جدول المحتويات
الموت
يمكن تعريف الموت على أنه خروج الروح من الجسد خروجاً نهائياً، وبسبب ذلك تتوقف جميع أجهزة الجسم عن العمل، وهو أيضاً انتقال روح الإنسان من العالم الدنيوي إلى عالم البرزخ، وقال تعالى في أحقية الموت على جميع البشر: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: 35].
ملك الموت
قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[ السجدة: 11]، فملك الموت هو الملك الذي وكله الله تعالى بقبض أرواح البشر، ولملك الموت أعوان يساعدونه على قبض ونزع الروح، فإن وصلت للحلق قبضها ملك الموت.
علامات حضور ملك الموت
يأتي ملك الموت للإنسان المؤمن بصورة حسنة ومعه ملائكة الرحمة بيض الوجوه، معهم أكفان وحنوط من الجنة، يجلسون منه مد البصر، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول: يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، ثم يقول له ملك الموت: يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. وقال تعالى في هذا الشأن: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: 32].
يأتي للإنسان الكافر في صورة أخرى، ومعه ملائكة العذاب سود الوجوه، معهم أكفان وحنوط من النار، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه، ويبشره بسخط الله عليه، ويرى منزلته من النار، ويقول له ملك الموت: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، أبشري بسخط من الله وغضب، وقال تعالى في هذا الشأن: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الأنفال: 50]، وهناك علامات يمكن رؤيتها عند حضور ملك الموت، وهي:
- انهيار القوى، وعدم المقاومة.
- الاستسلام لليقين، فيحصل له غثيان.
- حصول السكرات والعبرات، وعدم الاستعداد للكلام، إذ يمكنه أن يسمع ولا يستطيع أن يرد، ويرى ولا يستطيع أن يعبر.
- حصول ارتباك في القلب، وعدم انتظام ضرباته، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً أخرى، وذلك من شدة سكرات الموت.
سكرات الموت
قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق: 19]، فسكرات الموت حق على كل من يموت، ولكن تختلف شدتها من شخص لآخر، حتى الانبياء لم يسلموا منها، وهذه السكرات قد تكون خفيفة على البعض وشديدة على الآخر، ولا يدل شدتها على ضعف الإيمان أو الكفر، فقد يشددها الله تعالى على بعض المؤمنين ليكفر عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ويرفع درجتهم بها، وسكرات النزع قيل فيها بأنّها أشدُّ من ضربٍ بالسيف، ونشرٍ بالمناشير، وقرضٍ بالمقاريض، ووصف بعض الصحابة سكرات الموت، ومنها ما روي عن عمر بن الخطاب أنه قال لكعب الأحبار: حدِّثنا عن الموت، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، هو كغصن كثير الشوك أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى.
علامات حسن الخاتمة
وردت العديد من الأحاديث لبعض الأعمال والتي إذا فعلها الإنسان عند موته تدل على حسن الخاتمة، ومن هذه الأمور:
- ورد في الحديث الشريف أنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، فيدخل الجنة.
- ورد في حديث شريف أنه من مات يوم أو ليلة الجمعة فسيقيه الله من فتنة القبر.
- الموت على طاعة من الطاعات؛ كالموت أثناء الصلاة أو خلال يوم صوم وخلال تأدية مناسك الحج أو العمرة.
- أن يذكره الناس بالخير وطيب الكلام والصفات.
- ظهور بعض العلامات على الميت بعد موته، منها:
- ظهور الابتسامة على وجهه.
- ارتفاع اصبع السبابة، وهذا دليل على نطقه للشهادة.
- إشراقة الوجه والوضاءة.
علامات سوء الخاتمة
- الموت على غير دين الإسلام، أو متهاوناً في العبادات كالصلاة والصيام.
- الموت على معصية، وممارسة الفواحش والمحرمات.
- ظهور بعض العلامات على الميت بعد موته، منها:
- العبوس وقتامة الوجه.
- سواد الوجه وظلمته.
