تعرف على نابليون بونابرت

تعرف على نابليون بونابرت
التصنيف: شخصيات ومشاهير

حين تجتمع القوة مع الذكاء والحكمة، ينتج لدينا نابليون بونابرت،  فلكل زمان رجال، وذاك الزمان كان بالتأكيد لـ نابليون، فكل ما تحتاج معرفته تقريباً عن نابليون بونابرت ستجده في هذا المقال، الذي تحدّث بشكل رئيسي عن تفاصيل من حياته ومسيرته التي لم ولن تنسى مهما مرت السنين.

يتناول المقال الحديث عن نابليون بونابرت،  ويشمل: 

  • نبذة عن نابليون بونابرت ؛ ميلاده، وحياته، وجنسيته، وديانته. 
  • حياة نابليون بونابرت من حيث عائلته وتعليمه ولغاته. 
  • صفات نابليون بونابرت.
  •  نابليون بونابرت والسلطة.
  • أهم أعمال نابليون بونابرت: 
    • حروب نابليون بونابرت.
    • حملات نابليون بونابرت.
    • حكم فرنسا.
    • عهد الإمبراطورية.
  • إرث نابليون بونابرت.
  • وفاة نابليون بونابرت. 
  • قانون نابليون.
  • أقوال نابليون بونابرت.
  • كتب عن نابليون بونابرت.

من هو نابليون بونابرت 

ميلاد نابليون بونابرت 

في الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1769 ميلادي في بلدة أجاكسيو الواقعة في جزيرة كورسيكا الفرنسية، الواقعة في غربيّ إيطاليا في البحر المتوسط، وتحديداً في قصر بونابرت؛ أبصر النور أحد أعظم القادة العسكريين وأقواهم على الإطلاق، ألا وهو نابليون بونابرت.

في أي فترة عاش نابليون بونابرت؟

بدأت حياته في الربع الأخير من القرن الثامن عشر، حيث عاصر أحداث الثورة الفرنسية، بل وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضد أعداء فرنسا خلال حروبها الثورية، وحكم فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلاً عاماً، ثم بصفته إمبراطوراً في العقد الأول من القرن التاسع عشر، وكانت أعماله السياسية وقراراته بأنواعها تأثيراً واضحاً في الساحة الأوروبية السياسية.

إعلان السوق المفتوح

هيمن نابليون على الشؤون الأوروبية والدولية خلال فترة حكمه، وقاد فرنسا في سلسلة انتصارات مبهرة على القوى العسكرية المختلفة التي كانت على عداء مع فرنسا فيما عرف بـ الحروب النابليونية، وبنى امبراطورية كبيرة سيطرت على أنحاء أوروبا القارية حتى سنة 1815 عندما سقطت وتفككت.

جنسية نابليون بونابرت 

بالنسبة لكونه إمبراطور فرنسا وربما أشهر الشخصيات في تاريخ البلاد بأكمله، فمن المتوقع أن يكون نابليون فرنسي الأصل، ولكن الواقع هو أن نابليون ولد في جزيرة كورسيكا في البحر الأبيض المتوسط، وعلى الرغم من أن هذه الجزيرة تتبع اليوم لفرنسا وتعد أراضي فرنسية منذ وقت طويل نسبياً، فهي لم تكن دائماً تحت الحكم الفرنسي، وكانت تتبع لحكم المدينة الإيطالية جنوى،  وكان سكانها يتحدثون اللغة الإيطالية، بل وكانت أسماءهم إيطالية الأصل أيضاً.

كان كل من كارلو بونابرت والد نابليون، ووالدته ليتيزيا بونابرت؛ من سكان جزيرة كورسيكا، وخلال فترة حياتهما كانت الجزيرة لا تزال تتبع لمدينة جنوى الإيطالية، لكن الفرنسيين استولوا على الجزيرة قبل ولادة نابليون بخمسة عشر شهراً؛ حيث ولد تحت الحكم الفرنسي، ولاحقاً تم إرساله إلى فرنسا للدراسة هناك وتعلم اللغة الفرنسية مع احتفاظه بلكنة كورسيكا المميزة، وهذا ما جعله محط سخرية في بداياته قبل تسلقه لحكم فرنسا وأجزاء كبيرة من أوروبا.

المثير للاهتمام هو أن نابليون لم يكن منكراً لأصوله في البداية، وحتى أنه كان من مؤيدي استقلال كورسيكا عن فرنسا وتشكيل هويتها الخاصة، وكتب عن أحلامه بالتخلص من الهيمنة الفرنسية الظالمة، ومعاداته لكون أن أبناء بلده مقيدين بالسلاسل، لكن الأمر تغير تدريجياً وتحول نابليون من استقلالي كورسيكي إلى فرنسي وطني، وخصوصاً بعد الثورة الفرنسية وهروب عائلته من الاضطرابات في كورسيكا،  حيث قام بتعديل اسمه ليصبح فرنسياً أكثر من كونه إيطالياً عندما حوله من نابليون دي بونابارتيه إلى نابليون بونابرت فقط.

ديانة نابليون بونابرت 

وفقاً لمؤرخين وباحثين في حقبة نابليون بونابرت، فإن الإمبراطور الفرنسي الشهير أبدى العديد من المواقف التي أثبتت مدى تقديره للإسلام والمسلمين، وقال الكاتب مارك فورني في تقرير بمجلة لوبوان الفرنسية أن المؤرخين أكدوا أن نابليون بونابرت عبّر خلال زيارة إلى البارون الفرنسي غورنيو عن إعجابه بالإسلام قائلاً أنه أحب دين محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.

يعتبر ذلك بمثابة اعتراف من بونابرت بما يكنّه من احترام للإسلام على الرغم من أنه حافظ على انتمائه للمسيحية الرومانية الكاثوليكية، كما أن والدته كانت سيدة متدينة، وظلّ محافظاً على حضور القدّاس في منفاه في سانت هيلينا،  وذلك وفقاً لما ورد في كتاب نابليون على الأريكة للمؤرخ المختص في تاريخ بونابرت ؛ ديمتري كازالي.

وفقاً للمؤرخ ديمتري كازالي؛ فإن بونابرت قضى فترة مراهقته في قراءة القرآن، وكتب رواية عندما بلغ سن العشرين مستوحاة من شخصية الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ بعنوان قناع النبي،  تحدث فيها عن قدر رجل متدين يدعو إلى النهوض بالشعوب.

عائلة نابليون بونابرت 

زوجة نابليون بونابرت 

تزوج نابليون مرتين في حياته، ولم ينجب بشكل شرعي سوى طفل واحد، وأنجب العديد من الأطفال غير الشرعيين، وكان أول زواج له من أرملة تكبره بستة أعوام؛ وهي جوزفين دي بوهارنايس،  وذلك عام 1796، ولكنه لم ينجب منها، أما زواجه الثاني فكان في عام 1810، حيث تزوج من ماري لويز إبنة إمبراطور النمسا آنذاك، وذلك بعدما أنهى زواجه الأول الذي دام أكثر من عشر سنوات بهدف الحصول على ابن من نسله ليكون وريثاً له، فأنجبا نابليون فرانسوا جوزيف تشارلز بونابرت عام 1811م، والذي عرف لاحقاً بإسم نابليون الثاني،  وأصبح ملكاً لمدينة روما.

