جدول المحتويات
الردوم في السودان
تقع مدينة الردوم في السودان، وتحديدًا في زاوية جنوبية غربية من جنوب دارفور، تحدها دولة إفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان على بُعد 57 كم تقريبًا، ويتجاوز تعداد سكانها عن 170000 نسمة، وعلمًا بأنه يمكن الوصول إليها بعد المرور بمدينة نيالا – وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور – التي تبعد حوالي 400كم عنها، والسطور القليلة القادمة تحمل المزيد من المعلومات عن مدينة الردوم في السودان.
جغرافية مدينة الردوم
تتميز مدينة الردوم بجغرافيتها، حيث تتمتع من الجهة الشمالية بأراضي قيزان خصبة، تنتج مختلف المحاصيل؛ كالدخن والكركدي واللوبيا، إضافة إلى إنتاج يقدر بحوالي 15 ألف رأس من الماشية، أما الجنوب الغربي منها؛ فينفرد بطبيعة بستانية من أراضٍ طينية رملية صالحة للزراعة؛ من محاصيل وحبوب زيتية وجميع أنواع الفواكه وغيرهم الكثير.
محمية الردوم القومية
نظرًا لكون مدينة الردوم إحدى مناطق السافانا المهمة الغنية بالأشجار الكثيفة، إلى جانب اعتبار بعض معالمها من أفضل المواقع السياحية في السودان؛ وأهم هذه المعالم محمية قومية تُعرف باسمها، أي باسم محمية الردوم التي أعلن عنها عام 1982، والتي تبعد مسافة 30كم من مدينة نيالا، وتقع تحديدًا بين نهريّ انبلجا وبحر عادا ممتدة حتى إفريقيا الوسطى بمساحة تصل إلى حوالي 13,500 كيلومتر مربع، علمًا بأن هذه المحمية واحدة من أصل 9 محميات في دولة السودان، وثاني محميات المحيط الحيوي من حيث المساحة بعد محمية وادي هور، والثانية في تاريخ إنشائها بعد الدندر، وتعد من أهم المحميات الطبيعية في إفريقيا والعالم، وتمتاز عن غيرها بتنوع الحياة البرية فيها، علمًا بأن ما ميزها لتحتل هذه المكانة هو توفر بعض العوامل فيها، مثل: المجاري المائية الغزيرة وشبه الدائمة التي تحقق الأمن المائي، وتنوع الأشجار فيها، وخصوبة أراضيها الزراعية، ونمو الكثير من النباتات فيها، إضافةً إلى موسمها المطري الجيد مع انحدار نهرين رئيسيين، وهما؛ نهرا أمبلاشا وعادة المكونان لبحر العرب، كما أنها الأولى في السودان من حيث كثافة الأمطار التي قد تصل إلى 1000ملم سنوياً، وجميع ذلك ساعد فعليًا على جعلها مأوىً جيدًا للحيوانات بشتى أنواعها، حيث تحتوي على حيوانات نادرة وزواحف وطيور مختلفة، ومجموعة من الغزلان، والأسود، والنمور، والفهود، وكذلك القرود بأنواعها، إضافةً إلى الضباع، والسلاحف، والنعام، والفيلة، والزرافات، والجواميس، وتجدر الإشارة هنا إلى وجود بحيرة كندى التي تكثر فيها الطيور المائية المقيدة والمهاجرة، أما الأشجار التي تحتويها، فمنها؛ أشجار الدوم، والسدر، والصندل الردوم.
معاناة مدينة الردوم
على الرغم من موقع مدينة الردوم المتميز وطبيعتها السياحية، إلا أنها تحتاج ومواطنيها إلى المزيد من الاهتمام، فمحميتها تحتاج إلى اتباع بعض الاستراتيجيات التي تُسهم في المحافظة عليها من الصيد الجائر، ودخول الماشية، ومن قطع الأشجار، إلى جانب العمل على توفير الوسائل اللازمة، وزيادة قوة الحياة البرية فيها، وتزويدها بوسائل المراقبة الحديثة للتقليل من الأخطار المحيطة بها، وتجدر الإشارة هنا إلى أن انفصال دولة جنوب السودان عن السودان نفسها أثر في عملية الرعي، مما اضطر أهل الجزء الشمالي من مدينة الردوم الاعتماد عليها كموقع رئيس للرعي، وذلك بعدما حرمت الرعاة من عبور الحدود جنوباً، كما أن مدينة الردوم تعاني من نضوب الآبار بعد ازدحامها بأصحاب المواشي، والرعاة القادمين إليها في موسم الصيف، لتوفر الكلأ المناسب، وبالتالي عددًا كبيرًا من الأنعام والبشر الذين يستهدفونها، وجميع هذه الأمور تتطلب حلًا جذريًا إلى جانب اهتمامات أخرى.تتميز مدينة الردوم في السودان ببعض الميزات عن غيرها من المدن، لكنها تحتاج للكثير من التحسينات التي تبرز مكانتها أكثر، والتي تساعد على استغلال مواردها بشكل سليم.