين جالوت بين المسلمين بقيادة سلطان المماليك سيف الدين قطز وبين المغول في عام 1260، وانتصر المسلمون فيها؛ وتعددت أسماء دولة المماليك، ومنها: دولة الأتراك، ودولة التُرك، أو دولة الجراكسة، أو الدولة التُركيَّة الجركسيَّة؛ ويذكر أن السبب الرئيسي لانهيار دولة المماليك هو انتشارِ مرض الطاعون الذي أصاب غالبية الشباب الذين يعدون أهم فئة في تكوين الجيش، بالإضافة لتعرض الدولة المملوكية للهجوم من قبل القبارصة الصليبيين.

اقرأ أيضاً:  محافظة وسط سيناء الجديدة

سلاطين المماليك

نذكر فيما يلي أهم السلاطين الحاكمين في دولة المماليك وفترة حكمهم على النحو التالي:

  • السلطان قطب الدين أيبك، حكم فترة ما بين 1206 – 1210.
  • السلطان آرام شاه بن قطب الدين، حكم فترة ما بين 1210 – 1211.
  • السلطان شمس الدين التتمش، حكم فترة ما بين 1211 – 1236.
  • السلطان ركن الدين فيروز شاه بن التتمش، حكم عام 1236.
  • السلطانة جلالة الدين رضية الدين بكوم بنت التتمش، حكمت فترة ما بين 1236 – 1240.
  • السلطان معز الدين بهرام شاه بن التتمش، حكم فترة ما بين 1240 – 1242. 
  • السلطان علاء الدين مسعود شاه بن ركن الدين، حكم فترة ما بين 1242 – 1246.
  • السلطان ناصر الدين محمود شاه بن ناصر الدين محمد بن التتمش، حكم فترة ما بين 1246-1266.
  • السلطان غياث الدين بلبن خان، حكم فترة ما بين 1266 – 1287.
  • السلطان معز الدين كيقباذ بن بغرا خان بن بلبن، حكم فترة ما بين 1287 – 1290.
  • السلطان شمس الدين كيومرث بن معز الدين كيقباذ، حكم عام 1290.

المماليك البحرية

استمرت فترة حكم دولة المماليك البحريّة في دولة مصر منذ عام 1250 حتى عام 1382، ومن أشهر القادة الذين حكموا فيها: القائد قلاوون، والقائد بيبرس، والقائد حسن، والقائد الناصر؛ حيث قام المعز أيبك حينها بنقل مقر المماليك من جزيرة الروضة إلى قلعة الجبل، وفي عصر القائد بيبرس عام 679 تمت إعادة بناء قلعة الروضة.

المماليك البرجية

تأسست دولة المماليك البرجية على يد السلطان برقوق عام 1381، وانتهت هذه الدولة على يد السلطان الأشرف طومان باي، فيما يعود سبب تسمية الدولة بالبرجية نسبةً إلى قبيلة برج الشركسية، ويذكر أن هناك سبب آخر وهو أن المماليك حينها كانوا يسكنون بالأبراج.

الصناعة في عهد المماليك

انتشرت في عهد المماليك العديد من الصناعات التي أدت إلى انتعاش الوضع الاقتصادي في دولتهم، وهي كالتالي:

  • صناعة الزجاج: تميزت الدولة بصناعة كافة أنواع الزجاج الشفاف والملون من خلال عدة طرق، مثل: التحزيز والتطعيم.
  • صناعة الأنسجة والسجاد: توجد العديد من النماذج في متحف الميتروبوليتان في مدينة فيينا من المنسوجات.
  • صناعة الأواني المعدنية: كانت تتميز بوجود النقوش والزخارف والخطوط؛ مثل الخط الكوفي.

صناعة المخطوطات المذهبة: من أبرزها:  تزيين المصاحف بالزخارف والخطوط الجميلة؛ ويذكر أن بعض هذه المخطوطات محفوظة في دار الكتب في مدينة القاهرة، وبعضها في متحفِ دبلن شيستر بيتي.

الأندلس

الأندلس دولة إسلامية قامت في منطقة أوروبا الغربية على أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي هي الآن إسبانيا والبرتغال، عام 92هـ على يد القائد المسلم طارق بن زياد، الذي يتبع للخلافة الأموية؛ وذلك بأمر من القائد المسلم موسى بن نصير، ومن الأمور التي ساعدت على فتح الأندلس في ذلك الوقت النزاعات التي كانت تعيشها مملكة القوط، التي كانت تحكم المنطقة، ما أدى إلى تفرقها، واستمر حكم المسلمين للأندلس إلى عام 897هـ، تخلل هذه الفترة لحظات قوة ولحظات ضعف.

