فضل صيام ست من شوال الكبير

فضل صيام ست من شوال الكبير

يعد صيام الست من شهر شوال سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويصحّ صيامها متفرقة، أو متتابعة؛ من أوّل الشهر، أو وسطه، أو آخره.

يتحدث هذا المقال عن صيام ست من شوال، ويشمل:

  • التعريف بالست من شوال.
  • صيام ست من شوال، وفضله، وحكمه
  • الإجابة عن تساؤلات هل صيام ست من شوال بدعة أم سنة.
  • حديث صيام ست من شوال. 

ما هي الست من شوال ؟

شهر شوال هو أحد شهور السنة الهجرية الاثني عشر، فقد قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}(سورة التوبة: 36).

سمي شهر شوال بهذا الاسم نسبةً إلى (الشّول) الذي يدل على الارتفاع، أو هي الناقة التي تمتنع عن البعير، ولم تتزاوج، فالأيام الستة من شوال هي الأيام التي سنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها الصيام. 

إعلان السوق المفتوح

صيام ست من شوال

  • لا يكون المسلم ملزمًا بصوم الستة من شوال في كل عام، كما يجوز له صيامها في سنوات لاحقة إذا كان يصومها في سنوات سابقة. 
  • يجوز لمن صام بعض أيام الست من شوال أن يكمل صومه أو لا يكمله ولا يكون عليه إثم؛ لأنّ هذا الصوم يأخذ حكم المستحب لا حكم الواجب، فعن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ قالت: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ عليها فدَعى بشَرابٍ فشربَ ثمَّ ناولَها فشَربت فقالت يا رسولَ اللَّهِ أما إنِّي كنتُ صائمةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّائمُ المتطوِّعُ أمينُ نفسِهِ إن شاءَ صامَ وإن شاءَ أفطرَ”[صحيح الترمذي|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • يجب أن يبيت المسلم النية لصوم الست من شوال، فلا تكفي النية في النهار؛ نظرًا للفضل الكبير الذي يحمله هذا الصوم، فلا بدّ أن يصوم اليوم كاملًا من بدايته. 
  • يجوز أن يصوم المسلم الست من شوال بالتتابع أو بالتفرّق، إلا أنه من الأفضل أن يصومها بالتتابع بعد العيد.
  • إذا أراد المسلم صيام الست من شوال متفرقة فيستحب أن يصومها يوم الاثنين أو الخميس أو في الأيام البيض. 
  • يكتب أجر الصيام لمن اعتاد على صوم الست من شوال وأصابه مرض أو عارض كالنفاس أو الحيض أو الحمل أو السفرفعن أبو موسى الأشعري قال: “سَمِعْتُ أبَا بُرْدَةَ، واصْطَحَبَ هو ويَزِيدُ بنُ أبِي كَبْشَةَ في سَفَرٍ، فَكانَ يَزِيدُ يَصُومُ في السَّفَرِ، فَقالَ له أبو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أبَا مُوسَى مِرَارًا يقولُ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا”[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
اقرأ أيضاً:  فضل سورة الكهف

فضل صيام ست من شوال

  • تعويض النقص أو القصور الذي حدث في صيام شهر رمضان، فعن أنس بن حكيم الضبي قال: “إذا أتيتَ أَهلَ مصرِكَ فأخبرْهم أنِّي سمعتُ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ المسلمُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ المَكتوبةُ فإن أتمَّها وإلَّا قيلَ انظروا هل لَهُ من تطوُّعٍ فإن كانَ لَهُ تطوُّعٌ أُكمِلتِ الفريضةُ من تطوُّعِهِ ثمَّ يفعلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مثلُ ذلِكَ”[صحيح ابن ماجه|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • المضاعفة من الحسنات، فالحسنة في صيام شهر شوال بعشر أمثالها، فعن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “جعل اللهُ الحسنةَ بعشر أمثالِها، الشهرُ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعد الشهرِ تمامُ السَّنةِ”[صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • اتباع سنة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -.
  • لصائم الست من شهر شوال أجر صيام سنة كاملة. 
  • صيام الست من شوال كصيام الدهر، فعن أبو أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فالدهر هو العام أو السنة التي تتكون من اثنا عشر شهراً، ومن المتعارف عليه أنّ الحسنة بعشر أمثالها، وتصبح في شهر رمضان ثلاثمائة حسنة بثلاثمائة يوم، ويكون صيام الست من شوال بست حسنات وإذا ضربناها بعشرة تصبح ستين حسنة، ومن ثم إذا صام المسلم شهر رمضان ثم أتبعها بالست من شوال فكأنما صام ستة وثلاثين يومًا بعشرة بثلاثمائة وستين حسنة على ثلاثمائة وستين يوماً. 

  • التعود على القيام بالعمل الصالح وأداء الطاعات بعد رمضان، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(سورة البقرة: 185).

حكم صيام ست من شوال

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم في الأيام الست من شوال، ويمكن لذا هي سنة من السنن التي يمكن للمسلم أن يختارها من جميع أيام الشهر، فيجوز له أن يصومها في أوله أو وسطه أو آخره، أو متتابعة أو متفرقة. 

اقرأ أيضاً:  كيف يستجاب الدعاء

اختلف الفقهاء في حكم صيام ست من شوال على قولين:

  • مستحب: هو قول جمهور الفقهاء من المذهب المالكي، والشافعي، والحنبلي، والبعض من فقهاء المذهب الحنفية، واستدلوا على قولهم بقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}(سورة الأنعام: 160)، إذ تشير الآية الكريمة إلى أنّ كافة الأعمال محددة في أجرها كالصلاة، إلا الصيام فالله عز وجل هو الذي يجزي به فعن أبو هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

استندوا كذلك إلى حديث أبو أيوب الأنصاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

  • مكروه: وهو قول فقهاء المذهب الحنفي والمالكي، ويستدل على ذلك بما رواه يحيى بن يحيى راوي موطأ مالك الذي قال في صيام الست من شوال بعد شهر رمضان بأنه لم يرى أحدًا من السلف يصومها وأنّ أهل العلم كرهوا هذا الصوم واعتبروه بدعة من البدع وضرب من ضروب الجهل. 

ويستدل كذلك بقول الباجي في في المنتقى وهو شرح الموطأ: أنّ الإمام مالك وغيره من العلماء قد كرهوا صيام الست من شوال؛ لأنهم تخوفوا من عدم تمييز الناس بين صيامها وصيام شهر رمضان؛ أي تخوفوا من أن يعتبروه فرضًا كفرض شهر رمضان.

حكم صيام ست من شوال قبل قضاء رمضان

  • لا يجوز لمن لم يقضي ما فاته من صيام أيام شهر رمضان أن يبدأ بصيام الست من شوال، بل يجب أن يقضي ما عليه من هذا الشهر ثم يتبعه بصيام الست من شوال. 
  • في صيام الست من شوال أجرًا أكثر وقربًا أكثر لله تعالى، وبراءة للذمة من القصور في  الواجب؛ كونه نافل من النوافل فعن أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: “إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ”[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قول المذهب الحنفي: أجاز فقهاء المذهب الحنفي صيام الست من شوال، استنادًا إلى ما روته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: وَلَمْ يَذْكُرَا في الحَديثِ الشُّغْلُ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قول المذهب المالكي والشافعي: يعتبر فقهاء المذهب المالكي والشافعي صوم الست من شوال مكروهًا، ورأوا أنّ قضاء الواجب أولى. 
  • قول المذهب الحنبلي: حرّم فقهاء المذهب الحنفي صيام الست من شوال بتقديمه على صيام القضاء الواجب. 
اقرأ أيضاً:  تعرف على زوجات الرسول

حكم جمع نية صيام ست من شوال والقضاء

لا يجوز أن يجمع المسلم ما بين نية صيام القضاء من رمضان مع نية صيام الست من شوال في نفس اليوم؛ لأن كل منهما يحمل نية خاصة، ولكن من نوى صيامهما في نفس اليوم فلا يسقط عنه القضاء بل يكون صيامه نفلًا ويقضي يومًا بدلًا عنه. 

هل صيام ست من شوال بدعة أم سنة ؟

من المستحب صيام الست من شوال بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، فهو سنة لا واجب ولا بدعة. 

حديث صيام ست من شوال

  • عن أبو أيوب الأنصاري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “جعل اللهُ الحسنةَ بعشر أمثالِها، الشهرُ بعشرةِ أشهرٍ، و صيامُ ستةِ أيامٍ بعد الشهرِ تمامُ السَّنةِ[صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

أسئلة عن شهر رمضان المبارك

إمساكية رمضان 2022الجماع في رمضانالحجامة في رمضان
الفرق بين الصوم والصيامبماذا يثبت دخول شهر رمضان؟حكم الإفطار في رمضان
دليلك الشامل عن فوائد الصيامشروط إفطار المسافر في رمضانصيام الإثنين والخميس والفضل الكبير
صيام النذرصيام النصف من شعبانأسئلة عن شهر رمضان المبارك
كفارة إفطار المرضعة في رمضانكفارة الصيام للمريض

فضل صيام ست من شوال الكبير فيديو

مقالات مشابهة

وداع رمضان 2022

وداع رمضان 2022

إن الله وملائكته يصلون على النبي

إن الله وملائكته يصلون على النبي

كم باقي على رمضان؟

كم باقي على رمضان؟

حرف ومهن الأنبياء

حرف ومهن الأنبياء

دليلك الشامل عن القراءات العشر

دليلك الشامل عن القراءات العشر

حكم التسويق الإلكتروني

حكم التسويق الإلكتروني

ما هي أركان الإسلام الخمسة؟

ما هي أركان الإسلام الخمسة؟