جدول المحتويات
العهد الحفصي
كانت تعرف الدولة التونسية قديما باسم إفريقيّة، وتعد من الدولة التي تعاقبت عليها الدول والحضارات المتعددة، وكان العهد الحفصي من أشهر العهود التي مرت على الدولة التونسية، إذ استمر حكمهم لأكثر من ثلاثة قرون، وشهد العهد الحفصي الذي بدأ من سنة 1229-1574 عدة تقلبات سياسية واقتصادية، ويعد أبو زكريا الحفصي مؤسس الدولة الحفصية، والذي كان مركزها مدينة تونس، ويعود نسبة الحفصيين إلى قبيلة هنتانة، التي تعد واحدة من أعظم القبائل في المغرب الأقصى، ويعود أصل تسميتهم إلى أحد أجداد الأسرة وهو أبو حفص يحيى بن عمر الذي عاش خلال فترة 1174-1195.
الحكم الحفصي
بدأ الحكم الحفصي بعد استيلاء الأمير أبو زكريا يحيى على الحكم بعد شغل منصب عامل الموحدين في تونس، وقد أعلن استقلاله عن الموحدين في المنطقة، وذلك بعد خلع طاعة أبي العلاء إدريس، وامتدت إلى مناطق واسعة في المغرب الأقصى، إذ امتدت دولته من الجزائر من المناطق الغربية إلى ليبيا في الشرق، وبقي أبو زكريا غير معلن نفسه على الإمارة لمدة سبع سنوات، حتى اكتسب محبة أهل إفريقية وضمن ولاءهم وطاعتهم التامة، وبالإضافة إلى خوفه من تدخل الموحدين المتمركزين في مراكش المغربية، واستمرت الدولة الحفصية إلى أن سقطت على يد العثمانيين عام 1574، ويعد الخليفة نجد المستنصر أشهر الخلفاء والذي قام بإصلاحات واسعة في عدة مجالات في تونس، كما تعاقب عليها 25 سلطاناً وكان آخرهم السلطان محمد الذي استمر حكمه 5 سنوات فقط.
الاقتصاد في العهد الحفصي
ازدهار الاقتصاد خلال العهد الحفصي وكانت موارد الدولة تتمثل في: أمالك السلطان الخاصة، ونظام الضرائب المفروض على الأراضي الزراعية، والصناعات ونقل البضائع، وتم صك عملة خاصة بهم لتسهيل عملية البيع والشراء، وكانت تعرفة هذا العملة بدرهم تونسي، وكانت دار الصكة التونسية المسؤولة عن صك العملة، وقد كانت العملة المستخدمة في جميع الدول الإفريقية، وكان الدرهم التونسي وقتها يساوي ثلاثة من الدراهم الجدودية، كما شهدت تونس خلال العهد الحفصي استقراراًورفاهية.
قام الحفصيون بعقد معاهدات سلام وتبادل تجاري مع عدة دول منها: البندقية، جنوة، وبيزة، وهذا انعكس على تطوير التجارة وإنشاء الأسواق والتبادل التجاري، كما تضمنت اتفاقيات الأمان البحري للتبادل التجاري بين الدول، وتم وضع لوائح تنظم عملية التبادل التجاري بين الدول الأخرى، وتم إنشاء عدة أسواق أهمها: سوق النساجين، سوق الصباغين، سوق العطارين، سوق الحدادين وسوق الباغين.
المساجد في العهد الحفصي
كانت تعد المساجد مركز التعليم الأول، والتي كانت تركز على تعليم القراء والكتابة وترتيل القرآن، وكان يطلق على من يدرّس في المراحل التعليمة في المسجد أو المدرسة باسم المُدرّس، وبالنسبة للمعلم فكان يقوم دوره على تعليم الصبيان في المرحلة الأولى، ويقوم المؤدب بتعلم الأطفال ترتيل وقراءة القرآن بصوت عالٍ، ومن أشهر المساجد التي تم إنشاؤها في العهد الحفصي:
- مسجد القصبة: تم بناء مسجد القصبة في عهد الأمير أبو زكريا في أطراف المدينة، إذ تم بناء المسجد بحجم صغير، بسبب ازدحام الشوارع بالمحال التجارية التي تخدم مختلف القبائل من أفريقيا، ثم تحول المسجد إلى جامع كبير تقوم به صلاة الجمعة، وفي ذلك الوقت كانت صلاة الجمعة تقام في جامع الزيتون.
- جامع الهواء: تم بناؤه بطلب من الأميرة عطف زوجة أبي زكريا يحيى، خلال خلافة ابنها محمد المستنصر، وكان يطلق عليه اسم جامع التوفيق، ويتميز وجود المسجد في حي السلطاني الذي كان يسكنه علية القوم من الأعيان والشيوخ، وتم تسميته باسم جامع الهواء بسبب مكانه الخلاب وحسن مناخه، إذ تم بناؤه على ربوة جنوب القصبة، واعتبر الجامع مقصد العلماء والمرابطين والباحثين عن الخلوة، وأقيم فيه الدروس الشرعية ومختلف الفنون الأندلسية في وقتها.