معاني أسماء الله الجبار والصمد

معاني أسماء الله الجبار والصمد

معنى اسم الله الجبار

خلق الله الخلق أجمعين، وفطر كل واحدٍ منهم على فطرة العبودية والانقياد له سبحانه وتعالى، حتى يعبدوه، ويسبحوه، ويذكرونه جل جلاله، فلا ينبغي لأحدٍ الخروج عن هذه الفطرة، وإلا فتوعَّده الله بالعذاب المُهين، وأما الذين صبروا، وبقوا على هذه الفطرة، فإن لهم الجزاء الجزيل منه سبحانه وتعالى، ولذلك جعل الله تعالى للإنس والجنِّ حرية الاختيار، فمن شاء بقي على إيمانه، ومن شاء زال عن الصراط المستقيم، وكلٌّ سيُسأل عما يفعل، وقد جعل الله لنفسه أسماءٌ وصفاتٌ أثبتها لنفسه في القرآن الكريم، أو على لسان نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، حتى نعرفه بها، ونسبحه ونعبده بها.

المعاني الواردة لاسم الله الجبار

تعددت أقوال العلماء في معنى اسم الله الجبار، وكلهم -تقريباُ- متفقون على كل هذه المعاني، حثت إن (الجبار) وردت مرةً واحدة في القرآن بهذا المعنى الاصطلاحي الذي يدل على الله سبحانه وتعالى، وهذه المرًّة الوحيدة كانت في سورة الشرح، إذ يقول الله جلَّ جلاله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الشرح: 23]، ولذلك سنسرد بعض هذه الأقوال لهؤلاء العلماء الأجلاء في معنى اسم الله الجبار:

  • قال الطبريُّ: الجبار هو الذي يُصلح أمور خَلقه، فيُصَرِّفها في ما فيه مصلحتهم.
  • قال الخطابي: الجبار هو الذي جبر الخَلْق على ما أراد من أوامره، ونواهيه.
  • يُقال أن الجبار: هو الذي جبر حاجات ومفاقر كلِّ خَلْقه وكفاهم أسباب الرزق والمعاش.
  • يُقال أن الجبار: هو الذي على فوق الخلق كلهم أجمعين، فهو العالي.
  • قال الشوكاني: الجبار تعني عظَمَةُ الله وجبروته، وكانت العرب تنادي ملوكها (بالجبار).
  • قال السعدي: الجبار هو بمعنى القهار، والعلي الأعلى، وهو أيضاً بمعنى الجابر لمن انكسر قلبه، وهو الجابر لمن لجأ إليه ولاذ به، وهو الجابر للعاجز الضعيف.
  • قال ابن القيِّم رحمه الله في نونيته: وهو من بين أبلغ ما قيل في معنى الجبار، فقال:

وكذلك الجبار من أوصافه … والجبر في أوصافه قسمان 

إعلان السوق المفتوح

جبر الضعيف وكل قلبٍ إذا غدا … ذا كسرةٍ فالجبر منه دان 

والثاني جبر القهر بالعز الذي … لا ينبغي لسواه من إنسان 

وله مُسمّى ثالثٌ وهو العلو … فليس يدنو منه من إنسان 

من قولهم جبارةٌ للنَّخلة العليا … التي فاتت لكل بنان 

الآثار الإيمانية المستنبطة من اسم الله الجبار

  • إن الله سبحانه وتعالى هو الذي على فوق خَلقه أجمعين، علواً بذاته، وعُلوّاً بصفاته وقَدْرِه، فلا يقدر أحدٌ من خلقه الدُّنوَّ منه إلا بأمره، ولا يشفع أحدٌ لأحدٍ، أو يتكلم أحدٌ يوم القيامة إلا بعد إذنه، فهؤلاء الخلائق كلهم حتى وإن اجتمعوا أولهم وآخرهم، لن يضرُّوا الله أو ينفعوه بشيء.
  • إن الله جلَّ في عُلاهُ جَبَر خَلْقه على ما أراد أن يكونوا مخلوقين عليه، فله التصرُّف الكامل بهم كيف ما شاء، ومتى شاء، فلا أحدٌ يستطيع منعه، قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82].
  • إن الله تعالى جبر جميع خلقه على ما شاء من الأوامر التي أمرهم بها، وعلى النواهي التي نهاهم عنها، أي أنه شرع لهم هذا الدين الذي ارتضاه لهم لكي يعبدوه، ويسبحوه، ويطيعوه به، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [المائدة:1].
  • إن الله تعالى استفرد بهذا الاسم لنفسه وحده من دون الخلائق أجمعين، حيث إنه مذمومٌ إذا أُعْطِيَ لأحد من المخلوقين، وذلك لأنَّ أمره سبحانه لا يعلو عليه أمر، وحُكمه هو الأصل، ولا ينزل عليه سبحانه حُكم أحدٍ، وهو الذي يسأل عباده وهم لا يحق لهم سؤاله، فهوالقاهرٌ وليس بمقهور، قال تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]، وقد توعد الله سبحانه وتعالى كل من تجبَّر في الأرض وتكبر في غير الحق، فقال: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود:59]، وقال أيضاً: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35]، وأما توعده للعذاب لهم فهو في قوله سبحانه: {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم:15-17].
  • إن من عظمة الله وجبروته، أن الأرض تكون كالخبزة بيده، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر…” [البخاري:6520، مسلم:2792].
اقرأ أيضاً:  سورة الطارق وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

معنى اسم الله الصمد

المعنى اللغوي لكلمة الصَّمد

نادت العرب في أشعارها وأقوالها بعض رجالهم من العظماء، والرؤساء، والأشراف بالصمد، لأنهم كانوا يعتقدون بأن هؤلاء هم الذين يُصمد إليهم، وذكر ذلك أبو جعفر وضرب عليه مثالاً من أشعار العرب:

ألا بكر الناعي بخير بني أسد … بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

كذلك ذكر الشنقيطيُّ بأن العرب أطلق اسم الصمد على السيد العظيم، أو على من لا جوف له، فهو المُصْمّت، وضرب على ذلك مثالاً من أشعار العرب، كقول الزبرقان وغيره، فقالوا: 

سيروا جميعاً بنصف الليل واعتمروا … ولا رهينة إلا سيد صمد

أما الآخر فيقول:

شهاب حروب لا تزال جياده … عوابس يعلكن الشكيم المصمدا

المعنى الاصطلاحي الشرعي للصمد

ذُكِرَ اسم الله الصَّمد في سورة واحدةٍ فقط في القرآن الكريم، وهي سور الإخلاص، أو سورة الصَّمد، كما سمَّاها بعض السلف والعُلماء، وهذا في قوله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4]، وذُكِر اسم الله الصمد في السُّنَّة النبوية المُطهَّرة في عِدَّةِ أحاديث، منها ما رواه بُرّيْدةُ بن الحُصَيْب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: “لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ” [رواه أبو داود: 1493 وغيره، وصححه الألباني في صحيح أبي داود]، كما أن أبو هريرة رضي الله عنه روى الحديث القدسي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي، كما بَدَأَنِي، وليسَ أوَّلُ الخَلْقِ بأَهْوَنَ عَلَيَّ مِن إعادَتِهِ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ ألِدْ ولَمْ أُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لي كُفْئًا أحَدٌ” [صحيح البخاري:4974]. تعددت أقوال أهل التأويل في معنى الصَّمد على عدَّة أقوال، والتي سنذكرها باختصار:

  • قال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن البصري رحمهم الله: أن الصمد هو المُصمَت الذي لا جوف له.
  • قال عكرمة في قول آخر، وابن جرير الطبري، وآخرون: أن الصمد هو الذي لا يخرج منه شيء، وهو الذي لم يلد، ولم يُولَد.
  • قال أبو وائلٍ وآخرون: أن الصمد هو الذي السيد الذي انتهى سؤدده، أي اكتمل وتم.
  • قال قتادة: بأن الصمد هو الدائم، وقال غيره، بأنه هو الباقي الذي لا يفنى.
  • قال آخرون كالخطابي، وأبو عبيدة: أن الصمد هو الذي يصمد إليه في كل الأحوال والأمور، وهو الوحيد الذي يُقصد في الحوائج.
  • قال ابن عثيمين، وابن باز رحمهما الله: أن جميع ما ذكر يجوز سرده لمعنى الصمد، فالله هو الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، فلا يحتاج لما تحتاج إليه الخلائق، وهو الذي يُقصد في الحوائج والنوازل، فلا يُسأل أحد سواه في الرزق، أو العافية، أو النجاة من النار، أو الأجر والثواب في الأعمال الصالحة، كما أنه هو الباقي الذي لا يفنى، فالخلائق كلها، إنسها وجنها، وملائكتها، وكل شيء، من جماد أو أحياء، ستفنى، ويبقى الله العزيز الفرد الصمد.
اقرأ أيضاً:  سورة النبأ وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

فضل القرآن الكريم

أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، والذي هو خاتم الأنبياء والرسل، وأرفعهم منزلةً، وأعلاهم قدراً، كتاباً مطهَّراً نتلوه، ونتدبره، ونأخذ منه منهاج حياتنا، وتعاليم ديننا، حتى نرقى إلى الحياةِ المثالية في هذه الدُّنيا، ونفوز بالأجر العظيم يوم القيامة، بعد أن كان البشر في الضياع والوحشية، فكان القوي يظلم الضعيف، والكذب هو ديدن الأمم، والفحش والفجور هو منهاج الحياة، وعبادة الأوثان هي القاعدة الأساسية، ولكن بعد ما أنزل الله سبحانه وتعالى هذا الكتاب العظيم، ليكون المغيِّر لكل الضياع الذي ذكرناه سابقاً، استقام من آمن به، وقرأه، وتدبَّره، وأما الذي لم يفعل، بقي على تلك الحال الشنيعة كما في زمن الجاهلية، ففي هذا الكتاب فضلٌ عظيم، لا يستطيع بشر من أن يحصره في شيءٍ معيَّنٍ، أو أن يّحْسِبَ هذا الفضل في عددٍ محدود، ولكن الله سبحانه وتعالى بيَّنَ بعض هذه الفضائل في نفس القرآن، كما أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذكر فضائل أخرى في سُنَّته الصحيحة.

المعنى اللغوي

المعنى اللغوي للقرآن مشتقة من المصدر قرأ، كما لو يُقال قرأت الشيء، فهو قرآن، المقصود هنا بقرأت الشيء، أي جمعته، وضممته إلى بعضه البعض، وكانت تقول العرب، ما قرأت هذه الناقة سلى قط، وما قرأت جنيناً، أي لم تضم رحمها على ولد.

المعنى الاصطلاحي

قاله الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن، فقال: القرآن هو الإسم الخاص لكلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الخصوصية في التسمية لكتاب الله تعالى لا يُسمى به شيءٌ غيره من الكتب، وقال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: “وإن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر فقد كفر”.

فضائل القرآن العامَّة

إنَّ للقرآن فضائل لا تُعدُّ ولا تُحصى، إلا أنه سيتمُّ ذِكرُ بعضها، أو أهمها وأشملها، كما أن للقرآن فضائل عامةً، للناس والخلق أجمعين، كما أن له فضائل خاصةً لكلِّ فردٍ أو مخلوقٍ على حدة، ومن الفضائل العامة أنَّ جعله الله منقذاً للبشرية من الجهل والضلالة، إلى الهداية، والحق، والإنصاف، بعد ما أن كان لا يعرف أحدٌ للحق شكلاً أو طريقاً، أصبح لكلِ فردٍ حقَّه، ولكل مخلوقٍ حقه، فأعطى للمرأةِ حقاً، وللرجل حقاً، ولكلِّ واحد منهما دوراً، وهذا في قوله تعالى :”وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ” [البقرة: 228]، وهذا أساس المجتمع، الذي به تنعدل الأمم، كما أن للقرآن فضلٌ في تعليم الناس التوحيد الخالص، والاستسلام لوحدانية الله كما في قوله سبحانه وتعالى:”يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ“[الأعراف:59]، وفي قوله سبحانه وتعالى: “قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ” [الإخلاص:1]، ففي هذا الكتاب الخلاص من الوقوع بالشِرك، والإتيان بما يُغضب الرحمن، فتكون النجاة لهذه الأمة من عقاب الله، وهنا يمكن رؤية الرحمة التي هي من بين أعظم الفضائل التي في القرآن، بأن يكون للأمة منجياً وحافظاً، فهو الرحمة الربانية المطلقة.