أسباب سقوط الأندلس

سقطت الأندلس على مراحل متعددة، حيث أدت العديد من الأسباب للوصول إلى هذه النقطة، والذي حصل في نهاية الأمر عام 1492، خلال حكم أبي عبد الله الصغير، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى سقوطها:

  • ضعف العقيدة الإسلامية في نفوس الناس، وابتعادهم عن تطبيق الشرع في أمور حياتهم.
  • تغلب العنصرية القبلية على المصلحة الإسلامية وأواصر الأخوة والدين.
  • إلغاء مبدأ توحيد الخلافة تحت راية واحدة، وتقسيم الدولة إلى دويلات، سمي حكامها بملوك الطوائف.
  • تخلي العلماء والفقهاء عن تبلغ رسالتهم للناس ووعظهم.
  • انتشار الترف بين الأغنياء وإضاعة الأموال العامة والخاصة على بناء القصور.
  • انتشار اللهو والغناء والمعازف، وانتشار أماكن بيع وشرب الخمور.
  • فساد النظام السياسي والقضائي، وترك مبدأ الشورى وسيادة نظام الحكم المطلق.
  • تدخل النساء في شؤون الدولة وذلك من وراء الستار، بحث زادت الفتن والصراعات الداخلية.
  • إبطال فريضة الجهاد والدعوة لها، وخضوع الدولة الإسلامية لعدد من المعاهدات التي تدعو إلى الاستسلام.
  •  محاولة بعض الأمراء من الوصول إلى الحكم عن طريق رهن أبنائهم لدى المسيحيين.
  • المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد المسلمين، واستغلال الثغرات في النظام الأمني والسياسي في الدولة الإسلامية.
اقرأ أيضاً:  محافظة كوجالي في تركيا

مراحل سقوط الأندلس

مرحلة البداية والقوة

عندما دخل الإسلام إلى الأندلس امتد على مساحة تقدر بحوالي 700 ألف كم²، ثم انضمت الأندلس في بدايات الفتح الإسلامي إلى الدولة الإسلامية في المغرب، ثم أصبحت ولاية بنفسها لها عاصمة مستقلة وهي إشبيلية، وبعد ذلك انفصلت عن الدولة العباسية في العراق عام 138هـ، وكان ذلك خلال تولي الحكم الخليفة عبد الرحمن الداخل، الذي أسس الدولة الأموية الثانية في الأندلس، وجعل قرطبة عاصمة له.

استطاعت الأندلس الوصول إلى ذروة قوتها؛ وكان ذلك في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر بين عامي 300-35هـ، لكن كانت مساحتها قد تقلصت وأصبحت حوالي 440 ألف كم²، وذلك بعد فقدان عدد من المدن التابعة لهم والتي منها: برشلونة، وأربونة، وقرقشونة، وليون، وسمورة ومدن أخرى تقع شمال غرب الجزيرة الأندلسية، وكان ذلك بسبب الضغط الحاصل على الدولة الإسلامية من قبل الدول المتحالفة.

مرحلة بداية الضعف والتقسيم

بدأ الضعف يدخل بين أوصال الدولة الأموية بعد وفاة الخليفة المنصور بن أبي عامر، واستمر حتى وقت انهيارها وسقوطها، وهنا انقسمت الدولة الإسلامية في الأندلس إلى عدد من الدويلات الصغيرة التي حكمها ملوك متعددين وصل عددهم إلى 23 ملكاً، وبسبب هذا الضعف والتفرق اغتنمت الدولة النصرانية ذلك وبدأت باحتلال المدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى، أهمها مدينة طليلطلة عام 478هـ، فاستنجد ملوك الطوائف بأمير المسلمين في المغرب يوسف بن تاشفين المرابطي، الذي استجاب لهم ونصرهم على أعدائهم في معركة الزلاقة عام 479هـ، ووحد الدولة الإسلامية وأنهى حكم ملوك الطوائف، وهنا تقلصت مساحة الدولة مرة أخرى إلى أن أصبحت حوالي 250 ألف كم².

تقسيم الأندلس مرة أخرى

عند ضعف الدولة المرابطية في المغرب تم تقسيم الأندلس مرةً أخرى لدويلات صغيرة يحكمها ملوك الطوائف، فاستنجد الأندلسيون بالموحدين في المغرب، فأنجدوهُم وضموا الأندلس تحت رايتهم عام 540هـ، وكانوا قد فقدوا عدداً من المدن أهمها سرقسطة، وعند انهزام حكم الموحدين في معركة العقاب عام 609هـ، انقسمت المقاومة لقسمَين أحدهما تحت راية ابن الأحمر والثانية تحت حكم ابن هود، لكنهما لم يستطيعا إنقاذ قرطبة من السقوط في يد النصارى عام 633هـ، وبعد وفاة ابن هود، تابع ابن الأحمر صراعه لتوحيد الأندلس مرة أخرى واتخذ مدينة غرناطة عاصمة لدولته.

