جدول المحتويات
مدينة راوة هي من الأقضية التابعة لمحافظة الأنبار العراقية وتقع غرب العاصمة بغداد وتبلغ المسافة الفاصلةبينها وبين الحدود السورية الشرقية حوالي 100 كم و تمتاز بطبيعة جميلة وخلابة. يبلغ عدد سكان راوة عشرون الف نسمة تقريباً أما مساحتها فهي بحدود 5000كم أما شكلها فهي شبه جزيرة يطوقها الماء من ثلاث جهات حيث تقع الى يسار نهر الفرات.
مدينة راوة قديماً
أقيمت مدينة راوة سابقاً على شريط ضيق من الأرض محصور بين الجبل والنهر يتراوح عرضه بين (200-800 م)، أما اليوم وبعد أن ازداد عدد سكانها فقد امتدت بيوت المدينة إلى سفح الجبال وأعلاه في حين يصل طولها إلى 4كم تقريباً. عرفت (راوة) قديماً باسم (الرحبة)، وذكرت مصادر أنه كان يطلق على المدينة اسم (الراوية) وذلك لورود القبائل والبدو إليها للحصول على الماء لهم ولمواشيهم.
كانت شريعة لورود الناس إليها والعبور منها إلى بلاد الشام وتمتاز بكثرة بساتينها فسُميت (راوة) لكثرة مياه نواعيرها، وتوجد هناك “جرية ”؛ والتي وهي مجموعة من النواعير تعرف باسم جرية الراوي. فيما ذكرت مصادر أُخرى أن هناك شيخًا جليلًا كان يروي القصص والأحاديث للناس فسميت المدينة بالراوي نسبة إلى هذا الشيخ.
تشير بعض المصادر القديمة إلى أن القلعة العثمانية في راوة كانت اطلالها موجودة حتى بناء سد حديثة مما يدل على أن الراويين استوطنوا هذه البقعة من الأرض حيث كانت امتداداً لمدينة عانة، ثم كبرت واستقلت بذاتها
أما الراويون فهم من العرب المستعربة العدنانيون وهم من السادة الرفاعية من ذرية الإمام موسى الكاظم وهذا ثابت، وهم من نسل واحد هو السيد يحيى بن السيد حسون، حيث كان جده يسكن منطقة بروانة المقابلة لحديثة قبل أكثر من ستة قرون والسيد يحيى هو أحد احفاد السيد احمد بن نجم الدين الجد الأعلى للسادة الراويين الذي يمتد نسبه إلى الحسين بن علي بن ابي طالب.
أحياء مدينة راوة
سكن الراويون مدينة راوة في عام 1073 هجرية، وتحتوي مدينة راوة على ثمانية أحياء سكنية هي: حي القلعة، وحي الهداية، وحي الخضراء وهي أقدم ثلاثة أحياء في المدينة، أما احياؤها ونواحيها الجديدة فتسمى؛ راوة الجديدة، وحي السلام، وحي الشهداء، ووحي القادسية، فيما تم إنشاء خدمات الماء والكهرباء سنة 1963.
معالم المدينة
تشتهر مدينة راوة بوجود عدد من المساجد ودور العلم القديمة كجامع الشيخ رجب وشيّد المسجد في عام 1992، حيث يقع قرب الجامع القديم الذي بقي أثره وهيكله القديم بعد غرقه نتيجة لبناء سد حديثة، كما تشتهر راوة بوجود عدد كبير من المدارس ودور العلم المنتشرة في كافة ارجاءها بالإضافة الى معهد الشيخ رجب للعلوم الإسلامية ويقع ضمن الجامع الكبير.
أهل هذه المدينة يعودون إلى جَدٍّ واحدٍ هو السيد رجب الراويُّ الرفاعي، على ما قاله عددٌ من المطَّلعين والنسَّابين وكان أحد أعلامها وهو الشيخ إبراهيم بن محمد الراوي (1276 – 1365هـ) ألَّف كتابًا عن أُسرته سماه: “بلوغ الأرَب في ترجمة السيد الشيخ رجب وذريته أهل الحسَب”، وجعل له خاتمة اورد فيها: بعضاَ مما نقِلَ له من تاريخ (راوة)، وتراجمَ بعض سُكَّانها، وما جرى لأهلها فيما بينهم من الحروب ومساجلات ، وما جرى لهم مع أشقياء الأعراب، ومُتنفِّذي الرؤساء والمأمورين واصحاب النفوذ، وما قاسَوه من قَسوة المتغلبين والمستبدِّين. وتجدُ راويِّين في عددٍ من مدن العراق كما ان بعضهم يسكن مدناً سورية عديدة في يومنا هذا، وممَّن يَحمل النسبة الراوية (بلقيس) زوج الشاعر نزار قباني. شابة عراقية لقت حتفها إثر تفجير إرهابي مروع طال السِّفارة العراقية في بيروت، ولنزار مرثية عميقة لزوجته الراوية بلقيس وهي من قصائده المشهورة.
