من أهم المدن الداخلية في الوطن العربي

على الرغم من وحدانية اللغة في البلاد العربية، إلا أن كل منطقة ومدينة تتمتع بتفاصيلها الخاصة سواء على المستوى التاريخي أو الاقتصادي أو المناخي أو حتى الأثري، وهناك العديد من المدن الداخلية المهمة التي تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وغنياً، منها القدس، ودمشق، وعمان، ومكة المكرمة.

سنتكلّم في هذا المقال عن أربعة مدن في الوطن العربي، ويتضمن المقال ما يلي:

• نبذة عن الوطن العربي.
• أهم المدن في الوطن العربي.

نبذة عن الوطن العربي

الوطن العربي هو بقعة جغرافية ضخمة تتكون من دول تشترك بالتاريخ والانتماء واللغة والثقافة، ويطلق على تلك البقعة الوطن العربي أو العالم العربي وهو مصطلح سياسي جغرافي يشمل كل أماكن تلك البقعة الضخمة التي تمتد من المحيط الأطلسي من الجهة الغربية إلى الخليج العربي، وبحر العرب من الجهة الشرقية، وتبلغ مساحته حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، ةيحتوي على دول عددها اثنين وعشرين دولة، موزعة ما بين عشرة دول تنتمي لقارة أفريقيا، واثنتي عشرة دولة تنتمي لقارة آسيا.

أهم المدن في الوطن العربي

مدينة القدس

القدس هي عاصمة فلسطين المحتلة وأكبر مدنها، إذ تبلغ مساحتها حوالي 19,331 كيلومتر مربع وترتفع عن سطح البحر مسافة قدرها 750 متر، وهي مهد الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلامية، وتقع داخل فلسطين في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط على بعد 60 كيلومتر منه، وتبعد القدس عن “عمّان” عاصمة الأردن مسافة 88 كيلومتر، وتبعد عن “دمشق” العاصمة السورية مسافة 290 كيلومتر، وعن مدينة بيروت العاصمة اللبنانية 241 كيلومتر، وتتربع القدس فوق سلسلة جبال هضبة الخليل.

تتميز القدس بمناخ شبه استوائي، إذ يكون حاراً وشبه جاف صيفاً، وبارداً وماطراً في الشتاء، وتقع القدس على الخط الفاصل بين الصحراء والتلال وتتميز بالتنوع النباتي الواضح فيها إذ تحتوي على أكثر من ألف نوع من النباتات المختلفة وحوالي 70 نوع من الطيور مختلفة الأحجام والأنواع، وفيها أكثر من 150 نوع من الطيور المهاجرة.

يبلغ عمر مدينة القدس حوالي 5000 عام وشهدت هذه المدينة الكثير من الغزوات وعمليات الاحتلال والاقتحام على مر العصور والتاريخ، آخرها هو الاحتلال الصهيوني الذي نشهده اليوم، واحتضنت هذه المدينة منذ قيامها الكثير من الحضارات وأعرقها، ومن أبرز معالم مدينة القدس مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي وكنيسة القيامة، وباب العمود.

مدينة دمشق

دمشق هي العاصمة الإدارية والسياسية للجمهورية العربية السورية، تم تأسيسها في العام 9000 قبل الميلاد أي أنه عمرها الكلّي يتجاوز 11 ألف عام، وهي من أقدم مدن العالم، وتقع على هضبة ارتفاعها 690 متر مقابل سلسلة جبال لبنان، وتبلغ مساحة أراضيها الكلّية 105 كيلومتر مربع، وترتفع عن مستوى سطح البحر مسافة 680 متراً.

تلقّب مدينة دمشق بالعديد من الألقاب، ومنها أرض الفيحاء، وشام شريف، والشام، وباب الكعبة، ومدينة الياسمين، وتبلغ المسافة بين مدينتي دمشق و”عمّان” 180 كيلومتراً، و220 كيلو متراً المسافة بينها وبين “القدس الشريف”، أما المسافة بينها وبين العاصمة اللبنانية “بيروت” فهي 85 كيلومتر.

وتتميز دمشق بمناخ قارّي جاف وشبه الجافّ، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1,949,000 نسمة على حسب الإحصائيات عام 2013م.

تحتوي مدينة دمشق على العديد من المعالم التاريخية التي شهدت مرور حضارات عريقة ومن أهم تلك المعالم قصر العظم الذي يعتبر متحف ومركز للتقاليد الشعبية والصناعات اليدوية أيضاً، وسوق الحميدية الذي يعد من أشهر أسواق العالم وأجملها، والجامع الأموي الغني عن التعريف في دمشق القديمة، وقوس التترابيل الواقع بالقرب من مبنى الكنيسة المريمية، وتحديداً في منتصف الطريق بين باب شرقي وباب الجابية، والعديد من المعالم الأخرى التي لا حصر لها مثل ساحة الأمويين ونصب الجندي المجهول وساحة العباسيين وباب توما وحمّام البكري والمتحف الوطني والمتحف الحربي ودار الأوبرا ومقبرة الدحداح وكنيسة الزيتون وسور دمشق وأبراجها وبيت السباعي والحمامات الشعبية كحمّام الورد وحمّام الملك الظاهر، والبيمارستان النوري وضريح السيدة زينب والقائمة تطول وتطول.

مدينة مكة المكرّمة

أم القرى، مولد أطهر الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، حيث نزل عليه الوحي في أحد جبالها، وفيها المسجد الحرام أعظم مسجد في الإسلام، وتقبع في وسطه الكعب المشرّفة بيت الله وقبلة المسلمين.