لم يتوقف زحف النصارى إلى الأندلس فتابع الأراغونيون سيرهم فاحتلوا مدينة بلنسية عام 626هـ، ثم احتلوا مدينة شاطبة، وبعد ذلك استسلمت مدينة مرسية للقتاليين، وذلك عام 643هـ، فاستنجد الأندلسيون بالخلافة الإسلامية في المغرب فلم يستطيعوا الدفاع عنهم ومناصرتهم بسبب الحرور الداخلية هناك، واستعانوا بالدولة الحمصية في تونس فلم يستطيعوا نصرتهم، هنا تابع ابن الاحمر المقاومة إلى أن حاصر القشتاليون غرناطة عام 643هـ، هنا استسلم ابن الأحمر لهم وأصبح حليفاً لهم، وقد ساعدهم في غزو مدينة إشبيلية عام 645هـ، وتقلّصت الدولة الأندلسية إلى أن وصلت لمساحة 30 ألف كم²، وبسبب زحف الاحتلال على المدن الإسلامية فقد كان المثقفون والعلماء من المسلمين يهاجرون من هذه المدن وينتقلون إلى المدن الأخرى وترك عامة الشعب تحت الحكم النصراني، الذين أصبحوا يتحدثون اللغة الأعجمية ويكتبون بها واندثرت لديهم اللغة العربية، وبقيت بقعة صغيرة تحت الحكم الإسلامي، وهي مملكة غرناطة التي حافظت على لغتها وأسلوبها الإسلامي في الحياة.

مرحلة النهوض ثم الضعف والسقوط

استطاعت بعد ذلك مملكة غرناطة بمساعدة الأمير أبي يوسف المنصور من إعادة انتصارات المسلمين، وجاء ابنه بعده وتابع السير على خطى والده، لكنه اقترف بعض الأخطاء التي قد أدت بعد وفاته إلى اضطراب الدولة، وذلك عام 701هـ.

عام 713هـ استلم الحكم أبو الوليد إسماعيل؛ فوطد أمور الدولة وأقام العديد من التحالفات مع المغرب وأراغون ضد قشتالة إلى أن تم اغتياله عام 725هـ، وجاء بعده ابنه أبو عبد الله محمد، الذي استنجد بالخلافة الإسلامية في المغرب وساعده السلطان أبو الحسن المريني وحرر جبل طارق عام 733هـ، لكن تم اغتياله بعد هذا الفتح فاستلم الحكم بعده أخوه أبو الحجاج يوسف، والذي كانت سيرته حسنة، فقد كان من أهم وزرائه لسان الدين بن الخطيب، ولكن ضغط عليه النصارى فاستنجد بالسلطان أبي الحسن الذي أرسل جيشاً بقيادة ابنه عام 740هـ،فانهزم وقتل، فخرج السلطان المغربي بنفسه لقتال النصارى في موقع نهر سلادو، فانهزم ووقع معسكره تحت قيادة الأعداء، وتتالت بعد ذلك العديد من الأحداث إلى أن تم حصار غرناطة، وتتالت الأحداث والصراعات إلى أن بدأت المفاوضات بين الطرفين انتهت بتوقيع معاهدة الاستسلام عام 890هـ/ 1491م.

اقرأ أيضاً:  مدينة الدجيل في محافظة صلاح الدين

الدولة العثمانية

تعد الدول العثمانية، أو الإمبراطورية العثمانية، أحد الدول التي حكمت المسلمين لفترة زمنية طويلة عبر التاريخ تزيد عن الـ 600 عاماً؛ حيث نشأت عام 1299 على يد عثمان الأول بن أرطغول واستمرت حتى عام 1923، وكانت القسطنطينية، وهي إسطنبول حالياً، عاصمتها ومركز التواصل بين الحضارتين؛ الشرقية والغربية، وعلى مدار القرون الستة هذه مرت الدولة العثمانية بعدة مراحل، شهدت حروباً وتطوراً وازدهاراً، إلى حين انتهاء حكمها.

أراضي الدولة العثمانية

طال الحكم العثماني بقوته ونفوذه العديد من الأراضي والأقاليم، التي شملت 43 دولة، بما فيها أجزاءً من تركيا وأوكرانيا وروسيا وإيطاليا واليونان، إلى جانب المجر وإيران والعراق والسعودية وليبيا ومصر والأردن ورومانيا، وعد دول أخرى، وبلغت ذروتها في القرنين السادس والسابع عشر؛ حيث كان المسلمين يشكلون أغلبية العثمانيين، والسلطان هو حاكمهم الأعلى، لكن معظم سلطاته مفوضة إلى المسؤولين الأدنى، ولم يكن نظام الحكم في الدول العثمانية ملكياً؛ لأنهم ركزوا على كسب القوة والثروة.

