مخترع الكهرباء اسمه وحياته وانجازاته

مخترع الكهرباء اسمه وحياته وانجازاته
التصنيف: شخصيات ومشاهير

الكهرباء شكل من أشكال الطاقة، وهي مهمّة جداً في حياتنا، ونحتاجها في جميع المجالات، ولا يمكن الاستغناء عنها، والبشر في الماضي احتاجوا الكثير من الوقت حتى اكتشفوا وجودها في الطبيعة، ويعود تاريخ اكتشاف الكهرباء إلى أكثر من ألفي عام، وفي القرن الخامس قبل الميلاد وتحديداً في عصر حضارة الإغريق القدماء، والذين لاحظوا أنّ فرك الفراء على العنبر يتسبب في قوة جذب بين الاثنين، وبَقِيَت هذه الظاهرة موضع اهتمام وبحث من قِبَل الباحثين والعلماء، وبحلول مطلع القرن السابع عشر، كان هناك العديد من الاكتشافات والأبحاث المهتمّة والمتعلّقة بالكهرباء من قبل العلماء، ومنهم من استفاد من نظرّيات عالم قبله وطوّرها.

من أبرز العلماء الذين ساهموا في اكتشاف الكهرباء كل من توماس إديسون صاحب اختراع المصباح المتوهّج، والفيلسوف اليوناني طاليس الملطي أوّل من درس الكهرباء، وهو من قال بأن الماء أصل كل الأشياء، وقام بتقديم تفسيرات واضحة وبينّة لها عن طريق تجربة احتكاك حجر الكهرمان بالفراء، والطبيب ويليام جيلبرت الذي يُعرف بأنّه مكتشف الكهرباء، ولقبه كان “أبو الكهرباء الحديثة”، فهو صاحب الفضل في إنشاء مصطلح “الكهربائيّة”، وكان مولعاً بالمغناطيس، بالإضافة إلى بنجامين فرانكلين الذي قام بابتكار مفهوم الكهرباء الموجبّة والكهرباء السالبة، وذلك اعتمادً على ما تُسببه الأجسام المشحونة بالكهرباء من الجَذْب أو التنافر، وغيرهم من العلماء الذين كان لهم الفضل في وصول الكهرباء لنا إلى يومنا هذا.

يتحدث المقال عن مخترع الكهرباء، اسمه وحياته وانجازاته، ويشمل:

  • التعريف بمخترع الكهرباء.
  • حياة توماس إديسون، واختراعه المصباح المتوهّج، ووفاته.
  • المساهمون في اختراع الكهرباء.
  • الحديث عن الفيلسوف اليوناني طاليس الملطي، والطبيب ويليام جيلبرت، والسياسي بنجامين فرانكلين.
  • قصة اختراع الكهرباء.

من هو مخترع الكهرباء ؟

الإجابة لهذا السؤال تكون بتوضيح أنّ الكهرباء لم يتم اكتشافها أو اختراعها، وهي تُعتبر شكل من أشكال الطاقة، والبشر في الماضي احتاجوا الكثير من الوقت حتى اكتشفوا وجودها في الطبيعة، وقصة اكتشاف الكهرباء قصة طويلة ومعقّدة بدأت أولها في عام 600 ق.م، ولا يعود الفضل في اكتشاف وجودها إلى شخص واحد، بل يعود على أكثر من شخص، وسيتم ذكرهم جميعاً في هذا المقال بالتفصيل المُمِّل.

إعلان السوق المفتوح

حياة توماس ألفا إديسون

توماس ألفا إديسون (بالإنجليزية: Thomas Alva Edison)‏ أشهر المخترعين في أمريكا ورجل أعمال ‏وُلِدَ في  الحادي عشر من شهر فبراير عام 1847 م في مدينة ميلان التي تقع في ولاية أوهايو الأمريكية، وكان الطفل السابع والأخير للسيد صموئيل إديسون والسيدة نانسي إليوت إديسون، وتزوج إديسون في حياته مرتين وأنجب ستة أطفال. تأثّر سلوك توماس إديسون وحياته المهنيّة بسبب في معاناته في بداية حياته من مشاكل بالسمع، وبسبب هذه المشكلة بالإضافة إلى عدم انتظام تعليمه أمضى توماس معظم وقته في القراءة، فكان قارئاً مهماً، وترك إديسون تعليمه في عام 1859، وعمل بعدها في محطّة قطارات حتى أصبح متدرّباً على استخدام التلغراف في عام 1863 لعدة سنوات من عمره.

