مدينة الهارثة في محافظة البصرة

مدينة الهارثة

تأسست مدينة الهارثة عام 1921 على مساحة تبلغ حوالي 200 كيلو متر مربع ويبلغ عدد سُكانها حوالي 175 ألف

نسمة، وتقع المدينة في شمال شرق محافظة البصرة وأقرب مدينة إليها هي مدينة القرنة وتربطها شبكة طرق

جيدة بكل من بغداد والبصرة.

سبب تسمية مدينة الهارثة

معنى كلمة الهارثة هو الأرض الرخوة التي تنجرف مع مجرى المياه، ورُبما يكون سبب هذا الاسم هو مرور نهر

دجلة والفرات في مدينة الهارثة.

عشائر مدينة الهارثة

يتواجد في محافظة البصرة ما يزيد عن 170 عشيرة مختلفة ومن أمثلتها: عشيرة البو سليمي، وعشيرة البو شامة،

وعشيرة البو مشيع، وعشيرة البو شتال، وعشيرة الجوارنيه، وعشيرة البهادل، وعشيرة الزهيرية، وعشيرة

السويعديين، وعشيرة الحمران، وعشيرة بني سالم، وعشيرة المواجد، وعشيرة الدواسر، وعشيرة العزة، وعشيرة

الصيامر، وعشيرة الكصوان، وعشيرة البو حلوة، وعشيرة الخليفة، و يتركز في مدينة الهارثة ثلاث عشائر رئيسية:

• عشيرة مياح؛ ومن فروعها: فخذ آُل مخيبز، والعبودة، والكركشة، وآُل عسكر، وعكله، والرعيدات، والبو عامر، وبيت وافي، والبو سعيد، والضواعن، وآُل مزيعل، والخليفات، والعواد وآل حمدان.
• عشيرة الشرامخة؛ ومن أفرعها: فخد آل غانم، وآل ناصر، وآُل خابط، وآُل بريمان، وآُل سعيد، وآُل درباس وآُل برغش.
• عشيرة عبادة.

التقسيم الإداري لمدينة الهارثة

تنقسم مدينة الهارثة إداراياً إلى عدد من القُرى والمراكز ومن أمثلتها:

• كرمة علي: أكبر أقسام مدينة الهارثة وتحتوي على أكبر نسبة من سكان المدينة، وتنقسم كرمة علي داخلياً إلى عدد من المراكز؛ مثل: مركز الناحية، والبدران، والحلاف، والعلي، واللطيف، وأبو حلوة، وبني مالك الشمالية، وبني مالك الشرقية، وقرية حرير، وقرية المسحب، وحي الطليعة، ويلتقي نهري دجلة والفرات في كرمة علي ليُشكلا سوياً ما يُعرف باسم شط العرب والذي يبلُغ طوله حوالي 190 كيلو متراً.
• قرية أُم مسجد: تقع شمال مدينة الهارثة ويرجع سبب هذه التسمية إلى وجود واحد من أقدم مساجد العراق فيها، ويُعتقد أن المسجد الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1838م هو ثالث أقدم مساجد العراق، ورغم أنه حتى هذه اللحظة لم يُعرف اسم مؤسس هذا المسجد إلّا أنه يحظى باهتمام كبير من قِبل أهالي القرية، حيثُ وُسّعت مساحته أكثر من مرة كما أنشئت مكتبة بداخلهُ تُسمى مكتبة الزهراء ويُقدم المسجد دروساً دينية بصورة مستمرة.

النشاط الاقتصادي لسُكان المدينة

نظراً لطبيعة المنطقة ومواردها، يعمل غالبية سكان هذه المدينة في أحد الأنشطة التالية:

• الزراعة: نظراً لتمتع المدينة بالتربة الخصبة بالإضافة إلى مرور نهري دجلة والفرات في مدينة الهارثة، لذلك تعتبر الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي لغالبية سكان المدينة، كما يتوافر في مدينة الهارثة معمل التمور العراقية وأيضاً فرع الشركة العراقية لإنتاج وتسويق التمور، وهو الأمر الذي أدى إلى تطوير عملية إنتاج التمور في المدينة وأيضاً تصديرها إلى مختلف أنحاء العالم.
• الصيد: نظراً لمرور نهري دجلة والفرات في مدينة الهارثة، يعمل عدد كبير من سكان مدينة الهارثة في مجال صيد الأسماك.
• الصناعة: من أضعف القطاعات الاقتصادية لمدينة الهارثة، ولعل أبرز دليل على ذلك هو امتلاك المدينة لواحد من أهم مصانع الورق في العراق، ، إلا أن هذا المصنع لا يُساهم بأي شكل من الأشكال في النشاط الاقتصادي للمدينة وذلك نتيجة توقف هذا المصنع عن العمل منذ فترة ليست بالقليلة.

