جدول المحتويات
فلسفة التربية
يطلق مصطلح فلسفة التربية على الطريقة التي من خلالها تطبيق منهج الفلسفة ونظرياتها على التربية، وذلك بسبب دورها في تحديد الطريق المتعلق بالتربية، وتعديلها، ونقدها، وتنسيقها، وذلك لتواكب المشاكل والصراعات الثقافية، كما يُعنى بها الجهد المستخدم في تنفيذ الأفكار الفلسفية في بيئة التربية، والبحث عن القيم والمعرفة، وتنفيذ الفروض المترتبة عليها، بالإضافة إلى ذلك فإنها تعمل على التنسيق المتعلق بالعمليات التربوية، وجعلها تتناسب مع المجتمع وطبيعته ومشاكله، كما يُشار في هذا المصطلح أيضاً إلى مجموعة الأنشطة والعمليات التي تساعد المجتمع على التقدم والتطور، وذلك من خلال الاعتماد على المعارف والأهداف المكتسبة، والتي تساعده على البقاء.
أهمية فلسفة التربية
يتم اعتماد فلسفة التربية نظراً لأهميتها في عدة زوايا، ومنها:
- تحقيق الفهم المطلوب للأبعاد التربوية، الأمر الذي يساعد في تعديل الأخطاء.
- تحديد عوامل التطور والنمو في المجتمعات التربوية.
- ضبط وتنظيم الفكر التربوي، وذلك كون فلسفة التربية أحد جوانب الفلسفة التجريبية.
- تفسير المصطلحات و الفرضيات والمفاهيم التي تعتمد عليها النظريات التربوية.
- التعرف على العلاقة الموجودة بشكل طبيعي بين الحياة اليومية والعلم التربوي.
- تحديد الأدوات والأساليب التربوية التي تساهم في تحديد السياسة التربوية، ووضع النظام الخاص بالتعليم، ومكونات المناهج وأهدافها.
- تحويل النشاطات التربوية إلى وظائف واضحة وواعية.
- تعزيز القدرة على طرح وإعداد الأسئلة المتعلقة بالتربية، ودعم البحث والتنفيذ.
- المساهمة في بناء طرق فكرية حديثة تساهم في النمو التربوي.
- التخلص من التناقض الموجود بين كل من الجانب التطبيقي والجانب العملي في التربية.
اتجاهات فلسفة التربية
يوجد العديد من الاتجاهات الحديثة التي عملت على دراسة فلسفة التربية، ومن أهمها:
الاتجاه الطبيعي
ينتمي هذا الاتجاه إلى الفيلسوف والمفكر روسو، إلا أن أصول هذا الاتجاه تعود إلى الفلسفة الإسلامية، وتحديداً لابن طفيل، وابن سينا، والذين ساهمت دراستهما في ظهور المعالم والملامح للاتجاه الطبيعي في فلسفة التربية، ويذكر هذا الاتجاه أن الطفل يولد وهو يمتلك العديد من المهارات الفكرية، ويجب احترامها، ومساندة الأطفال لتنميتها، كما يذكر هذا الاتجاه أن تفاعل الطفل خلال السنوات الأولى من عمره مع الطبيعة تساعد على الحصول على خبرة عقلية وحسيّة قوية.
الاتجاه البراغماتي
يهدف هذا الاتجاه الفلسفي إلى تعليم الإنسان كيفية التفكير، الأمر الذي يساعد على تعزيز التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، والذي يتعيّر بشكل دائم وطبيعي، كما أنه يهدف إلى تعزيز خبرات الطلبة التي تمكنهم من العيش بسعادة، وذلك من خلال متابعة كل من: الصحة، والهوايات، والتعامل مع المشكلات، والمهارات المهنية، والنشاطات الاجتماعية.
خصائص فلسفة التربية
تمتاز فلسفة التربية بامتلاكها مجموعةً من الخصائص والسمات التي تميزها عن أنواع الفلسفة الأخرى، ومنها:
- الإرشاد والتوجيه: تعمل الفلسفة التربوية على توضيح ما يعيق إتمام العملية التربوية من المشاكل والإجراءات والمعوقات، كما أنها تكشف عن أهم الطرق والحلول التي تساعد في حل المشاكل.
- الوصف: تصف أبعاد المشكلة وصفاً دقيقاً، وذلك لمعرفة أسبابها ومعالجتها بأفضل الطرق، والحصول على نتائج جيدة.
- التأمل: يطلق هذا المصطلح والذي يصف إحدى خصائص فلسفة التربية إلى النظر بعناية واهتمام إلى كافة العناصر التربوية وأجزائها، والتي تتضمن المعرفة، والطبيعة البشرية.
- النقد: تعد واحدةً من الخصائص المميزة والتي لا تتواجد في كافة أنواع الفلسفة؛ حيث يمكن توجيه النقد للتربية بالاعتماد على المعلومات المتوفرة.
- التحليل والتركيب: يتم ذلك من خلال تسليط الضوء على كافة الأمور والتفاصيل التي يمكن استعمالها وتوظيفها للتحقق من النتائج المترتبة على فلسفة التربية، ويمكن تحديدها في النظريات، والقوانين، والتشريعات، والأفكار.