أمضى إديسون معظم وقته وبذل جهده في تحسين المعدّات واختراع الأجهزة، وكان يدير شركة إديسون جنيرال اليكترك قبل اتحادها مع تومسون هيوستن إلكتريك، وقام بإنشاء مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعيّة في عام 1876، وبهذا أصبح إديسون صاحب أول مختبر للأبحاث الصناعية في العالم، وفي عام 1877 اخترع إديسون جهاز الفونوغراف والذي كان السبب في اكسابه لأول مرة كان في حياته، وعُرِفَ بعدها باسم “ساحر مينلو بارك” في مدينة نيوجيرسي بسبب اعتبار الجمهور هذا الاختراع سحراً. 

اختراعات حياة توماس ألفا إديسون

يمتلك توماس ألفا إديسون 1093 براءة اختراع أمريكيّة تحمل اسمه، أيضاً يملك براءات اختراع في فرنسا وألمانيا، واخترع العديد من الأجهزة، والتي لها أثر كبير في الحياة حول العالم، ومن أبرز اختراعاته وانجازاته ما يلي:

  • جهاز الفونوغزاف الأول، والذي كان على اسطوانة من القصدير، ومن سلبياته أنَّهُ كان يملك جودة صوت سيئة، ويقوم بالتسجيلات لمرّات قليلة فقط، وبعدها تمّ إعادة تصميمه باستعمال اسطوانات الكرتون المغلفة بالشمع بواسطة كل من ألكسندر غراهام بيل، وتشيتشيستر بيل، وتشارلز سومنر تاينر، وكان هذا سبباً في جعل توماس إديسون يتشجّع على الاستمرار بالعمل على “الفونوغراف الكامل”.
  • انشأ محطة بيريل ستريت لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي الأولى في العالم في مجال الطاقة الكهربائيّة والتي تقع في شارع بيريل في مدينة مانهاتن في ولاية نيويورك. قام إديسون بوضع نظام توليد القوة الكهربائية، ووزّعها إلى المنازل، والشركات، والمصانع، هذا ما ساهم في تطور جذري في عالم الصناعات الحديثة.
  • قام إديسون ببناء أول معمل له في مدينة مينلو بارك في ولاية نيوجيرسي.
  • قام ببناء معمل نباتي في مدينة فورت مايرز التي تقع في ولاية فلوريدا، وذلك بالتعاون مع رجال الأعمال هنري فورد وهارفي إس فايرستون. 
  • أنشأ معمل في مدينة ويست أورنج التي تقع في ولاية نيوجيرسي.
  • قام بإنشاء بلاك ماريا وهو أول استوديو أفلام بالعالم في ولاية نيوجيرسي.
  • قام بتطوير عدة أجهزة، منها جهاز الاتصال الجماهيري، وجهاز تسجيل الصوت والصور المتحركة. 
  • كان إديسون رجل أعمال مميّز نَشِط حتى سنواته الأخيرة، وقبل وفاته ببضعة أشهر قام إديسون بافتتاح خدمة القطار الكهربائي، والسكك الحديدية بين مدن هوبوكين، ومونتكلير، ودوفر، وجلادستون في ولاية نيو جيرسي، والجدير بالذكّر أنَّ نقل الطاقة الكهربائية لهذه الخدمة كان باستخدام التيار المستمر الذي دافع عنه إديسون.
  • وفّرَ إديسون أسطول من السيارات مهمّتها تقديم خدمة نقل الركاب في شمال ولاية نيوجيرسي، واستمرت مدة 54 سنة حتى عام 1984. 
  • قام بتطوير آلة التصوير السينمائي.

توماس أديسون واختراع المصباح المتوهج

في الفترة ما بين 1878 – 1880، كان أديسون وأصدقاؤه يحاولون جعل مصباح صغير يتوهّج نتيجة استخدامهم للكهرباء، وكانت المصابيح القوسيّة هي الاضاءة المتوفرة حينها، وتتميّز بالتوهّج والسطوع لهذا كانت تُستعمل لإضاءة الساحات الكبيرة، وعمل إديسون مع اصدقائه على 3000 نظرية متنوّعة لتطوير هذه الفكرة، وفي نهاية عام 1879 توصّل إديسون إلى مصباح يتكوّن من زجاجة فارغة من الهواء، وفي داخلها خيوط بلاتينيّة رفيعة ذات مقاومة كهربائيّة عاليّة.

اقرأ أيضاً:  من هو الزمخشري

وفاة توماس أديسون

عانى توماس إديسون من انتكاسات وتدهّور في حالته الصحيّة نهاية حياته، وكان يقضي معظم وقته في بيت عائلته في ولاية فلوريدا، بالإضافة إلى أنّه ترك عمله في المختبر، وكان في وقتها يتّبع نظام غذائي شعبي، وقيل في رواية مشكوك فيها “أنّ الحليب هو السائل الوحيد الذي كان يشربه بمقدار نصف لتر كل ثلاث ساعات”. في عام 1980 أي قبل وفاته بسنة واحدة، قالت زوجته مينا في مقابلة “تناول الأطعمة الصحيحة هو أحد أهم هواياته.”

