جدول المحتويات
مدينة المناذرة
تتميز مدينة المناذرة العراقية بأهميتها الدينية والتاريخية، فقد عاشت فيها العديد من الحضارات المهمة عبر العصور وحتى يومنا هذا. تقع مدينة المناذرة في محافظة النجف، وتبعد 160كم شمالاًعن العاصمة بغداد، وتبلغ مساحتها 3478كم ² وارتفاعها 70 متر، وقُدّر تعدادها السّكانيّ 251.067 نسمة، وهذا بناءً على إحصائيات عام 2010، وتضم المدينة مجموعة من الأحياء السكنيّة كحي العسكري و الزهراء، وحي الشهداء، وحي الجمعية، وحي الجمهوري، وحي الخورنق، وغيرها من الأحياء الأخرى إضافة إلى ولاية المناذرة التي تضم العديد من الأسواق التجارية.
تاريخ تسمية مدينة المناذرة
سميّت مدينة المناذرة بهذا الإسم نسبة لمملكة المناذرة وهي سلالة عربية كانت موجودة في وادي الرافدين قبل الإسلام، وعاصمتها الحيرة التي تقع بالقرب من النجف، وقد اسسها العرب الذين هاجروا من اليمن بعد انهيار سد مأرب وقد عرف هذا الحدث باسم السيل العرم، ومن ثم هاجرت قبائل بنو لخم المناذرة فقد أقاموا مملكتهم فور زوال مملكة ميسان ومملكة الحضر، واستمرت مملكتهم في الحيرة من عام 268 وإلى عام 633م. امتدت الإمارة لتصل إلى العديد من البلدان كالشام، وعمان، والبحرين، وهجر، وسواحل الخليج العربي، ولقد أقامت صلات تجارية مع العديد من القبائل كالحضر وتدمر والأنباط وحتى مع قبائل قريش، وكانت هذه الصلات التجارية تقوم عبر خطوطهم التجارية، فقد كانوا يقايضون البضائع الفارسية بغيرها تردهم من بضائع من الغساسنة، والعرب، وبيزنطة، كما كان لمملكة المناذرة أسواق عربية شعرية تقام في الحيرة وفي دومة الجندل حيث كانوا ينشدون فيها الشعر والخطب.
المشاكل التي واجهتها مدينة المناذرة عُقب حرب العراق
بناء على تحليلات الأمم المتحدة لعام 2009 تأثرت منطقة النجف ومدينة المناذرة عقب الحرب العراقية في العديد من النواحي، فقد وصلت نسبة البطالة إلى 7%، ونسبة الأمراض المزمنة إلى 9%، ونسبة الفقر إلى 14%، وانقطاع الكهرباء اليومي لمدة تزيد عن 11 ساعة إلى 44%، وانعدام الوسائل الصحيّة بنسبة 48%، وانعدمت المياه الصالحة للشرب بنسبة 21%، وبالرغم من التحسينات التي أجريت منذ هذه الإحصائية مازالت الآثار المترتبة واضحة، فما يزال هناك مشاكل في قطاعي التعليم والصحة، فقد سجل نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفى المناذرة العام، لكن البلدية تقوم بجهود كبيرة لتجميل الطرقات، والمحافظة على النظافة العامة بالرغم من حالة التقشف وعدم توفر التخصيصات الماليّة. أنجزت بعض المشاريع كتوسيع وفتح الطرق في مناطق متعددة في المدينة، ورفع الأنقاض، والقيام بحملات ليلية للتنظيف، وتجديد المدارس، وفتح الطرق الريفية، والقيام بدورات توعوية وتثقيفية للاهتمام بالنظافة العامة. تحتاج مدينة المناذرة التي تتميز بتاريخها العريق للمزيد من العمل على تطوير السبل المعيشية فيها لتزهر حضارتها بشكل أكبر.
نبذة عن محافظة النجف
تقع محافظة النجف جنوب غرب العراق، وتعرف لأهميتها الدينية، ففيها العديد من العتبات المقدّسة كالروضة الحيدرية التي يُعتقد أنها مبنية فوق ضريح الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما يوجد فيها مرقد السيدة خديجة بنت الإمام علي رضي الله عنهما، ومراقد النبي صالح و النبي هود عليهما السلام. اسم النجف عربي فصيح ويعني “مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد، وذكر هذا المعنى في صحاح الجوهري، و تعتبر محافظة النجف من المدن التاريخية المهمة فتملؤها جملة من المواقع الأثرية، والتراثية، حيث تعود إلى فترات وحقب تاريخية مختلفة تبدأ هذه الحقب من العصور البابلية وصولاً إلى العصر الإسلامي، كما تتم حالياً أعمال الصيانة و التنقيب في ثلاث مواقع، منها: دار الإمارة في الكوفة، وجان الحماد وتقع ناحية الحيدرية، ووقع جان الشيلان في مركز محافظة النجف، وعمليات التنقيب الجزئية في موقع الحيرة القديمة بمحاذاة مطار النجف.