مدينة الديوانية في محافظة القادسية

مدينة الديوانية

تعدّ مدينة الديوانية أهمّ مدن إقليم الفرات الأوسط حيث تمثّل المركز الإداري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي لمحافظة القادسية التي يُطلق عليها البعض اسم محافظة الديوانية، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى السبب الذي سُكنت فيه لأوّل مرّةٍ من قِبَل عشائر الخزاعل حيث أمر شيخهم حمد الخزاعل بإقامة حصنٍ عسكريٍّ لهم في مركز الديوانية، وإقامة الأماكن المخصّصة لإستضافة اتباعه حول هذا الحصن حيث سمّيت هذه الأماكن بالديوانية.

الموقع الجغرافي لمدينة الديوانية

تقع مدينة الديوانية في محافظة القادسية ضمن منطقة الفرات الأوسط جنوب الجمهورية العراقية وتبعد 180 كيلومتراً عن العاصمة بغداد، وهي موجودةٌ في الجانب الأيسر من نهر الحلة المعروف بشطّ الديوانية وهو أحد تفرّعات نهر الفرات، حيث تحتلّ موقعاً جغرافيّاً مميّزاً في مفترق الطرق بين محافظات الجنوب ومحافظات الوسط على الطريق الواصل بين الجنوب وبغداد.

تاريخ مدينة الديوانية في محافظة القادسية

يُنسَب تاريخ محافظة القادسية إلى تاريخ مدينة الديوانية التي تعود إلى العقد السابع من القرن الثاني عشر، وقد كانت تعرف بالرماحية والحسكة في القرون القديمة وكانت تابعةً للواء الحلة ثم استقلّت في العهد العثماني دون تحديد التاريخ فقد اختلفت الروايات حوله وذلك لأن العثمانيين كانوا يستخدمون تقويمين في آنٍ واحد، ولكنه حدث ضمن الفترة الواقعة ما بين عامي 1891-1893 ميلادي، وقد أصبحت هذه المدينة لواءاً قائماً وذلك نظراً لموقعها الإستراتيجي المتوسّط لمراكز التجمّع العشائري في الدغارة والشاميّة والسماوة.

التقسيم الإداري لمدينة الديوانية

ينقسم قضاء الديوانية إدارياً إلى ثلاث نواحي وهي: ناحية الحمزة، وناحية الدغارة، وناحية عفك، واستمر هذا التقسيم حتى صدر قرارٌ جمهوريٌّ يقضي بترفيع ناحيتي الحمزة والعفك إلى رتبة قضاء، فأصبحت الديوانية حينها مكوّنةً من النواحي التالية:

1. ناحية الدغارة: تقع ناحية الدغارة على بعد 16 كيلومتراً إلى الشمال من الطريق الواصل بين بغداد والجنوب، وقد جاءت تسميتها نسبةً إلى نهر الدغارة الذي يمرّ منها، وهي منطقةٌ حديثة العهد حيث تشير الروايات التاريخية إلى أنها وُجدت بصورةٍ رسميّةٍ عام 1877 ميلادي، واشتهرت بزراعة الحبوب والقطن والرز العنبر المعروف بتمن الدغارة.
2. ناحية السنيّة: تقع هذه الناحية على بعد 15 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الديوانية على الطريق الواصل بين الديوانية ومحافظة بابل، وقد تمّ الاعتراف بها على أنها ناحيةٌ بموجب إرادةٍ ملكيةٍ عام 1927 ميلادي حيث كانت تسمى بالمليحة في ذلك الوقت، ومن ثمّ انتقلت إلى مقرّها الأخير في بناية المركز الصحّي الموجود فيها عام 1945 ميلادي وأصبحت بالمسمى المعروفة به حالياً “السنية”.
3. ناحية الشافعيّة: تقع ناحية الشافعية على بعد 5 كيلومترات غرب الطريق الواصل بين مدينة الديوانية ومحافظة النجف الأشرف، وقد بلغ عدد سكانها 50,000 نسمةً في إحصاء عام 2015 ميلادي، حيث يعتمد سكانها بشكلٍ كبيرٍ على الاقتصاد الزراعي ومن أهم محاصيلها: الشلب أو رز العنبر صيفاً، و الحنطة والشعير شتاءاً.

المواقع الأثرية في مدينة الديوانية

تحتضن محافظة الديوانية العديد من الآثار التي تعود في أصلها لأقدم الحضارات ممّا جعل منها مركز جذبٍ سياحيٍّ مهمٍّ يأتيه الزوار من كلّ البقاع، حيث تشتهر بمجموعةٍ من المواقع الأثرية التي تعود إلى الحضارة السومرية والكنعانية والبابلية وغيرها، ومن هذه المواقع:

1. مدينة أوروك أو الوركاء: وهي واحدةٌ من أقدم المدن التاريخية في العراق حيث يعود تاريخها إلى الحضارة السومرية، وتشير الدراسات إلى أنّ عمر مبانيها يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
2. تلول ونه والصدوم: توجد هذه التلول في ناحية السنيّة وتعود في تاريخها إلى العصور السومرية القديمة والعصر البابلي القديم والعصر البابلي الحديث.
3. نهر الحلة: وهو النهر المعروف بشطّ الديوانية ويعدّ واحداً من فروع نهر الفرات ومعلماً سياحيّاً مهمّاً في المدينة.