تزوج نابليون للمرة الأولى عندما بلغ السادسة والعشرين من عمره، من أرملة إحدى قادة الثورة الفرنسية، وتدعى جوزفين آل بوارنيه التي كانت تكبره بست سنوات.

كانت جوزفين تعرف بإسم تبغضه بغضاً شديداً طيلة الفترة السابقة على معرفتها بـ نابليون،  وهو روز،  فلمّا عرف نابليون بذلك أطلق عليها اسم جوزفين عوضاً عن اسمها الأول.

غالباً ما كان بونابرت يرسل إلى زوجته رسائل غرامية عندما كان يخوض حملات عسكرية بعيداً عن فرنسا،  وقد أقدم على تبنّي ابنها من زوجها السابق المدعو يوجين بشكل رسمي، وكذلك ابنة عمها ستيفاني،  وقام بتزويجهما لبعضهما في وقت لاحق، كذلك قامت جوزفين بتزويج ابنتها هورتنس من لويس شقيق نابليون.

كان لـ جوزفين عدد من العشاق الذين تقرّبوا منها خلال غياب نابليون عن فرنسا،  مثل شارل هيولييت الذي كان يعمل ملازماً وعشق جوزفين خلال حملة بونابرت على إيطاليا، وعلم نابليون بهذه العلاقة بين زوجته والملازم عندما كان في مصر،  فأرسل إلى أخيه جوزيف يخبره عن هذا الموضوع، فاعترض البريطانيون الرسالة وقاموا بنشرها في الصحف اللندنية والباريسية، مما أثار إحراج نابليون أمام جنوده وشعبه من صعوبة الموقف، كان لـ نابليون عدداً من العلاقات الجانبية أيضاً، بما فيها علاقة غرامية وقعت أحداثها خلال الحملة المصرية، مع زوجة أحد ضباطه المدعوة يولين بيليسل فور،  التي أطلق عليها اسم كليوباترا تيمناً بحاكمة مصر الفرعونية القديمة.

أبناء نابليون بونابرت

أنجب نابليون عدداً من الأولاد من عشيقاته، إلا أنه لم ينجب أبداً من زوجته جوزفين، ويرجّح البعض أن عدم مقدرة جوزفين على الإنجاب كانت تعود إلى الإجهاد والضغط النفسي الذي تعرضت له عند سجنها خلال عهد الإرهاب، أو بسبب إجهاضها عندما كانت لا تزال في العشرينات من عمرها.

قرر نابليون بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة أن ينفصل وجوزفين، كي يستطيع أن يتزوج مجدداً من امرأة قادرة على أن تنجب له وريثاً، فأقدم في شهر مارس من سنة 1810 على الزواج بأرشيدوقة النمسا وقريبة الملكة السابقة ماري أنطوانيت، المدعوة ماري لويز،  وبهذا كان قد صاهر الأسرة الملكية الألمانية.

استمر زواج ماري لويز ونابليون حتى وفاة الأخير، على الرغم من أنها لم تلحق به إلى جزيرة ألبا عندما تم نفيه في المرة الأولى، وبالتالي لم تره بعد ذلك أبداً، وقد ولدت ماري لويز طفلاً وحيداً لـ نابليون عرف بإسم نابليون فرنسيس جوزيف تشارلز،  الذي حمل لقب ملك روما منذ ولادته، ثم أطلق عليه اسم نابليون الثاني سنة 1814، إلا أنه لم يحكم فرنسا إلا أسبوعين قبل أن يطلق عليه لقب دوق المدينة الامبراطورية المستقلة سنة 1818م.

توفي نابليون الثاني جراء داء السل عن عمر يناهز 21 سنة، ولم يترك خلفه أي ذرية، واعترف نابليون بإنجابه طفلين غير شرعيين؛ الأول شارل ليون من إليانور دونول، والآخر الكونت ألكسندر جوزيف كولونا فالفسكي من الكونتيسة ماري فالفسكا، كذلك يحتمل أن يكون قد أنجب أبناء وبنات آخرين لم يعلن عنهم، مثل كارل يوجين فون مولفلد من فيكتوريا كراوس، وهيلين نابليون بونابرت من ألبين آلمونتلون، وجول بارثيلامي سان هيلير من أم مجهولة.

تعليم نابليون بونابرت 

أمضى نابليون فترة التعليم الابتدائية في مدرسة التعليم الابتدائي للأطفال في أجاكسيو حتى بلغ التاسعة من عمره، وانتقل في عام 1779م إلى مدينة دوقية بورغونيا ليتلقى تعليمه في كلية أوتون بصحبة شقيقه الأكبر، وانتقل في نفس العام إلى كلية برين وهي مدرسة عسكرية أكثر تطوراً من سابقتها، وكان يطمح نابليون للحصول على منصب مهم أو أن يتسلّم موقعاً مرموقاً في السلطة، وبذل جهداً كبيراً في سبيل تحقيق ذلك الأمر، فصبّ تركيزه الدراسي على موضوعين رئيسيين هما: دراسة المقذوفات ودراسة كتابي فولتير وروسو،  وهما مجالان ساعداه ليكون فيما بعد قائداً للمدفعية وشخصاً مؤثراً في الثورة الفرنسية، كما التحق في المدرسة العسكرية الملكية في باريس عام 1784م، وتخرج منها بنصف الوقت المخصص للدراسة فيها والذي يعادل 3 سنوات دراسية بسبب ما أثبته من انضباط خلال دراسته العسكرية فيها.

التحق نابليون بخدمة لويس السادس عشر عام 1785م، واستطاع أن يحصل على رتبة ملازم في وحدة مدفعية في فالانس بعد تخرّجه، وكان لم يبلغ من العمر سوى 16 عام فقط، ثم رفع رتبه تدريجياً حتى وصل إلى رتبة قائد عسكري، إلا أنه لم يكتفي بذلك بل أكمل دراسته في مجال المدفعية والطوبوغرافية بين عاميّ 1785-1792م، إلى أن حصل على وظيفة في مكتب طبوغرافيا لجنة السلامة العامة، وعاد نابليون في عام 1786 إلى مسقط رأسه في جزيرة كورسيكا،  بسبب وفاة والده بشكل مفاجئ ليصبح معيلاً لأسرته، ولم يتجاوز عمره الـ 17 عام حينها.

لغات نابليون بونابرت 

تحدّث نابليون باللغة المحلية الكورسيكية لجزيرة كورسيكا، وهي لغة ذات طابع رومنسي وتشبه اللغة الفرنسية في هذا الجانب منها، تكلّم بها أهل جزيرة كورسيكا وشمال جزيرة سردينيا، اللغة الكورسيكية هي اللغة الأصلية للقرشقيين، وكانت لمدة طويلة اللغة الوحيدة للجزيرة قبل أن يأتي الاحتلال الفرنسي ويجلب معه ثقافته ولغته التي تعلمها نابليون بونابرت وتكلّم بها إلى جانب اللغة الكورسيكية، ومن اللغات التي تكلّم بها نابليون أيضاً هي اللغة الإيطالية.