توفي إديسون في منزله الذي أهداه لزوجته مينا بمناسبة زفافه في ولاية نيوجيرسي  يوم 18 من شهر أكتوبر عام 1981 في الساعة 3:21 صباحاً بسبب مضاعفات مرض السكرّي، ودُفن في حديقة منزله.

المساهمون في اختراع الكهرباء

في القرن الخامس قبل الميلاد وتحديداً في عصر الحضارة الإغريقيّة اكتشف الإنسان وجود الكهرباء لأوّل مرّة، ووجدوا أنَّه عند احتكاك الأجسام الخفيفة بالصوف تتولد مادة الكهرمان وقوّة جذب لها، وبَقِيَت هذه الظاهرة موضع اهتمام وبحث من قِبَل الباحثين والعلماء؛ حيث قاموا بتطوير نظرياتهم وإكمال ما بدأ به مَن قَبْلُهُم وأبرزهم كما يأتي:

  • الفيلسوف اليوناني طاليس الملطي (بالإنجليزيّة: Thales of Miletus) والدي عُرِف كأحد الحكماء الأسطوريين السبعة، وهو أوّل من درس الكهرباء، وقام بتقديم تفسيرات واضحة وبينّة لها عن طريق تجربة احتكاك حجر الكهرمان بالفراء، وهو من أشار إلى قدرة الحجر على جذب الريش، والغبار، وأيضاً المواد الأخرى التي تتميّز بوزنها الخفيف، وأَطلَق على مادّة الكهرمان اسم “الراتنيجي” ومعناها باللغة الإغريقيّة الكهرباء، وتُعدّ هذه التجربة أولى التجارب مع الكهرباء الساكنة (بالإنجليزيّة: Static Electricity).
  • العالم والفيزيائي وليام جيلبرت (بالإنجليزيّة: William Gilbert)، والذي يرتبط به تاريخ اختراع الكهرباء فيما بعد 1600، وهو طبيب الملكة إليزابيث الأولى في إنجلترا، وبناءً على المعلومة التي تُفيد بامتلاك حجر المغناطيس (بالإنجليزيّة: Lodestone)، أو ما يُسمى الماغنتيت (بالإنجليزيّة: Magnetite) لخواصّ مغناطيسيّة، بالإضافة إلى أنّ فرك الكهرمان يؤدي إلى التصاق بعض المواد به، أدت هذه الأسباب إلى جعل وليام جيلبرت يطرح موضوع الكهرباء ضمن كتابه المكتوب باللغة اللاتينيّة، وقام بوضع العالم في هذا الكتاب خلاصة تجاربه، وأبحاثه المتعلّقة بالمغناطيسيّة والكهرباء في هذا الكتاب، وكان العالم وليام يُلقّب باسم “أبو الكهرباء الحديثة”، وظهرت حينها كلمة (Electricus)، وهي المرادف اللاتيني لكلمة (كهرمان)، وكانت تُستخدم لوصف قوى الجذب التي تظهر في المواد عند احتكاكها ببعضها البعض، وبعدها بسنوات ظهرت الكلمة (Electricity) لأول مرة حين استخدمها العالم الإنجليزي توماس براون (بالإنجليزيّة: Thomas Browne) في كتبه التي قام بتأليفها بعد دراسته لأبحاث العالم وليام جيلبرت.
  • العالم أوتو فون غيريكه (بالألمانيّة: Otto von Guericke) ، والذي قام باختراع ماكينة لتوليد الكهرباء الساكنة في عام 1660.
  • العالم فرانسيس هوكسبي (بالإنجليزيّة: Francis Hauksbee)، والذي اخترعَ مولِّد محسَّن للكهرباء السّاكنة.
  • العالم روبرت بويل: (بالإنجليزيّة: Robert Boyle)، والذي لاحظ وجود قوى التّنافر جنباً إلى جنب مع قوى التّجاذب، واكتشف أنّ الكهرباء تنتقل في الفراغ. 
  • العالم ستيفن غراي: (بالإنجليزيّة: Stephen Gray)، والذي قام بالكثير من التّجارب التي أثبتت وجود مواد موّصلة للكهرباء، ومواد أخرى غير موّصلة. 
