جدول المحتويات
من المعروف أن الزكاة هي واحدة من أركان الإسلام الخمسة التي من دونها لا يصح الإسلام، ومن ضمنها تأتي زكاة الفطر، تلك الزكاة التي يجب أن تُمارس مع الصيام، ولقد فرض الله الزكاة على كل من المسلمين والمسلمات لما لها من فائدة على الفرد والجماعة، فإذا كانت الزكاة ينتفع بها الفقراء، فإنها تنفع الأثرياء أيضًا سواءً بالثواب أو بالقيمة المعنوية التي تأتي بها على المُتصدق.
قيمة زكاة الفطر
زكاة الفطر واحدة من الواجبات التي يؤديها المسلم بعد انتهاء شهر رمضان بشكل مباشر، ولقد أخذت هذا الاسم لترتبط بعيد الفطر، حيث يفطر المسلمون بعد صيام شهر، وهي مفروضة على كل المسلمين، وتم ذكرها في حديث عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان”، وإن المسلمين الأغنياء الذين يتصدقون بها يطهرون أموالهم، وينالون فضلًا من الله، كما تجعلهم يشعرون بالرضا والتقرب من الله، وأنهم يؤكدون على قبول صيامهم في رمضان، إضافةً إلى أنها تساهم في الحفاظ على التوازن الاجتماعي حيث يعطي الغني الفقير، ويؤدي النا الذكاء امتثالًا لأمر الله عز وجل، وهي تتم الإسلام ومن دونها لا يتم، ويتقرب الناس من الله ومن بعضهم متحابين كون القوي يساعد الضعيف.
السنة الهجرية التي فرض فيها الصيام
إن عدداً من المراجع الإسلامية التي خطها الفقهاء تؤكد على أنها جاءت في السنة الثانية من الهجرة، وذلك في يوم التاسع والعشرين من رمضان، وكان هذا هو العام نفسه الذي أدى فيه المسلمون الصيام لأول مرة كفريضة، ولقد جاءت الزكاة من رمضان، لتؤكد على قبول صيامه وتطهيره من التكاسل أو الذنوب التي فعلها أثناء شهر رمضان.
جاء في كتاب النور الساري في المجلد الرابع ما هو مأخوذ عن صحيح البخاري، إذ تحدث عن وجود خلاف على ميعاد فرض هذه الزكاة، فلم يجمع الفقهاء رأيهم على وقت بعينه تم فيهه الشروع في تنفيذ تلك الفريضة، ويقول الحافظ بأن الفقهاء قد اختلفوا على المرة الأولى التي تم فرض الزكاة فيها، غير أن معظم أصحاب الفقه يرون أنها جاءت بعد الهجرة وليس قبلها، ولقد فُرضت قبل انتهاء شهر رمضان من العام الذي نزلت فيه.
أما الإمام النووي فقد ذهب في كتابه (الروضة) إلى أن فرض الزكاة كان بعد عامين من فرض الصيام، وأنه في الواقع جاء في السنة التاسعة الهجرية، وكذلك وافقه ابن الأثير في مخطوطته (التاريخ)، أما ابن زيمة فقد ذهب إلى أن فرضها كان قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، غير أن غالبية الفقهاء كانوا يرون بعكس ذلك، وأن الأدلة تقف أكثر في وجهات النظر القائلة بأن زكاة الفطر فُرضت بعد الهجرة.
يجدر بالذكر أن زكاة الفطر – تبعًا لما جاء على لسان قيس سعد بإثبات من أحمد وابن خزيمة والنسائي – قد أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وجوب الزكاة العادية، أي أن الناس تصدقوا زكاة الفطر أولًا، ثم أصبحت الزكاة فريضة بعد ذلك، فيما جاء في كتاب (السيرة الحلبية) أن فرضها لأول مرة كان في شهر رمضان وقبل عيد الفطر بيومين.
طريقة الإعلان عنها
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم في الناس من يناديهم في بيوتهم في تجمعهم بالأسواق وكافة الأنحاء بمكة المكرمة عن وجوب زكاة الفطر على النساء والرجال من المسلمين، وأن الزكاة مفروضة كل الصغار والكبار، والحر والعبد، على أن تكون الزكاة تمرًاأو شعيرًا أو زبيبًا أو حنطة.
حساب زكاة الفطر
إن زكاة الفطر بالتالي تخرج من المال ومن الطعام الذي هو الشعير أو القمح، ويأتي عن عدد من العلماء أن الزكاة يجب أن تكون بصاع كما لأن هذا كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ بعث المنادي في مدينة، فإذا كانت من الصاع فلتكن لبن أو أرز أو حنطة أو شعير، ولم يكن الميزان قد ظهر آنئذ، فاستخدم المسلمون النخل لحساب الوزن، وحُسب الصاع الواحد بـ4 كفوف، وهو ما يعادل 3 كجم بالميزان الحديث تبعًا لما أقره الفقهاء.
إذا كانت زكاة الصاع قد مضى عليه الزمن، ولم تعد رائجة في أيامنا هذه، فإن زكاة المال لم تبطل، فأصبحت زكاة الفطر تخرج أغلب الأحيان في صورة أموال، وبالتالي يجب أن يتم حساب ثمن الكيلو الواحد من القمح أو اللبن، ثم إخراج الزكاة تبعًا للتسعيرة الحالية لتلك السلع، وتكون دار الإفتاء هي المخولة بتحديد المبلغ الواجب دفعه على كش واحد من المتصدقين، حي يوضحون المبلغ الأقل الذي لا يمكن الدنو عنه، ويزيد الناس على هذا الحد بحرية تبعًا لمقدرتهم.
موعد إخراج زكاة الفطر
تظل زكاة الفطر متاحة حتى شروق شمس اليوم الأول من عيد الفطر، فإذا جاء الشروق سقط عنها كونها زكاة فطر، وتم احتسابها كصدقة، ومن المُحبذ أن يتم إخراجها في الأيام الأخيرة من رمضان كي يتسع الوقت ولا يتأخر المسلم عن أدائها.
