جدول المحتويات
علم التفسير
علم التفسير The science of interpretation يعرف بأنه علم مختص في تفسير آيات القرآن الكريم التي أنزلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بهدف فهم معانيها واستخراج الأحكام الشرعية منها من أجل تطبيقها على شتى أمور الحياة، علماً أنه يعتمد بذلك على الكثير من العلوم، ومن بينها: علم أصول الفقه الإسلامي، والبيان، والنحو والصرف، بالإضافة إلى أنه يتطلب معرفة وعلم واسع في أسباب نزول الآيات والناسخ والمنسوخ.
نشأة علم التفسير ومراحل تطوره
طرأ على علم التفسير الكثير من المراحل منذ نشأته لغاية ما إن استقر كعلم مستقل ومنفصل بحد ذاته، يتبع له أصول وضوابط محدد، ونشير فيما يلي إلى المراحل التي مر بها على النحو التالي:
المرحلة الأولى
تتمثل هذه المرحلة ببدايات علم التفسير أو نشأته التي بدأت مع العصر النبوي الأول، حيث نزل القرآن الكريم على الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الصحابة الذين يمثلون قوم لا يكتبون ولا يقرأون، إلا أنهم ذو بيان وفصاحة، مع العلم أن الأيات نزلت عليهم باللغة العربية، باستخدام أساليب هذه اللغة من تصريح، وإطناب، وإيجاز، ومجاز، وحقيقة، وكتابة، وكان الرسول قادراً على فهمها بشكل كامل، وعلى الرغم من ذلك كان القرآن يتضمن إعجاز بأسلوبه ونظمه على مستوى أرقى من كلام العرب عبر استخدام الألفاظ للإشارة إلى أجمل الصور والمعاني، مما جعل الفصحاء والعلماء من العرب عاجزين عن تفسيرها، والجدير بالذكر أن الصحابة كانوا يستندون في الفهم على تفسير الرسول الذي كان مرجعاًً لهم، وتفسير القرآن بالقرآن.
المرحلة الثانية
تتمثل بمرحلة التفسير بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ أي زمن الصحابة الكرام، حيث كانوا قادرين على تفسير غالبية الآيات وفهم معانيه وما يتضمن من إشارات، وذلك عبر الاعتماد على عدة مصادر، منها:
- القرآن الكريم: كان الصحابة يستندون في تفسير ما لا يفهمون من آيات على القرآن الكريم عبر ربط الآيات التي تتحدث عن المواضيع ذات الصلة ببعضها، إذ كانت تتمثل هذه المهمة بالمقارنة والمقابلة.
- سنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: كان الصحابة الكرام يعودون إلى الرسول في حال عدم قدرتهم على تفسير آيات من القرأن الكريم، وذلك خلال حياته، إلا أنه بعد وفاة النبي وانتقاله إلى الرفيق الأعلى باتوا يعودون إلى سنته للتفسير.
- الفهم والاجتهاد: كان الصحابة الكرام يلجأون إلى الاجتهاد بتفسير الآيات في حال لم يتمكنوا من تفسير القرآن بالقرآن، ولم يستطيعوا العثور على التفسير في السنة، حيث إنهم من أهل البلاغة باللغة.
المرحلة الثالثة
تتمثل بمرحلة التفسير في زمن التابعين الذين أتوا بعد الصحابة، وهم ممن عايشوهم، ودرسوا على أيديهم، حيث لجأوا إلى تفسير القرآن بالقرآن، والسنة، بالإضافة إلى تفسيرات الصحابة، وفي حال لم يتمكنوا من العثور على تفسير عادوا إلى ثلاثة مصادر عبر إلمامهم باللغة، إذ ظهرت ثلاث مدارس التفسير في عصرهم، هي: مدرسة التفسير في المدينة المنورة، وفي مكة المكرمة، ومدرسة أخرى في العراق، ونذكر من أهم من برعوا في علم التفسير في هذا العصر كل من: عكرمة، والحسن البصري، السدي، وقتادة، وسعيد بن المسيب، ومقاتل بن سليمان، وغيرهم الكثير.
المرحلة الرابعة
تتمثل بمرحلة التفسير في العصر ما بعد التابعين؛ إذ بدأوا بتدوين وكتابة التفسير، مع العلم أنه لم يتم معرفة أول من بدأ بها، إلا أن الكتب المختصة بتفسير القرآن بدأت تظهر وتنتشر، واعتمدت على عدة مصادر؛ فمنها ما استند على التفسير بالرأي، ومنها التفسير باللغة، والجدير بالذكر أنها بدايةً كانت في التفسير المنقول دون إسنادها إلى قائلها، ثم بدأت تظهر التفاسير مع إسنادها، ثم ظهرت التفاسير مع الإسناد، إلا أنها كانت تختصر في التفسير.