  • العالم شارل دو فاي (بالفرنسيّة: Charles F du Fay)، والذي قام بتمييز الكهرباء إلى نوعين، ولاحقاً ظهر مفهوم الشحنات الكهربائيّة الموّجبة والسالبة الذي وضعه بنجامين فرانكلين (بالإنجليزية: Benjamin Franklin)، بالإضافة إلى العالم (Ebenezer Kinnersley).
  • العالم بيتر فان موشنبروك (بالهولنديّة: Pieter van Musschenbroek)، صاحب اختراع قارورة ليدن (بالإنجليزية: Leyden jar) في عام 1745، والتي تخزّن الكهرباء الساكنة، وتكثّفها.
  • العالم وليام واتسون (بالإنجليزيّة: William Watson)، الذي استطاع تفريغ الكهرباء السّاكنة من قارورة ليدن.
  • العالم هنري كافنديش (بالإنجليزيّة: Henry Cavendish)، حيث تمكّن من دراسة موصليّة المواد. 
  • العالم شارل دي كولوم: (بالفرنسيّة: Charles de Coulomb)، الذي وضع القانون المتعلّق بقوى الجذب بين الجسيّمات المكهّربة. 
  • بنجامين فرانكلين (بالإنجليزيّة: Benjamin Franklin) الذي جاء قبل العالم توماس إديسون، وقام بابتكار مفهوم الكهرباء الموجبّة، والكهرباء السالبة وذلك اعتمادً على ما تُسببه الأجسام المشحونة بالكهرباء من الجَذْب أو التنافر، واستطاع بذلك أن يُقسِّم الشحنات الكهربائيّة إلى شحنات موجبة، وشحنات سالبة، وأجرى تجربته المشهورة عام 1752 باستخدام طائرة ورقيّة، ومفتاح مربوط فيها خلال هبوب عاصفة رعديّة وفي عام 1752، واستطاع من خلالها أن يُثبِت العلاقة بين البرق والكهرباء.
  • العالم لويجي جلفاني (بالإيطاليّة: Luigi Galvani)، والذي وصل في عام 1786 إلى أنَّ أرجل الضفدع تتحرك نتيجة لتفريغ الكهرباء السّاكنة، وكان يعتقد أنَّ ساق الضفدع تولِّد الكهرباء.
  • العالم ألساندرو فولتا (بالإيطاليّة: Alessandro Volta) كان يعتقد عكس اعتقاد العالم لويجي جلفاني، وهو صاحب اختراع أول بطارية تقوم بإنتاج الكهرباء الثابتة، وكان هذا دليلاً على أنَّ التّيار الكَهرَبائيّ يتولد كيميائياً.
  • المخترع الكيميائي الإنجليزي همفري ديفي (بالإنجليزيّة: Humphry Davy)، وهو صاحب أول مصباح كهربائي يعمل عن طريق توصيل الأكوام الڤولتية بأقطاب الفحم عام 1802، والذي أُطلق عليه اسم مصباح القوس الكهربائي (بالإنجليزية: Electric Arc Lamp)، هذا بسبب القوس الساطع للضوء المنبعِّث بين قضيبيّ الكربون.
  • العالم جورج سيمون أوم (الألمانيّة: Georg Ohm)، والذي مهد الطريق له العالم ألساندرو فولتا، وهو من أوجد العلاقة بين الجهد، والتيار، والمقاومة في الدّارة الكَهرَبائيّة، وهو ما يُعرَف حالياً بقانون أوم.
  • العالم جيمس بريسكوت جول (الإنجليزيّة: James Prescott Joule)، وهو صاحب قانون التّسخين الكَهرَبائيّ (بالإنجليزية: Electrical Heating).
  • العالم غوستاف روبرت كيرشوف (بالألمانيّة: Gustav Robert Kirchhoff) وهو من قام بوضع قوانين لجمع التّيار الكهربائي، والجهد الكَهرَبائيّ، وهي القوانين الأساسيّة لحساب الدّارات الكَهرَبائيّة.
