مدينة الحيرة في محافظة النجف

مدينة الحيرة في محافظة النجف

مدينة الحيرة

مدينة الحيرة هي أحد أعرق المدن التاريخية في العراق، يرجع بناؤها وتأسيسها إلى الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني (604-562 ق.م). تقع في جنوب وسط العراق، وتتبع في الوقت الحالي لمحافظة النجف، ازدهرت واشتهرت في عهد المناذرة والتي كانت عاصمة لدولتهم. و تمتاز المدينة  بهوائها النقي العليل، وتربتها الخصبة، وموقعها الممتاز من الناحيتين العسكرية والتجارية.

اختلف العلماء في أصل ومعنى اسم هذه المدينة؛ فمنهم من قال أنه عربي مشتق من الحيرة في أمر أو موضع، ومنهم من قال أنها من الحير بمعنى الحمى والملجأ، إلا أن الرأي الأرجح أن الكلمة أرامية ومعناها المعسكر أو الدير أو الحصن.

سكان مدينة الحيرة في محافظة النجف

كانت الحيرة قديماً تسكنها ثلاثة عناصر من السكان؛ العنصر الأول تنوخ، وهم من أصحاب بيوت الشعر. سموها تنوخاً بسبب تحالف قبيلة الأزد وقبيلة قُضاعة. وهم من العرب الذين تركوا وطنهم تهامة، بلاد اليمن واستقروا في أرض الرافدين طلباً للمعيشة وإيجادٍ للكلأ لقطعانهم.

إعلان السوق المفتوح

العنصر الثاني العِباد، وهم قومً من المسيحيين من قبائل شتى سكنوا الحيرة وبنوا فيها، يزاولون التجارة ويعرفون القراءة والكتابة، عُلل سبب تسميتهم بأن خمسة منهم وفدوا على كسرى (الأول) وكانت تبدأ أسماؤهم بكلمة ((عبد)) وهم: عبد المسيح، عبد ياليل، عبد يسوع، عبد الله، عبد عَمرو؛ فقال كسرى: إنكم عِباد كلكم، فسموا بذلك. والعنصر الثالث والأخير، هو الأحلاف، وهم بعض العرب الذين نزلو القوم، وارتبطوا معهم بحلف.

مملكة المناذرة

المناذرة او اللخميين هم من بنو لخم من اليمن هاجروا وأقاموا مملكتهم في الحيرة، ازدهرت المدينة في عصرهم حيث بُنيت القصور؛ وأشهرها قصر الخورنق ذو التصميم الفريد، والذي قتل مصمّمه سنمار بسبب قوله للملك النعمان بن امرؤ القيس أن هناك حجر لو حُرّكت لسقط القصر كله، وأنه لا يعلم مكانها غيره، فما كان من الملك إلا أن ألقاه من أعلى القصر، حتى لا يخبر أحد عن تلك الحجر. وكان من أشهر أسواق العرب هو سوق الحيرة يتبادل فيه التجار البضائع والأدب والشعر والخطب، كان ملوك الحيرة يشجعون الشعراء بالعطايا فقد كان من شعراء الحيرة: المثقب العابدي و النابغة الذبياني وطرفة بن العبد، اهتموا بالخط واللغة العربية، حتى قيل أن مدينة الحيرة هي مهد الخط العربي. امتد حكم المناذرة أربع قرون وانتهى حكمهم مع الفتح العربي الإسلامي.

اقرأ أيضاً:  المغامرة والتشويق في الأردن

التعليم  في مدينة الحيرة في محافظة النجف

إن من أسباب ازدهار مدينة الحيرة هو تنوع الحياة الفكرية فيها في كافة المجالات، وذلك بسبب إنتشار مراكز التعليم مثل الكتاتيب والمدارس والأديرة، حيث قيل؛ كان يتعلم أولاد الحيرة الكتابة والقراءة في مدارسهم في وقت كان يجهلها أكبر شعراء العربية. و كانت الكتاتيب تعلّم الأطفال القراءة والكتابة والحساب والأمثال والحكم ومبادئ الدين بسن مبكر وبلغات مختلفة مثل الفارسية، اليونانية، والعبرية، وذلك بسبب تنوع سكان مدينة الحيرة، ولم يقتصر التعليم على أولاد الميسورين بل شمل أيضاً الفقراء.

انتشرت أيضاً المدارس التي تنوعت اختصاصاتها مثل الموسيقى والشعر والكتابة والخط والترجمة بأنواعها. ولأن الحيرة كانت بلدة تجارية فقد أصبحت سوقاً لفنون العرب وآدابهم. و  تحدث المؤرخون العرب عن وجود عدد كبير من الأديرة والكنائس التي تتبع المذهب النسطوري في الحيرة، والتي تحتوي على المكتبات والمدارس التي أنشأها مسيحيي الحيرة لتعليم أبنائهم، وكان التعليم في هذه الأديرة باللغة السريانية لأنها اللغة التي كتبت بها صلواتهم.

نهاية ازدهار مدينة الحيرة في محافظة النجف

بعد الفتح الإسلامي، ظلت الحيرة في عهد الأمويين مأهولة بالسكان وعامرة، واهتم بها بعض الخلفاء العباسيين، لكن مع اتخاذ المسلمين الكوفة عاصمة لهم بدأ ينطفئ نور الحيرة، وقيل أن بعض من أحجار أثار مدينة الحيرة نقلت إلى الكوفة لبناء المساجد والقصور، فما بقي من قصور وكنائس وأثار فيها هو تذكير بماض وتاريخ عريق لم يتكرر مر على هذه المدينة.

مقالات مشابهة

مدينة الجبلين في السودان

مدينة الجبلين في السودان

مدينة تيزي وزو في الجزائر

مدينة تيزي وزو في الجزائر

خدمات جامعة الأقصى

خدمات جامعة الأقصى

منطقة جبل الزهور في محافظة عمان

منطقة جبل الزهور في محافظة عمان

تاريخ أبرز الدول والحضارات

تاريخ أبرز الدول والحضارات

محافظة المويه في السعودية

محافظة المويه في السعودية

مطار ابوظبي

مطار ابوظبي