اقرأ أيضاً:  كيف ماتت شجرة الدر

صفات نابليون بونابرت 

كان نابليون يتمتع بالعديد من الصفات الشخصية التي مكنته من حكم فرنسا خلال فترة قصيرة، كما تمكّن من بسط سيطرته على أغلب الدول الأوروبية، بالإضافة إلى استغلال العديد من المواقف الإيجابية التي حصلت في حياته لمصلحته الخاصة، ومن أهم تلك الصفات:

  • اهتم نابليون منذ صغره بالقراءة واكتساب المعرفة؛ حيث قرأ في التاريخ والعلوم والفلسفة والكلاسيكيات القديمة مثل قيصر والإسكندر الأكبر،  فقد كان مقتنعاً تماماً بأن اكتسابه مزيداً من المعرفة البنّاءة سيمكّنه من أداء عمله بشكل أفضل، فمثلاً كانت أولى خطواته التي يشرع بها عندما يقرر القيام بحملة عسكرية على منطقة ما هي أن يقوم بقراءة تاريخ وجغرافية تلك المنطقة كي يكون على علم وبيّنة لما سوف يواجهه هناك، تلك الصفة جعلت منه قائداً ذكياً لأنه استخدم القدرات المعرفية إلى جانب القدرات العسكرية التي لن تكون كافية لوحدها في الحروب، خليط من الذكاء والقوة كان يتمتع به هذا القائد.
  • إن امتلاكه للمهارات الاستراتيجية والتكتيكية مكّنته كقائد من الانتصار في معظم معاركه وحملاته العسكرية التي خاضها، سبع معارك هي فقط التي خسر فيها هذا القائد من أصل ستون معركة خاضها في حياته.
  • كان إدارياً ناجحاً، فاهتمامه في تنظيم النفقات المالية وتفضيل نفقات الجيش على بناء القصور والكماليات الفارهة غير hgضرورية جعلت منه قائداً حكيماً، حيث كان قادراً على تنظيم موارده سواء على الصعيد المالي أو العسكري، فعلى الصعيد العسكري كان نابليون يتفقد أدقّ التحضيرات التي تؤثر في أداء جيشه اهتماماً وسعياً منه كي يخوض معارك مكللة بالنجاح، حتى أنه كان يهتم بنوعية الأحذية التي سيرتديها جيشه لتكون مريحة للجنود وألا تعيقهم خلال المعركة، أما على الصعيد المالي فلم يكن نابليون يقبل أن يدفع فواتير كبيرة لبناء قصور الإمبراطورية، وكان يراجع حساباته المالية باستمرار.
  • كان نابليون قادراً على تشكيل الرأي العام من خلال خطاباته الشعبية التي كانت تأخذ المنحنى الشعبي لأغراضه الخاصة.
  • كل تلك الصفات التي ذكرناها جعلت من نابليون شخصية شعبية ومحط ثقة وإعجاب شعبه وخصوصاً عندما لمع نجمه في فرنسا،  وكان لديه كاريزما مؤثرة على الشعب والجيش الفرنسي، ففي المعارك كانت شخصيته دائماً ما تكسب جنوده الثقة بقوتهم.

أما بالنسبة لصفات نابليون الشكلية فقد امتاز بمجموعة علامات شكلية منها:

  • الطول والقامة: كان نابليون بونابرت قصير القامة ومحدود البنية.
  • الوجه: تميّز ببشرة بيضاء جداً، فقد كان يبدو شاحب الوجه، كما أن يديه كانتا صغيرتين وناعمتين.
  • الرأس: اتسم برأسه الكبير جداً مقارنة مع جسمه، كما كان أيضاً قصير الرقبة.

نابليون بونابرت والسلطة

تقلّد نابليون بونابرت زمام الأمور السياسية في فرنسا عام 1799، بعد أن كان قد بدأ رحلة صعوده للسلطة عام 1793م، وذلك بعد تنحي لويس السادس عشر بفضل الثورة الفرنسية عام 1789م، وأثبت نابليون جدارة قدراته العسكرية عندما تكللت بالنجاح خطته الخاصة بحملة عسكرية تولّى قيادتها رفقة قادة آخرين بهدف استعادة مدينة تولون الفرنسية، وفي عام 1795م تسلّم القيادة لحملة عسكرية ثم استلم قيادة القوات الفرنسية في إيطاليا عام 1796م، واستخدم مبدأ المسيرات السريعة للمناورة، وتقسيم قوات العدو، أي أنه عمل بمبدأ فرّق تَسُدْ، ورفع معنويات جيشه، مما مكنه خلال عام واحد من السيطرة على معظم إيطاليا وجزء من النمسا، وأخضعها لدفع النقود والبضائع للدولة الفرنسية.

نظراً للجهود التي بذلها نابليون في قيادة الجيوش الفرنسية، تم تعيينه عام 1798م لقيادة حملة عسكرية إلى مصر، فاستولى على الجزء الشمالي منها، ولكن إمدادات الجيش قطعت بعدما هزم البريطانيون أسطولاً فرنسياً في معركة النيل، فاستغل نابليون ذلك في تشكيل فريق من العلماء لدراسة الآثار المصرية، مما ساعد في الحصول على كم هائل من المعلومات الأثرية، بالإضافة لاكتساب حجر الرشيد الذي كان سبباً في فك الرموز الهيروغليفيّة المصرية القديمة، وفي عام 1799م عاد بونابرت إلى فرنسا بعد تدهور الأحوال فيها، وذلك بعد دخول فرنسا الحرب ضد روسيا والنمسا وبريطانيا والدولة العثمانية فقاد انقلاباً عسكرياً ضد الثورات التي اندلعت للإطاحة بالحكومة الجديدة، ونجح في الوصول إلى السلطة، وأصبح القنصل الأول لـ فرنسا، وبفضل مهارات نابليون القيادية استطاع أن يقمع التمرّد في فرنسا، وأن يستعيد احتلال الأراضي الإيطالية، وأن يوقف الحرب مع الدول وإجبارهم على عقد السلام مع فرنسا بعد هزيمة جيوشهم، وبحلول عام 1802م أصبحت الأوضاع في فرنسا مستقرة.

