جدول المحتويات
التسمية
جاء اسم مدينة عين دراهم من عين ماء تسمى (عين المال)، التي تم استخدامها من قبل المخيم الفرنسي العسكري الأول، مما أدى إلى تحوّل لون مياهها إلى اللون الفضي نتيجةً للمخلفات المعدنية، وتحديداً مادة الرصاص التي تطفو على بعض أجزائها، ومن هنا جاء اسمها (عين دراهم)، كما أطلق عليها اسم سويسرا شمال افريقيا؛ وذلك لأنها تعتبر من أجمل المدن التونسية، وخاصةً في فصل الشتاء؛ حيث تكتسي جبالها بالثلوج، وتصبح مكاناً مثالياً للتزلج.
جغرافيا مدينة عين دراهم
تقع هذه المدينة في الجمهورية التونسية، في ولاية جندوبة في إقليم الشمال الغربي لتونس الواقع على الحدود مع الجزائر، وهي تقع على قمم جبال الكرومي المليئة بالغابات، وتتميز عين دراهم بشكلها العمراني ذو الطابع القروي الأوروبي؛ حيث تجد منازلها ذات الأسقف المصنوعة من الخشب، والقرميد الأحمر معلقة في أعلى قمم جبال خمير.
تبعد هذه المدينة عن العاصمة التونسية مسافة 200كم، كما أنها تقع على ارتفاع 1000كم عن سطح البحر؛ لذا فهي تشهد هطولات ثلجية أثناء فصل الشتاء، وسجلت رقماً قياسياً من حيث سماكة الثلوج التي وصلت إلى مترين عام 2005، أما في الصيف فطقسها معتدل؛ مشمس في النهار ، ومائل للبرودة خلال الليل، يحدها من الشمال محافظة طبرقة، ومن الشرق محافظة بالطا، أما الجنوب فيحدها محافظة فرنانة، ومن الغرب دولة الجزائر.
تمتاز هذه المدينة بغاباتها المليئة بأشجار الصنوبر، والبلوط، والفلين، والزان، كما تتوفر فيها النباتات الطبية والعطرية، التي تستخرج منها أفضل أنواع العطور التجميلية، والزيوت الروحية، والتي يروج لها في العديد من البلاد الأوروبية. أما بالنسبة لسكان مدينة عين دراهم؛ فيبلغ عددهم بحسب إحصائية عام 2014 حوالي 35,400 نسمة.
السياحة في مدينة عين دراهم
تعتبر هذه المدينة ثالث أهم موقع سياحي في ولاية جندوبة، بعد مدينة طبرقة الساحلية، ومدينة جندوبة، وتتمتع عين دراهم بجبالها العالية، وغاباتها الكثيفة؛ فتصبح في فصل الصيف متنزهاً للزائرين؛ فهي تتمتع بجو معتدل، وطبيعة خلابة وهادئة، بالإضافة إلى وجود الشواطئ الرملية ذات المياه النقية، كما تنشط فيها السياحة الاستشفائية كما في قرية حمام بورقيبة، التي تتوفر فيها حمامات المياه المعدنية الحارة، وتحتل هذه القرية المركز الثاني عالمياً بعد فرنسا كمقصد للاستشفاء بالمياه المعدنية والكبريتية، أما في فصل الشتاء تتساقط عليها الثلوج ويقصدها العديد من السكان والسياح لممارسة رياضة التزلج.
يوجد في عين دراهم محمية الزانة، لأشجار الزان المقلوب، وهي أشجار تشكّلت نتيجة تفاعل بين شجرة الزان وشجرة الفرنان، مما أنتج شجرة مميزة اعتبرها العلماء على أنها إعجاز في الطبيعة. تعتبر المدينة مقصداً لهواة التسلق، والمشي في المسارات الطبيعية، بالإضافة إلى وجود مركز رياضي فيها، وهو المجمع الرياضي الدولي، الذي يضم مجموعة من الملاعب المجهزة، بالإضافة إلى تنظيمه معسكرات رياضية للأندية.
يوجد في المدينة أيضاً العديد من المواقع الأثرية معظمها من الحقبة الرومانية؛ مثل موقع حيدرة، وموقع شمتو، وموقع أوذنة، بالإضافة إلى أكبر المواقع الأثرية الرومانية في تونس وهو مدينة دقة، التي تقع جنوب مدينة عين دراهم على بعد 70كم.
تاريخ مدينة عين دراهم
كانت هذه المدينة انطلاقاً للقاعدة العسكرية الفرنسية، كما كانت تضم المرافق الأساسية للمستوطنين؛ كالتعليم، والتجارة، بالإضافة إلى استغلال الغابات، وكانت من أوائل البلديات التونسية القائمة عام 1892، أما عام 1930 أصبحت عين دراهم محطة سياحية للمستوطنين الفرنسيين، وعام 1982م، ونتيجة لقرارات سياسية، أصبحت المدينة عنصر من مشروع سياحة الكم التي تربط الغابة بالبحر.