اقرأ أيضاً:  دليلك الشامل عن الرؤية الشرعية

ومن فضل القرآن أن جعله الله للأمة منهاج حياة، في تعاملاتها المادية، والاجتماعية، والعلمية، والغذائية، والأخلاقية، فعلمنا الله بهذا القرآن كيف الزوج مع زوجته، والولد مع والديه، وحتى الأقارب والأصحاب كيف يجب عليهم التعامل مع بعضهم، فجعل بهذه التعاملات مجتمعاً متناسقاً غير متضارب، كذلك بالنسبة للتعاملات المادية، في التجارة، والربح، والمواريث، والرهن، والدين، وأيضاً نرى كيف يُعلمنا الله في هذا الكتاب العظيم، كيف وماذا نأكل، وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي لا يمكن حصرها، فهل في هذه الدنيا كتابٌ يشمل كل هذا، وبهذه الحكمة، والروعة، والتناسق؟

فضائل القرآن الخاصة

إن كل ما تمَّ ذكره في الفضائل العامة من الطبيعي أن تنعكس بشكلٍ مباشر على كل فردٍ ومخلوقٍ بشكلٍ خاص، ولكن لن تُكرر هنا، لأنه سنسرد الفضل الخاص بشكلٍ منفردٍ على كل شيء، وطبعاً لن نستطيع سردها كلًّها، فمن أعظم الفضائل الخاصَّة على الإنسان، أنَّ في هذا القرآن وتلاوته نجاةٌ له من غضب الرحمن، وهذا بأنه سيعرف ما له، وما عليه، وكيف سيعبد الخالق سبحانه وتعالى، وما هي الجائزة في النهاية -يوم القيامة-، كما أن تلاوة القرآن فيها رفع للدرجات كما قال نبيُّنا عليه الصلاة والسلام، من حديث عبدالله بن عمرٍ رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “يُقالُ لِصاحبِ القُرآنِ اقْرأ، وارْقَ، وَرَتِّل كما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُها” [مسند أحمد 6799].

بل وإن الأجر الذي ينوله المسلم من تلاوة القرآن يُحسبُ بالحرف، كما روى ذلك عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتابِ اللهِ فَلَهُ به حَسَنَةً، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثالها، لا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلكِنْ ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ” [أخرجه الترمذي، وصححه الألباني برقم: 3327].

كما أن للقرآن فضائل في الصحَّةِ النفسية والجسدية، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن في هذا القرآن شفاءٌ بشكلٍ عام، كقوله سبحانه: “وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً” [الإسراء:82]، كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر أن القرآن شفاءٌ للقلوب والصدور، فقال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” [يونس:57]،  فهذا القرآن هو شفاءٌ للأبدان والقلوب معاً.

مقالات مشابهة

سورة التحريم وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة التحريم وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

عدة الأرملة الدليل الشامل

عدة الأرملة الدليل الشامل

سورة يس وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة يس وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

دليلك الشامل عن حادثة الافك

دليلك الشامل عن حادثة الافك

لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة؟

لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة؟

هل يجوز التصدق بدل صيام النذر؟

هل يجوز التصدق بدل صيام النذر؟

سورة المجادلة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة المجادلة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير