جدول المحتويات
عهد الدولة الأيوبية
الدولة الأيوبية أو كما تعرف بدولة بني أيوب، هي إحدى الممالك الإسلامية السُنية التي حكمت دولة مصر، وبلاد الشام، واليمن، والحجاز، وجميع دول شمال إفريقيا حاليًا لحدود دولة المغرب، وذلك بعد سقوط الدولة الفاطمية، إذ حكمت في الفترة بين حكم الفاطميين وحكم المماليك، أي ما بين 577-661هـ، ولم تكن الدولة الإسلامية الوحيدة في ذلك الوقت، بل عاصرها حكم العباسيين وكانت تربطهم علاقة جيدة بالغالب، وحكم السلاجقة التي كانت على العكس إذ غالبًا ما كانت تحدث المناوشات والغزوات بينها وبين الحكم الأيوبي، مع وجود فترات قليلة من التحالف، وتأسست الدولة الأيوبية على يد القائد العسكري المسلم محرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبي.
مؤسس الدولة الأيوبية
صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي (شاذي) بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي، هو مؤسس الدولة الأيوبية، يعرف بكونه قائدًا عسكريًا فذًا، قاد عدة حملات ضد الصليبيين، إلى أن استرجع بيت المقدس منهم إلى المسلمين، وكان القائد صلاح الدين يميل للصوفية، ويأخذ برأي العلماء السنيين ويستشيرهم في تحركاته وأموره، وأصبح صلاح الدين ملكًا على مصر بعد أن لفظ آخر ملوك الدولة الفاطمية آخر أنفاسه، فقبل ذلك كان رئيسًا للوزراء وقائدًا عسكريًا لمصر، وكانت الدولة الفاطمية قد بلغت قمة ضعفها، ورغم ذلك وحتى تلك الفترة لم يكن مستقلًا برئاسته استقلالًا تامًا، إذ ما زالت مصر تابعة للدولة العباسية بعد زوال الفاطمية، ولكن بوفاة نور الدين الزنكي، أعلن القائد صلاح الدين بداية الدولة الأيوبية، وأقسم على حماية الإسلام والمسلمين، لتصبح بذلك الدولة الأيوبية أعظم مملكة إسلامية في تلك الفترة.
التطور الحضاري للدولة الأيوبية
تتمايز الممالك بتقدمها من عدة نواحي، منها الثقافي، والعلمي، والاقتصادي، ورغم المشهور عن كون الدولة الأيوبية دولة قوية ومتقدمة عسكريًا، إلا أن الجوانب الأخرى كانت حية، فاهتم الملوك بالعلم، وطلب العلم، وخدمة العلماء، والبحث العلمي، كما اهتموا بالأدب، والشعراء، واقتناء الكتب، وإنشاء المكتبات، واحتوت هذه الكتب على العلوم الطبيعية، والطب، والهندسة، والفلسفة، والأدب، كما أنشؤوا المدارس، ليس فقط لتعلّم العلوم الطبيعية والحياتية، بل أيضًا لتعلّم العلوم الدينية، وربما كان هدفها الأساسي نشر الفكر السني والقضاء على الفكر الشيعي الذي كان سائدًا قبل قيام الدولة، كما تعلموا فنون القتال، وكانت المدارس المحطة الأولى لتهيئة المسلمين للجهاد.
كانت العمارة الإسلامية ذات الطابع الأيوبي في خدمة طابعها العسكري، فشيّدت الأسوار، والقلاع الحربية، والحصون، كما ظهر الطابع الإسلامي على المساجد والبيوت في المدن، فكانت الزخارف والأحجار بارزة عليها، وتوجد أغلب هذه المنشآت في مصر، وبدرجة أقل في بلاد الشام.
سقوط الدولة الأيوبية
سقطت الدولة الأيوبية، ولكن لم تسقط الدولة الإسلامية، إذ تبعتها مباشرة دولة المماليك، رافعة راية الإسلام مسترجعة بيت المقدس التي فرط فيها الكامل محمد متنازلًا عنها لملك ألمانيا فريدريك الثاني، إذ كانت هذه من الأخطاء الفادحة لملوك الدولة الأيوبية، وكانت من الأخطاء أدت في النهاية لضعف الدولة وتقسمها ثم انهيارها، فالخلافات بين أبناء وإخوة ملوك الدولة الأيوبية على الحكم وانشغالهم بالمشاكل الداخلية، عرّضهم لمطامع واستغلال الصليبيين، فقاموا بعدة هجمات، وعلى مدى العقود انتهت بزوال دولة بني أيوب.