  • العالم هانز كريستيان أورستد (بالدنماركيّة: Hans Christian Ørsted) والذي لاحظ وجود مجال مغناطيسي يتولّد حول سلك ما إذا ما مُرّر به تيار كهربائيّ في عام 1819.
  • العالم الفرنسي أندريه ماري أمبير (بالفرنسيّة: André Marie Ampère) والذي استفاد من النّتائج التي توصل إليها العالم أورستد، وقام بوضع عدة قوانين كهرومغناطيسيّة في عام 1873. 
  • العالم فرانسوا أراغو (بالفرنسيّة: François Arago) والذي استطاع التوصّل إلى اختراع المغناطيس الكهربائيّ.
  • العالم مايكل فاراداي (بالإنجليزيّة: Michael Faraday) الذي جاء بعد العالم فرانسوا أراغو، وكان أول من استطاع تمرير تيار كَهرَبائيّ خلال الأسلاك، وكان لاختراعه الأجهزة الكهرومغناطيسيّة دور في بداية ظهور تكنولوجيا المولدات الكَهرَبائيّة.
  • العالم هيبوليت بيكسي (بالفرنسيّة: Hippolyte Pixii) والذي اعتمد على نموذج العالم فاراداي لتصنيع مولّد كهربائيّ يُدار باليّد.
  • العالم البريطاني جوزيف سوان (بالإنجليزيّة: Joseph Swan) مع العالم توماس إديسون قاما باختراع المصباح المتوهج في عام 1878، وقد أسّس كل منهما فيما بعد شركة مشتركة لإنتاج أول مصباح متوهّج، وتمكّنا من إضاءة أول مصابيح الشّوارع الكَهرَبائيّة في مدينة نيويورك في أيلول / سبتمبر عام 1882. كان اكتشاف العالم إديسون للمصباح الكهربائيّ، والإضاءة منخفضة التكلفة وعالية الجودة، سبب في وَضع حَجَر الأساس في صناعة الكهرباء، وتشّييد محطّات توليد الكهرباء، واستخدمَ العالِم الكرواتيّ نيكولا تيسلا (بالإنجليزيّة: Nikola Tesla) التيّار المُتناوِب (AC) في  نقل الكهرباء عَبْر مسافات طويلة، وبعد ذلك أصبح التيّار الشائع في جميع أنحاء العالم هو التيار المتناوِب، وبعد ذلك طبَّقَ رجل الأعمال جورج ويستينغهاوس (بالإنجليزيّة: George Westinghouse) نظام التيّار المُتناوِب بشكل تجاريّ في شركته، بالإضافة إلى أنّه تَمّ إنشاء محطّة الطاقة الكهربائيّة المائيّة (شلّالات نياجارا) في عام 1883، والتي عملت على توليد كهرباء منخفضة التكلفة، وذات فاعليّة أكبر.
  • قام المهندس السويديّ جوستاف دي لافال (بالسويديّة: Gustaf de Laval) في أواخر القرن التاسع عشر باختراع مُحرِّك بُخاري يستخلصُ الطاقة الحراريّة من البُخار المضغوط، ويحوَّله إلى حركة دوّارة، وأَطلقَ عليه اسم (المُحرِّك التوربينيّ)، والذي كان سبباً كبيراً في دفْع عجلة التكنولوجيا نحوَ الأمام.
  • قام المهندس البريطانيّ تشارلز بارسونز (بالإنجليزيّة: Charles Parsons) بابتكار أوّل مُولِّد توربينيّ في عام 1884، وكان يستطيع توليد 7.5 كيلو واط فقط، وتابع تطوير اختراعه حتى استطاع اختراع أوّل توربين مُكثّف، وفي عام 1900 قام بإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بقدرة 1 ميجا واط، واستمرَّت التوربينات التي تعمل بالبُخار في توليد معظم الكهرباء والتي يتمّ إنتاجها في جميع أنحاء العالَم.
اقرأ أيضاً:  معلومات عن عمر الخيام