تقع مكّة المكرّمة غرب المملكة العربية السعودية وتبعد عن المدينة المنوّرة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي وعن العاصمة الاقتصادية جدة حوالي 72 كيلومتر، وعن مدينة الطائف مسافة 120 كيلومتر في الاتجاه الشرقي، وتقع في منطقة جبلية جرداء لا تحتوي على شجر ولا على ثمر، وتبلغ مساحة مكة المكرّمة ما يقارب 850 كيلومتر منها 88 كيلومتر مأهول بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة التي تحتوي في وسطها على المسجد الحرام حوالي 6 كيلومترات، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي 277 متر.

بلغ عدد سكّان مكة المكرّمة حوالي مليوني نسمة جميعهم من الديانة الإسلامية حسب إحصائيات عام 2012، ولكن يتضاعف الرقم في فترة الحج نتيجة توافد الناس من شتّى بقاع الأرض لتأدية فريضتي الحج والعمرة.

تعد مكة المكرّمة مركز تجاري منذ القدم، إذ كانت محطة للقوافل بين الشمال والجنوب في أيام الجاهلية، وتولّت أمور التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، الفرس والروم، ويعتمد اقتصاد مدينة مكة المكرّمة الحديث على المواسم الدينية والإنفاق الحكومي، حيث يشكّل موسم الحج والعمرة مصدر دخل أساسي لأهل مكة المكرّمة.

يرجع تاريخ مدينة مكة المكرّمة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل عليه السلام وقيامه مع أبيه إبراهيم عليه السلام برفع أساسات الكعبة، وشهدت مكة الكثير من الأحداث السياسية والتاريخية والتي يطول الحديث عنها.

توجد في مكة المكرّمة العديد من المعالم الدينية والتاريخية العالمية عموماً والإسلامية خصوصاً، فيتوسطها المسجد الحرام أعظم مساجد الإسلام، وتتوسطه الكعبة المشرّفة قبلة المسلمين في صلواتهم وأول بيت تم وضعه للناس، وفي الناحية الشرقية لمكّة على بعد 20 كيلومتر يقع جبل عرفات وتقام عنده أهم مناسك الحج.

من معالم مكة المكرّمة غار حراء، وهو الغار الذي كان سيدنا محمد يتحنّث فيه قبل نزول القرآن الكريم، وفيه نزل عليه الوحي ويقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى “جبل النور” على ارتفاع 634 متراً، ويبعد عن المسجد الحرام مسافة 4 كيلومترات تقريباً.

مدينة عمّان

تعد مدينة عمّان عاصمة الأردن بحيث أنها مركز البلاد اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، كما أنها تحتوي على كثافة سكانية هي الأكثر بين باقي مدن الأردن، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وكانت تعرف في العصور القديمة بأنها مركز للزراعة والتجارة كما أنها كانت ساحة للقتال في أوقات الحروب.

تقع عمّان في المملكة الأردنية الهاشمية في الجهة الشمالية وتحتوي على 27 منطقة، وتقسم إلى قسمين هما عمّان الشرقية المعروفة بالأماكن الأثرية القديمة حيث تعتبر مهد النشاطات الثقافية مثل فعالية سوق جارا ومعرض الكتاب وغيرها، أما عمّان الغربية وهي القسم الآخر من المدينة، فيتّصف بالحداثة وتعيش فيه الناس نمطاً مختلفاً من الحياة، وهو المركز الحيوي والاقتصادي للمدينة.

يعتبر مناخها معتدلاً صيفاً بارد شتاءاً، ويعتبر الربيع أفضل الفصول لزيارتها حيث يكون الجو مقبولاً قبل هجوم الشتاء ذو البرد القارس.

تحتوي مدينة عمّان على العديد من المعالم التي تميزها مثل قلعة عمّان الموجودة على تل مرتفع، بالإضافة إلى المدرّج الروماني كما يمكن زيارة معبد هرقل، وللأسواق العمّانية نصيب من كلامنا أيضاً، إذ تتمتع مدينة عمّان بالعديد من الأسواق التي تتوافر فيها جميع أنواع السلع تقريباً بما فيها المنسوجات والتوابل والإلكترونيات والأدوات المنزلية المختلفة ومن هذه الأسواق سوق البلد وسوق جرّاح وسوق البخارية.

أما شارع الرينبو فقد اكتسب شهرته من السكّان المحليين ومن السيّاح أيضاً، والمتحف الأردني الذي يحتوي المنحوتات المحلّية والدولية بالإضافة إلى الفنون البصرية حيث يمكن الاستمتاع بالفن والتاريخ من الفترة النبطية إلى العصر الحديث، بالإضافة إلى متحف السيارات الملكي الذي يعد مكاناً رائعاً لزيارته من قبل محبّي السيارات والتاريخ معاً لاحتوائه على العديد من السيارات والمركبات والطائرات التي تتميز كل منها بقصة تاريخية مختلفة، ويمكن زيارة مسجد الملك حسين بن طلال الواقع في وسط مدينة عمّان على تلة وهو أكبر مسجد في الأردن ويحتوي على أربعة مآذن ويتميز المسجد بالأرضيات الرخامية ذات التصميم الهندسي، ويمكن زيارته من غير المسلمين لكن يلزم وجود لباس محتشم بما فيه غطاء للرأس.