علاج الارتجاع عند الرضع

ما علاج الارتجاع عند الرضع

من الطبيعي أن ينتقل الطعام من الفم إلى المعدة، وذلك لا يكون إلا من خلال أنبوب يسمّى المريء، وعند إصابة الرضيع بالارتجاع المريئي المعدي فإنّ ما تحتويه المعدة من طعام يعود إلى المريء، وهذا يزعج الرضيع ويتسبب بعدم راحته.[1]

ما هو علاج الارتجاع عند الرضع

قبل الخضوع للعلاج لا بُدّ من أن يجري الطبيب بعض الفحوصات التشخيصية ومعرفة أسباب الارتجاع لدى الرضيع،  ثمّ وضع الخطط العلاجية والتي تتضمن الخيارات التالية:[2]

إجراء تعديلات في نمط الحياة

من المهم إجراء بعض التعديلات وبالتحديد في طريقة إرضاع الطفل، وذلك يتمثل في بداية الأمر بوضع الطفل بوضعية مستقيمة عند إرضاعه وحمله بعد الرضاعة لمدة نصف ساعة في وضعية الجلوس، وذلك لأنّه مع اتجاه الجاذبية والتي تساعد في بقاء مكونات المعدة في مكانها وعدم انتقالها إلى المريء، ومن الضروري عدم هز الطفل أثناء الرضاعة، بالإضافة إلى إرضاع الطفل كميات أصغر من المعتاد وذلك عندما تكون رضاعته من الزجاجة، أمّا إذا كانت رضاعته طبيعية فتقليل وقت الرضاعة، ويوصي الطبيب الأمهات بأخذ وقتهن في تجشئة الطفل أثناء وبعد كل عملية رضاعة، وذلك لمنع تجمّع الهواء في المعدة، وينبغي أن ينام الرضيع على ظهره لعدة مرّات حتى ولو كان يعاني من الارتجاع المريئي.

الأدوية

من الممكن أن يزول الارتجاع من تلقاء نفسه، أو مع إجراء بعض التعديلات على طريقة الرضاعة، وعادةً لا يبدأ الطبيب علاج الارتجاع عند الرضيع بالأدوية، وبشكل خاص عندما يكون الارتجاع بسيطًا، أمّا إذا كان مصحوبًا بمضاعفات، فإنّ الطبيب يصف أدوية السيميتدين أو الفاموتدين للرضع الذين تتراوح أعمارهم ما بين شهر وعام، أمّا الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام فيصف الطبيب لهم أدوية الأوميبرازول ولفترات قصيرة وبعد تحقق بعض الشروط، وهي ظهور أعراض الارتجاع المريئي على الطفل، ويرفض الرضاعة، أو أنّ الرضيع مصاب بالربو أو الارتجاع المزمن، ولا يزيد وزنه زيادة طبيعية وبالشكل المطلوب.

الجراحة

يلجأ الطبيب إلى الجراحة عندما يكون الارتجاع المريئي المعدي تسبب بتأخر نمو الطفل، أو تؤثر على عملية التنفس لدى الرضيع، وفي الجراحة يقوم الطبيب بربط المصرة السفلية من المريء وذلك بهدف منع ارتجاع حمض المعدة إلى المريء مرة أخرى.

ما هي أعراض الارتجاع المريئي

يُشار إلى أنّ ما يقارب نصف الرضع يعانون من الارتجاع المريئي، وعادةً ما يكون في ذروته عند بلوغ الرضع عمر 4 شهور ويزول ما بين عمر 12-18 شهرًا، ومن النادر أن يستمر الارتجاع المريئي لأكثر من 24 شهرًا، وقد يكون في هذه الحالة الجزر المعدي المريئي، وبجميع الأحوال فإنّ أعراض الارتجاع المريئي لدى الرضع تتضمن الآتي:[3]

رفض الرضاعة

من الممكن أن يرفض الرضيع إكمال الرضاعة أو يجد صعوبة في البلع وذلك إذا أحسّ بألم الارتجاع المريئي أثناء الولادة، وهذا يحدث نتيجة عودة محتويات المعدة إلى المريء.

القيء والبصاق

على الرغم من أنّه من الطبيعي أن يبصق الرضيع إلا أنّ قد يكون لمرات كثيرة وهذا يكون دلالة على الإصابة بالارتجاع المريئي، وبشكل خاص إذا كان الطفل أكبر من 12 شهر وما زال يبصق بكثرة، ومن الممكن أن يكون البصاق دمويًا، أو سائل ذو لون أخضر أو أصفر، أو مادة تشبه القهوة، وفي الغالب لا يكون البصاق مؤلمًا، لكنه قد يترافق بقيء شديد ويكون مؤلمًا ويسبب بكاءً للرضيع.

عدم زيادة الوزن

يعاني الأطفال المصابين بالارتجاع المريئي المعدي من عدم زيادة في الوزن أو فقدان الوزن وذلك نتيجة القيء المستمر وسوء التغذية الذي يحدث نتيجة الارتجاع المريئي المعدي.

التجشؤ الرطب

أو ما يعرف بالفواق وهي حالة يبصق فيها الرضيع سائلًا رطبًا عند التجشؤ وقد تكون دلالة على إصابة الرضيع بالارتجاع المريئي.

تقوّس جسم الرضيع

أثناء الرضاعة أو بعدها قد تلاحظ الأم تقوّس في جسم الرضيع، وذلك نتيجة الإحساس الحارق الذي يشعر به بعد أن تعود سوائل وحمض المعدة إلى منطقة المريء، وقد يكون التقوس غير الطبيعي الذي يحدث في جسم الرضيع ناتجًا عن حالة مرضية عصبية، أي ليس بالضرورة أن يكون نتيجة الارتجاع المريئي.

السعال المتكرر

قد يعاني الرضيع من السعال بشكل متكرر، وذلك عندما يصعد ما تبقى من الطعام وحمض المعدة إلى منطقة مؤخرة الحلق، ومن الممكن أن يتم استنشاق الطعام المتبقي إلى منطقة الرئتين والقصبات الهوائية، وهذا يتسبب بإصابة الرضيع بالتهاب بكتيري أو رئوي كيميائي، وقد تزداد حالة بعض أمراض الجهاز التنفسي سوءًا مع الارتداد المريئي بما فيها مرض الربو.

الاختناق

من الممكن في بعض الحالات أن يتقيأ الرضيع أو الاختناق، وذلك عندما تعود محتويات المعدة إلى المريء، ويزيد من الحالة سوءًا وضعية الرضيع، لذا يوصي الأطباء بإبقاء الطفل بوضعية الجلوس لمدة 30 دقيقة بعد الرضاعة.

حرقة المعدة

عندما تعود محتويات المعدة إلى منطقة المريء تسبب تهيجًا في بطانته، وهذا يؤدي إلى حدوث حرقة في المعدة، وتعد حرقة المعدة من أكثر الأعراض شيوعًا لدى الأطفال والبالغين لكنه يصعب تحديدها لدى الرضع.

صعوبة النوم

قد يعاني الرضع المصابون بالارتجاع المريئي المعدي من عدم القدرة على النوم طيلة الفترات الليلية، وقد يزيد الحالة سوءًا عندما يتم إطعام الرضيع قبل فترة قصيرة من نومه، إذ أنّ الصحيح إطعام الرضيع قبل فترة طويلة من موعد نومه.

ما هي أسباب الارتجاع لدى الرضع

كما أشرنا أعلاه إلى أنّ الطعام ينبغي أن يمر من الفم إلى المعدة، وذلك لا يكون إلا من خلال المريء وهو أنبوب عضلي في نهايته يوجد عضلة عاصرة مريئية سفلية ترتخي هذه العضلة للسماح بدخول الطعام إلى المعدة، وبعد وصول الطعام إلى المعدة تتقلص وتنكمش لمنع عودة الطعام والحمض إلى المريء، ويحدث الارتجاع لدى الرضع عندما لا تنكمش هذه العضلة ليعود السائل مرة أخرى إلى المريء، ويحدث الارتجاع بشكل كبير لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، وينخفض بشكل تدريجي مع نضخ العضلة العاصرة والعضلات الأخرى المسؤولة عن التحكم بتدفق الطعام، وقد يكون الارتجاع ناتجًا عن التهاب المريء اليوزيني وهو التهاب يحدث فيه تراكم لنوع معين من كريات الدم البيضاء والتي تؤدي إلى الالتهاب وإصابة أنسجة المريء، أو عدم القدرة لدى الرضيع على تحمل الطعام، أو تضيق في عضلة البواب والذي يؤدي إلى منع تدفق الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالارتجاع المريئي، ومن أبرز هذه العوامل الآتي:[4]

• ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية بعد الرضاعة.
• تناول وجبات كبيرة الحجم بشكل متكرر.
• وضعية الاستلقاء.
• الصرع.
• فتق الحجاب الحاجز.
• الربو.
• الولادة المبكرة.
• التليف الكيسي.
• اضطرابات الأنابيب الغذائية الخلقية.
• السمنة.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بالارتجاع المريئي.

كيف يتم تشخيص الارتجاع لدى الرضع

يشخص الأطباء الارتجاع لدى الرضع من خلال فحص الرضيع البدني في بداية الأمر، والسؤال للأهل عن الأعراض الظاهرة، بالإضافة إلى  التصوير بالموجات فوق الصوتية والتي تكشف عن تضيق البواب، بالإضافة إلى إجراء فحص للدم أو البول، ويقيس الطبيب درجة الحموضة المريئية من خلال إدخال أنبوب من أنف أو فم الطفل موصول بجهاز يقيس مستوى الحموضة، وقد يجري الطبيب تصويرًا بالأشعة السينية، أو تنظيرًا للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة.[2]