الفيلسوف اليوناني طاليس الملطي

ولد الفيلسوف اليوناني طاليس الملطي (624 ق.م – 546 ق.م) في مدينة ميليتوس، وتعود أصوله البعيدة إلى فينيقيا، والذي دفعت تيم وايتمارش إلى الاعتقاد بأنَّ سبب تسميته “طاليس” هو إيمانه بأنَّ الماء هو الشكل النقي للمادة، وهو فيّلسوف، وعالم فلك، ورياضي، وهو واحد من الحكماء السبعة في اليونان، وأوّل من درس الكهرباء، وهو من قال بأن الماء أصل كل الأشياء، وهو صاحب العديد من الفرضيّات الهندسيّة، وهو من تنبأ بكسوف الشمس الكامل الذي حدث يوم 28 أيار في عام 585 قبل الميلاد، وحاول تحديد الأفلاك السماويّة نسبةً لكوكب الأرض، ونقل ديوجانس اللايرتي عن إرخ أبولودورس الأثيني أنَّ سبب موت ضربة شمسيّة أثناء مشاهدة الألعاب في الأولمبياد الثامن والخمسين.

إلى جانب ذلك، هو أول شخص قام باستخدام المنطق الاستنباطي وطبّقه في الهندسة، وذلك باشتقاق أربع بديهيّات فيما تسمى مبرهنة طاليس، وهو أول من نُسب إليه اكتشاف رياضي في الرياضيات، بالإضافة إلى استخدامه الهندسة لحساب ارتفاعات الأهرامات، وبُعد السفن عن الشاطئ، وكان يُعرف عنه أنّه يبعد عن استعمال الأساطير لشرح الكون، وكان يستند إلى الفرضيّات والنظريّات لتفسير الظواهر الطبيعيّة حوله بدلاً من التفسيرات الأسطوريّة، لذلك يُعتبر أول شخص يُفكِّر بالفلسفة العلميّة ويشارك فيها في الحضارة الغربيّة. من الجدير بالذكّر أنَّ أرسطو الفيّلسوف الأول في اليونان كان يعتبر طاليس الملطي مؤسس المدرسة الأيونيّة في الفلسفة، والتي ذكر فيها فرضيّته بأنَّ طبيعة المادة جوهريّة واحدة وهي الماء. 

ويليام جيلبرت

وليام جيلبرت (بالإنجليزية: William Gilbert)‏‏ (1544 – 1603) هو طبيب، وفيزيائي، وفيّلسوف طبيعي، ولد في مدينة كولشيستر، ووالده جيروم جيلبرت الذي كان يعمل مسجّل للبلدة، ودرس الطب في كليّة سانت جونز كمبريدج، وحصل على شهادة الدكتوراه في الطب في عام 1569، وبعدها عمل كأمين صندوق في كليّة سانت جون، وغادر بعدها إلى لندن لممارسة مهنة الطب. في عام 1573 أُنْتُخِبَ زميلاً في كليّة الطب، ثمّ في عام 1600 أُنْتُخِبَ رئيساً للكلية، وكان يرفض بقوة طريقة دراسة التدريس الجامعي، وبعدها في عام 1601 عيّنته الملكة إليزابيث الأولى وجيمس الأول طبيباً خاصاً لهما.

يُعرف وليام جيلبرت بأنه مكتشف الكهرباء، ولقّب باسم “أبو الكهرباء الحديثة”، فهو صاحب الفضل في إنشاء مصطلح “الكهربائيّة”، وكان مولعاً بالمغناطيس، وسمّيت وحدة القوّة المحرّكة المغناطيسيّة باسمه تكريماً له، وقام بإجراء اختبارات عديدة متعلّقة بالقوى المغناطيسية، واشتهر بفضل كتابه المسمى (باللاتينيّة: De Magnete) والذي يوّضح ويعالج مواضيع المغناطيس، والأجسام المغناطيسيّة، ومغناطيسيّة الأرض الكبير، والذي نشره في عام 1600، ولخّص في هذا العمل الكثير من تجاربه مع نموذج للأرض الذي أطلق عليه اسم “terrella “.

كان من أهم نتائج تلك التجارب أنَّ الأرض بطبيعتها ممغّنطة، لهذا تُشير البوصلات إلى اتجاه الشمال على عكس الاعتقاد السابق بأنَّ سبب جذب البوصلة إلى اتجاه الشمال هو نجم القطب، وكان أول من صرّح بأنَّ مركز الأرض مكوّن من الحديد الذي يمتلك خصائص المغناطيس المهمّة، والذي يمكن قطعه إلى قطعتين ليتشكّل مغناطيس لكل قطعة وله قطبين شمالي وجنوبي، وذُكِرَ في الكتاب هذا النص: “تلك السواقط الكهربائية تختلف كثيراً عن الهواء، وكما أن الهواء من سواقط الأرض، لذا فالأجسام الكهربائية لها سواقط متميزة، ولكل ساقطة أو فوحة غريبة لها قوتها الفردية الخاصة التي تقود إلى الاتحاد، ولها حركتها الخاصة للمصدر والمنبع للجسم الذي ينبعث منه تلك الفوّحات أو السواقط.”

درس جيلبرت الكهرباء الساكنة باستخدام الكهرمان (باللغة الإغريقيّة: elektron)، وكان السير توماس براون أول من استخدم كلمة كهرباء في عام 1646، والتي أخذها من كلمة جيلبرت اللاتينيّة الجديدة “electricus” عام 1600، والتي تعني شبيه الكهرمان، وجيلبرت صاحب اختراع الكاشف الكهربائي على شكل إبرة متمحورة، وهو أول جهاز قياس كهربائي.

قال جيلبرت أن الكهرباء والمغناطيسية ليستا شيئاً واحداً، وبمحاولة لإثبات ذلك أشار بشكل غير صحيح إلى أنَّ جذب القوة الكهربائية يختفي عند الحرارة، في حين أنَّ الجذب المغناطيسي يبقى موجوداً، وأظهر لاحقاً كل من هانز أورستد، وجيمس ماكسويل أنَّ كلا التأثيرين يشيران إلى قوة واحدة هي قوة الكهرومغناطيسيّة.