أهم أعمال نابليون بونابرت 

أهم أعمال نابليون بونابرت 

حروب نابليون بونابرت 

خاض نابليون أثناء فترة حكمه في فرنسا العديد من الحروب، بدأت تلك الحروب في عام 1800م وانتهت في عام 1815م بعد أن تمت هزيمته في معركة واترلو التي تعد آخر الحروب التي خاضها نابليون، وقد أدت الحروب التي خاضها نابليون إلى فقدان الدول الأوروبية استقرارها، فقد شن نابليون حروباً ضد مختلف التحالفات من الدول الأوروبية، كـ النمسا وروسيا والسويد وبريطانيا العظمى، وأبرز تلك الحروب:

  • حرب التحالف الثالث: ضم هذا التحالف ثلاثة دول وهي النمسا والبرتغال وروسيا، وخاضت هذه الدول سلسلة من الحروب ضد فرنسا، وكانت بريطانيا طرفاً في تلك الحروب، إلا أنها لم تكن ضمن ذاك التحالف، وقد بدأت تلك الحروب منذ عام 1803م، وانتهت بانتصار فرنسا عام 1806م؛ حيث أبرمت معاهدة برسبورغ التي نصّت على التنازل عن النمسا لـ فرنسا، فانتهت تلك الحرب بين الدول ولكن بريطانيا استمرت في القتال، ومن أهم المعارك التي وقعت في هذه المرحلة:
    • معركة أوسترليتز: وقعت هذه المعركة عام 1805 بين فرنسا والنمسا، وانتهت بعد أن حققت فرنسا النصر فيها، وتعد هذه المعركة أشهر انتصارات نابليون الحربية، حيث واجه القوات النمساوية البالغ عددها 85 ألف بقيادة 66 ألف جندي، واستطاع اكتشاف ضعف في الجهة اليمنى من الجيش النمساوي فوضع خطة ليضرب جيشهم كي يحدث فجوة في مركز الجيش النمساوي ومهاجمتهم في الوسط الأمر الذي مكنه من تقسيم النمساويين لجزأين، وبالتالي إضعاف وحدتهم وتحقيق النصر عليهم.
    • معركة طرف الغار: وقعت هذه المعركة البحرية بين الجيش الفرنسي والبريطاني عام 1805م، وانتهت بالنصر البريطاني وإبعاد فرنسا من غزو بريطانيا، وكان بيير فيلنوف قائد الأسطول الفرنسي المكوّن من 33 سفينة، والذي واجه الأسطول البريطاني المكوّن من 27 سفينة بمهاجمتهم من الجزء الخلفي، إلا أنه خسر خلال الحرب 23 سفينة دون إسقاط سفينة واحدة من الأسطول البريطاني.
  • حرب التحالف الرابع: تشكّل هذا التحالف من أربعة دول وهي بروسيا وروسيا والسويد وبريطانيا، حيث شنّت هذه الدول الحرب على فرنسا في عام 1806م وحتّى عام 1807م، ولكن نابليون استطاع هزيمة القوّات البروسية بعد 19 يوم من تشكيل التحالف، وذلك في معركة يينا-أويرشتيد، كما تمكن من هزيمة القوّات الروسية في فريدلاند، مما أدّى لانهيار التحالف باستثناء بريطانيا التي بقيت في حرب ضد نابليون.

حملات نابليون بونابرت 

حملة نابليون على مصر 

في 19 أيار عام 1798م، الساعة السادسة صباحاً غادرت أكثر من 300 سفينة ميناء تولون الفرنسي متوجهة إلى مصر، حيث أبحر ما يقارب 54 ألف شخص، بينهم أكثر من 36 ألف جندي، تحت قيادة الجنرال نابليون بونابرت الذي قاد حملته على مصر وهو في عامه الـ 29.

حملت تلك السفن أيضاً أكثر من 160 مدنياً، من بينهم مهندسون معماريون وعلماء فلك وعلماء نبات ومهندسون ورسامون وأطباء ومستشرقون، وجميعهم كانوا يعدّون كعلماء وفنانين من قبل الجيش.

عالم الرياضيات غاسبار مونج والمخترع العبقري نيكولا جاك كونتيه والكيميائي كلود لوي بيرتوليه،  كانوا هم أيضاً جزء من الرحلة التي ستشكل علامة فارقة في ملحمة نابليون ولكن ليس لأسباب عسكرية.

فقد لمس بطل الحملة على إيطاليا تحوّل حملته على مصر إلى إخفاق تام وبعد عدة انتصارات عسكرية سهلة لجيش جيد التجهيز، مثل الاستيلاء على مدينة الإسكندرية ومعركة الأهرامات مع المماليك، غرق الأسطول الفرنسي في أبو قير في بداية شهر آب في معركة بحرية مع الانجليز بقيادة الأدمير آل نيلسون،  حدث أصاب على الفور جيش الشرق بالشلل إضافة لوقوعه لاحقاً أيضاً ضحية لوباء الطاعون وتوقف توسعه تحت أسوار عكا،  في 22 آب عام 1799م، غادر الجنرال بونابرت إلى فرنسا هرباً من البحرية الإنجليزية، تاركاً وراءه جنوده الذين اضطروا للاستسلام بنهاية المطاف في 31 آب عام 1801م.

مع أنها كانت كارثة عسكرية بكل المقاييس، إلا أن حملة بونابرت على مصر التي كانت بالأصل عملية عسكرية تهدف إلى قطع الطريق إلى الهند أمام الإنجليز وتحرير الشعب المصري من طغيان أمراء المماليك الذين كانوا في السلطة آنذاك، ظلت مترسخة في الذاكرة بشكل أساسي وذلك بفضل أبعادها الثقافية والعلمية.

حاول صنّاع الأسطورة النابليونية في البداية وضع انتصاراتها العسكرية في صدارة المشهد من خلال وصف بونابرت بأنه قاهر الأهرامات وأرض الفراعنة،  ولكن مع ما لاقته هذه الحملة خلال ثلاثة سنوات من فشل عسكري، بعد أن استعاد العثمانيون والإنجليز السيطرة على مصر،  صار التركيز أكبر على المساهمة العلمية والثقافية لهذه الحملة،  كما يوضح روبير سوليه الكاتب والصحفي الفرنسي المصري ومؤلف العديد من الكتب عن الحملة الفرنسية على مصر في مقابلة مع فرانس 24، إنها مساهمة هائلة لا تقدّر بثمن بلا شك، كما يؤكد سوليه بمعنى أن هؤلاء العلماء قد أنجزوا عملاً كبيراً بتشجيع من نابليون نفسه، ونشرت نتائجه في كتاب ضخم طبع تلك الحقبة التاريخية، وهو موسوعة وصف مصر الذي يوثق اكتشافات لا حصر لها بين عاميّ 1798 – 1801م.

 كل هذا العمل غير المسبوق، حتى من وجهة نظر إثنولوجية واجتماعية، أرسى أسس علم المصريات وترك بصمة في تاريخ العلم،  يقول روبرت سوليه مشدداً، قبل أن يتابع: حتى أن علماء بونابرت كشفوا عن مصر للعالم ولنفسها، لأن المصريين في ذلك الوقت لم يكونوا مهتمين بتاريخهم الفرعوني، بل ورفضوا ذلك الماضي باعتباره حضارة وثنية.

هذا النهج الثقافي والعلمي، الذي أحيا الهوس بـ مصر بجميع أشكاله وأطلق شغف الفرنسيين بهذا البلد، هو جزء من روح عصر التنوير كما يوضح مؤلف كتاب المغامرة الكبرى في علم المصريات.

