جدول المحتويات
مدينة الهندية
مدينة الهندية أو (طويريج)، هي إحدى مدن محافظة كربلاء العراقية، وهي أيضاً مركز قضاء طويريج. كانت مدينة الهندية سابقاً تتبع إدارياً لمحافظة بابل “لواء الحلة سابقاً”، لكنها أُلحقت في الوقت الحالي لمحافظة كربلاء مع ناحيتي الجدول الغربي والخيرات.
الموقع الجغرافي لمدينة الهندية في محافظة كربلاء
تبعد هذه المدينة حوالي 25 كلم عن مدينة كربلاء شرقاً، وتبعد ذات المسافة تقريباً عن مدينة الحلة غرباً، لذلك تعتبر المدينة الواصلة بين محافظتي كربلاء والحلة. و تقع على ضفاف نهر أو شط الهندية، وهو أحد فروع نهر الفرات و يتصل بنهر الحلة. ويبلغ عدد سكان مدينة الهندية حوالي 115 ألف نسمةٍ تقريباً.
أصل تسمية مدينة الهندية
يعتبر اسم المدينة “طويريج” من أصل بدوي، وهذا الاسم كان يحمله عددٌ من الزعماء والأمراء كالأمير طويريج بن هدل التميمي، وهذا يدل على التاريخٍ القديمٍ للمدينة، إلا أن هناك مقولاتٌ أن أصل الاسم يعود إلى العصر البابلي من ناحية المعنى على الأقل، حيث أن الاسم البابلي “طويريق” مشابهٌ للاسم الحالي لفظياً، وهو يعني “طريق المبتغى” أي الطريق الذي كانوا يسلكونه لزيارة كربلاء.
ناحية سدة الهندية التابعة لمدينة الهندية
أنشِئت سدة الهندية في العهد العثماني عام 1881م؛ لتنظيم مياه الفرات في المنطقة، وتذكُر المصادر التاريخية أن منطقة سدة الهندية نشأت على شكل قريةٍ صغيرةٍ بين عامي 1911-1913 م، ثم استُحدِثت لتصبح ناحيةً بعد نموِّها وازدهارها في عام 1921م، وأصبح اسمها “سدة الهندية” نسبةً إلى السد المقام فيها.
تُفيد الروايات أن “سدة الهندية” أقيمت مرتين، الأولى في الجنوب من موقعها الحاليّ، إلا أنها فشلت فأُعيد بناؤها مرةً أخرى في مكانها الحالي، وكان السبب الرئيسيُّ لبنائها هو رفع منسوب المياه في الأنهار المتفرِّعة من نهر الفرات مثل: نهر الحلّة، نهر الحسينية، ونهر بني حسن .
أُقيم نصبٌ تذكاريٌّ عند افتتاح سد الهندية، وهو عبارةٌ عن الحجر الأساسي لها و حفرت عليه كلماتٌ بارزةٌ تشير إلى تحويل نهر الفرات عن مجراه، والهدف الرئيسي لبناء السد هو إحياء أرض الحلة وما عليها.
ميزات ناحية سدة الهندية
تعتبر الناحية من نواحي العراق التي امتازت بأنها ميناءٌ للقطارات القادمة من بغداد خصوصاً، أو القادمة من المحطات السياحية، فكان المسافر يستمتع بطبيعتها الخضراء ويتذوق فاكهة القيمر “القشطة” التي اشتهرت بها الناحية لحلاوة طعمها وجودتها العالية، كما تعد الناحية من أشهر مناطق صيد السمك، وتشتهر أيضاً ببساتينها الكثيفة ويطلق على أحدها “بستان أم الحمام” نظراً لأعداد الحمام الكبيرة التي تجول فيه.
سبب إقامة مدينة الهندية في محافظة كربلاء
يعود تأسيسها إلى عام 1793م حين كان يزور النجف الوزير الهندي (يحيى آصف الدولة بهادر الهندي)، استقبله حينها السكان وشكوا إليه سوء وضع المياه لديهم، فقام بجمع رؤساء القبائل العراقية والمهندسين، وقرر شق جدول ماءٍ لإيصال المياه إلى مدينة النجف، ومن ثم شق جدولاً آخر يُأخذ من الضفة اليمنى لنهر الفرات من فوق مدينة بابل بحوالي 10 كلم في إتجاه نهر الكوفة القديم، لذلك سمي بنهر الهندية نسبةً إليه.
سكان مدينة الهندية
بعد تدفق المياه في نهر الهندية بدأ الناس يتوافدون إليها للعمل في الزراعة، واستصلاح الأراضي التي لم يكن يستثمرها أحد. عمل الناس في مدينة الهندية بالمجارش الوطنية، حيث كانوا يجرشون آلاف الأطنان من الأرز القادم من الشامية والمشخاب، كما عملوا في السفن النهرية التي كانت ترفد شواطئ نهر الهندية ذاهبةً بالأرز وعائدةً بالشلب، أو في الخدمات والمهن اليدوية التي نشأت بفضل الحركة الاقتصادية كالحمالة والكيالة والمطاعم والمقاهي والخياطة.