مدينة الحسينية في بغداد

مدينة الحسينية

تعرف مدينة الحسينية بأنها واحدةٌ من المناطق التابعة إداريّاً وإقليمياً لعاصمة الجمهورية العربية العراقية بغداد، ولكن قبل الحديث بالتفصيل عنها، لا بدّ من التطرّق والحديث عن محافظة بغداد التي بناها الخليفة العباسي المنصور في القرن الثامن الهجري، واتخذها عاصمةً للدولة العباسية، وذلك لما تحمله من أهميّةٍ كبيرةٍ في التاريخ الإسلامي، الأمر الذي جعل منها مطمعاً للعديد من الحضارات المتعاقبة؛ كالتتار، والمغول، والعثمانيين، والإنكليز، إلى أن أصبحت عاصمةً للعراق عام 1921م. 

الموقع الجغرافي وتسمية مدينة الحسينية 

تقع المدينة في الجهة الشمالية الشرقيّة للعاصمة بغداد، بالقرب من محافظة ديالى وتحديداً على الطريق الذي يربط ما بين بغداد ومحافظات الشمال، وعُرفت منذ القدم بعدّة أسماءٍ، هي: ناحية المباركيّة؛ وأطلق عليها هذا الاسم في القرن السابع الهجري، كما أطلق عليها أيضاً؛ حي الزهور، والاستقلال، وحي الحسين، وأخيراً الحسينية أو حسينية الراشديّة، وهو الاسم الذي تسمى به في أيامنا هذه. 

نشأة مدينة الحسينية 

يرجع تاريخ نشأة المدينة إلى عام 1980م،  حيث كانت في ذلك الوقت ناحيةً تابعةً إداريّاً لقضاء الأعظمية، ثم تحولت  لتصبح قضاءاً مستقلاً، وذلك بعد مطالبات حثيثة من أهلها في محاولةٍ لتحسين مستوياتها الخدمية، حيث عانت لفترةٍ طويلةٍ من تردّي الوضع الخدماتي فيها،  نتيجةً لارتفاع كثافتها السكانية التي قدّرت في عام 2013م بحوالي 258,000 نسمةً وفقاً لإحصائيّات وزارة التخطيط العراقية. 

التقسيم العمراني لـ مدينة الحسينية 

يمكن القول بأن المدينة عبارة عن مدينة مكتظة المساكن، حالها كحال جميع أحياء العاصمة بغداد، ولها أربعة مداخل رئيسية، وهي: المدخل الأول المحاذي لبوابة بغداد من جهة محافظة ديالى، والمدخل الثاني القريب من جسر الحسينية القابع فوق الشارع الرئيسي لبغداد، والمدخل الثالث يعتبر البوابة الجنوبية للقضاء، والمدخل الأخير الذي يقع بين شارع المرور وشارع أبو سمير، أما عن شبكة الطرق في المدينة؛ فهي شبكةٌ متدنيّة الخدمات، فعلى الرغم من وجود العديد من الشوارع الرئيسية إلا أنها دائما ما تعاني من المشاكل المرورية، ومن أبرز شوارعها الرئيسية: شارع المرور، وشارع أبو سمير، وشارع الجسر، وشارع الشهيد رائد، وشارع الضغط، كما تحتوي المدينة على صوبين رئيسيين، أحدهما صغير والأخر كبير، وعادةً ما يلبي جميع احتياجات أهالي الحي. 

المعالم السياحية في الحسينية 

على الرّغم من عدم امتلاك المدينة للعديد من المعالم والمقومات السياحية التي تجعل منها بلداً سياحيّاً، إلا أنها لا تخلو من المساجد القديمة، مثل: ضريح العبد الصالح لقمان الحكيم، ومسجد الإمام الصادق، ومسجد الإمام الحسين، وجامع النور، وجامع الزهراء، وجامع الصبار، كما تضمّ العديد من المتنزهات التي يرتادها أهالي المنطقة بحثاً عن الهدوء والراحة في ظل صخب الحياة،  مثل: منتزه النافورة، ومنتزه الجسر، ومنتزه أرض الأحلام. 

المشاكل التي يعاني منها أهالي الحسينية 

يعاني أهالي المدينة من تردّي الخدمات العامة بشكل كبير، وهذا يشمل كل من: المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، وشبكة الطرق، والصحة، والتعليم، وفي هذا المجال أجريت العديد من المقابلات الصحفية مع الأهالي، والتي تمخّض عنها المشاكل الأساسية التالية: 

• إنعدام المياه والكهرباء والصرف الصحي وشبكة الطرق،  بالإضافة الى العديد من الخدمات الأساسية الأخرى، مما يشكّل عائقاً معيشياً في المدينة. 
• زيادة نسبة البطالة بشكلٍ كبيرٍ عند الشباب، الأمر الذي أدى إلى زيادة الجرائم المالية. 
• عدم توفر السكن المناسب، وارتفاع أجور الإسكان. 

أدت هذه المشاكل وغيرها إلى خروج أهالي المنطقة بتظاهرات جماهيريّة كبيرة، مما دفع حكومة حيدر العبادي إلى الرضوخ لمطالب الأهالي؛ حيث أوعز بالبدء بتحسين الأوضاع الخدماتية في المدينة، والعمل على حل المشاكل المذكورة بأسرع وقت ممكن.