هل مرض الصرع وراثي؟

هل مرض الصرع وراثي

مرض الصرع

يُعرَّف الصرع بأنه اضطراب في الدماغ يحدث عندما تتعطل الإشارات الكهربائية في الخلايا العصبية في الدماغ، مما ينتج عنه إشارات كهربائية غير طبيعية تنتقل إلى العضلات والغدد في الجسم، مما يسبب الاضطرابات السلوكية، وأحيانًا يسبب تقلصات عضلية وفقدان وعي، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الصرع ليس معديًا ولا يعتبر مرضًا عقليًا أو تخلفًا عقليًا، وكثير من المصابين بالصرع طبيعيون بمن فيهم أصحاب الذكاء الطبيعي، ويمكن السيطرة على معظم الحالات بالأدوية والتقنيات الجراحية، ولكن في بعض حالات الصرع يكون مقاومًا للعلاج، وتستمر النوبات حتى مع أفضل علاج، وهذا النوع من الصرع يمكن أن يسبب تلفًا في المخ، وبالرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض الصرع في هذا الوقت، إلا أن الأعراض تختفي أحيانًا لدى بعض المرضى.[1]

هل مرض الصرع وراثي أم لا؟

نعم، حيث قد يكون مرض الصرع وراثيًا في بعض الحالات، فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بمرض الصرع، فإنّ إمكانية اكتساب الطفل للمرض تبلغ  25 % تقريبًا، ولهذا السبب ينصح باللجوء إلى الفحوصات الطبية ما قبل الزواج لمعرفة مدى احتمالية إصابة الطفل بهذا بمرض الصرع في المستقبل.

أنواع الصرع

ينقسم الصرع إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي كما يلي:[2]

إعلان السوق المفتوح

الصرع المعمم أو مجهول السبب: تبدأ نوبات من هذا النوع بالحدوث بسرعة على جانبي الدماغ، وينتج عن بعضها تلف من الحركات اللاإرادية التي تؤثر على الجسم والتي لا يمكن السيطرة عليها، مثل: الضرب، فقدان الوعي، تيبس العضلات، الاهتزاز أو التحديق في الفضاء، أو تكرار حركات غريبة غير طبيعية.

  • الصرع البؤري: تحدث نوبات الصرع البؤري في جانب واحد من الدماغ وتسمى النوبات الجزئية، وتنقسم إلى أربعة أنواع، وهي:
  • النوبة البؤرية، حيث يدرك الشخص ما يحدث له أثناء النوبة.
  • نوبات صرع متغيرة، في هذا النوع لا يكون الشخص على دراية كاملة بما يحدث له أثناء النوبة ولا يمكنه تذكر ما حدث.
  • نوبة بؤرية، في هذا النوع من النوبات، تحدث تشنجات وفرك اليدين والتجول.
  • النوبة غير الحركية، وهذا النوع من النوبات لا يسبب نوبات أو حركات أخرى، ولكنه يسبب تغيرًا في مشاعر أو تفكير الشخص، وقد يسبب ضعفًا في الانفعالات أو بعض المشاعر الغريبة، أو ظهور عدة أعراض، مثل: سرعة ضربات القلب، أو موجات  من البرودة والحر.
  • الصرع المعمم و البؤري: وهو نوع من الصرع يجمع بين النوعين السابقين.
  • صرع غير معروف: هذا نوع من النوبات التي لم يحددها الأطباء ما إذا كانت بؤرية أو معممة بسبب عدم وضوح الأعراض  المرضية التي تصيب المريض أثناء النوبة.
اقرأ أيضاً:  مرض البهاق

أسباب الصرع

تجدر الإشارة إلى انه لا يوجد سبب محدد لظهور نوبات الصرع في ما يقرب من نصف الحالات المصابة، بينما يمكن تأكيد ظهور النوبات في حالات أخرى، ويفسر ذلك تبعًا لوجود عدة عوامل، وهي كما يلي:[3]

  • التأثير الجيني: يحدث الصرع في بعض الأحيان في عائلات دون غيرها وينتشر إلى عدد من الأفراد بداخلها، ويمكن تفسير ذلك بوجود تأثيرات وراثية وراثية تنتقل بين أفراد الأسرة نفسها، وعلى الرغم من ربط العلم ببعض حالات الإصابة بالصرع مع وجود عوامل وراثية ولكن معظم الحالات لا يحكمها هذا السؤال.
  • رضح الرأس: التعرض لضربة في الرأس من حادث سيارة أو بأي شكل آخر يمكن أن يتلف الدماغ وبالتالي يسبب الصرع.
  • أمراض الدماغ: للسكتات الدماغية والأورام التي تحدث في الدماغ أحيانًا دور في ظهور الصرع، خاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا.
  • الأمراض المعدية: يمكن للأمراض المعدية أن تلعب دورًا مهمًا في تطور الصرع ، مثل التهاب السحايا والإيدز والتهاب الدماغ الفيروسي.
  • إصابة ما قبل الولادة: يحدث الشلل الدماغي والصرع أحيانًا نتيجة تعرض الجنين أثناء الحمل لإصابات معينة مثل العدوى أو سوء التغذية.
  • الاضطرابات النمائية: عندما تحدث الاضطرابات في أي مرحلة من مراحل التطور، فهي مقدمة لخطر الإصابة بالصرع مثل مرض التوحد.