اقرأ أيضاً:  من هو الرحالة ابن بطوطة؟

بنجامين فرانكلين

بنجامين فرانكلين (بالإنجليزيّة: Benjamin Franklin)‏ (17 يناير 1706 – 17 أبريل 1790)، من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، أمضى سنواته الأولى في بوسطن، وكان يعمل مع والده في متجر لصناعة الشموع، وحين بلغ سن الثانية عشر، عمل في مطبعة لأخيه الذي أصدر جريدة مهمّة في نيو انجلند، وبدأ وقتها بتعليم نفسه وتثقيفها، وفي عام 1722، حُبِسَ أخوه نتيجة لنشره مقال أغضب السلطات، وفي سن السادسة عشر قام برئاسة تحرير الجريدة، وكتب مقالات متنوّعة واستخدم الاسم المستعار “فاعل خير صامت”، وتعدّدت مواضيع المقالات التي كتبها فمنها عن التعليم، ومنها حرية الصحافة.

بعد خلاف مع أخيه عام 1723، ذهب فرانكلين إلى فيلادلفيا ليبحث عن عمل جديد، واستطاع العثور على عمل هناك، وبسبب اهتمامه بالعمل وخبرته امتلك شركته الخاصة للطباعة بشكل سريع، ووفّر من المال ما يكفي ليتقاعد في سن الثانية والأربعين، ثم عمل بعدها في سلك الصحافة والمجال الدبلوماسي.

كان فرانكلين موسوعيًا، وكاتبًا، وطابعًا، وفيلسوفًا، وسياسيًا، ومدير مكتب بريد، وعالم، ومخترع، ورجل فكاهة، وناشط مدني، ورجل دولة، ودبلوماسي، وكانت له شخصيّة البارزة في التنوير الأمريكي، وأيضاً في تاريخ الفيزياء نتيجة اكتشافاته ونظريّاته في الكهرباء، وعُرِفَ بمانع الصواعق، و النظارات ثنائية البؤرة، وموقد فرانكلين، وغيرها من الاختراعات. قام فرانكلين أيضاً بتأسيس الكثير من المنظمات المدنيّة ومنها: شركة المكتبة، وأول قسم إطفاء في فيلادلفيا، وجامعة بنسلفانيا.

كان لقبه “الأمريكي الأول”، والذي حصل عليه نتيجة لحملته المبكّرة في سبيل الوحدة الاستعمارية التي لم تعرف الملل، والتي بدأت عندما كان مؤلفًا ومتحدثّاً في لندن عن عدة مستعمرات، أيضاً كان أول سفير للولايات المتحدة في فرنسا؛ حيث إنّه كان يمثل الأمة الأمريكيّة الصاعدة، وكان سبباً أساسيّاً في تعريف الروح الأمريكيّة، ووصفها بأنّها تزاوج بين القيّم العمليّة للتوفير، والعمل الجاد، والتعليم، والروح المجتمعيّة، والمؤسسات ذاتية الحكم، ومعارضة السلطوية السياسية والدينية، وبين القيّم العلميّة والمتسامحة للتنوير، وفي تعبير المؤرِّخ هنري ستيل كوماجر فإنه “في فرانكلين، يمكن دمج فضائل التطهيرية دون عيوبها، واستنارة التنوير دون حرارتها”. 

أصبح فرانكلين أول رئيس لأكاديمية وكليّة فيلادلفيا التي تأسست عام 1751، وأصبحت بعدها جامعة بنسلفانيا، ونشر فرانكلين جريدة بنسلفانيا جازيت وهو في سن 23 عامًا، وبعدها نشر صحيفة بور ريشتردز ألماناك، والتي أصبح محررًا وطابعاً ناجحًا وثريًا بسببها، وفي عام 1767 ارتبط بصحيفة بنسلفانيا كرونيكل، والتي عُرِفَت بمشاعرها الثوّرية، وانتقاداتها لسياسات البرلمان البريطاني والتاج البريطاني. وهو من نظم أول جمعية فلسفية أمريكيّة وكان أمينها الأول، ثمّ انتخبَ رئيسًا لها في عام 1769.

كان فرانكلين أول بطل قومي في أمريكا كعميل لعدة مستعّمرات، نتيجةً لقيادته مجهود كبير في لندن وذلك لإلغاء البرلمان البريطاني قانون الطابع الذي لم يحظ بشعبية، ونتيجةً لأنه كان دبلوماسيًا بارعًا، فقد استطاع أن ينال إعجاب الفرنسيّين كوزير أمريكي مفوّض في باريس، وكان شخصية رئيسيّة في تطوير العلاقات الإيجابيّة بين فرنسا وبلاده أمريكا، وأثبتت جهوده حيويّتها في الثورة الأمريكيّة، هذا بقدرته على تأمين شحنات الذخائر الهامّة للغاية من فرنسا، وبعدها حصل فرانكلين على ترقية ليصبح نائب مدير مكتب بريد المستعمرات البريطانية في العاشر من أغسطس في عام 1753م، بعد أن كان مدير مكتب بريد فيلادلفيا لسنوات عدّة، وقام بإنشاء أول شبكة اتصالات وطنيّة، وأصبح أول مدير عام البريد في الولايات المتحدة أثناء الثوّرة، وكان نشطاً في شؤون المجتمع والسياسة الاستعماريّة والدولة، والشؤون الوطنيةّ والدوليّة.

