مدينة السلمان في محافظة المثنى

مدينة السلمان

تعرف مدينة السلمان بأنها واحدةٌ من الأقضية التابعة لمحافظة المثنى الواقعة جنوبي العراق، وتعدّ ثاني أكبر قضاءٍ في الجمهورية العراقية بعد قضاء الرطبة في محافظة الأنبار حيث تبلغ مساحة هذا القضاء حوالي 46,928 كيلومترٍ مربع، واختلفت الروايات حول سبب تسميتها بهذا الاسم حيث يرى البعض أن اسمها يُنسب إلى سجون السلمان القابعة في أراضيها والتي تعدّ من أشرس و أكبر السجون في العالم، بينما يرى البعض الآخر أنها سميّت بالسلمان نسبةً إلى كثرة المياه الجوفية الموجودة في أراضيها.

الموقع الجغرافي والتعداد السكاني لمدينة السلمان

تقع محافظة السلمان ضمن حدود محافظة المثنى على الحدود العراقية السعودية جنوب جمهورية العراق، وتبعد عن مركز محافظة المثنى حوالي 180 كيلومترٍ جنوب غرب مدينة السماوة، وهي منطقةٌ صحراويةٌ يغلب عليها الطابع البدوي وتسكنها العديد من العشائر العربية البدوية الأصيلة التي استوطنتها منذ القدم وبقيت قابعةً فيها حتى الآن، حيث يبلغ عدد سكّانها حوالي 20,000 نسمةً وفقاً لنتائج التعداد السكاني للعام 2014 ميلادي.

التقسيم الإداري لمدينة السلمان

تضمّ مدينة السلمان أو قضاء السلمان في تقسيمها الإداري ناحيةً واحدةً فقط وهي ناحية البصية التي تبعد عن القضاء حوالي 40 كيلومتراً، وهي من أكبر نواحي العراق من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها أكثر من 24,000 كيلومترٍ مربع، تأسست ناحية البصيّة سنة 1920 ميلادي على يد الجنرال الإنجليزي كلوب باشا وعاشت فيها العشائر العربية التي يغلب عليها الطابع البدوي وذلك نظراً لموقعها في قلب الصحراء، وهي المنطقة التي يقصدها الخليجيون في مواسم الصيد من كلّ عام وذلك بسبب هجرة الطيور النادرة إليها، ومن هذه الطيور: طيور الحباري، والقطا، والسمّان، والبط.

اقتصاد مدينة السلمان

يرتكز اقتصاد أهالي مدينة السلمان على تربية الأغنام والإبل والخيل لا سيّما وأنهم من البدو، حيث يقتات الكثير منهم على لحوم الأغنام ومنتجاتها من ألبانٍ وأجبانٍ وغيرها، كما يعمل القليل منهم في زراعة المحاصيل المختلفة وخاصّةً تلك التي تمتلك القدرة على مقاومة الظروف الجوية السائدة في المدينة والاكتفاء بكمياتٍ قليلةٍ من الماء وذلك نظراً لعدم توفّر المخزون المائي الكافي لريّ هذه المحاصيل.

تحتوي أراضي مدين السلمان على ثروةٍ هائلةٍ تتمثّل برمالٍ يمكن استخدامها في صناعة الزجاج، وفيها العديد من التلال المكوّنة من الصخور التي يمكن استخدامها في بناء معملٍ للأسمنت، وهاتان الصناعتان ستشكّلان بلا شكٍّ مصدر دخلٍ قويٍّ للمدينة ولكن شرط الاستفادة منهما واستغلالهما بالشكل الصحيح.

سجون “نقرة السلمان”

نقرة السلمان أو نكرة السلمان كما يسمّيه العراقيون هو الاسم الذي أطلق على مدينة السجون أحد أبرز المعالم الموجودة في قضاء السلمان، وهي من أشرس السجون وأعنفها في العالم، ويعود تاريخ بنائها للعام 1928 ميلادي حين بناها الإنكليز لتكون منطقةً عسكريةً محصّنةً لصدّ الهجمات الوهابيّة ومقراً لإدارة البادية الجنوبيّة، وبعد ذلك تمّ تحويلها إلى سجنٍ للمتمرّدين والخارجين عن القانون وكان ذلك في العام 1948 ميلادي.

المشاكل التي تعاني منها مدينة السلمان

على الرّغم من كون مدينة السلمان مصدراً للعديد من الثروات الاقتصادية والسياحية إلا أنها لم تلقَ الاهتمام الكافي ولَم تستثمر من قبل الحكومات السابقة والحالية، وبقيت المدينة طيّ الإهمال وهذا ما أدى بدوره لظهور العديد من المشاكل ومنها:

• تردّي الوضع الخدمي وغياب الكهرباء الوطنية، وافتقار المركز الطبي الوحيد الموجود في المدينة إلى الكادر الطبي.
• عدم توفّر مصادر كافيةٍ لمياه الشرب، حيث تأتي هذه المياه لمدّة ساعةٍ واحدةٍ فقط في اليوم لأهالي المدينة.
• وجود العديد من الألغام في البادية، وهذا ما أدّى إلى وفاة العديد من الرُّعاة وإلحاق أضرارٍ جسيمةٍ بآخرين وذلك بسبب غياب الرعاية الطبية اللازمة.