عوامل الخطر

يوجد عوامل معينة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالصرع، وهي كما يلي:[3]

  • العمر: حيث يعد الصرع أكثر شيوعًا عند الأطفال وكبار السن، ولكن يمكن أن تحدث النوبات في أي عمر.
  • تاريخ العائلة: في حال كان هناك تاريخ عائلي من مرض الصرع، فقد يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع.
  • إصابات الرأس: إذ أنّ إصابات الرأس مسؤولة عن بعض حالات الصرع، ويمكن التقليل من المخاطر من خلال ارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة أو ارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجات أو ممارسة التزلج أو ركوب الدراجة النارية.
  • السكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي إلى تلف في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالصرع، ويمكن اتخاذ عدد من الخطوات لتقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
  • المرض العقلي: يمكن لبعض الأمراض والاضطرابات مثل الخرف أن تزيد من مخاطر بمرض الصرع لدى كبار السن.
  • الالتهابات التي تصيب الدماغ: مثل التهاب السحايا، وهو بداية التهاب الدماغ.
  • التعرض للنوبات في الطفولة: حيث ترتبط الحمى الشديدة في الطفولة أحيانًا بتكوين النوبات، ولا يشترط أن تكون مصابًا بالصرع ، لكن الخطر يزيد إذا كانت النوبة طويلة وإذا كان العامل الجيني متاحًا.
اقرأ أيضاً:  دليل شامل عن جهاز البخار

علاج الصرع

في معظم الحالات يمكن علاج الصرع والتحكم في النوبات اعتمادًا على شدة الأعراض والاستجابة للعلاج، تشمل خيارات العلاج الأدوية المضادة للصرع، وتعديلات النظام الغذائي والجراحة، وفيما يلي تفسيرٌ لكلٍ منها:[4]

الأدوية

يعتبر استخدام الأدوية لعلاج الصرع هو الخيار الأول، لأنها تساعد في تقليل عدد النوبات التي يعاني منها الشخص، ولكنها ليست حلاً نهائيًا للصرع، ويتم امتصاص الدواء في الجسم، ثم تنتقل المعدة عبر مجرى الدم إلى الدماغ ويؤثر على الناقلات العصبية بطريقة تقلل من النشاط الكهربائي مما يؤدي إلى حدوث نوبات، وتشمل هذه الأدوية: ليفيتيراسيتام لاموتريجين وتوبيراميت، وكاربامازيبين، حمض الفالبرويك، وإيثوسكسيمين، وتجدرالإشارة إلى وجوب تناول هذه الأدوية باستمرار حسب توجيهات الطبيب، ومن أبرز الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية التعب والدوخة والطفح الجلدي ومشاكل الذاكرة[4]

الجراحة

قد يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الجزء من الدماغ المسؤول عن زيادة نشاط الخلايا العصبية الذي أدى إلى ظهور النوبات، ولكن هذا الخيار غير متاح للبعض إذا حدثت النوبات متعددة البؤر تنشأ في الخلايا العصبية، وهذا يمكن إجراء العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، وبعد العملية قد يتمكن المريض من التخلص من عدد من الأدوية التي كان يستخدمها من قبل، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء مثل أي إجراء آخر يحتمل أن يكون خطيرًا من حيث التخدير والتغيرات التي يمكن أن تحدث في الدم [5].

النظام الغذائي

غالبًا ما ينصح الأطباء باتباع نظام الكيتو الغذائي للأطفال المصابين بمرض الصرع، وهذا النظام الغذائي يقوم على استهلاك كمية قليلة من الكربوهيدرات وكمية كبيرة من الدهون، حيث يجبر الجسم على استخدام الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من من سكر الجلوكوز، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النظام الغذائي لا يفيد الجميع، ولكنّ اتباع هذا النظام وفقًا للنهج الصحيح؛ يساعد بدوره في تقليل تواتر نوبات الصرع بنجاح.[9]