شغل فرانكلين منصب حاكم بنسلفانيا في الفترة ما بين 1785 – 1788، وكان وقتها يمتلك عبيدًا ويتعامل معهم، لكنه بدأ يجادل ضد العبوديّة، وشجّع على تعليم السود، ودمجهم في المجتمع الأمريكي، وكان هذا في نهاية خمسينات القرن الثامن عشر الميلادي. 

نتيجة لحياته وإرثه العلمي، ومنجزاته السياسيّة، ومكانته كأحد مؤسسي أمريكا الآباء، تمّ تكريمه لأكثر من قرنين بعد وفاته، فوُضِعَت صورته على عملة الخمسين سنتاً، وورقة المائة دولار، ووُضِعَ اسمه على أسماء السفن البحريّة، والعديد من المدن، والمقاطعات، والمؤسسات التعليميّة، والشركات، بالإضافة إلى العديد من المراجع الثقافيّة، أيضاً وُضِعَت صورته في المكتب البيضاوي.، وقد ابتكر الكثير من الأفكار والاقتراحات والموجودة لغاية الآن ومنها: كان أول من اقترح فكرة تكوين مجمّعات خاصة بالعلماء، وافتتح مجمع الفلاسفة الأمريكيين، وقد افتتح كذلك أول مكتبة للاستعارة، بالإضافة إلى أوراق اليانصيب.

أثناء قيام فرانكلين بالعمل الدبلوماسي، بذل جهوده في سد الفجوة المتسعة بين بريطانيا والمستعمرات الأمريكية، لكن باءت محاولاته بالفشل، وبعد عودته من العمل الدبلوماسي في أوروبا، انتُخب عضواً في مجلس الشعب الأمريكي، وكتب هو وعدد من السياسيّين المعروفين الوثيقة التي أعلنت استقلال الولايات المتحدة من الاستعمار البريطاني، بعد ذلك عاد لأوروبا وقام في عقد الصلح، الذي شمل الاعتراف بالاستقلال مع بريطانيا.

توفي بنجامين فرانكلين في 17 أبريل عام 1790 عن عمر يناهز 84 عاماً، بسبب مرض التهاب الجنبة.

قصة اختراع الكهرباء

يعود تاريخ اكتشاف الكهرباء إلى أكثر من ألفي عام وفقًا لديانا بوكو، وفي القرن الخامس قبل الميلاد وتحديداً في عصر حضارة الإغريق القدماء، والذين لاحظوا أنّ فرك الفراء على العنبر يتسبب في قوة جذب بين الاثنين، بعدها وبحلول مطلع القرن السابع عشر، كان هناك العديد من الاكتشافات والأبحاث المهتمّة والمتعلّقة بالكهرباء، والتي توصل إليها العلماء، ومن بينها مولدات الكهرباء الساكنّة، والفصل بين التيّارات الموجبة والسالبة، بالإضافة إلى تمييز المواد إلى عوازل أو موصلات.

في وقت مبكر من عام ، توّصل الطبيب ويليام جيلبرت إلى مصطلحات لم تكن موجودة من قبل، أبرزها مصطلح الكهرباء، وذلك للإشارة إلى الطاقة التي تنبعث من بعض المواد عند حكها مع مواد أخرى، ونستنتج أنّ قبل اختراع الكهرباء من قبل العلماء الذين ساهموا في هذا الإنجاز العظيم، كانت هناك اكتشافات أخرى تشير إلى وجود الكهرباء.

حياة توماس ألفا إديسون فيديو

مقالات مشابهة

دليلك الشامل عن الجاحظ ومؤلفاته

دليلك الشامل عن الجاحظ ومؤلفاته

شجرة قبيلة عنزة

شجرة قبيلة عنزة

قصة الزير سالم

قصة الزير سالم

معلومات عن عمر الخيام

معلومات عن عمر الخيام

من هو خير الدين بربروس؟

من هو خير الدين بربروس؟

سلاطين الدولة العثمانية

سلاطين الدولة العثمانية

من هو مخترع المذياع

من هو مخترع المذياع