جاءت هذه الحملة في أعقاب الثورة الفرنسية التي اقتنعت آنذاك بوجوب نشر الحضارة في العالم، وبما أن مصر كانت أصل الحضارة، كما كان شائعاً في ذلك العهد، فقد كان الأمر يتعلق أكثر بإعادة الحضارة إلى مهدها، ثم يضيف بهذه الروح وبهذه الفكرة، على أي حال رسمياً، فإن نابليون بونابرت الذي كان يدّعي أنه معجب بالإسلام ولم يأت بروح الحملات الصليبية، قام بغزو (مصر).

اقرأ أيضاً:  سيرة هولاكو خان الكاملة

كانت تلك الحملة أول صدام بين الغرب والشرق المسلم منذ الحروب الصليبية، ويؤكد روبرت سوليه: أن المصريين لم يفهموا إطلاقاً آنذاك ما يفعله هؤلاء الفرنسيين في وطنهم، في هذه المقاطعة التابعة للإمبراطورية العثمانية، خاصة وأن هذا اللقاء الفرنسي المصري الأول كان متميزاً بالعنف، لأنه وقيل كل شيء كان استعمارياً وعملية احتلال عسكري.

رداً على سؤال حول تصور المصريين اليوم لحملة نابليون، يقول الكاتب الفرنسي المصري موضّحاً أنه حتى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كانت مصر لا تزال ملكية، كان من المقبول فكرة أن الفرنسيين مع بونابرت قد جلبوا الحداثة أكثر من كونهم أتوا في حملة قلبت تاريخ البلاد رأساً على عقب.

فمن وجهة نظر سوليه أن هذه الحملة عند دراستها بشكل موضوعي، قد مثّلت قنبلة موقوتة، لأنها وإن لم تجلب آنذاك الكثير للمصريين، فإنها سببت نوع من القطيعة مع ما سبقها في تاريخ هذا البلد والذي كان مغيباً منذ قرون، حتى لو كان لم يجب الإشادة بشخصية نابليون بونابرت كثيراً جراء ما استعمله من العنف في هذه الحملة، فإن مصر الحديثة تبدأ دون جدال بـ بونابرت وحملته الشهيرة، بمعنى أنه كان له تأثير سياسي مهم من خلال تدمير النظام السياسي للمماليك وتمهيد الطريق لـ محمد علي مؤسس الدولة الحديثة.

يتابع روبرت سوليه بالقول: اعتباراً منذ عام 1952م وثورة يوليو التي أتت بـ جمال عبد الناصر إلى السلطة، وصفت هذه الحملة بالاحتلال الأجنبي الذي أدى دوراً كبيراً وأساسياً في إيقاظ القومية المصرية، ومنذ ذاك تم تجاهل الحملة الفرنسية إلى حد بعيد، ولا تزال إلى اليوم معروفة بشكل سيء للغاية ولا تولى لها العناية الكافية في مناهج التدريس في (مصر).

أخيراً وليس آخراً، إذا كانت هذه الحملة قد غيرت قواعد اللعبة في مصر، سيكون أيضاً لها تأثير على مصير الإمبراطور قاهر الأهرامات.

يضيف روبرت سوليه: وخلاصة القول، يمكننا القول أن بونابرت هو من غادر إلى مصر عام 1798م، لكن نابليون هو من عاد لاحقاً إلى فرنسا لتولي السلطة، بعد أن اكتسب الخبرة كحاكم دولة، من خلال إدارته لكل من جيش الشرق ولبلد بحجم (مصر)، فهو لم يكن يبدو مستعداً بعد للاستيلاء على السلطة واعتلاء سدة الحكم في فرنسا كما شجعه البعض في عام 1798م، مع أنه كان الجنرال الأكثر شعبية في البلاد، فقد كان من السابق لأوانه لـ نابليون مهاجمة حكومة المدراء (وهو مجلس رئاسي حكم فرنسا بين عامي 1795-1799) فهو يعرف ذلك ويشعر به، وكان مقتنعاً قبل كل شيء أنه كان من الضروري الذهاب إلى الشرق، الذي جذب إلى حد بعيد هذا الجنرال الشاب المفتون بالإسكندر الأكبر، ولأنه كان يرى كما يقول روبرت سوليه، إنه في هذه المنطقة من العالم يمكننا تحقيق طموحاتنا الرائعة.

ختاماً: لقد كان نابليون محقاً في تفكيره هذا، إذ توج بالمجد بعد هذه التجربة المصرية وأصبح القنصل الأول لـ فرنسا ثم الإمبراطور.

حملة نابليون على روسيا 

عام 1800م كان نابليون جنرالاً شاباً حير بدهائه الحربي رجال أوروبا، وكان يحلم بإمبراطورية أوروبية لنفسه، فيها حكومة واحدة وعملة واحدة وقانون مدني واحد يضمن حماية حقوق المواطن العادي، وعندما تحقق حلمه ألغى العائلات الملكية في أوروبا وسلطاتها المتوارثة.

عام 1807م كانت انجلترا وروسيا تقاومان وحدهما سيطرته على أوروبا، ثم تمت هزيمة روسيا في معركة فريد لاند، وبعد انتصاره دعا نابليون القيصر الروسي ألكسندر الأول إلى محادثات سلمية في تلسيت.

تأكد نابليون أنه بحاجة إلى حليف صلب لاستقرار امبراطوريته الجديدة وشعر بأن ألكسندر قد يكون الصديق الذي يبحث عنه، حيث كان ألكسندر أرستقراطياً وسيماً يبلغ الثلاثين من عمره وكان دبلوماسياً فذاً مكنته أفكاره الليبرالية من أن يصبح زعيماً شعبياً، وتم توقيع معاهدة سلام بين فرنسا وروسيا، أكبر إمبراطوريتين في العالم، وتم إلغاء أي تعاون بين بريطانيا وروسيا.

حاول نابليون فيما بعد الزواج من شقيقة ألكسندر الصغرى، ولكن والدتهما رفضت الأمر لأنها لم تقتنع بالفكرة، وتزوج نابليون من ماري لويس ابنة الإمبراطور النمساوي، وأثمر زواجهما بإنجاب فرانسوا جوزيف ولي العهد.

استمر التحالف الفرنسي الروسي لثلاثة أعوام أخرى إلى أن أصيبت روسيا بالإفلاس فاضطر ألكسندر إلى التجارة مع أعداء فرنسا الإنجليز، حينها شعر نابليون بالخيانة فقد كانت الصداقة تعني له كل شيء.

تردد نابليون بغزو روسيا، ولكنه كان مقتنعاً بضرورة النصر الحاسم الذي يجبر ألكسندر على إبرام معاهدة السلام مع الفرنسيين، وحشد نابليون نصف مليون مقاتل وتوجه نحو الحدود الروسية وهو يجهل تماماً أن صعوبة المناخ والتضاريس الروسية ستجعل المهمة شبه مستحيلة، فما كان من القوات الروسية إلا الانسحاب والتوجه من الحدود إلى الأعماق الروسية بعد تدمير وإحراق كل ما يمر في طريقها بغية إضعاف الجيش الفرنسي ومنعه من الاستراحة أو الاستفادة من القرى المهجورة.

بعد سبعة أسابيع من المسير قتل التعب والجوع ما يزيد عن مئة ألف جندي فرنسي، وحينها أصبح تعداد جيش نابليون مئة وخمس وستين ألف جندي بعد أن تُرك الباقون لحراسة طرق التموين، وأخيراً توقفت الجيوش الروسية التي بلغ تعدادها مئة ألف رجل في سمولينسك، وجرت معارك طاحنة بين كر وفر على مدار ثلاثة أيام دون أن يكون لأي الجيشين اليد العليا ودون أن ينتصر أي منهما.

هرب الروس مرة أخرى ولحقت بهم القوات الفرنسية، وتوقع نابليون أن يستسلم الروس عند وصول الفرنسيين للعاصمة الروسية، لم يكن نابليون يبحث عن النصر على قدر بحثه عن الاستسلام الروسي من أجل إبرام اتفاقية سلام مع الفرنسيين، وعند وصول نابليون لحدود مدينة موسكو لم يستقبله أحد ولم يقدّم له أحد مفاتيح المدينة؛ الأمر الذي أصابه بالإحباط، استولى نابليون على المدينة واستحوذ على الكريملين وهو قصر الإمبراطورية، ومكث هناك ينتظر إعلان الاستسلام الروسي، ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان؛ حيث قام الروس بإضرام النيران على محيط مدينة موسكو، ما أصاب نابليون بالدهشة بسبب أن الروس يحرقون عاصمتهم بأنفسهم.

بدأ الشك يراود نابليون في أن الاستسلام الروسي أمر وارد، إلا أن ألكسندر رفض الاستسلام وعوّل على الشتاء الروسي الذي سيفتك بالفرنسيين ويقضي عليهم أو يجبرهم على العودة، وبالفعل بدأت الثلوج تتهاطل فوق موسكو في الوقت الذي بدأت فيه القوات الفرنسية تستنزف مؤنها وتفقد سيطرتها على الأمر في ظل الهجمات التي كانت تشنها العصابات الروسية على حرّاس المدينة بين الحين والآخر؛ ما دفع نابليون إلى الانسحاب فوراً وخصوصاً بعد أن وصله خبر محاولة انقلاب في فرنسا.

لم يكن الانسحاب سهلاً أبداً لأن ألكسندر أراد الانتقام من نابليون؛ فأخذ يضايقه ويهاجمه طوال طريق الرجعة وحاول إغراقه وجيشه في نهر بيريزينا، وهو ما نجح فيه؛ حيث غرق الآلاف من الجنود الفرنسيين ولم ينجوا إلا 25 ألف جندي ومن بينهم نابليون بونابرت، وقد عزم نابليون على إحراق أوراقه الشخصية التي تعرّف عن هويته خوفاً من أن يقع أسيراً لدى الروس.

ما زال أمام الفرنسيين مسافة أربع أو خمس أشهر من المشي والخسائر تزداد وتزداد، حيث شكّلت الحملة الفرنسية تلك بداية النهاية لـ نابليون وقد اعترف بنفسه حين قال: لقد خُذلتُ وخذَلتُ نفسي،  وتحطم حلم نابليون في أن يصبح إمبراطوراً لأوروبا الموحّدة وعاد أدراجه مهزوماً خاسراً.

حملة نابليون على الشام

عندما سمع نابليون أن العثمانيون يعدون جيشاً لاستعادة مصر صمم على مواجهة التحدي؛ فأعدّ ثلاثة عشر ألفاً من رجاله إلى الشام وانطلق في العاشر من شهر شباط سنة 1799م، واستولى على العريش، وأتم عبور صحراء سيناء، ويبين لنا نابليون في خطاب كتبه في 27 شباط بعض جوانب هذه المحنة فكتب: حرارة وعطش وماء غير عذب تعتليه ملوحة وأحياناً لا ماء أبداً، لقد أكلنا الكلاب والحمير والجمال، ووجدوا في غزة -ويا لسعادتهم- بعد معركة قاسية خضروات طازجة وبساتين ذات فواكه لا مثيل لها.

الاستيلاء على يافا وإعدام حاميتها

في الثالث من آذار توقفت القوات الفرنسية أمام مدينة يافا ذات الأسوار والسكان المعادين وحصن يدافع عنه ما يزيد عن 4000 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطاً ولكنهم رفضوها، وفي 7 آذار أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وقم نابليون بإرسال يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلّم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيداً من الدمار في المدينة، وتمت سياقتهم كأسرى إلى نابليون فرفع يديه فزعاً وتساءل: ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟ فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 4000 أسير معه في مسيرته تلك، فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم لإيجاد الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحرّاس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية، فعقد نابليون اجتماعاً عسكرياً وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى طعناً بالحراب لتوفير الذخيرة.

حصار عكا 

واصل الغزاة مسيرتهم، وفي 18 آذار وصلوا إلى مدينة عكا شديدة التحصين، وكان يقود المقاومة الجزار باشا يساعده أنطوان دي فيليبو، وحاصر الفرنسيون المدينة دون مدافع حصار بسبب أن مدافع الحصار التي كانت قد تم إرسالها من الإسكندرية بحراً قد استولى عليها أسطول إنكليزي بقيادة السير وليام سيدني وسلمها إلى حصن المدينة عكا، وراح يزود حاميتها بالطعام والمواد اللازمة في أثناء الحصار، وفي 20 أيار بعد أن قضى الفرنسيون شهرين أمام أسوار المدينة وتكبدوا خسائر فادحة؛ أمر نابليون بالعودة إلى مصر وقد ذكر نابليون بعد ذلك متفجعاً:

“إن (فيليبو) جعلني أتراجع عن عكا، فلولاه لأصبحت سيد مفتاح الشرق ولأمكنني الذهاب إلى القسطنطينية واستعادة الإمبراطورية الشرقية.”، وفي سنة 1803م ذكر لمدام دي ريموسا: لقد مات خيالي عند (عكا)، لن أسمح لها أبداً بالتداخل معي مرة أخرى.

حكم فرنسا 

بعد فشل حملة نابليون على مصر عاد إلى فرنسا؛ حيث أحدث بها انقلاباً تولى بعده السلطة وأصبح إمبراطوراً عليها في شهر أيار عام 1804م، استطاع نابليون أن يكوّن امبراطورية أوروبية هائلة، ففي عام 1805م دخل الحرب ضد بريطانيا والنمسا وروسيا ونجح في التغلّب عليهم، ولكن بعدما عاد نابليون مهزوماً من روسيا كما ذكرنا في حملته على روسيا تحالفت عليه عدداً من الدول الأوروبية منهم النمسا وإنجلترا وبروسيا وروسيا في معركة الأمم، وسقطت باريس في أيديهم في 11 نيسان عام 1814م، وقام نابليون بالتنازل عن العرش ونفي في جزيرة ألبا في الساحل الشمالي الغربي لـ إيطاليا،  ولكنه عاد من جديد وكوّن جيشاً مرة أخرى، ولكن تصدّى له الحلفاء بقيادة إنجلترا ووقعت الهزيمة له مرة أخرى عام 1815م في موقعة واترلو الشهيرة بالقرب من بروكسل، وهو الأمر الذي لم يستطع أن يكوّن معه نابليون جيشاً آخر فقرر التنازل عن الحكم حيث تم نفيه إلى جزيرة سانت هيلانة في جنوب المحيط الأطلنطي.

اقرأ أيضاً:  من هو ابو جهل

اعتقل نابليون وسجن لفترة قصيرة، ثم نفي إلى جزيرة القديسة هيلانة في وسط المحيط الأطلسي الجنوبي بين أفريقيا والبرازيل، والتي تبعد 2000 كيلومتر تقريباً عن كلاهما، عاش نابليون أول شهرين له على الجزيرة في منزل على أرض مملوكة لشخص يدعى وليام بالكومب،  وسرعان ما أصبح صديقاً مقرباً لأفراد العائلة، وبشكل خاص للإبنة الصغرى إليزابيث لوسيا التي ألّفت في وقت لاحق كتاب ذكريات الإمبراطور نابليون، وانتهت هذه الصداقة عام 1818م، عندما شكت السلطات البريطانية بأن بالكومب يلعب دور الوسيط بين نابليون وباريس، وقامت بترحيله من الجزيرة.

نقل نابليون بعد ذلك إلى منزل لونغوود في شهر ديسمبر من سنة 1815م، وكان ذلك المنزل شديد العطب كثير الرطوبة، تعصف به الرياح على الدوام.

نشرت صحيفة الأزمان البريطانية عدة مقالات تقول فيها بأن الحكومة البريطانية ترغب بالتسريع من موت بونابرت، وأن الأخير دائماً ما اشتكى من ظروف العيش السيئة في رسائل موجّهة إلى حاكم الجزيرة السير هدسون لوي.

في تلك الفترة قام بونابرت بكتابة ذكرياته بمعاونة ثلة من تابعيه المخلصين الذين حضروا معه إلى الجزيرة، وانتقد فيها من أسروه وخصوصاً الحاكم لوي، ويتفق العديد من المؤرخين أن معاملة لوي لـ نابليون كانت معاملة رديئة، فقد أقدم على جعل وضعه يتفاقم بعدة طرق منها: الإنقاص من حجم المصروف الذي كان يرسل إليه، ومنع إرسال أو تسليم أي هدية إليه إن كانت تتضمن ذكراً لمنصبه الإمبراطوري، ووثيقة كان على تابعيه التوقيع عليها وهي تضمن بقائهم إلى جانبه إلى أجل غير مسمّى.

في سنة 1818م نشرت صحيفة الأزمان إشاعة كاذبة تفيد بأن نابليون هرب من الجزيرة، كما قيل أن عدد من اللندنيين استقبل هذا الخبر بالإضاءات العفوية، حصد نابليون خلال الفترة التي قضاها في الجزيرة تعاطف بعض أعضاء البرلمان البريطاني، فقد ألقى اللورد هنري فاسل فوكس وهو أحد كبار السياسيين، خطاباً قوياً في إحدى الجلسات طالب فيه ألا تتم معاملة نابليون بقسوة غير ضرورية، وفي هذا الوقت كان نابليون يتابع ما يجري في بريطانيا عن طريق ذات الصحيفة التي نشرت خبر هروبه، فتأمل أن يتم إطلاق سراحه في حال أصبح فوكس رئيساً للوزراء.

حصل نابليون كذلك على دعم اللورد توماس كوكران الذي دعم حركة الاستقلال في كل من تشيلي والبرازيل ورغب في إنقاذ نابليون ومساعدته على إنشاء إمبراطورية جديدة في أمريكا الجنوبية، إلا أن هذه الخطة قد أحبطت بوفاة نابليون سنة 1821م، كان هنالك أيضاً عدد من الخطط الأخرى الهادفة لإنقاذ نابليون، منها الخطة التي وضعها الجنود الفرنسيون الذين تم نفيهم إلى ولاية تكساس الأمريكية، ورغبوا في قيام إمبراطورية نابليونية جديدة في أمريكا الشمالية، حتى أنه يقال بوجود خطة قضت بتهريب بونابرت عن طريق غواصة بدائية.

كان نابليون بالنسبة للورد جورج غوردون بايرون، وهو أحد الشعراء الإنكليز؛ مثال البطل الرومانسي المضطهد والعبقري الوحيد.

أثارت مسألة قيام نابليون بأعمال البستنة بنفسه في مسكنه بلونكوود في سنواته الأخيرة، حساسية وتعاطف الكثير من أبناء الشعب البريطاني والسياسيين معه بشكل أكبر من السابق.

عهد الإمبراطورية

تشمل الفترة التي سيطرت فيها فرنسا على أوروبا القارية تحت حكم نابليون 1804م-1814م، غيّر نابليون نظام القنصلية عندما أعلن عام 1804م عن الإمبراطورية واستمرت حتى انكسار نابليون ونفيه إلى جزيرة إلبا.

إرث نابليون 

يختلف على إعلان نابليون بطلاً أو طاغية، كما ظهر العديد من السياسيين المبدعين في عصره، ولكن الجميع يتفق على الأثر الذي تركه في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والمجتمعية، كما كان له تأثير كبير على التاريخ الأوروبي الذي خاض فيه حروباً استمرّت حوالي 20 سنة؛ مما أشعل سيرته في جميع أنحاء أوروبا لمدة قرن من الزمان، وقد خلّف نابليون أعمالاً خلّدت سيرته كجنرال، فمن خلال موهبته وقوة إرادته استطاع نابليون أن يرتقي بـ فرنسا من قمة الفوضى التي كانت فيها إلى قمة القوة بتشكيل إمبراطورية كبيرة.

وفاة نابليون بونابرت 

وفاة نابليون بونابرت 

سبب الوفاة

أعلن العلماء سبب وفاة نابليون بونابرت الفعلي بعد مرور حوالي 200 سنة على هذا اللغز، إذ تبين أنه توفّي بفعل إصابته بمرحلة متقدمة من سرطان المعدة، ولم تكن بسبب تسممه بالزرنيخ كما كان شائعاً، فبعد هزيمته على يد البريطانيين عام 1815م تم نفي الإمبراطور الفرنسي إلى جزيرة سانت هيلينا في جنوب المحيط الأطلسي، وبعد ست سنوات همس بونابرت بكلماته الأخيرة رئيس الجيش، حيث أثار تشريح الجثة حينها إلى أن وفاته كانت بسبب سرطان المعدة، وبعد إيجاد بعض الزرنيخ في شعره عام 1961م أثيرت شائعات من البعض حول إمكانية تسممه ومحاولة قتله لأنه لو نجى من المنفى لكان بإمكانه تغيير ميزان القوى في أوروبا، لذلك لم تكن توقعات إمكانية قتله غريبة.

وجدت دراسة جديدة جمعت بين المعرفة الطبية الحالية وتقارير التشريح، ومذكرات طبيب بونابرت وروايات شهود العيان والتاريخ الطبي للعائلة؛ أن نزيف الجهاز الهضمي كان السبب المباشر في وفاة نابليون بونابرت، إذ تشير هذه الدراسة إلى أنه حتى لو تم إطلاق سراح الإمبراطور أو حتى لو هرب من الجزيرة فإن حالته في نهاية عمره كانت ستمنعه من لعب دور رئيسي آخر في أحداث التاريخ الأوروبي، وذلك بحسب مؤلف الدراسة الرئيسي روبرت جنتا من جامعة جنوب غرب تكساس.

تاريخ ومكان الوفاة

توفي بونابرت في 5 أيار سنة 1821م في منزل لونج وود، سانت هيلينا.

قانون نابليون 

قانون نابليون هو مجموعة القوانين التي تحكم القانون المدني الفرنسي تمييزاًً له عن القانون الجنائي، وهو ينسب إلى الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت.

في عام 1800م عيّن نابليون لجنة من أربع قضاة متمرسين لوضع كل القوانين المدنية الفرنسية في مجموعة واحدة، وبدأ في تنفيذ هذه القوانين في 21 آذار عام 1804م لتعرف باسم قانون نابليون بعد أن أصبح نابليون إمبراطوراً لفرنسا، لكن اسمها الرسمي القانون المدني.

كانت تلك القوانين مزيجاً من القوانين المعروفة آنذاك في فرنسا الرومانية، كما مزجت بين أفكار الثورة الفرنسية؛ إذ منحت للشعب حريات جديدة، لكنها أبقت على بعض الأفكار التقليدية مثل نظام الإرث.

أقوال نابليون بونابرت 

لا شك أن قائد عظيم بإمكانيات عظيمة كـ نابليون بونابرت لديه الكثير لنتعلمه منه، وهذا من بعض ما قاله هذا القائد العظيم:

  • الإرادة القوية تقصّر المسافات.
  • إنني ألقي بنفسي وسط المآزق، ثم أفكر بعد ذلك بإيجاد الحلول.
  • القائد هو تاجر الأمل.
  • أفضل مزايا القادة برودة الأعصاب.
  • جيش من الوعول يقوده أسد، خير من جيش من الأسود يقوده وعل.
  • قلب القائد يجب أن يكون في رأسه.
  • جبان واحد من جيشي أشد خطراً علي من 10 بواسل جيش الأعداء.
  • الهجوم خير وسيلة للدفاع.
  • إن سبب انتصاري على أعدائي هو معرفتي لقيمة الدقائق الخمس.
  • إنني أتوجس خيفة من 3 جرائد أكثر مما أتوجس من مائة ألف مقاتل.
  • أخطر الأوقات هي أوقات النصر.
  • ليست المصلحة سوى مفتاح الأعمال المبتذلة.
  • خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقف عن التفكير ونفّذ.
  • مستقبل الولد صنع أمه.
  • تفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق.
  • الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها.
  • فتّش عن المرأة.
  • المرأة الصالحة أمنع الحصون.
  • أجمل نساء العالم هي المرأة التي أحب.
  • من فتح مدرسة أقفل سجناً.
  • أفصح الخطباء هو النجاح.
  • قوام الحرب ثلاث: المال والمال والمال.
  • مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.
  • حياة بلا عمل، عبء لا يحتمل.
  • ينبغي أن يكون الدستور قصيراً ومبهماً.
  • لا يعني الموت شيئاً، لكن أن تعيش مهزوماً وذليلاً يعني أن تموت يومياً.
  • كلمة مستحيل ليس لها وجود في قاموسي.
  • الأمة العظيمة قد تفنى، لكن لا تُخَوَّف.
  • سيقاتل الجندي طويلاً وجدياً من أجل قطعة وشاح ملوّن.
  • أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء.
  • الذي يدع امرأته تحكمه، لا هو رجل ولا هو امرأة، إنه لا شيء.
  • الخيال يحكم العالم.
  • المجتمع بلا دين كالسفينة بلا بوصلة.
  • فن الحكم يقتضي ألا تدع الرجال يهرمون في مواقعهم.
  • الكذب لا يفيد شيئاً فهو لا يخدع إلا مرة واحدة.
  • يجب أن تحب الحياة وأن تعرف كيف تموت.
  • من يعرف كيف يمدح يعرف كيف يشتم.
  • لا يكون الرجل أعظم من حاله وهو جاثي على ركبته أمام الله.
  • في الحرب كما في الحب لكي ينتهي الأمر لا بد من مقابلة مباشرة.
  • في السياسة، لا تشكّل الأمور غير المنطقية عقبة.
  • أعرف حين اللزوم أن أهجر جلد الأسد لألبس جلد الثعلب.
  • في الثورة هناك نوعان من الناس، من يقومون بالثورة ومن يستفيدون منها.
  • فن أن تكون مرة شجاعاً ومرة حذراً هو فن النجاح.
  • الشجاعة الحقيقية هي شجاعة الثالثة صباحاً.
  • في الحب يكون الانتصار الوحيد هو الهرب.
  • الشجاعة مصدرها التفكير.
  • إنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئراً.
  • الحكمة الحقيقية للأمم هي التجربة.
  • لا مستحيل تحت الشمس.
  • لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء.
  • المصيبة هي القابلة القانونية التي تولد العبقرية.
  • حينما ينتهي قدري يمكن لنفحة ريح أو قشة أن تكسرني.

كتب عن نابليون بونابرت 

لفهم نابليون بونابرت وسعيه للسلطة بشكل أفضل، نقترح عليك أحد الكتب أدناه لكي تعرف أهم أعماله:

  • طقوس السلام، سقوط نابليون، ومؤتمر فيينا.
  • أعظم انتصار لـ نابليون.
  • هزيمة نابليون على آل هابسبورغ.

أفضل كتب تحدثت عن نابليون بونابرت

  • النضال من أجل نابليون.
  •  نابليون في موسكو.
  • حرب مع نابليون.
  • مارتينيك روز.

فيديو تعرف على نابليون بونابرت

مقالات مشابهة

قصة الزير سالم

قصة الزير سالم

كيف مات كمال أتاتورك

كيف مات كمال أتاتورك

معلومات عن أمل دنقل

معلومات عن أمل دنقل

مخترع الكهرباء اسمه وحياته وانجازاته

مخترع الكهرباء اسمه وحياته وانجازاته

معلومات عن الملك فاروق

معلومات عن الملك فاروق

دليلك الشامل عن شخصية جحا وقصته

دليلك الشامل عن شخصية جحا وقصته

سيرة نجيب محفوظ الكاملة

سيرة نجيب محفوظ الكاملة