كيف تقوم بالإسعافات الأولية للمريض بالصرع

تهدف الإسعافات الأولية للصرع إلى الحفاظ على صحة وسلامة الشخص حتى تنتهي النوبة تلقائيًا. تدوم معظم النوبات من 30 ثانية إلى حوالي دقيقتين وتتضمن أهم النصائح عند حدوث النوبة:[6]

  • الحفاظ على الهدوء وطمأنة المارّة.
  • إزالة أي عناصر حول رقبة الشخص والتي قد تتداخل مع التنفس، مثل الملابس والمجوهرات وربطات العنق.
  • عدم محاولة تثبيت الشخص لأنه ذلك قد يضره.
  • إزالة الأدوات من المنطقة المحيطة بالشخص والتي قد تسبب المزيد من الإصابة.
  • وضع وسادة رقيقة وناعمة تحت رأس المريض.
  • بعد انتهاء النوبة، يجب وضع المريض في وضع جانبي لتسهيل عملية التنفس لديه وإبقاء الشعب الهوائية مفتوحة.
  • عدم ترك المريض بمفرده بعد نوبة الصرع لأنه قد يصاب بالارتباك.
  • يجب طلب المساعدة الطبية إذا استمرت النوبة لأكثر من خمس دقائق، أو في حال عادت النوبات للظهور بعد النوبة الأولى بفترة وجيزة، أو إذا لم يستعيد الشخص وعيه بعد النوبة ، أو إذا كان من المعروف أن المريض يعاني من أمراض أخرى كأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً:  ما هو مرض الايدز

أعراض الصرع

يمكن التعرف على أعراض الصرع من خلال تصنيفها، يساعد تصنيف نوع النوبة الأطباء على تشخيص ما إذا كان المريض يعاني من الصرع أم لا، ويتم تقسيم النوبات أو نوبات الصرع على النحو التالي:[7]

النوبات الكلية

يفقد المريض وعيه ثم يستيقظ دون أن يدرك ما حدث له أثناء النوبة، ومن أهم أعراض النوبات الكلية:

  • فقد الوعي.
  • رجفة شديدة في اليدين.
  • فقدان الكلام.
  • فقدان الذاكرة المؤقت.
  • اهتزاز الرأس ورجفة الجفون.
  • تصلب الجسم.
  • الرغوة تخرج من الفم.
  • رعشات عنيفة في الجسم.

النوبات الجزئية

لا يفقد المريض وعيه، بل يكون على دراية كاملة بما يحدث، ولديه في نهايتها القدرة على وصفها بدقة، وتنقسم النوبات الجزئية إلى قسمين لمعرفة:

  • التشنجات الحركية، وهي حركات لا إرادية في عضلات مفردة، وتنتشر لتشمل عدة أعضاء.
  • النوبات الخاصة هي تلك التي تحدث نتيجة أحداث معينة تسبب خللاً في النشاط العصبي، من أبرزها ارتفاع درجة حرارة الجسم، والنوبات المصاحبة لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أنها تحدث كأثر جانبي لبعض الأدوية، أو التمرين المفاجئ لنشاط رياضي.

أعراض الصرع التي تستدعي زيارة الطبيب

النوبات المتكررة هي العرض الرئيسي للصرع، ويجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا عانى من أي من الأعراض التالية:[8]

  • الشعور الدائم بالخوف دون سبب واضح، وقد يصاب الشخص بالتوتر أو الذعر. 
  • الشعور بالدوار وعدم القدرة على التواصل لفترة قصيرة.
  • نوبات مفاجئة من المضغ بدون سبب واضح.
  • تقلصات بدون حمى.
  •  رعشة في اليدين أو الساقين أو الجسم، وبالنسبة للأطفال تظهر هذه الأعراض على أنها رعشات سريعة ومتتالية.
  • تغيرات غريبة في الحواس مثل السمع الشم واللمس. 
  • نوبات قصيرة من فقدان الوعي والارتباك. 
  • القيام بحركات متكررة لا يمكن السيطرة عليها.
  • السقوط المفاجئ بدون سبب واضح، أو حدوث الإغماء.
  •  تيبس مفاجئ بدون سبب واضح.
  • عدم الرد مؤقتًا على الأسئلة.
  • الإغماء المتقطع الذي يفقد به الشخص السيطرة على عملية التبول.

مقالات مشابهة

هل الفيب يسبب ماء في الرئة

هل الفيب يسبب ماء في الرئة

دورات تمريض معتمدة

دورات تمريض معتمدة

ما هو تحليل pcr

ما هو تحليل pcr

ما هي البروستاتا

ما هي البروستاتا

أضرار شرب البابونج للحامل

أضرار شرب البابونج للحامل

أضرار عملية تكبير الثدي

أضرار عملية تكبير الثدي

كيف يتكون الجنين

كيف يتكون الجنين