قيام الدولة العثمانية

اتخذت هذه الدولة تسميتها من السلالة المنحدرة من مؤسسها، عثمان الأول التركماني البدوي، واستطاعت الدولة العثمانية، التي أنشأتها قبائل تركية في الأناضول، من أن تنمو ويزيد توسعها وقوتها؛ لتصبح من أقوى الدول في العالم في الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس عشر، ولم تكن نهايتها سريعة أبداً، إلى بعد مضي 600 عام على تأسيسها بعد استبدالها بالجمهورية التركية حينها.

قامت الدولة العثمانية عام 1299، وشكّل الأتراك العثمانيون حينها حكومة رسمية، ثم بدؤوا بتوسيع أراضيهم تحت قيادة كل من: عثمان الأول، وأورهان ، ومراد الأول، وبايزيد الأول، وعام 1453 استولى محمد الثاني الفاتح على مدينة القسطنطينية، وجعل منها عاصمة الدولة، بعدها أعاد تسميتها بـ اسطنبول، ومعناها مدينة الإسلام، ثم توفي عام 1481 واستلم الحكم ابنه الأكبر؛ بايزيد الثاني.

تميزت الفترة الأولى من الحكم العثماني بالتوسع الإقليمي، وضم أجزاء عدة إلى أراضي الدولة، وأيضاً اندماج المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للإمبراطوريات الإسلامية مع تلك الموروثة من الحكم البيزنطي السابق، إلى جانب الإمبراطوريات التركية، وإعادة تشكيلها جميعاً ضمن قالب يناسب العصر الحديث.

أصول الدولة العثمانية

توسع حكم الدولة العثمانية بعض قيامها في المراحل الأولى بهدف الإسلام، بعد محاربة الدولة البيزنطية المسيحية وإنهاء حكمها في معركة مانزيكرت عام 1071، واحتلال وسط وشرق الأناضول في القرن الثاني عشر، ثم حارب العثمانيون المغول في النصف الأخير من القرن الثالث عشر، بعدما ظهرت إمارة تركمانية مستقلة بقيادة عثمان الأول عندما فرض المغول سيطرتهم على شرق الأناضول، ثم أصبحت العثمانيون هو أصحاب السيادة والقوة، بل وحكموا ضمن واحدة من أطول السلالات التاريخية العالمية تحت قيادة إسلامية، وكان لهم دوراً واضحاً وكبيراً في مجال العلوم والفنون والثقافة والدين.

وصلت الدولة العثمانية إلى ذروتها في التوسع بحلول عام 1517؛ حيث احتل بايزيد الأول، شبه الجزيرة العربية، وفلسطين، وسوريا، ومصر، وفي الفترة بين عامي 1520-1566 امتدت الذروة في عهد ابنه سليمان القانوني؛ فكانت الدولة أكثر ثروة وقوة واستقراراً، واعتبره المسلمون قائداً دينياً حكيماً وحاكماً سياسياً.

أسباب نجاح الدولة العثمانية

لم تك الدولة العثمانية أن تنجح لولا وجود أسباب ورا ذلك؛ ما يؤكد على سيادتها للحكم على مدار 600 عام فأكثر؛ تلخصت هذه الأسباب فيما يلي:

  • مركزية الحكم بشكل كبير للغاية.
  • السلطة تكون لشخص واحد، ولا تُقسّم بين الأمراء، لدحض التنافس فيما بينهم.
  • الحكم العثماني من قبل عائلة واحدة.
  • نظام التعليم الحكومي.
  • دمج الدين في هيكل الدولة.
  • إدارة النظام القضائي من قبل الدولة.
  • اعتماد ترقية مواقع السلطة على الجدارة والكفاءة.
  • اقتباس أفكار الثقافات الأخرى وجعلها خاصة.
  • السيطرة على السلطة والثروات الخاصة.
  • النظام العسكري قوي جداً.
  • إنشاء تحالفات عرقية سياسية من خلال الفكر الإسلامي.
  • الجيوش القائمة على الرقيق.

مقالات مشابهة

محافظة صوير في السعودية

محافظة صوير في السعودية

منطقة القادسية في الكويت

منطقة القادسية في الكويت

مدن محافظة دهوك

مدن محافظة دهوك

مدن محافظة ذي قار

مدن محافظة ذي قار

منطقة الدوار الأول في محافظة عمان

منطقة الدوار الأول في محافظة عمان

تخصصات كلية التقنية العليا بمسقط

تخصصات كلية التقنية العليا بمسقط

شروط استخراج سجل صناعي في السعودية 2022

شروط استخراج سجل صناعي في السعودية 2022