جدول المحتويات
أسماء الله الحسنى
{وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 108]، في هذه الآية وغيرها من آيات الله قد ذكرت أن لله عز وجل الأسماء الحسنى، ولكل اسم من أسمائه جل جلاله معنى ودلالة، وللتنويه والتذكير فإنه عندما تذكر أسماء الله فجميعها تضاف إلى لفظ الجلالة الله، فيقال الله الرحيم، والله الغفور، الله العلي، ولا يضاف اسم الله إلى أيٍّ من هذه الأسماء، لأن هذه الصفات كلها لموصوف واحد ألا وهو الله جل جلاله، ومن الممكن ذكرها مفردة، ويجوز أن نجمع بين أسماء الله لبعضها البعض كما ذُكِرت في القرآن، ومثال على ذلك، الغفور الودود، العلي العليم، الرحمن الرحيم……وهكذا، ومن بين أسماء الله الحسنى الرحيم، وهو في أغلب الأوقات يكون مقترن مع اسم الله الرحمن، وقد ذُكرا مع بعضهما البعض في القرآن عدة مرَّات، وقد اقترن وجودهما سوياً بالبسملة، وهما من أسماء الله المشتقة من الرحمة، وهنا نذكر الفرق بين اسمي الله الرَّحمن والرَّحيم، بُحكم أنهما متلازمان في عدة مواضع، وما أن يذكر أي اسمٍ منها إلا ويتبادر في الذهن الاسم الآخر، ولهذا نبين معنى الرحيم وكذلك الرحمن، والفرق بينهما إن وُجِد، وبما أن هذا المقال مُخصَّصٌ لاسم الله الرحيم، وفي هذا الشرح سيكون لعدة أوجه منها المعنى في اللغة العربية، والمعنى الشرعي.
شرح الرَّحيم باللغة
كلمة الرحيم في اللغة العربية تكون لصيغة المبالغة، وتأتي على وزن فعيل بمعنى فاعل فيدل على الفعل، فهو الله الرحيم فإذاً هو الله الراحم، وهكذا تطبق هذه القاعدة على باقي أسماء الله الحسنى، مثل حفيظ بمعنى حافظ، وعليم فهو عالم…، وذكر تعريف كلمة الرحيم، “الرَّحِيمُ الكثيرُ الرحمة”، وتعرف كلمة رحيم على أنها جمع رحيمون ورُحَماء، وهي صيغة مبالغة من رحِمَ، كثير الرّحمة والشفقة.
شرح الرَّحيم بالمعنى الشرعي
الرحيم على وزن فعيل، وبمعنى فاعل، فهو يدل على الفعل، والرحيم تدل على رحمة الله تعالى الخاصة بالمؤمنين، قال الله تعالى {وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 47]، والرحيم اسمٌ مشتق من الرحمة على وجه المبالغة.
الفرق بين أسماء الله الرحمن والرحيم
لطالما اقترن اسميُّ الله الرحمن والرحيم، وهما يكملان بعضهما، فالرحمن هي رحمة الله بعباده جميعا مسلمهم وكافرهم، وتكون بالحياة الدنيا، وأما في الآخرة، ويوم الحساب تكون رحمة خاصة من رب العباد لعباده المؤمنين، الذين آمنوا به، وعملوا الصالحات، وأحسنوا، والتزموا بعبادة ربهم، وهنا يأتي اسم الله الرحيم، وهو الرحمة الخاصة من الله جل جلاله، وهذه الرحمة هي مبتغى كل مسلم، أسأل الله أن نكون منهم.
كيفية الفوز بالرحمة الخاصة
أول الأسباب هي أن الله يتغمد المسلم برحمته لكي يفوز المسلم برحمة الله الخاصة في يوم القيامة، والدليل على ذلك من القرآن قال الله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 107]، وأما من السنة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن يُدخلَ أحداً منكم عملُه الجنةَ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة” [مسلم 2816، والبخاري 5673]، ولا تأتي هذه الرحمة إلا لمن منَ الله عليه بالهداية، وعمل بالدنيا واجباته التي فرضها الله عليه، ومنها القيام بالفرائض، وقال الله تعالى في كتابه مبيناً هذه المسألة {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [يس: 56]، وأهمها تقوى الله، واتباع ما جاء بالقرآن الكريم والدليل على هذا قول الله تعالى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون} [الأنعام: 155]، وأيضاً أن نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132].
الشرح يطول في اسم الله الرحيم لما لهذا الاسم من معاني ودلالات، وتناول هذا المقال اليسير من هذه الصفات لله الرحيم.