جدول المحتويات
السماوة مدينة النخيل
السماوة مدينة عراقية تقع جنوب العراق، وتبعد عن العاصمة بغداد نحو 280كم، وهي عاصمة محافظة المثنى، وتحدها من الجهة الشرقية البصرة وذي قار، ومن الغرب السعودية وجزء من بادية النجف ودولة الكويت، ويقسم الجزء القديم من المدينة إلى عدد من المناطق والأسواق القديمة، ويسكنها خليط من العشائر العربية والبدو، وأهم ما ميز المحافظة، واحاتها الواسعة من النخيل العراقي الممتد على ضفتي نهر الفرات الذي لا تخلو مائدة عراقية منه، وتغنى بنخيلها شعراء كثر منهم كاظم السماوي، كما حملت الأغاني اسمها مثل الأغنية العراقية الشعبية نخيل السماوة.
تسمية وتاريخ السماوة
يوضّح الشيخ أحمد رضا في كتابه معجم اللغة أنّ سماوة تعني الشيء العالي، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن مدينة السماوة الحالية نشأت فيها قبل الإسلام منطقة اسمتها المصادر “أليس”، وكانت محطة استراحة للجيوش الإسلامية التي حاربت الساسانيين الفرس وقاومت نفوذهم، إذ دارت على أرضها معركة أليس أو معركة نهر الدم التي كانت بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والفرس بقيادة جابان، وقد ورد في كتاب معجم البلدان على لسان ياقوت الحموي أن “أليس الموضع الذي كانت فيه الواقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية”، وكان القائد المعروف المثنى بن حارثة مقيماً بناحية أليس، يدعو المسلمين للجهاد، ثم سميت المحافظة مثنى نسبة له.
عاشت المدينة أوج الازدهار في العهد العثماني، من الناحية الاقتصادية والتجارية، وبني فيها مسجد السماوة الكبير وهو أحد مساجد العراق الأثرية التاريخية، ويحوي الجامع مصلى يتسع لأكثر من ألف مصلٍ، وتقام في الجامع إلى الآن الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، والعيدين.
معالم محافظة السماوة
تشتهر السماوة بمعالم أثرية وسياحية عديدة، إذ ينتشر في أرجائها 33 موقعاً أثريا يرجع تاريخها إلى 3200ق.م وعصر الحضارة الإسلامية، كذلك يوجد فيها العديد من المقامات الدينية التي تجذب آلآف الزوار إليها سنويًا، ومن أشهرها مقام الخضر الذي بناه داود باشا ويبعد عن السماوة حوالي 32كم إلى الجنوب منها، أما السوق المسقوف الكبير؛ فهو واحد من المعالم الأثرية والتاريخية للسماوة ويعود تاريخ هذا السوق إلى الثلاثينيات من القرن الماضي حيث بني في منتصف القرن التاسع عشر عهد العثمانيين، ويشتهر السوق بتنوّع بضائعه من الفنون الحرفية مثل صناعة الأواني والأباريق النحاسية.
يوجد في المحافظة بحيرة تدعى ساوة، تقع في وسط صحراء مدينة السماوة، على مسافة 30كم جنوب غرب المدينة وتبلغ مساحة البحيرة حوالي 12كم²، وترتفع عن الأرض 5م، وتبعد 10كم عن نهر الفرات، ومن أغرب الظواهر الطبيعية لبحيرة ساوة أنه عند محاولة سحب المياه من خارج البحيرة تتحول مباشرة إلى صخور كلسية، وكأنها ترفض مغادرة رحم البحيرة الأم، كما يكثر ببادية السماوة الصيد إذ يأتي الصيادون إليها من المدن المجاورة لصيد طيور الحبارى، وكذلك فيها سجن “نقرة السلمان”.
اقتصاد محافظة السماوة
كانت السماوة ممرًا تجاريًا لتنقل البدو الرحل من العراقيين، ومحطة تجارية بين العراق والبلدان الأخرى كما كان يتخذها الزائرون محطة استراحة، ويشتهر السماويون بصناعة الحرف اليدوية والتي تعتبر عند بعضهم مصدر دخلًا أساسيًا ويأتي التجار من المدن المجاورة لشراء صناعاتهم، كما تشتهرالسماوة بإنتاج أجود أنواع ملح الطعام؛ حيث توجد في غربها أكبر ممالح العراق وأكثرها إنتاجاً، وتكثر بالمدينة مصانع الإسمنت ذات الجودة الجيدة، فضلا عن بعض الصناعات النفطية ومعامل الأعلاف.يعيش أكثر من نصف سكان السماوة دون خط الفقر، إذ تصنف من ضمن أكثر المدن العراقية فقرًا، حسب مدير هيئة استثمار المحافظة عادل الياسري.