أهم معالم مدينة الهارثة

• الجُزر: تتميز مدينة الهارثة باحتوائها على عدد من الجُزر مثل:
  • الجزيرة المحمدية: تبلُغ مساحة الجزيرة المحمدية حوالي سبعة دونمات، وتقسم نهر دجلة الى قسمين، وتشتهر بزراعة نبات البردي.
  • جزيرة السندباد: تقع جزيرة السندباد في وسط شط العرب، وكانت من أهم المزارات على مستوى العراق في فترة السبعينيات لاحتوائها على العديد من المنشاٌت السياحية والفنادق، وتراجع الاهتمام بجزيرة السندباد بعد حرب الخليج الثانية وذلك لتدمير غالبية البنية التحتية لها.
• بساتين النخيل: تتميز مدينة الهارثة بوجود عدد كبير من بساتين النخيل الممتدة على ضفاف الأنهار المحيطة بالمدينة مما يجعل منها منطقة تنزه مميزة.

الخدمات العامة في مدينة الهارثة

رغم ارتفاع الكثافة السُكانية في هذه المدينة إلا أنها مازلت تعاني حتى هذه اللحظة من فقر في الخدمات العامة؛ مثل:

• القطاع المصرفي: لا يوجد في المدينة سوى فرع واحد لمصرف هو مصرف الرشيد والموجود في مجمع جامعة البصرة في الكرمة.
• القطاع الطبي: تعاني مدينة الهارثة من عدم وجود مستشفى متخصص.
• قطاع الكهرباء: تعاني مدينة الهارثة من مشكلة في قطاع الكهرباء وذلك نتيجة عدم تطوير محطة الهارثة الكهربائية حتى هذه اللحظة.
• القطاع الأمني: تُعاني المدينة من تردي الخدمات الأمنية.

يرُجح سبب الفقر في الخدمات العامة إلى قلة المخصصات المالية للمدينة من قبل الحكومة العراقية.

مدينة الهارثة والسفينة الغارقة

منذ حوالي عام، تردد اسم محافظة البصرة عموماً ومدينة الهارثة خصوصاً في العديد من وسائل الإعلام الغربية والسبب كان إعلان هيئة الآثار والتراث عن استعدادها لبدء عمليات البحث عن سفينة بريطانية غرقت منذ ما يزيد على مائة عام.

البدايات كانت عِندما قامت سفينة مُحملة بكمية كبيرة من الآثار المسلوبة من البصرة، والتي تضمنت ثورين مجنحين وجداريات آشورية وعدداً ليس بالقليل من القطع الأثرية الصغيرة، وما أن قامت هذه السفينة بالتحرك من البصرة حتى اعترضتها مقاتلة بحرية من القوات البحرية العثمانية، وهاجمتها لاعتقادها بأنها قطعة بحرية بريطانية وترتب على ذلك غرق السفينة البريطانية بالكامل بما عليها من آثار، جدير بالذكر أن عملية البحث تِلك عن هذه السفينة الغارقة ليست الأولى فقد سبقها عدد من المحاولات:

• محاولة قامت بها بعثة يابانية في السبعينيات.
• محاولة قامت بها بعثة كورية في التسعينيات.
• محاولة قامت بها بعثة أمريكية في بدايات الألفية الثالثة.

يُعتقد أن سبب عدم العثور على هذه السفينة حتى هذه اللحظة هو استمرارها في السير لمسافة ليست بالقليلة، رغم تضرُرها من إصابات المقاتلة العثمانية، وبالتالي أصبح تحديد موقع ابتلاع البحر لها كاملة ليس بالأمر السهل اليسير.